“أريد هواء” .. قصص لمرضى كورونا على إنستغرام تنشرها طبيبة عراقية للتوعية
[ad_1]
- لميس الطالبي
- بي بي سي نيوز عربي
“كنت أرى أشخاصا كثيرين يختنقون وهم يرددون ‘أريد هواءً'”. هذا جزء مما مرت به الطبيبة العراقية، ديار صدقي، في قسم العزل الخاص بمرضى كورونا في بغداد.
العراق ما زال يشهد حالات إصابات كثيرة، في ظل عدم التزام كاملٍ بالإجراءات الاحترازية كارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعي.
تصف ديار، ذات الـ 27 عامًا، عملها كطبيبة مقيمة في قسم عزل بأنه “تجربة مرعبة”، إذ يُطلب منها البقاء في الردهة طوال الوقت والمرور على المرضى لقياس نسبة الأكسجين ومتابعة العلاجات التي يتلقونها. والأهم من ذلك، التدخل السريع عند حدوث أي أمر طارئ.
تتذكر ديار لحظة إزالة أحد المرضى جهاز التنفس الخاص به وتوقف تنفسه عند سقوطه على الأرض. تقول إنه عند ذهابها هي والكادر التمريضي نحو المريض، كانت تظن أنه لن ينجو.
كثيرة هي حالات الوفيات التي رأتها ديار أمام عينيها، بالرغم من استخدام مرضى كورونا لأجهزة التنفس. ومن أصعب المواقف التي تمر على أي طبيب هو نقل خبر وفاة المريض لأهله أو إخبارهم بتدهور حالته. “هذه المواقف كانت تؤذيني كثيرًا”.
ولكن، مع شدة ألم هذه القصص، أرادت ديار أن تشاركها مع الآخرين لتوعيتهم بشأن خطورة الوباء في ظل تشكيك كثيرين.
خلال الفترة الأولى لانتشار فيروس كورونا، كان لديار حساب على إنستغرام تشارك فيه وصفات صحية، ولكن عندما بدأت عملها ولاحظت ارتفاع معدل الإصابات قررت أن تنشر محتوى طبيًا عن كوفيد-19.
تقول ديار: “كثيرون كانوا يكّذبون المرض ويستمرون بالتجمع ورفض أخذ اللقاح”. هذا ما دفعها إلى نشر يومياتها ومشاركة قصص قصيرة عن مرضاها.
تؤمن ديار بأن أفضل طريقة لتوعية الشخص العادي بمخاطر كورونا هي تعريفه بمضاعفات المرض ونقل قصص واقعية.
من أبرز القصص التي شاركتها ديار مع متابعيها كانت لشابة عراقية عمرها 37 عامًا، لم تكن تعاني من أي أمراض مزمنة، أصبيت بكورونا بعد رفضها هي وعائلتها أخذ اللقاح.
تقول ديار إنه في هذه الفترة، “لم تكن هناك أسرّة إنعاش شاغرة وكنا ننتظر أن يتوفى مريض لكي ندخل مريضًا آخر مكانه”. من الحوارات الأليمة التي مرت بها هي عندما أخبرها زوج المريضة أن ابنه ذا السنة والنصف يسأل عن والدته، وديار لا تعرف كيف ترد عليه.
ورغم الصورة القاتمة لتفشي فيروس كورونا، تحاول ديار بث بعض من الأمل عبر حسابها من خلال مشاركة حالات تعافي مصابي كورونا أيضًا. أحدها لشاب عمره 29 سنة كانت رئته مدمرةً تمامًا بسبب كورونا. وبقي في المستشفى مدة لا تقل عن 28 يومًا، تضمنت علاجات وإجراء تحاليل كل خمسة أيام.
ولكن مع مرور الوقت تحسنت حالته الصحية.
من عادات بعض أهالي المرضى التي تعالجهم ديار، ومن ضمنهم هذا الشاب، هي توزيع الحلويات بمناسبة شفاء ذويهم، على الطاقم الطبي. وقد شاركت ديار فرحتها في تحسن حالة الشاب مع متابعيها.
لاقت منشورات ديار على مواقع التواصل الاجتماعي تفاعلاً من قبل متابعيها، وكانت ترد لديار رسائل كثيرةً لأشخاص يقولون إنه رغم سماع ما ينقله الإعلام عن كوفيد-19، فقد اكتسبوا، بعد متابعة المحتوى التي كانت تنشره، معلومات أكثر مثل تأثير الفيروس على الكلية وربطها مع الجلطات.
كما شاركت الطبيبة العراقية عبر إنستغرام رحلتها في تلقي اللقاح لتشجيع الآخرين على الحذو حذوها. “كثير من الناس أخذوا المصل من بعد مشاهدتهم لقصص إنستغرام وبعثوا لي شهادات اللقاح الخاصة بهم وكثير منهم أيضًا شعروا بالخوف من بعد سماع قصص المرضى”.
تعلل ديار سبب انتشار محتواها على مواقع التواصل الاجتماعي، قائلة: “الناس لا تريد أن ترى مجرد خبر أو حصيلة أعداد مثل التي يظهرها الإعلام. أنا كنت أجعلهم يعيشون اليوم كاملاً معي، منذ الصباح وأنا أرتدي الملابس الوقائية وفي طريقي للمستشفى وعند انتظاري لزميلتي لنبدأ المناوبة معًا”.
وعندما انتهت الفترة المقرر أن تقضيها ديار في قسم العزل في المستشفى، حزن العديد من متابعيها وقالوا إنهم سيفتقدون الفقرة شبه اليومية عن حياة طبيبة عراقية وقصص المرضى التي كانت تشاركها. إذ ارتبط متابعو ديار مع الأشخاص الذين كانت تتكلم عنهم وكانوا يسألونها عن تطورات حالة الفتاة الشابة أو “العمو الذي حدثت له مضاعفات”.
على الجانب الآخر، تعرض المحتوى الطبي الذي تنشره ديار لبعض الانتقادات. لم تكن التعليقات السلبية كثيرة ولكنها جعلت ديار تفكر لوهلة في إغلاق حسابها على إنستغرام أو التوقف عن نشر أي محتوى عن كورونا. ولكن، لم تبق هذه الفكرة في ذهنها طويلاً بالأخص مع رسائل الامتنان الكثيرة التي وصلت لديار من متابعين بدأوا في لبس الكمامات وحثوا أهلهم على الالتزام بالإجراءات الاحترازية بسببها هي.
هناك تسهيلات كثيرة في العراق لتشجيع الأشخاص على أخذ اللقاح سواء عن طريق توفيره في المجمعات التجارية أو تقديم تخفيضات، مثل ما تفعله بعض دور السينما والصالونات، لمن يُظهر شهادات اللقاح.
ولكن لا تزال هناك شريحة كبيرة من العراقيين ترفض فكرة اللقاح، وتتخوف من تصنيعه الذي حصل بشكل سريع. كذلك، هناك توجس من الآثار الجانبية، خاصة مع انتشار إشاعات بأن اللقاح “يمكن أن يسبب العقم للنساء”. هذا ما جعل إقبال العراقيين على لقاح كورونا، ضعيفًا .
اللقاحات المتوفرة في العراق هي فايزر، أسترازينكا وسينوفارم.
بحسب موقع “أور ورلد إن داتا” Our World In Data، العراقيون الذين تلقوا جرعة واحدة على الأقل تصل نسبتهم إلى حوالي 12.5 في المئة. وتتخطى هذه النسبة الهدف التي وضعته منظمة الصحة العالمية بتطعيم 10 في المئة من سكان كل بلد بحلول شهر سبتمبر/ أيلول 2021. كما أطلقت منظمة الأمم المتحدة في شهر أكتوبر/ تشرين الأول من العام الجاري، خطة عالمية أخرى تكلفتها 8 مليارات دولار، تهدف إلى القضاء على الوباء وتلقيح 70 في المئة من كل دولة بمنتصف 2022.
شهد العراق عدة إجراءات احترازية من بينها الحظر الإجباري في ذروة انتشار فيروس كورونا. ومؤخرًا، أعلنت وزارة الصحة يوم الأحد 17 أكتوبر / تشرين الأول، بدء تطبيق قرار يفرض إبراز بطاقات التطعيم أو نتيجة سلبية لفحص كورونا بتقنية الـ PCR قبل دخول المؤسسات الحكومة وغير الحكومية مثل المعاهد والجامعات.
لديار نظرة متفائلة بالنسبة لارتفاع نسبة المُطعمين في العراق لتصل للأهداف التي وضعتها المنظمات العالمية. وانخفاض حالات الإصابة التي تعالجها وتحسن الوضع الذي كان عليه في بداية الجائحة. وفي رأيها، هناك ارتفاع أكبر في الوعي الآن بين العراقيين عن خطورة الفيروس خاصة “أنهم يرون الإصابات المميتة واننا فقدنا كثيرا من الناس بسبب فيروس لا يرى بالعين”.
[ad_2]
Source link