اتفاق حمدوك والبرهان: هل ينهي الصراع السياسي أم يزيد الاحتقان في السودان؟ – صحف عربية
[ad_1]
ناقشت صحف عربية ردود الفعل حيال الاتفاق الذي أبرمه رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان الفريق أول عبدالفتاح البرهان، ورئيس الوزراء عبدالله حمدوك لحل الأزمة السياسية الراهنة في البلاد.
ويقضي الاتفاق بعودة واستمرار حمدوك في منصبه بعد أن وُضع قيدَ الإقامة الجبرية في منزله.
وأعلن البرهان حالة الطوارئ في الخامس والعشرين من أكتوبر/تشرين الأول الماضي وحلَ مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين عقب اعتقال قيادات حزبية ووزراء ومسؤولين مما أدى إلى وقوع احتجاجات اعتبرت الإجراءات “انقلابا عسكريا”.
ورحب كُتابٌ بالاتفاق الذي قد يؤدي إلى “تسوية” سياسية تنزع فتيلَ الأزمة في البلاد، بينما حذر آخرون من أنه قد يؤجج الصراع بين قوى المعارضة والحكومة.
“اختبار حقيقي”
قالت صحيفة القدس العربي اللندنية “أثار توقيع اتفاق بين المكوّنين العسكري والمدني ردود فعل كبيرة ضمن القوى السياسية في السودان، وكانت الظاهرة الأبرز ضمن هذه الردود ارتفاع الأصوات المعارضة للاتفاق الجديد بين الحركات والأحزاب التي وقّعت سابقا اتفاق الانتقال السياسي الذي أدى لنشوء مجلس السيادة والحكومة السابقين”.
وأضافت الصحيفة “يُعبر الاتفاق، بداية، عن تراجع المكوّن العسكريّ، عمليا، عن خطّته لفرض حكم عسكري مطلق للسودان”، كما يمثل “تنازل المكوّن المدني، وذلك عبر القبول بمجلس السيادة الجديد الذي ألّفه العسكر وحدهم، وكذلك قبول إشرافه على تنفيذ مهام الفترة الانتقالية”.
وأضافت: “الاتفاق، على ضوء هذه الوقائع المذكورة، يمثّل نقطة توازن جديدة حرجة بين المكوّنين العسكري والمدنيّ (وما بينهما من حركات عسكرية ـ سياسية)”.
وفي صحيفة النيلين السودانية، أشار محمد المكي أحمد إلى أن الاتفاق “يعكس عددا من الحقائق، التي أرى أنها ستزيد سخونة الشوارع والصراع السياسي والرفض للانقلابيين”.
وأضاف الكاتب أن “من حقائق المشهد أن ( الاتفاق السياسي) بين البرهان وحمدوك، أفرز تحديات ويضع بعض القيادات السياسية وقوى مهنية في محك اختبار حقيقي… فإن الوضع الحالي لا يقبل أنصاف المواقف والحلول، أي إما رفض مسلسل الخطوات الانقلابية أو تأييدها”.
وتابع الكاتب تحليله للوضع الجديد: “من يحترم إرادة الشوارع سيكسب – رغم التحديات – الحاضر والمستقبل، ومن يساير الانقلابين سيسقط داخل حزبه وكيانه وسيخسر التاريخ أيضا. لكنني أرى أن نبض الشباب والقوى الحية داخل الأحزاب والقوى المهنية سينتصر على أية قيادة تصطدم بنبض الشوارع، التي قالت اليوم (لا تفاوض، لا شراكة، لا شرعية) للانقلابيين”.
وقالت الجريدة الكويتية “حمدوك ينتصر على العسكر ويستعيد حريته ومنصبه”، وأضافت أن “توقيع البرهان اتفاق ‘حقن الدماء’ لم يوقف تظاهر السودانيين”.
“بداية جديدة”
من جهة أخرى، رحبت افتتاحية الخليج الإماراتية بالاتفاق واعتبرته “مقدمة للتسوية، ويفتح بابا أمام الحل الذي يعيد الأمن للسودان، والحؤول دون تفويت فرصة صناعة سلام حقيقي قائم على المشاركة من خلال أجندة وطنية خالصة، بعيدة عن المحاصصات الضيقة”.
وواصلت الافتتاحية وصف المشهد الجديد في السودان، بالقول إن الاتفاق الجديد: “يضع حداً نهائياً للاستفراد بالسلطة، ويعيد السودان إلى المسار الديمقراطي الحقيقي، من خلال حكومة مدنية غير مقيّدة، وقادرة على تنفيذ الإصلاحات السياسية والاقتصادية التي يحتاج إليها السودان حاليا، وتمكينه من الحصول على المساعدات الدولية التي كانت العديد من الدول والمؤسسات تعهدت بتقديمها، ثم قررت بعد قرارات 25 أكتوبر تعليقها”.
وحذرت الصحيفة من أنه “إذا كانت بعض القوى السودانية ترفض هذا الاتفاق وتعتبره ‘غير شرعي’، وتدعو إلى استمرار الاحتشاد والاحتجاج إلى حين ‘تأسيس سلطة مدنية انتقالية’، فإن ذلك يعني أن البديل هو المزيد من العنف والمواجهات والتحديات، خصوصا أن ما سقط من ضحايا خلال الأسابيع القليلة الماضية يزيد على أربعين شخصا، وهذا وحده دليل على أن المضي في الرفض يعني المزيد من الدم، وتقليص فرص أية تسوية”.
بالمثل، وتحت عنوان “كل الأطراف تتنازل لعبور نفق الأزمة السودانية”، قالت العرب اللندنية إن عودة حمدوك إلى عمله بعثت “جملة من الرسائل التي تؤكد أن الطرفين استفادا من دروس النفق الذي دخلته الأزمة منذ تجميد عدد مهم من بنود الوثيقة الدستورية لإدارة المرحلة الانتقالية”.
ورأت الصحيفة أن المؤسسة العسكرية “رأت أنه لا بديل عن التحالف مع المدنيين لعبور المرحلة الانتقالية وأن الانفراد بالسلطة يقود إلى المزيد من الأزمات التي تؤثر مباشرة على تماسك البلاد ووحدتها، لأن قرارات قائد الجيش في الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي وضعته في مواجهة مباشرة مع الشعب وقوى دولية تؤيد المسار الديمقراطي..”.
وأردفت الصحيفة: “وأدرك حمدوك أنه سيظل عاجزا عن تحقيق نجاحات طالما أنه يحتمي بحاضنة سياسية مشتتة وليست لديها القدرة على بناء نظام ديمقراطي، ووجد في التقارب مع الجيش وسيلة مهمة تساعده في الحفاظ على مكتسبات حققها خلال فترة ترؤّسه حكومتيْن سابقتين”.
في سياقٍ متصل، دعت صحيفة الاتحاد الإماراتية تحت عنوان “بداية إيجابية” إلى تبني الحوار “لتجاوز أي معضلة”، مضيفة أن “قرار الاتفاق حدد المهام المقبلة، بداية من إطلاق جميع المعتقلين السياسيين، وتشكيل حكومة كفاءات لدفع العملية الانتقالية، وصولا إلى استكمال الاستحقاقات وإجراء الانتخابات في موعدها المحدد، لتحقيق تطلعات الشعب، والحفاظ على وحدة الصف”.
وتابعت الصحيفة: “وانطلاقا من الترحيب العربي والدولي الواسع بتحلي الأطراف بالمسؤولية، لابد من مواصلة قوة الدفع باتجاه إنجاح الفترة الانتقالية، ودعم السودان وأهله للمضي في طريق تحقيق الأمن والسلام والاستقرار المستدام”.
[ad_2]
Source link