أخبار عاجلة

جدل واسع في السعودية بشأن السواتر الفاصلة بين الرجال والنساء ف..



أثارت آراء جديدة لدعاة سعوديين بارزين، تعارض وضع سواتر فاصلة بين الرجال والنساء في المساجد، جدلًا واسعًا في المملكة، وسط ترقب لموقف وزارة الشؤون الإسلامية من القضية الجديدة.

وتتبع غالبية مساجد المملكة، نظامًا لفصل الجنسين، يقوم على وضع سواتر خشبية تتخللها فتحات ضيقة تتيح للنساء خلف تلك السواتر رؤية الرجال في الصفوف وليس العكس، وهو عُرف كان متبعًا في المحاضرات والندوات وحتى في الاجتماعات الحكومية ويجري التراجع عنه تدريجيًا.

وقاد إمام الحرم المكي السابق، الشيخ عادل الكلباني، دعوة علنية لإلغاء تلك السواتر في المساجد، وقال إنها ”لم تكن موجودة في عهد النبي محمد، قبل أن يؤيده دعاة آخرون، ويعارضه فريق ثان يضم أيضًا دعاة وكثير من السعوديين“.

ويقول الكلباني الذي كان يتحدث في برنامج ديني رمضاني على قناة ”إ س بي سي“ الحكومية: ”في زمن النبي صلّ الله عليه وسلم، وهم أكثر الناس غيرة، لم يكن هذا موجودًا، وأصبحنا نوسوس حتى في المسجد، معزولات كأنهن في مصمك، لا يرين ولا يسمعن إلا عن طريق مكبرات الصوت، ولو انقطع الصوت لا يعلمن ماذا يحدث“.

وأضاف الكلباني وهو إمام جامع ”المحيسن“ في مدينة الرياض: ”لن تكون بناتنا ولا أخواتنا أكرم من عائشة بنت أبي بكر ولا حفصة بنت عمر ولا زينب بنت جحش، كل النساء المسلمات معروفة أسماؤهن وآباؤهن، وقدّمن للأمة والمجتمع خيرات كثيرة، وما ضرها حتى يعرف الناس اسمها“.

وأيد كثير من السعوديين دعوة الكلباني الجديدة، وبينهم دعاة، مثل الباحث الشرعي والمسؤول السابق في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الشيخ الدكتور أحمد بن قاسم الغامدي، والذي نقلت عنه صحيفة ”سبق“ المحلية بعد أن انتقل الجدل حول موضوع سواتر المساجد، للصحافة المحلية، قوله إن ”وضع السواتر في المساجد أمر مبالغ فيه“.

وتقدم دعاة سعوديون عددًا كبيرًا من أنصار التيار الديني المحافظ المتمسكين بالتفسيرات المتبعة للشريعة الإسلامية منذ عقود ويعارضون تغييرها على الدوام، وقدموا آراء دعموها بأدلة شرعية تعارض دعوة إلغاء السواتر.

وقال الداعية الشيخ سليمان الماجد في رد على الكلباني: ”حياكم الله أبا عبدالآله، ظاهر أن المسألة هي شرعية وضع الساتر في المسجد بين الجنسين، وهذا السؤال إنما يصح لو ادعى أحد أنه تعبد محض. ولكنه معقول المعنى وهو درء مفسدة.. والحاجة إلى ذلك متغيرة بتغير الأحوال والحاجة داعية.. فلا ينتظر فيها حديث.. فيكون السؤال غير منتج أصوليا في مسألتنا“.

وكتب المستشار الشرعي، سعد عبدالله، في الاتجاه المعارض لدعوة إلغاء السواتر، قائلًا: ”هل كان في مسجد رسول الله صل الله عليه وسلم ميكرفون وفرش وإنارة وتكييف كما هو في مسجد الكلباني“.

وجمع السجال حول الموضوع، عشرات آلاف التغريدات في موقع ”تويتر“ مع انضمام مزيد من المغردين إليه من مختلف شرائح المجتمع السعودي.

لكن السعودية التي تطبق الشريعة الإسلامية، لا تعتمد في سن تشريعاتها أو تعديلاتها المتعلقة بالقضايا الدينية، على مثل تلك النقاشات، إذ قصرت منذ سنوات إصدار الفتاوى الدينية على هيئة كبار العلماء، وهي أرفع هيئة دينية في المملكة، يرأسها مفتي البلاد، وتضم في عضويتها دعاة بارزين، وتنبثق عنها اللجنة الدائمة للبحوث، والتي تنظر في القضايا الدينية.

واعتمدت الرياض في الأعوام الثلاثة الماضية، على دعم تلك الهيئة في إجراء تعديلات على بعض القوانين المستمدة من الشريعة الإسلامية، وقررت تبني تفسيرات أقل محافظة مما كان سائدًا في العقود الأربعة الماضية التي تُعرف باسم ”عصر الصحوة“.

ومن غير المعروف إن كانت المملكة ستقدم على خطوة مثل إلغاء السواتر في المساجد، إذ لم يخض دعاتها المنضوين في المؤسسات الدينية الرسمية مثل وزارة الشؤون الإسلامية وهيئة كبار العلماء في نقاش حول القضية، لتبقى في إطار النقاشات الواسعة في مواقع التواصل الاجتماعي فقط.





Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى