مدينة الحرير جسر إلى الصين
[ad_1]
محمود عيسى
اعتبرت صحيفة آسيا تايمز أن إنشاء مدينة الحرير الكويتية يمثل جسرا نحو الصين، مشيرة الى انه منذ افتتاح جسر الشيخ جابر الأحمد أوائل شهر مايـو الجاري، ربط مدينة الكويت مباشرة بمناطقها الشمالية ما أدى إلى تقليص الوقت اللازم لقطع المسافـة بالسيــارة من 3 ساعات إلى 30 دقيقة فقط.
ومع ذلك، قالت الصحيفة: إن الجسر هو اهم بكثير من مجرد توفير الوقت للخروج السريع من العاصمة لأنه يشكل رابطا رفيع المستوى مع واحدة من المناطق الجغرافية الرئيسية في العالم – الطرف الشمالي الضيق للخليج، حيث تتشارك وتتنافس كل من الكويت والعراق وإيران للاحتفاظ بمواطئ قدم حول الممر المائي الاستراتيجي لشط العرب.
وعلى الشاطئ الجنوبي من شريان الحياة البحري هذا، تخطط الكويت الآن لبناء مدينة الحرير الكبرى في المستقبل بكلفة تصل الى 100 مليار دولار، ويهدف هذا المشروع الجديد ضمن أمور أخرى إلى تعزيز ربط الكويت بقوة عالمية صاعدة هي الصين.
ومن المقرر أن ينضم هذا المركز المالي الجديد للنقل واللوجستيات في شمال الخليج إلى مبادرة الحزام والطريق الصينية الطموحة.
ونقلت صحيفة آسيا تايمز عن أستاذ ونائب مدير معهد دراسات الشرق الأوسط بجامعة شنغهاي للدراسات الدولية ديجانج سون قوله: ان «الكويت أصبحت بالفعل واحدا من أكثر الشركاء نشاطا في مبادرة الحزام والطريق في غمرة تطلعاتها نحو الشرق من أجل التنمية الاقتصادية، بينما تتطلع الصين نحو الغرب، وفضلا عن ذلك فان الصين تعتبر بالفعل أكبر مستثمر في الخليج والشريك التجاري الثاني معه».
الحدود الشمالية
ومع ذلك حيث يصل الجسر الآن الى الشاطئ هناك منطقة تضم قليلا من الطرق ومحطة كهرباء وبعض المنازل المتناثرة التي تحيط بها الصحراء.
ويرى مخططي مدينة الحرير ان هذه المنطقة وجزيرة بوبيان المجاورة – مقابل شبه جزيرة الفاو العراقية وعلى مسافة قصيرة من ميناء أم قصر العراقي ستشهد مستقبلا ينطوي على قدر هائل من التحول، حيث ستمتد المدينة من ميناء مبارك الكبير الكويتي الجديد – الجاري إنشاؤه في جزيرة بوبيان إلى منطقة الصبية، حيث يصل الجسر إلى الشاطئ، وستضم المدينة مطارا دوليا ومنطقة تجارة حرة واستادا أولمبيا وبرجا ارتفاعه كيلومتر واحد يحتوي على مرافق سكنية للعمل وتجارة التجزئة والترفيه تتسع لنحو 700 ألف نسمة.
ويرى المدافعون عن المدينة أنها ستساعد الكويت على تحقيق تنويع اقتصادها وتعزز مكانتها الإقليمية والعالمية.
السكان عامل استقرار
وفي هذا السياق، قال مطور لبناني يعمل في الكويت طلب عدم الكشف عن هويته ان الكويت أدركت بعد غزو العراق عام 1990 أن السكان عامل استقرار جيد للأرض – وهو خط الدفاع الأول، وبالتالي فان مدينة الحرير وسيلة لتعزيز السيادة على هذه المنطقة وترسيخ الكويت في صورة عالمية أكبر، وان مصلحة الكويت أن ترى كل من جارتيها العراق وإيران هذا المشروع وخاصة الميناء مرفقا صديقا، كما أن إمكانية قيام الكويت بدور أكبر في المنطقة تكمن في ذلك – كمعبر لهذه الأسواق الأخرى.
وكان النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الشيخ ناصر صباح الأحمد قال في مارس الماضي إن اختيار المنطقة الشمالية يهدف إلى تحويل الكويت إلى مركز دولي للاستثمارات الأجنبية الضخمة، وان المشروع سيمكننا من الوصول إلى أماكن بعيدة كالبحرين الأحمر والأبيض المتوسط وتركيا وأوروبا الشرقية.
في هذه الإستراتيجية الأوسع، تلعب الصين دورا رئيسيا.
وكان الشيخ ناصر يتحدث بعد فترة وجيزة من اجتماعه مع وفد صيني كبير وتوقيع عدة مذكرات تفاهم رئيسية – بما في ذلك واحدة لبدء المرحلة الأولى من بناء مدينة الحرير.
وقال الأستاذ المساعد في جامعة زايد في أبوظبي جوناثان فولتون ان كل هذا يتناسب مع المتطلبات البحرية لمبادرة الحزام والطريق حيث تشارك الصين في تنفيذ ميناء خليفة في أبوظبي، وميناء الدقم في عمان، وفي جيزان السعودية، وجيبوتي وبورسعيد في مصر. ويمكن أن تكون الكويت جزءا من هذه الجهود، بينما تتصل أيضا بالطرق البرية لطريق الحرير الجديد عبر آسيا وصولا إلى إيران والعراق.
وختمت آسيا تايمز بالقول إن من المرجح أن تثبت مشاركة الصين في المشروع خطوة ذكية من جانب الكويت، حيث تعتبر الصين في كثير من الأحيان طرفا محايد من قبل إيران والعراق في هذا الجزء من الخليج.
[ad_2]