أخبار عاجلة

تواضع هذا الرجل



لم أكن أعرف أنني معه في الطائرة القادمة من إحدى الدول الأوروبية إلى الكويت إلى أن فوجئت باللقاء معه على سلم الطائرة ونحن ننزل في مطار الكويت مصرًا علي أن أتقدمه بالنزول ولكنني أبيت ذلك ونزلنا من الطائرة وتوقفت لعلي أن أجد أحد من يستقبله أمام باب الخروج من الطائرة كعادة بعض المسؤولين الكبار يحمل حقيبة يده ويرافقه إلى قاعة التشريفات ولكنني لم أجد أحد .
هذا هو الوزير السابق الأخ الدكتور يوسف حمد الإبراهيم وزيرًا للمالية ووزيرًا للتخطيط ووزيرًا للدولة لشؤون التنمية والإدارية ووزيراً للتربية ووزيراً للتعليم العالي والآن مستشارًا اقتصاديًا في الديوان الأميري بدرجة وزير .
ووقف بنفسه حاملاً جواز سفره بيده منتظراً بدوره مع باقي المسافرين ليتقدم بكل تواضع لختم جواز سفره وصاحبته إلى مكان استلام الشنط ووقف ينتظر شنطته يسحبها بنفسه ويخرج إلى خارج المطار مسافر عادي مثل باقي المسافرين .
إن هذا التواضع بل قمة التواضع لهذا الرجل الأخ الدكتور يوسف حمد الابراهيم لم يكن وليد الصدفة بالنسبة لي وبالنسبة لكل من يعرفه بطيبة قلبه وهدوئه الدائم عندما يتكلم وابتسامته التي لا تفارقه ابتسامة التواضع .
إنني عاصرت الأخ الدكتور يوسف حمد الإبراهيم زميلاً أكاديمياً عضو هيئة التدريس وعميد كلية العلوم الإدارية بجامعة الكويت وأنا موظف إداري في هذه الجامعة جمعنا روح العمل المشترك في هذه الجامعة الفتية أصدقاء قبل أن نكون زملاء في العمل الأكاديمي والإداري .
إن تواضع هذا الرجل لم يقف عند هذا الحد بل تعدى ذلك عندما اتصلت معه وأنا أعد مؤتمر الإعلام الاقتصادي لجمعية العلاقات العامة الكويتية الذي أقيم تحت رعاية سامية وكريمة لحضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير البلاد حفظه الله ورعاه تحت شعار (دعم الكويت كمركز مالي واقتصادي وتجاري إقليمي وعالمي) وذلك في الفترة من 13-14 ديسمبر 2010 .
إن هذا التواضع جاء عندما اتصلت معه أدعوه للمشاركة بإدارة إحدى جلسات المؤتمر ولم يسألني متى سيعقد هذا المؤتمر ولا في أي مكان ولم يطلب منى أن أرسل له رسالة دعوة للمشاركة بإدارة إحدى جلسات المؤتمر بل قال لي باللهجة الكويتية المحببة وبالتواضع من عنده اللي تبي بو عبد الله أنا حاضر لإدارة أي جلسة أنا أكون سعيد بإدارتها ولا كتابنا وكتابكم ولا انتظار للرد ولكن اكتفى بمعرفة عنوان المؤتمر ليحضر ويدير أحد جلسات المؤتمر .
هذا هو الأخ الدكتور يوسف حمد الإبراهيم رجل في قمة التواضع ليس بحياته الطبيعية بل بعلمه الغزير والذي تشهد له سيرته الذاتية ومناصبه العليا والتي لولا مساحة الموضوع لذكرتها بالتفصيل ويكفي أن أشير إلى أنه كان أستاذًا زائرًا في الاقتصاد بجامعة ستانفورد بولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية الصديقة لينقل علمه وخبرته العلمية إلى خارج الكويت في أرقى جامعة من الجامعات الأمريكية درس وتخرج منها وكان أستاذًا زائرًا لها .
بالإضافة إلى ذلك حصوله على جائزة الدولة التشجيعية في الاقتصاد برعاية المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب .
قبل الختام :
إنني أحيي هذا الرجل الأخ الدكتور يوسف حمد الإبراهيم بتواضعه في حياته مع كل من يلتقي معهم ويعمل معهم وأن بلا شك شهادتي مجروحة في الحديث عن تواضع هذا الرجل والذي يلتقي ويعرف هذا الرجل يعرف أنني لم أتحدث عنه من فراغ وإنما أشياء ملموسة تستحق الإشادة به والتقدير والاحترام لشخصه الكريم .
إن التواضع من شيمة هذا الرجل وبالتواضع الجم مع الجميع أكسبه محبة الناس من الأصدقاء والمعارف والمحبين له وأنا منهم .
وسلامتكم

بدر عبد الله المديرس
al-modaires@hotmail.com





Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى