فيروس كورونا: هل ساعد الوباء العمال الذين لا يكشفون عن إعاقتهم في مكان العمل؟
[ad_1]
- كاتي بيشوب
- بي بي سي
يخشى العمال ذوو الإعاقة والمصابون بأمراض مزمنة أن يُعاقبوا إذا كشفوا عن ظروفهم الصحية. فهل ساعدهم الوباء في إيجاد حلول لهذه المشكلة، أم أن التحيزات راسخة أكثر من اللازم؟
عندما تعرضت غريس، البالغة من العمر 24 عاما، لخلع في مرفقها وهي في العمل، لم تستدع سيارة إسعاف أو تذهب إلى المستشفى. لكنها بدلاً من ذلك، ذهبت بهدوء إلى الحمام لإعادة المفصل إلى مكانه قبل العودة إلى مكتبها مرة أخرى.
وكان هذا أمرا شائعا بالنسبة لغريس، التي تعيش في مدينة مانشستر بالمملكة المتحدة وتعاني من متلازمة “إهلرز دانلوس”، وهي حالة تجعلها تعاني من آلام شديدة في المفاصل وتعب مزمن وعدم استقرار في المفاصل، واضطرابات متكررة.
وكانت في كثير من الأحيان تعاني من ألم شديد لدرجة أنها كثيرا ما كانت تدخل المرحاض لتبكي، قبل أن تعود إلى مكتبها وتتظاهر بأن شيئًا لم يحدث.
توضح غريس، التي طلبت عدم ذكر لقبها بسبب مخاوفها بشأن الكشف عن إعاقتها: “أعمل ككاتبة، وغالبًا ما أخفي حقيقة أنني أشعر بألم شديد لأنني أخشى أن أبدو ضعيفة أو عاجزة عن القيام بدوري. وجدت صعوبة في شرح حالتي لزملائي، واعتقدت أنه من الأسهل إخفاء ذلك”.
وتشير التقديرات إلى أن 4.4 مليون شخص معاق – أولئك الذين يعانون من إعاقة جسدية أو عقلية لها تأثير كبير أو طويل الأجل على قدرتهم على القيام بالأنشطة اليومية العادية – يعملون حاليًا في المملكة المتحدة.
وهناك القليل من البيانات الملموسة حول عدد الأشخاص مثل غريس الذين لا يكشفون عن إعاقتهم في مكان العمل – لكن خبراء يعتقدون أن الوصمة التي تحيط بالعديد من الإعاقات والأمراض طويلة الأمد تعني أنه من المألوف أن يخفي هؤلاء الأشخاص حالتهم الصحية عن صاحب العمل والزملاء.
تقول كات ميتشيل، محاضرة في جامعة ديربي بالمملكة المتحدة، والتي يركز بحثها على العوائق والصعوبات التي يواجهها الموظفون والباحثون من ذوي الاحتياجات الخاصة: “السبب البسيط وراء عدم إفصاح الأشخاص ذوي الإعاقة عن إعاقتهم هو أنهم غالبًا ما يشعرون بالخوف من أن يُعاملوا بشكل مختلف، وأن يحصلوا على فرص عمل أقل، وأن يؤثر ذلك على فرصهم في التقدم، أو حتى يؤدي إلى طردهم من العمل”.
ووجدت ميتشيل في بحثها أن 25 في المئة من الذين شملهم الاستطلاع قد أخفوا إعاقتهم عن قسم الموارد البشرية، وأن 36 في المئة فقط كانوا منفتحين على الحديث مع زملائهم بشأن حالتهم الصحية.
وتقول ميتشيل إنه على الرغم من وجود تشريعات المساواة، لا يزال من الصعب على الموظفين إثبات أنهم لم يحصلوا على ترقية نتيجة الإعاقة، وهو ما يجعل كثيرين يفضلون اللجوء إلى السرية.
لكن وضع العمال المعاقين قد تغير، من نواح كثيرة، خلال العامين الماضيين. وأتاحت فترة الإغلاق بسبب تفشي فيروس كورونا الفرصة لأولئك الذين يخفون حالاتهم الصحية لإجراء تعديلات على مكان العمل الخاص بهم دون الخوف من الحكم عليهم من قبل الآخرين. ومع ذلك، يرى البعض أن الآثار الإيجابية للعمل من المنزل قد لا تستمر لفترة طويلة.
وهناك بالفعل أسباب تبدو منطقية وراء الخوف الذي يشعر به العديد من الأشخاص ذوي الإعاقة حيال الكشف عن حالتهم الصحية، إذ تشير أبحاث إلى أن شخصًا من بين كل ثلاثة أشخاص يرى ذوي الإعاقة على أنهم أقل إنتاجية من نظرائهم غير المعوقين، وهو الاعتقاد الذي غالبًا ما ينعكس في مواقف في مكان العمل.
وفي المملكة المتحدة، أفاد 17 في المئة من البالغين المعوقين أن إعاقتهم قد تسببت في إلغاء عرض عمل لهم، وقال 30 في المئة إنهم شعروا أنهم لم يؤخذوا على محمل الجد كمرشحين للوظيفة نتيجة لإعاقتهم.
وتشير بيانات من دراسة فرنسية إلى أن أقل من اثنين في المئة من الأشخاص الذين ذكروا في سيرتهم الذاتية أنهم يعانون من إعاقة جرى استدعاؤهم لإجراء مقابلة للوظيفة. وفي الولايات المتحدة، ارتفع معدل البطالة بين الأشخاص المعاقين مؤخرًا من سبعة في المئة إلى إلى 12.6 في المئة.
تقول راتشيل مول، الرئيس التنفيذي لشركة “إس أي سي”، وهي منظمة غير ربحية تساعد المعاقين وأصحاب الأمراض المزمنة للعثور على وظائف: “ينتابك شعور بالضعف عندما تفكر في أن شخصًا ما سيحكم عليك وعلى قدرتك على القيام بعمل أو مهمة بناءً على صحتك أو ضعفك. من المرهق للغاية أن تضطر إلى تبرير موقفك أو أن تشعر بأنه يتعين عليك بذل المزيد من الجهد لتعويض الضعف الذي يتصوره الآخرون في صحتك، أو أن تفرط في شرح حالتك الصحية من أجل الحصول على إجازة مرضية”.
وبعد المعاناة لإخفاء إعاقتها لعدة أشهر، قدم الوباء لغريس فترة راحة مفاجئة من مشاكل العمل في المكتب.
تقول غريس: “فترة الإغلاق جعلت من السهل بالنسبة لي إخفاء حالتي الصحية، إذ يمكنني الحصول على فترات راحة من العمل إذا كنت أشعر بالألم. ويمكنني تناول المسكنات على مدار اليوم، ولا أشعر بالقلق بشأن الجلوس في مكان بعيد في مقر العمل. كما أنني لم أعد مضطرة إلى حمل حقيبة ثقيلة وجهاز الكمبيوتر المحمول الخاص بي في وسائل النقل العام، وهو الأمر الذي كان قد أدى إلى تفاقم الألم الذي كنت أشعر به في الماضي”.
وتعتقد ميتشيل أن غريس من بين العديد من العمال الذين وجدوا أن فترة الإغلاق قد ساعدتهم على التعامل بشكل جيد مع مشكلة إخفاء معاناتهم الصحية عن الآخرين.
وتقول ميتشيل إن التحول واسع النطاق إلى عالم العمل عن بُعد قد جعل طرق العمل التي يمكن أن تكون مفيدة أو مناسبة للموظفين المعوقين أو المصابين بأمراض مزمنة تبدو طبيعية ومستساغة لسنوات قادمة، طالما أن الشركات تطبق الإجراءات الجديدة التي تتسم بالمرونة.
وتقول: “قبل الوباء، كان العديد من المعاقين (بمن فيهم أنا) يجدون صعوبة في الحصول على إذن للعمل من المنزل لأيام. وحتى عندما كنا نحصل على ذلك، غالبًا ما كان الزملاء ينظرون إلى تلك الأيام على أنها أيام إجازة، أو لا يثقوا في أننا نعمل بجدية ونحن بعيدا عن المكتب. بشكل عام، هناك الكثير من الإيجابيات لزيادة التحكم في بيئات العمل، وقد أظهر لنا الوباء أن هذا لا يأتي على حساب الإنتاجية”.
وبالنسبة للعديد من العمال، كان التحول إلى العمل عن بُعد يعد تغييرا كبيرا في حياتهم. فعلى سبيل المثال، أمضت بيثان فينسينت، البالغة من العمر 30 عامًا وتعيش في مدينة يورك بالمملكة المتحدة، سنوات وهي تعاني من مشكلة في بطانة الرحم تؤرقها بشدة أثناء العمل في المكتب. ونظرا لأنها تعمل في صناعة التكنولوجيا، فقد كانت تشعر بالقلق من أن حالتها قد يُساء فهمها أو يُنظر إليها على أنها نقطة ضعف في مكان العمل الذي يسيطر عليه الذكور، لذلك فضلت عدم الكشف عن مشاكلها الطبية.
وبعد أن أدى العمل من المنزل أثناء الوباء إلى تغيير قدرتها تماما على التعامل مع المشكلة الصحية التي تعاني منها، قررت بيثان ترك عملها السابق وبدء عملها الخاص – معطيةً نفسها السيطرة الكاملة على العمل عن بُعد بشكل دائم.
وتقول عن ذلك: “كان العمل من المنزل هبة من السماء. يمكنني الآن الجلوس ولدي زجاجة ماء ساخن طوال اليوم إذا لزم الأمر. ما زلت أعمل أسبوع عمل كامل، لكن إذا احتجت إلى الحصول على إجازة لمدة ساعة في الصباح للراحة، يمكنني القيام بذلك. كما يمكنني إدارة جدولي الزمني بالكامل للتأكد من أنني في مواقع بها مرافق نظافة كافية عند الحاجة”.
[ad_2]
Source link