أخبار عاجلة

لا يُسمح لحالات القلب غير المستقرة بالصيام


القلب عضلة تضخ الدم الى كامل الجسم، واصابتها بالضعف تدل على انخفاض كفاءة ضخ الدم والاصابة بحالة تسمى فشل القلب. وشرح د. طلال مضوي، استشاري امراض القلب في مستشفى الهادي، بأن أكثر مسببات فشل القلب شيوعا هي:

– مشكلات شرايين القلب التاجية مثل الضيق والانسداد. فهي الشرايين التي تغذي عضلة القلب، وانسداد أحدها يسبب انخفاض تغذية جزء من عضلة القلب، وبالتالي تلف المنطقة وموتها.
– مشكلات صمامات القلب، فهي التي تتحكم في سريان الدم من غرفة قلبية الى أخرى ودفع الدم الى خارج القلب.
– مشكلات اختلال ضربات القلب، ومن أكثرها شيوعا الارتجاف الاذيني، الذي قد يسبب فشل القلب ان لم يعالج سريعا وبشكل مناسب.

صيام المصاب بأمراض القلب
يتمكن كثير من المصابين بأمراض القلب من الصوم خلال شهر رمضان، ان كانت حالتهم مستقرة وتم ترتيب مواعيد ادويتهم لتتناسب مع فترة الافطار. وشرح الدكتور قائلا «يسمح بصيام الحالات المستقرة التي لا ترافقها أعراض مثل التعب والارهاق عند الحركة وطلوع السلم أو ضيق وصعوبة التنفس او تكرار نوبات ألم الصدر و(رقعة) القلب. بينما يمنع صيام الفئة التالية:
الذين يحتاجون الى تناول عدة انواع من العقاقير في مواعيد متقاربة تتعارض مع الصيام، مثل عقاقير علاج القلب والسكر والكوليسترول. فعلى هؤلاء الالتزام باتباع ارشادات الطبيب وخطة العلاج.
– الذين يتناولون عقاقير مدرة للبول، وذلك تفاديا للجفاف. فالجفاف يسبب تغيرا في هرمونات الجسم مما يؤثر سلبا في كفاءة عمل القلب. لذا، عليهم الافطار وشرب كمية كافية من الماء والسوائل، وفق صحة الكلى.
– الحالات غير المستقرة ممن يشعرون بأعراض عند ممارسة نشاطات الحياة اليومية مثل: التعب وصعوبة التنفس وآلام الصدر، حتى لو كانت مواعيد عقاقيرهم لا تتعارض مع الصيام».

صيام أمراض القلب الخلقية
يسمح لمعظم المصابين بأمراض القلب الخلقية بالصيام، لأنها حالات تعالج مبكرا في العمر عبر العمليات الجراحية، مما يؤدي الى استقرار حالتهم وممارستهم نشاطات الحياة بشكل طبيعي تقريبا. بيد أن هناك حالات قليلة تكون غير مستقرة، وعليه فلا يسمح لها بالصيام.

تأثير القهوة والسهر
نظرا الى زيادة شرب المنبهات كالقهوة خلال رمضان، اشار د. طلال الى ان شرب القهوة لا يعتبر مضرا ان تم باعتدال، 2 – 3 أكواب يوميا. أما زيادتها عن ذلك فتقترن بمضاعفات قد تكون خطرة على مرضى القلب. واضاف موضحا «الاكثار من شرب القهوة يسبب تسارع ضربات القلب وتحفيز الدماغ واجهاد القلب المريض اصلا. ويتضاعف الضرر ان اجتمع مع ذلك قلة النوم والسهر الى الفجر اثناء رمضان. فقد أثبتت الدراسات أهمية النوم ليلا للصحة، وان السهر يسبب اختلالا في هرمونات الجسم واشاراته العصبية مما يضر القلب. لذا، من المهم ان يحرص المصاب بأمراض القلب على النوم ليلا وتفادي السهر وتقليل شرب القهوة والشاي. وكبديل، يفضل شرب القهوة الشقراء العربية لان كمية الكافيين فيها اقل من القهوة السوداء. كما ان فنجان القهوة يكون صغيرا جدا، مما يقلل كمية القهوة التي يتناولها الشخص».

خطر الإفراط في الطعام

الافراط في الاكل المفاجئ او تناول اغذية دسمة بعد خمول المعدة أمر يتعب قلب المصاب بفشل القلب. فعملية هضم الطعام تتطلب تحويل الدم الى المعدة لدعم عملية الهضم. فتقل كمية الدم المتوافرة للمناطق الاخرى كالدماغ والقلب وتزداد فرصة الاغماء والدوخة واصابة القلب بنقص الاوكسجين والنوبة القلبية. كما لا يقوى القلب الضعيف على زيادة ضخ الدم لتعزيز عملية هضم وجبة دسمة وكبيرة، فيتعب القلب وقد يصاب بنوبة قلبية. لذا، لا بد من التدرج في تناول الطعام ويفضل تناول وجبات خفيفة صحية لتفادي التخمة وتعب القلب.

علاقة السكر والضغط بصحة القلب

اشار الدكتور الى علاقة مرض السكري وارتفاع ضغط الدم مع صحة القلب. وقال «السكري وارتفاع ضغط الدم والسمنة من الامراض الشائعة محليا، والتي لها مضاعفات صحية كثيرة على الجسم وعلى القلب بشكل خاص. فعدم السيطرة على معدل سكر الدم بشكل جيد يسبب مضاعفات خطرة، كضيق الشرايين التاجية والجلطات. لذا، من الضروري علاج مرض السكر جيدا والسيطرة على اتزان معدل سكر الدم للحفاظ على صحة القلب والكلى واعضاء الجسم عامة.
أما بالنسبة لارتفاع ضغط الدم، فكلما ارتفع ضغط الدم زاد المجهود الذي يقوم به القلب حتى يضخ الدم في الشرايين. واستمرار هذا الامر، سيؤدي الى اجهاد القلب وضعفه وتضخم عضلة القلب وفشلها. ومن جهة اخرى، فارتفاع ضغط الدم يرفع بدوره من خطر تكون الجلطات والاصابة بالسكتة الدماغية والسكتة القلبية. لذا، فإهمال علاج ضغط الدم يهدد صحة القلب والكلى. وخاصة لو كان المصاب مدخنا، فذلك سيضاعف فرصة اصابته بالنوبة القلبية أو السكتة الدماغية الخطرة والمميتة. ومن المعتقدات الخطأ، ان الشباب بمنأى من الاصابة بارتفاع ضغط الدم، لكونه مرضا يصيب كبار السن. لكنه في الحقيقة مرض يصيب جميع الفئات العمرية».



Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى