ما الذي تعرفه عن شبكة اتصالات الجيل الخامس التي بدأت بريطانيا باستخدامها؟
[ad_1]
وصلت أخيرا شبكة هاتف الجيل الخامس (5 جي) إلى بريطانيا، بعد سنوات من الانتظار والغموض أحيانا.
فقد أطلقت شركة إي إي، التي هي فرع لشركة بريتيش تيليكوم (بي تي)، أول شبكة هاتف نقال من الجيل الخامس، ولكن بخدمة ما زالت محدودة ببعض المناطق وليست متاحة للجميع، ويمكنك الحصول عليها إذا دفعت أجورا أعلى وكنت في منطقة تتوفر فيها هذه الخدمة.
ويكلف أرخص عرض 54 جنيها استرلينيا في الشهر، فضلا عن مبلغ 170 جنيه استرلينيا، هو ثمن جهاز الهاتف الجوال المناسب.
ولكن البعض يفضل انتظار انطلاق خدمة منافسة من شركة فودافون، التي يتوقع أن تبدأ خدماتها من الجيل الخامس خلال 5 أسابيع، لاختيار العرض الأفضل. مع العلم أن الشركتين ستطلقان شبكة الجيل الخامس في عدد من المدن وليس في كل البلاد.
كما أن حجم المعلومات المتاحة للاستخدام في هذا العرض لا يتجاوز 10 غيغا بايت شهريا، وهي كمية يمكن أن تستهلك بسرعة أمام إغراء سرعة تنزيل المعلومات كالفيديوات والصور ومواد الإنترنت الأخرى التي تتيحها التكنولوجيا الجديدة.
وحتى في المدن المختارة، فإن التغطية ستكون غير مكتملة وقد تقتصر في بعض الأحيان على الهواء الطلق، وقد تنقطع تماما في أحيان أخرى، أي أن الزبائن حينها سيعودون للاعتماد على تغطية شبكة الجيل الرابع.
ووعدت شركة صناعة شرائح الهاتف النقال كوولكوم بأن توفر هواتف الجيل الخامس على بطارية “يدوم شحنها يوما كاملا”.
وتقول الشركات أن ثمة الكثير من المبادرات المقبلة التي ستجعل من شبكة الجيل الخامس أكثر أنتشارا وفاعلية.
كما تكون سرعة شبكة الجيل الخامس؟
تشير الهيئة التنظيمية المشرفة على الاتصالات في بريطانيا “أوفكوم” إلى أن سرعة الجيل الخامس قد تصل إلى 20 غيغا بايت في الثانية.
وهي سرعة تمكنك من تنزيل فيلم بمواصفات صورة بالغة الوضوح (4 كي) في أقل من الوقت المطلوب لقراءة فقرة موجزة عنه.
ولكن لا ينبغي أن نستعجل الأمور في هذه المرحلة.
فخطوط الألياف البصرية التي تستعملها شركة إي إي لربط شبكة الجيل الخامس لها قدرة لا تزيد عن 10 غيغا بايت يشترك فيها الجميع.
وتقول الشركة إن كل مستخدم يتلقى ما بين 150 إلى 200 ميغا بايت في البداية كسرعة تنزيل مواد من الانترنت، وقد يحصل الزبون المحظوظ أحيانا على سرعة تصل إلى 1 غيغا بايت في الأوقات الهادئة (يقل فيها ضغط الاستخدام على الشبكة).
فالوقت لا يزال مبكرا لتنزيل الملفات الضخمة في ثوان قليلة بل سيستغرق تنزيلها دقائق في هذه المرحلة.
ومع ذلك، فما زال الأمر يمثل تحسنا كبيرا بالقياس الى سرعة 29.6 ميغا بايت في الإشارة الافتتاحية التي تقدمها شبكة الجيل الرابع، بحسب شركة إي إي.
وهناك طريقة أخرى لحساب السرعة، وهي الوقت بين إرسال الأمر وتلقي الإجابة. وفي هذا الصدد توفر شبكة الجيل الخامس سرعة تقاس بملي ثانية ( جزء من الألف في الثانية) أو أقل، مقارنة بالسرعة المتوفرة حاليا من 20 إلى 70 ملي ثانية.
وستسهل هذه السرعة اللعب بألعاب الفيديو التي تعتمد خدماتها على الآي كلاود التابعة لشركة أبل وتجعلها أكثر استجابة وتفاعلا، كما ستمهد الطريق لاستخدامات جديدة للمركبات المسيرة عن بعد والروبوتات المستخدمة في العمليات الجراحية، وعمليات بث مباشر لمشاهد الواقع الافتراضي.
ولكن هذه السرعة لن تكون متوفرة منذ البداية، إذ تتوقع إي إي أن تبدأ بسرعة 20 ملي ثانية لتصل إلى 10 ملي ثانية في العشر سنوات المقبلة.
هل سرعة الهاتف هي كل ما في الأمر؟
هذه طبعا ليست الخاصية الوحيدة التي تتميز بها شبكة الجيل الخامس.
فمن بين أكبر المميزات أن شبكة الجيل الخامسة سيكون بمقدورها ربط عدد أكبر من الهواتف مرة واحدة.
فالشبكة تستطيع نظريا ربط أكثر من مليون هاتف في الكيلومتر المربع الواحد، مقارنة بقدرة الجيل الرابع على ربط 60 ألف هاتف فحسب مرة واحدة.
ولكن تحقيق ذلك يتطلب وضع هوائيات في كل مكان، فوق أعمدة الكهرباء، ومحطات الحافلات، وأسقف المباني. وتدعم هذه الهوائيات أجهزة جمع البيانات التي تساعد السلطات والشركات على الحصول على نظرة أعمق لسلوك المستهلكين وتجهيزهم بخدماتها “الذكية”.
ويتوقع الباحثون في المستقبليات أن تساعد التكنولوجيا في تحقيق ما يعرف بـ”البيوت الذكية” التي تقوم عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي بتأدية الخدمات المنزلية، كأن تقوم بطلب مكونات الوجبات الغذائية المتناسبة مع نشاط ساكنيها. كما تساعد هذه البيانات المتاجر في توفير كميات السلع المطلوبة بدقة لتجنب التبذير والتقليل من الخسائر المتمثلة بالمواد التي تتلف جراء عدم استهلاكها.
وإذا كانت شبكة الجيل الرابع سمحت بالتحكم في الأجهزة المربوطة فيما بينها عن بعد، فإن شبكة الجيل الخامس ستمسح بالتواصل بين جهاز وجهاز آخر، بما يسمح للأجهزة نفسها اتخاذ القرارات نيابة أصحابها.
وتقول المحللة التكنولوجية، ستيفني هير، إن “شبكة الجيل الخامس ستنقل عالمنا المادي من الغباء إلى الذكاء، إذ تمنحنا مجالا واسعا من الخيارات بفضل حجم البيانات التي توفرها”.
ما هي التغييرات الأخرى المرتقبة؟
يتوقع أن تفصل شركات توفير الانترنت عقودا وفق متطلبات الزبون وحاجياته. وكل عقد يضمن شروطا معينة مثل السرعة والاستجابة وعرض نطاق التردد وغيرها من الخصائص المناسبة لكل نشاط.
على سبيل المثال، قد تحتاج شركة ألعاب إلكترونية تعتمد على خدمة كلاود إلى أن تدفع مبلغ أكبر لضمان سرعة الاستجابة وأقل تأخير ممكن، كما يمكن لخدمات الطوارئ أو المؤسسات الإعلامية أن تضمن عبر تقنيات الجيل الخامس أن لا تؤثر على خدماتها زحمة استخدام الشبكة الاتصالية من أناس يحاولون مشاهدة الأفلام على موقع يوتيوب في آن واحد.
وأشارت شركة إي إي إلى أنها ستقدم هذه الخاصية في عام 2023.
- أزمة هواوي: توشيبا تنضم إلى باناسونيك في “وقف التعامل” مع الشركة الصينية
- هواوي وغوغل: تقييد استخدام نظام أندرويد في هواتف الشركة الصينية
ومن المرجح أن تستغل شبكات الهاتف النقال فائض القدرة التي توفرها شبكة الجيل الخامس لتوفير خدمة انترنت واحدة تتخلص فيها من انترنت البيت المنفصلة عن الهاتف النقال.
وفي تصريح لبي بي سي العام الماضي، قال مدير شركة ثري للاتصالات إن العديد من المستخدمين ليس بحاجة إلى السرعة التي يوفرها ذلك النوع من أسلاك الألياف البصرية، لكنهم سيجدون أن شبكة الجيل الخامس أكثر تفوقا مما هو ممكن عبر أسلاك الهاتف النحاسية.
وأضاف “إنه أمر مكلف الحفر في الطرق ويأخذ الكثير من الوقت والمال، لذا تجهيز الاتصال بلا أسلاك عن طريق الواي فاي أرخص وأسرع”.
ماذا عن هواوي؟
أثارت قضية الشركة الصينية هواوي جدلا بخصوص المخاوف الأمنية من استعمال أجهزتها في شبكة الجيل الخامس.
وبدأت بريطانيا الشهر الماضي كأنها ستمنح الضوء الأخضر لاستعمال أجهزة الشركة الصينية، ولكن استقالة رئيسة الوزراء، تيريزا ماي، جعلت الأمور أقل وضوحا في الوقت الراهن.
ويشكل حظر اسهام شركة هواوي في إعداد البنية التحتية لشبكة الجيل الخامس إزعاجا كبيرا لشركات خدمة الانترنت.
وسيتوجب على إي إي وفودافون سحب بعض معدات هواوي المستخدمة حاليا وتؤدي وظائف في كل من شبكة الجيل الخامس والجيل الرابع. وأكدت الشركتان أن إطلاق الجيل الخامس سيتأخر إذا تقرر سحب الأجهزة.
ولم تستعمل شركة تيليفونيكا أو 2 أجهزة هواوي على نطاق واسع، ولكن لها اتفاقات على المشاركة في الشبكة الاتصالية مع فودافون وعليه فإن بعض التأخير قد يلحقها أيضا.
وأعلنت شركة ثري أن ضمن خططها استعمال منتجات الشركة الصينية لشبكة الجيل الخامس.
كل هذه المعطيات تعني أنه على الرغم من أن بريطانيا تعد من أوائل البلدان الأوروبية في إطلاق شبكة الجيل الخامس، لكنها قد تنتهي لأن تأخذ وقتا لتعميمها على جميع مناطق البلاد قد يكون أطول من بعض نظرائها الأوروبيين.
[ad_2]
Source link