تربية الأبناء: نساء يحققن مكاسب كبيرة من تقديم نصائح للأمهات الجدد على الإنترنت
[ad_1]
- كيت ستانتون
- بي بي سي
ظلت جيني بيست مستيقظة طوال الليل لمدة أسبوعين في عام 2019، ولم يكن ذلك لأنها متعبة من تربية طفليها التوأم البالغ عمرهما أربعة أشهر، وطفل آخر.
فلم تكن بيست، التي تعمل مستشارة علاقات عامة وتقيم في بروكلين وكانت في السابق راقصة باليه في فريق نيويورك سيتي، تستطيع النوم لأنها كانت تفكر في “فكرتها الكبيرة حقًا”.
كانت بيست تريد إنشاء “ويكيبيديا لأغذية الأطفال”، وهي عبارة عن قاعدة بيانات على الإنترنت لمساعدة الآباء والأمهات على تقديم الطعام للأطفال.
وكانت تخطط لإنشاء هذه القاعدة من البيانات وجعلها مجانية للمستخدمين. وانطلاقاً من ذلك، يمكنها أن تعرف ما إذا كان بإمكانها إنشاء تطبيق وموقع تجاري يقودا المستخدمين للدخول إلى مجموعة من وصفات طعام الأطفال الصحية.
لكن كيف روجت بيست لمشروعها وجعلت الأمهات والآباء في جميع أنحاء العالم على دراية بما تفعله؟ لتحقيق ذلك، استعانت بيست باختصاصي تغذية مؤهل، وانتقلت إلى إنستغرام لتدوين رحلتها الخاصة وهي تطعم أطفالها الثلاثة.
تمكنت بيست بسرعة من جمع عدد كبير من المتابعين، بعدما نشرت مقاطع فيديو لطفليها التوأم وهما يجربان أطعمة جديدة، بالإضافة إلى نصائح حول كيفية اختيار طعام الأطفال.
تقول بيست: “لم تكن هناك خطة عمل، ولم يكن لدي أي مستثمرين. لكن عندما بدأت في نشر الفكرة في العالم، تلقيت الكثير من ردود الفعل المباشرة من الأمهات”.
وفي مارس/آذار 2020، في بداية تفشي وباء كورونا، أطلقت بيست تطبيق “سوليد ستارتس”، الذي يتضمن قاعدة بيانات غذائية مجانية تسمى “فيرست فودز”.
تقول بيست: “في البداية، شعرت بالصدمة بسبب التوقيت السيء. فكيف تبدأ مشروعًا تجاريًا في ظل الوباء؟”
وتضيف: “لكن تفاعل المستخدمين معنا كان عاليا بدرجة جنونية، لأن الجميع كانوا في منازلهم ويستخدمون هواتفهم”.
وبحلول أكتوبر/تشرين الأول 2021، وصل عدد متابعي “سوليد ستارتس” إلى مليون متابع على إنستغرام، وجرى تنزيل التطبيق من قبل عشرات الآلاف من الأشخاص في 180 دولة مختلفة.
وتأمل بيست أن تحول “سوليد ستارتس” إلى مؤسسة عالمية رائدة في مجال تغذية الرضع، وتقول: “لا تستهين أبدًا بأم في فترة الجائحة وتستخدم هاتفها الخاص”.
وعلى الرغم من أن “المدونات الأمهات” يوثقن الحياة الأسرية وكن منذ فترة طويلة عنصرًا أساسيًا على وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أن هناك سوقًا متنامية للأمهات اللائي لا يشاركن فقط محتويات طموحة، لكنهن يهدفن أيضا إلى نشر النصائح الحكيمة في مجالات معينة، مثل التغذية أو الولادة أو الإسعافات الأولية للرضع أو سلوك الأطفال الصغار، ويبدأ بعضهن إنشاء مشروعات تجارية ذات صلة بهذا المجال.
ويعد “سوليد ستارتس” مجرد واحد من عشرات الحسابات التي أطلقها آباء وأمهات على إنستغرام في هذا المجال، مثل بريدي وود، البالغة من العمر 30 عامًا والتي تعيش في ملبورن بأستراليا، والتي رزقت بطفلها الأول في نهاية عام 2020، وكانت تتطلع أولاً إلى الحصول على معلومات قد تكون الأجيال السابقة قد عثرت عليها في كتب أو من خلال زيارات الأطباء.
تقول وود: “عندما تكونين أماً للمرة الأولى فإنك تشعرين بالإرهاق ولا تعرفين مع من تتحدثين. لذلك، كنت أبحث عن شخص يمدني بالمعلومات بطريقة سهلة للغاية”.
وتقول مالوري وايتمور، وهي أم لطفلين تعيش في ناشفيل بولاية تينيسي الأمريكية، إن تفشي الوباء كان يعني أن العديد من الآباء الجدد كانوا يتفاعلون بشكل محدود مع الأسرة والمتخصصين في مجال الرعاية الصحية. ونتيجة لذلك، لجأ هؤلاء الآباء بشكل متزايد إلى وسائل التواصل الاجتماعي، وخاصة إنستغرام، للحصول على المعلومات والتواصل مع الآخرين.
تقول وايتمور: “الأمهات الجدد يستخدمن هواتفهن باستمرار، خاصة في منتصف الليل. يمكن الوصول إلى إنستغرام على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، لذا يمكنك الحصول على إجابات بسرعة”.
وعندما تفشى الوباء، قررت وايتمور ترك مسيرتها المهنية في مجال البحوث التربوية للحصول على شهادة في مجال تغذية الرضع. وفي أغسطس/آب 2020 أطلقت حسابها على إنستغرام باسم “ذا فورمولا مام”، لتقديم نصائح حول حليب الرضع والتغذية. وبعد ذلك، أطلقت صفحة أخرى على موقع فيسبوك.
تقول وايتمور، التي لاحظت وجود فجوة في السوق فيما يتعلق بالحصول على معلومات موثوقة حول حليب الأطفال: “أردت حقًا مساعدة الناس”.
وتتحدث وايتمور بانتظام عن تجاربها الخاصة مع اكتئاب ما بعد الولادة، ووصمة العار التي شعرت بها عندما واجهت صعوبة في إرضاع طفلها بشكل طبيعي. وتشير وايتمور إلى أن القنوات التقليدية، مثل زيارة الطبيب، يمكن أن تشعر الأم بـ “الخوف”.
والآن، أصبح لدى تطبيق “ذا فورمولا مام” شراكات مع عدد من مصنعي حليب الأطفال، وتقول وايتمور إنها تربح من هذا التطبيق الآن ضعف ما كانت تكسبه من آخر وظيفة لها بدوام كامل.
كما حققت كريستين غالانت، مدربة في مجال تربية الأطفال، وصديقتها المقربة دينا مارغولين، التي تعمل أخصائية علاج الأطفال، نجاحا كبير خلال الوباء. وبعد أن انتابهما شعور بالملل من المؤثرين “المثاليين” على إنستغرام، أطلقتا حسابهما الخاص في مجال تربية الأطفال في مارس/آذار 2020.
تقول غالانت: “كنا في فترة تفشي الوباء ونشعر بالجوع والتعب ولا نضع مساحيق التجميل ومنازلنا في حالة من الفوضى، فكيف نقتنع برؤية هؤلاء الأمهات المثاليات على إنستغرام؟”
والآن، يتابع تطبيق “بيغ ليتل فيلينغز”، الذي تملكه غالانت وصديقتها، أكثر من 2.1 مليون متابع، كما تحققان عائدات مالية من دورة تدريبية في كيفية تربية الأطفال عبر الإنترنت تسمى “وينينغ ذا تودلر ستيدج” (الفوز بمرحلة الأطفال).
وتمتلك منى أمين، طبيبة أطفال في فلوريدا ومالكة صفحة “بيدس دوك توك” على إنستغرام، خبرات كبيرة في مجال صحة الطفل ونموه من خلال عملها الطبي، ولديها رغبة كبيرة في مشاركة أجزاء من حياتها اليومية مع زوجها وطفلها الصغير وكلب العائلة.
تقول أمين عن متابعيها الذين وصل عددهم إلى 157 متابعا على إنستغرام: “من الجيد أن ترى شخصًا يتمتع بالمصداقية وحاصل على درجة علمية ويمر بنفس فترات الصعود والهبوط مثلك، فهذا يجعلك تشعر بأنك لست وحيدا في رحلتك كأب أو كأم”.
والآن، تبيع أمين دورة رقمية عبر الإنترنت تسمى “ذا نيو مام سيرفيفال جايد” (دليل بقاء الأمهات الجديدة) عبر موقعها على الإنترنت، وتكسب أموالًا أيضا من خلال الروابط التابعة لمنتجات الآباء والأمهات والأطفال المفضلة لديها.
وتشير أمين إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي جعلت من السهل انتقال المعلومات للأشخاص الذين ليس لديهم الوقت أو المال لزيارة المتخصصين لمعرفة إجابات على الأسئلة التي يواجهونها بشكل يومي في تربية أبنائهم. ومع ذلك، تحذر أمين من احتمال نشر المؤثرين، ولو بنية حسنة، نصائح مضللة أو معلومات طبية للمتابعين الذين يثقون بهم.
وتقول: “غالبًا ما أشعر بأنني بحاجة إلى حماية الآباء والأمهات من هذه المعلومات الخاطئة، التي أعلم جيدا أنها قد تجعلهم يشعرون بأنهم يرتكبون أخطاء أو أنهم آباء سيئون”.
ومن المهم التأكيد على أن الآباء الذين لديهم مخاوف بشأن أنفسهم أو أطفالهم يجب عليهم دائمًا استشارة الطبيب في المقام الأول.
وبالعودة إلى تطبيق “سوليد ستارتس”، تقول بيست إن وسائل التواصل الاجتماعي تمثل تحديًا لوجستيًا كبيرًا، إذ يمكن للمتابعين أن يشعروا بالارتباط الشديد بأصحاب المحتوى المفضلين لديهم للدرجة التي تجعلهم يعتمدون عليهم بشكل متزايد للحصول على المشورة على مدار الساعة.
وتقول: “كنت أجلس في فراشي في الرابعة صباحًا، لكي أجيب على كل رسالة بشكل مباشر. في البداية، كنت أتلقى 50 رسالة، ثم زاد العدد إلى 100. وبعد ذلك، أصبحت أفعل ذلك لمدة أربع ساعات”.
وفي محاولة لتقليص عدد الليالي التي لا تنام فيها، بدأت بيست تستخدم نظاما برمجيا لتصفية الـ 100 ألف رسالة المباشرة التي يتلقاها تطبيق “سوليد ستارتس” كل أسبوع.
[ad_2]
Source link