100 امرأة: مصرية مهمتها مساعدة العابرين جنسيا في الوصول إلى بر الأمان
[ad_1]
- إليانور لوري
- بي بي سي 100 امرأة
“أشعر أنهم بحاجة إلى أم، بحاجة إلى أمل”.
تبتسم إيمان لو كير وهي تتصفح قائمة أسماء الأشخاص العابرين جنسيا الذين ساعدتهم على الفرار من الاضطهاد والملاحقة أثناء تفشي فيروس كورونا.
أولهم كانت ريتاج، وهي شابة عابرة جنسيا من اليمن كانت “محطمة نفسيا وجسديا”، بعد أن حكم عليها بالسجن، إضافة إلى 100 جلدة بتهمة ممارسة المثلية الجنسية.
ولو كانت ريتاج متزوجة في ذلك الحين، واعتبرت مذنبة بارتكاب أفعال مثلية، لكان من الممكن أن تصل عقوبتها إلى الرجم حتى الموت، وفقا للقانون اليمني.
من موقعها كامرأة عابرة جنسيا، دفعتها ظروفها السيئة للغاية إلى الهرب من مصر، تقول إيمان إنها لم تعد قادرة على الوقوف مكتوفة اليدين بينما تستمر مثل هذه المعاناة خلف الأبواب المغلقة.
وتؤكد: “كنت في وضع مشابه، تحملت نفس الألم. عائلاتنا تحتقرنا بنفس الطريقة”.
تواصلت إيمان وريتاج، وتحدثتا عبر الهاتف لعدة أشهر أثناء تجهيز الأوراق لتمكين الأخيرة من الهرب. كما أطلقتا بمساعدة عالية، وهي ناشطة عابرة جنسيا أخرى، صفحة GoFundMe على فيسبوك لجمع التبرعات لتغطية التكاليف القانونية وأتعاب المحاماة الخاصة بقضية ريتاج.
كانت ريتاج تعلم، كما تقول إيمان، بأن عليها التظاهر بغير حقيقتها و”أن تبدو بمظهر ذكوري” لكي لا تثير الانتباه، وتتفادى التوقيفات والأسئلة والاستجوابات خلال المرحلة الأولى من هروبها الجريء، في رحلة استغرقت 36 ساعة بالسيارة، قبل سفرها بالطائرة إلى القاهرة.
هناك، قابلها محام مختص بقضايا الهجرة، سافر خصيصا على متن طائرة إلى القاهرة، لمساعدتها في عرض قضيتها على القنصلية الفرنسية، للحصول على تأشيرة دخول لدواع إنسانية إلى فرنسا، حيث بدأت حياة جديدة.
تقول ريتاج إن “كثيرين من المنتمين إلى مجتمع الميم في الدول العربية موجودون في السجون حاليا، ولا أحد يقدم لهم المساعدة”.
وتضيف: “العديد منهم قاطعتهم أسرهم، ولا يمكنهم إيجاد عمل، وأصبحوا بلا مأوى لمجرد أنهم من مجتمع الميم”، مؤكدة أن “على الحكومات أن تضع قوانين لحمايتهم”.
العزلة وسط عائلة عدوانية
لا تزال هناك دول عديدة يتعرض فيها العابرون جنسيا، وهم الأشخاص الذين تختلف هويتهم الجندرية عن الجنس الذي تم تسجيلهم به عند الولادة، إلى وصمة عار شديدة.
وقد حذرت منظمة العفو الدولية من أن المحيط الاجتماعي ازداد عدوانية وسوءا بشكل ملحوظ أثناء وباء كورونا، بسبب فرض الإغلاقات واضطرار العديد من العابرين جنسيا إلى “أن ينعزلوا برفقة أفراد عائلاتهم العدوانيين تجاههم”، ومع تعذر حصولهم على رعاية صحية أو دعم أوسع.
وتوضح إيمان أن العابرين جنسيا “لطالما عانوا أزمة صعبة، لكن الوباء زاد الطين بلة. لقد ارتكبت جرائم ضد أشخاص عابرين. كيف يمكنك العيش في بلد عندما ترفض أسرتك وحكومتك وجودك فيه؟”.
إنه شعور تعرفه إيمان جيدا، وهي التي اختبرته بنفسها. فقد نشأت كصبي في قرية ريفية مصرية، لكنها كانت دائما تدرك في قرارة نفسها بأنها امرأة. وتقول إنها كانت تتعرض لاعتداءات وإساءات لأنها تتصرف بطريقة أنثوية، بل واتهموها بأنها “مسكونة بشيطانة”.
عاشت إيمان طفولة فظيعة، وعانت من وحشية لا يمكن غفرانها، كما تقول، وكانت في الثامنة من عمرها حين اغتصبها شخص مقرب من العائلة، واستمر الأمر طوال سنتين. كان ذلك سرا مكشوفا، وقد قاد إلى تعرضها إلى مزيد من الاعتداءات الجنسية من قبل آخرين.
وتقول إن وصمة العار التي لحقت بأسرتها بسببها كانت هائلة، وأدى هذا إلى محاولة التخلص منها بطعنها في الصدر قبل أن تتدخل أختها وتنقلها بسرعة إلى المستشفى. لذلك عندما أتمت عبورها الجنسي لاحقا، اختارت لنفسها اسم أختها، إيمان، تعبيرا عن امتنانها للأخت التي أنقذت حياتها.
كان الرقص وسيلة إيمان لمكافحة قلقها ومخاوفها، وبدأت العمل كراقصة في فرقة تابعة لدار الأوبرا المصرية، وكان ذلك فرصة لبداية جديدة.
ورغم عدم قدرتها على الجهر في ذلك الوقت بحقيقة كونها عابرة جنسيا، كانت إيمان على علاقة عاطفية بشخص، وتقول إنها كانت دائما مستهدفة من قبل الشرطة، وبتهم ملفقة مختلفة لكونها شخصية معروفة من مجتمع الميم.
وفي النهاية اضطرت إلى الهرب خوفا على حياتها. وغادرت مصر بتأشيرة سياحية إلى نيويورك، حيث قدمت طلبا للجوء.
وأثرت حياة الوحدة في مدينة جديدة على إيمان، وأصيبت بالاكتئاب، وبدأت بتعاطي المخدرات، قبل أن تلتقي زوجها المستقبلي جان مانويل، وتكمل إجراءات تحولها الجسدي إلى امرأة، وهي في الثلاثينيات من عمرها.
صحوة حراكية
بعد معاناتها الطويلة، قررت إيمان أن تبتعد عن الأنظار وتصب تركيزها على عملها كفنانة استعراضية.
لكن مقتل جورج فلويد في مايو/أيار 2020، وانطلاق احتجاجات حركة “حياة السود مهمة”، كانت بمثابة صحوة حراكية بالنسبة لها، وتقول إيمان إن “الذكورية السامة” التي أججت تلك المشكلة، ذكرتها بالمعاملة التي كانت تتلقاها في مصر.
وتضيف: “ثم فجأة انتشر الوباء. كنت خائفة للغاية. خرجت للمشاركة في الاحتجاجات ووجدت في ذلك علاجا لي، كانوا يناضلون من أجل حياة السود ومن أجل حياة العابرين جنسيا.”
عقب ذلك ببضعة أسابيع، زاد تأثر إيمان، عندما علمت بانتحار سارة حجازي، الناشطة المصرية، التي سجنت بعد رفعها علم قوس القزح (الذي يعد الرمز الأكثر ارتباطا بالمثليين والعابرين جنسيا ومزدوجي الجنس)، في حفل موسيقي في القاهرة، وحصلت على لجوء في كندا، حيث أنهت حياتها لاحقا بتأثير ضغوط ما بعد الصدمة والاكتئاب نتيجة تعرضها للتعذيب في السجن، وفقا لتقارير منظمة العفو الدولية.
تقول إيمان: “لم تستطع سارة تحمل ذلك. لقد شعرتُ تماما بما مرت به، وبما أنني كنت سابقا في سجن مصري، فأنا أعرف ما يفعلونه بالناس”.
النزول إلى الشوارع
أثناء المظاهرات والاحتجاجات التي قامات بها حركة “حياة السود مهمة”، شاركت إيمان في مسيرة بروكلين، التي احتشد فيها 15000 شخص أمام متحف بروكلين للمطالبة بحماية العابرين جنسيا من السود.
وتواصلت معها ريتاج بعد أن شاهدت صورها في مسيرة بروكلين، لتصبح اليمنية العابرة جنسيا الحالة الأولى التي تساعدها إيمان. ومنذ ذلك الحين، ساعدت إيمان العديد من الأشخاص الآخرين، ومعظمهم من الشرق الأوسط، كما كان هناك أشخاص من دول أخرى يعاني فيها العابرون جنسيا من أوضاع شديدة الصعوبة مثل جامايكا.
وانضمت إيمان إلى منظمة TransEmigrate، التي تقدم الدعم للأشخاص العابرين جنسيا الذين يحاولون الانتقال إلى بلدان أكثر أمانا، قبل أن تؤسس منظمة Trans Asylias لمساعدة العابرين المعرضين للملاحقة والاضطهاد على تقديم طلبات اللجوء.
وتقدم إيمان عبر منظمتها الدعم المعنوي والنصائح، وتساعد في تدقيق طلبات اللجوء، وتتفقد أحوال الذين تساعدهم عبر مكالمات فيديو منتظمة، كما تجمع تبرعات لتغطية تكاليف سفرهم.
ولكن للأسف، كما تقول إيمان، مقابل كل شخص عابر جنسيا أو هويته الجندرية مختلفة عن ثنائية الذكورة والأنوثة، يتمكن من مغادرة بلده، هناك كثيرون لا يزالون يعيشون في ظل الخوف من الملاحقة والاضطهاد وربما الموت.
أما حلمها الأكبر فهو بناء مجتمع “بمنازل جميلة ومساحات خضراء، وأطباء، حيث جميع الأشخاص العابرين أو أصحاب الهويات الجندرية غير المتطابقة مع تصنيفهم الجنسي، والذين واجهوا أشياء فظيعة يمكنهم الحصول على العلاج والعيش بشكل أفضل، كما حصل معي عندما التقيت أشخاصا اعتنوا بي”.
[ad_2]
Source link