أخبار عاجلة

مهنتا الطبيب والمُعلم



تعتبر مهنتي الطبيب والمُعلم من أهم المهن إن لم تكن أهمها .
فالطبيب ليُعالج الناس ويصف لهم الدواء ويجري العمليات الجراحية والشفاء من عند الله سبحانه وتعالى.
والمُعلم يُعلم الأبناء بالتعليم التربوي وغرس روح العلم بدراساتهم العلمية والأدبية .
إن هاتين المهنتين يجب استثناؤهما من المهن الأخرى والتي بلا شك لا نقلل من أهميتهم .
إن هاتين المهنتين يجب ألا نربط عملهما لا بتقدم العمر بحيث نضع لهما سقفًا معينًا من العمر ومن فترة العمل التي يعملون فيها لنعفيهم من العمل ونحيلهم إلى التقاعد المبكر أو نقول لهم قدموا استقالاتكم وإلا نحن سنفصلكم من العمل .
إن الخبرة والتجربة في عالم الطب وعالم التعليم لا حدود لهما وكلما تقدما بالعمر زادت خبرتهما بالعمل الذي يمارسونه بحضورهم للمؤتمرات ومتابعتهم لأي جديد في عالم العلم والمعرفة والطب وتطبيقه على معالجة المرضى وتعليم الأبناء .
إن الرواتب الشهرية المجزية يجب أن تكون لهاتين المهنتين الطب والعلم استثناء برفع سقف رواتبهم الشهرية لأنهم لا مهنة لهما إلا معالجة المرضى وتعليم الأبناء .
إن العلم هو سلاح المتعلمين والدارسين لمواكبة الحياة بالعلم الذي تعلموه خدمة لبلدانهم وأوطانهم وهذا أساسه المُعلم الذي درسهم وغرس في روحهم حب الدراسة والتعلم .
وأما الطبيب الذي يقضي السنوات الطويلة في كليات الطب ليتخرج ليعالج المرضى يجب أن نراعي أيضاً راتبه الشهري ونضع له سقف معين بالراتب الشهري .
إن المعلمين والأطباء لا يعرفون مهن أخرى يمارسونها غير مهنة الطب ومهنة التعليم ولذلك جميع أوقات الطبيب مسخرة للعلاج في المستشفيات والعيادات وجميع أوقات المعلمين يقضونها في مدارس التعليم والجامعات ولا وقت لهم إلا التعليم في مختلف المواد الدراسية .
قبل الختام :
أذكركم حالة طبية عالجها أحد أطباء الأمراض الجلدية من إحدى الدول العربية الشقيقة والذي غادر الكويت بسبب إعفائه من عمله في مهنة الطب حسب قرارات كبر السن في العمر ومدة الخدمة التي قضاها في مهنة الطب .
اسمعوا هذه القصة الحقيقية وليست من نسيج الخيال فقد جاءت إلى هذا الطبيب مريضة لفت العالم من أوله إلى آخره ومختلف مستشفيات العالم في عالم طب الأمراض الجلدية وصرفت عشرات الآلاف من الدنانير للعلاج وتذاكر سفر بالطائرات والإقامة في الفنادق لعدة سنوات تراجع الأطباء في المستشفيات والعيادات ولكنها لم تصل إلى نتيجة بالدواء لعلاج مرضها بما يسمى (الصدفية) في يدها أو ما يسببه هذا المرض.
ولما راجعت هذا الطبيب أخذ عينة من جلد يدها وأرسلها إلى المختبرات الطبية في إحدى بلدان العالم وبعد أقل من أسبوع جاءت نتيجة التحليل الطبي لهذه العينة من جلد هذه المريضة ليقوم هذا الطبيب بوصف الدواء لها حسب نتيجة المختبر الطبي وبعد أقل من شهر شفيت هذه المريضة وأخذت تستعمل يدها بالتنظيف بغسل يدها بالماء والتي كانت سابقاً لا تستطيع أن تغسل يدها بالمياه التي تؤثر على يدها وتؤلمها.
إن أقرباء هذه المريضة خصصوا مبلغاً من المال لهذا الطبيب ولكنه رفض أن يأخذ هذه الأموال وطلب من أقارب المريضة بالدعاء له في دعواتهم في صلواتهم .
إن هذا الطبيب غادر الكويت ليواصل مهنة الطب في بلده التي رحبت به ليعمل في جامعاتها بالتدريس وفي المستشفيات للعلاج .
آخر الكلام :
إن المعلم والطبيب الذين تستغني الكويت عنهم وهم في قمة عطائهم بالتدريس لأبنائنا والعلاج لمواطنينا نجدهم الآن يعملون بالتدريس والطب برواتب أحسن من رواتبهما ومرتاحين لأن البلدان التي يعملون فيها لا يشترطون عمراً معيناً ولا مدة خدمة معينة ما داموا قادرين على العمل .
ونحن هنا لا نضع أية أهمية لهاتين المهنتين الإنسانيتين التعليم والتطبيب ولا يوجد عند الإنسان أغلى من أن يكون متعلماً ولا أغلى من صحته بأن يعيش صحيح البدن معافى ولذلك مهنتا الطب والعلم من أهم المهن في حياة الانسان .
فحافظوا يا المسؤولين على هاتين المهنتين الطبيب والمُعلم فسهلوا لهما الحياة المعيشية المريحة بالراتب المجزي شهرياً واتركوهم يعملون ويمارسون مهنة الطب والتعليم إلى أن يتقدموا هم بأنفسهم بإعفائهم من العمل إذا كنتم تريدون أطباء متخصصين يعملون في مستشفياتكم ومعلمين متعلمين يدرسون أبناءكم .
فاتركوا عنكم شيئا اسمه التقاعد المبكر وأعمارهم ومدة عملهم في الخدمة في العمل الذين يعملون به لأن الكويت هي الخاسرة برحيل مثل هؤلاء الأطباء وهؤلاء المعلمين الذين تتسابق دول العالم في استضافتهم للعمل في مستشفياتها ومدارسها وجامعاتها .
وسلامتكم

بدر عبد الله المديرس
al-modaires@hotmail.com





Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى