فورمولا 1 تبدأ في السعودية وسط انتقادات من منظمات حقوقية
[ad_1]
- نسرين حاطوم
- مراسلة بي بي سي نيوز عربي لشؤون الخليج
ينطلق سباق جائزة السعودية الكبرى للفورمولا 1 في جدة من الثالث حتى الخامس من الشهر الجاري، في حدث هو الأول من نوعه في المملكة.
وقد اكتمل قبل أيام وصول فرق المشاركين الذين سيتسابقون على حلبة في كورنيش جدة التي بنيت في سرعة قياسية (8 أشهر) وصمّمها المهندس الألماني، هيرمن تيلك، الذي يملك في رصيده عددا من التصميمات العالمية لسباقات الفورمولا 1 حول العالم. وتشمل حلبة السباق منعطفًا ما يجعلها الحلبة الأسرع في العالم وهي ثاني أطول حلبة في تاريخ الفورمولا 1 بعد حلبة “سپا-فرانكورشان” في بلجيكا.
تشارك في السباق عشر فرق تضم عشرين سائقًا بمعدّل سائقين لكل فريق، من بينهم السائقان العالميان البريطاني، لويس هاميلتون، والبلجيكي ماكس ڤيرستابن.
الحدث السعودي لن يكون رياضياً فحسب، بل سيشمل حفلات موسيقية وغنائية لفنانين عالميين مثل جستن بيبر، جايسين ديرولو، آيساب روكي، تييستو ودايفيد غيتا.
ولكن بعيدًا عن كل ذلك، حصد الحدث الرياضي اهتمامًا من نوع آخر.
فقد دعت منظمات حقوقية وفي مقدّمها منظمة هيومن رايتس ووتش الفنانين المشاركين في الحفل إلى مقاطعة أي فعالية تنظمها السعودية بسبب ما يرونه “نية الرياض في استخدام المشاهير لتلميع سجلها المزري في حقوق الإنسان” على حدّ وصف البيان. ولفت بيان المنظمة إلى أنه لدى المغني العالمي جستن بيبر وزملائه فرصة للوفاء “بالتزاماتهم العلنية” بدعم حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية.
واعتبرت هيومن رايتس ووتش أن للسعودية تاريخًا في استخدام المشاهير واستغلال الأحداث الدولية لصرف النظر عن انتهاكاتها في مجال حقوق الإنسان، على حدّ وصفها. فقد وثقت المنظمة ما تراه ممارسات تعسّفية ضد نشطاء ومعارضين سلميين.
ورأت المنظمة أن الإصلاحات الاجتماعية الأخيرة المتعلّقة برفع القيود على سفر النساء والسماح لهن بالسفر والإفراج المشروط عن بعض الناشطات السعوديات، ليست إصلاحات كافية في ظل وجود عدد من النشطاء داخل السجن أو منع بعضهم من السفر.
في مقابلة مع بي بي سي نيوز عربي، قال أحمد بن شمسي وهو مدير التواصل في قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة هيومن رايتس ووتش، إن هذه الحملة هي حملة تثقيفية لهؤلاء النجوم بشأن الوضع الحقوقي داخل السعودية.
وأضاف: ” هي حملة ليست بجديدة فقد أطلقناها قبل أشهر عدة تحت عنوان #SaudiRegrets للفت انتباه المشاهير من الفنانين والرياضيين، من كلا الجنسين الذين تتم دعوتهم للمشاركة في فعاليات في السعودية، بأن هذه الدعوات هي جزء من تبييض سمعة السعودية التي تتواصل فيها الانتهاكات الحقوقية “، على حدّ وصفه.
وأوضح بن شمسي أن هذه الحملة يتم إحياؤها في كلّ مرة تستضيف فيها السعودية فعاليات دولية يشارك فيها نجوم عالميون.
وقال أحمد بن شمسي لبي بي سي: “نوجّه إلى هؤلاء المشاهير نداءين: إما أن تذهبوا إلى السعودية وترفعوا صوتكم على وسائل التواصل الاجتماعي والوسائل الإعلامية لتنبيه العالم على الانتهاكات الخطيرة الحاصلة في السعودية وإلا فلا تذهبوا وتشاركوا”.
خديجة جنكيز، خطيبة الصحفي السعودي جمال خاشقجي انضمت إلى الحملة وكتبت مقال رأي في صحيفة واشنطن بوست التي كان خاشقجي كاتب رأي فيها. المقال يحمل عنوان: ” أرجوك جستن بيبر، لا تغني للنظام الذي قتل خطيبي”، على حد وصفها.
وكتبت جنكيز في المقال الذي نشر في العشرين من الشهر الماضي: ” قم بإلغاء حفلتك في الخامس من كانون الأول /ديسمبر في السعودية. إنها فرصة فريدة تمكنّك من بعث رسالة قوية إلى العالم مفادها أن اسمك وموهبتك لن يُستخدما لاستعادة سمعة نظام يقتل معارضيه”، وفق ما جاء في المقال.
وأضافت: “أعلم أنك مخلص لجمهورك لكن هناك المئات من السعوديين، من جميع الأعمار والخلفيات والمعتقدات الدينية، يقبعون في السجون، ويعاقبون لمجرد التعبير عن معارضتهم لدكتاتورية ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، التي لا ترحم”، على حدّ وصفها.
حول هذه الانتقادات يردّ رئيس مجلس إدارة الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية الأمير خالد بن سلطان آل فيصل في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية بأن الشخص الذي يلمّع صورة المملكة ليس مغنيًا، بل قيادتها وشعبها .. وأنه لا يمكن تلميع صورة أي شيء أو نقل صورة مختلفة عن الواقع.
وأضاف: “هذه معركة مستمرة ضد المملكة منذ سنوات، والأسباب سياسية .. بعض الناس لا يريدون نجاح السعودية. هناك من يقول إن المملكة ضد حقوق الإنسان .. بالطبع، لا يوجد أحد كامل، وأكبر الدول التي تتمسك بالحرية وحقوق الإنسان لديها نصيبها من الانتقادات في هذا المجال .. نحن واثقون من أنفسنا وهذه الحرب ستستمر لكننا سنواصل طريقنا والباب مفتوح للجميع لزيارتنا ومعرفة من نحن حقًا”.
أمّا عن الجدل الذي أثير أخيرًا فيما يخص قواعد اللباس التي فرضتها السلطات السعودية لزائري سباق الفورمولا 1، قال الأمير خالد بن سلطان آل فيصل: ” نتوقّع من الناس احترام المكان الذي سيأتون إليه، مثلما يفعلون في أي مكان خارج المملكة. لذلك، لا نتوقّع مثلًا أن يأتي أحد إلى الحلبة مرتديًا ثياب السباحة”.
وكانت بعض هذه الحملات نجحت في السابق في لفت انتباه بعض المشاهير حول العالم، من بينهم عارضتا الأزياء العالميتان إميلي راتاجكوفسكي ومارثا هانت اللتان رفضتا المشاركة في فعالية “ميدل بيست” بسبب اعتراضهما على تعامل السلطات السعودية مع حقوق النساء، إضافة إلى المغنية الشهيرة نيكي ميناج وبطلا المصارعة جون سينا ودانييل برايان.
[ad_2]
Source link