انقلاب السودان: هل سيتأثر موقف العسكر بردود الفعل الأمريكية والأوربية؟
[ad_1]
لايمكن لمتابع لمجريات الأمور في السودان، بعد الانقلاب العسكري الأخير، أن يغفل مدى قوة ردود الفعل الأمريكية والأوربية، الرافضة لهذا الانقلاب، كما لايمكنه أيضا، أن يغفل في نفس الوقت، مدى عدم وضوح الموقف، في ردود الفعل القادمة من دول الجوار العربي، والتي قالت بعض الأقلام، في صحف غربية إنها عكست ارتياحا لهذا الانقلاب في تلك الدول.
وكانت كل من أمريكا وبريطانيا وفرنسا، قد أدانت انقلاب السودان، وطالبت بالافراج عن رئيس الوزراء السوداني المدني، المحتجز حاليا عبد الله حمدوك ومن معه من المسؤولين المدنيين.
وكان البيت الأبيض الأمريكي، وفي رد فعله الأولي على أنباء الانقلاب، قد أعلن أنه يشعر بالقلق، جراء تلك الأنباء، وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير، للصحفيين على متن طائرة الرئاسة، إن “هذه الإجراءات تتعارض بشدة مع إرادة الشعب السوداني”، وفي تطور لاحق أعلن وزير الخارجية الأمريكية أنطوني بلينكن، رفض بلاده صراحةً لما أسماه “إجراءات الجيش السوداني ضد الحكومة الانتقالية التي يقودها مدنيون”.
وقال بلينكن إن الولايات المتحدة “تدين بشدة استيلاء الجيش على السلطة في السودان”، مشيرا إلى قلق واشنطون البالغ، إزاء تقارير حول استخدام قوات الأمن السودانية، الذخيرة الحية ضد المتظاهرين السلميين. مشيرا إلى أن واشنطون أمرت “على الفور”، وفي وضوء التطورات الأخيرة “بإيقاف تسليم 700 مليون دولار من صناديق الدعم الاقتصادي الطارئة إلى السودان، وكانت تهدف إلى دعم التحول الديمقراطي في البلاد”.
من جانبها ، اعتبرت الحكومة البريطانية أن “الانقلاب” في السودان “خيانة غير مقبولة للشعب السوداني وانتقاله الديمقراطي”. ، أما في فرنسا فقد، أكد الرئيس إيمانويل ماكرون، عبر حسابه على تويتر، أن فرنسا تدين “بأشد العبارات” الانقلاب في السودان، وقال “أعبر عن دعمي للحكومة الانتقالية السودانية وأدعو إلى الإفراج الفوري واحترام نزاهة رئيس الوزراء والقادة المدنيين”.
شكوك بشأن التأثير
وعلى قدر قوة ردود الفعل الأمريكية والغربية، فإن هناك شكوكا كثيرة، حول إمكانية ان تدفع تلك الردود، القادة العسكريين في الخرطوم، للتراجع عما قاموا به، وإعادة الحكومة المدنية للعمل، إذ يعتبر مراقبون أن كل ذلك أصبح من الماضي، وأن الجيش فرض الأمر الواقع في البلاد مدعوما من دول الجوار.
ويعتبر المراقبون، أن ما يثير الشكوك، في فعالية أي تأثير أمريكي ، هو تنفيذ المكون العسكري في السودان للانقلاب، بعد ساعات فقط من لقاءات مكوكية في الخرطوم، جمعت المبعوث الأمريكي للقرن الإفريقي جيفري فيلتمان، بقادة الجيش والحكومة السودانية، حتى أن تقارير تحدثت عن أن الأوامر بالانقلاب، صدرت متزامنة مع مغادرة فيلتمان للخرطوم مباشرة.
ورغم أن فيلتمان كان قد أكد في الخرطوم، على دعم الولايات المتحدة الأميركية، لعملية الانتقال لديمقراطية مدنية، وفقا للرغبات المعلنة للشعب السوداني على حد قوله، إلا أن كلماته على مايبدو، لم تجد أي صدى لدى العسكريين، الذين كانوا قد حسموا أمرهم، فيما يعتبره محللون جاء بعد دعم وتأييد، من قوى اقليمية مجاورة.
تحدي واشنطون ولندن
وفي تقرير لصحيفة “ديلي تلجراف” البريطانية، يقول مراسل الصحيفة لشؤون الشرق الأوسط ماكديرميد، إن انقلاب السودان العسكري، هو بمثابة تحد للولايات المتحدة وبريطانيا، ويضيف التقرير أن الانقلاب، وإن حظي بدعم من الحلفاء الإقليميين في مصر والإمارات، إلا أن الجيش أساء تقدير قوة منظمات العمل المدني، وهناك مخاطر من اندلاع العنف في البلاد.
وبعد أن يعرض التقرير لضغوط واشنطون ولندن، باتجاه ضرورة إتمام العملية الانتقالية في السودان، يعود فيقول إن الجيش على ما يبدو لم يعد لديه صبر،على الضغوط الغربية، ويضيف أنه ورغم حسابات العسكريين، بأنهم لن يتخلصوا أبدا من النقد الغربي، وأنهم سيواجهون توقفا في الدعم الأجنبي، إلا أنهم “تشجعوا من لاعبين إقليميين بمن فيهم مصر والإمارات، اللتان تقيمان علاقات قوية مع الجيش السوداني وقادته.
خيارات واشنطون
وفي إطار خيارات واشنطون، في التعامل مع قادة الانقلاب العسكري في الخرطوم، يختلف المحللون كثيرا فبينما يرى بعضهم، أن خيارات واشنطون تبدو محدودة، في مواجهة العسكر في السودان، يرى آخرون أن واشنطون بدأت بالفعل، وبعد استيعاب الموقف، في تخطيط ردودها ضد الانقلاب العسكري الأخير.
وربما جاءت بداية الرد الأمريكي، متمثلة في إعلان الخارجية الأمريكية، تعليق مساعدات للسودان، لدعم الانتقال الديمقراطي، قدرت بسبعمئة مليون دولار، مع تأكيد نيد برايس المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، على استعداد واشنطون لعمل المزيد قائلا “مستعدون للجوء إلى جميع الإجراءات المناسبة لمحاسبة من يحاول التقليل من إرادة الشعب السوداني”.
لكن البعض يعتبرون أن الضغط الاقتصادي، وقطع المساعدات، لن يكون كافيا، في ظل ما تتحدث عن تقارير في الصحف الغربية، عن دعم من قوى عربية اقليمية، للخطوة الأخيرة التي أقدم عليها العسكر في السودان، ويرى هؤلاء أن واشنطون، ربما تقدم على إجراءات أكثر قوة، بهدف الحفاظ على هيبتها عالميا، والتي تعرضت مؤخرا إلى انتكاسة في أفغانستان، ومن أجل ماترى مراكز أمريكية لصناعة القرار، أنه سيخدم نفوذ الولايات المتحدة في منطقة القرن الإفريقي.
هل سيقيم العسكر في السودان اعتبارا لمواقف واشنطن وأوربا الرافضة للانقلاب؟
وماهي دلالات وقوع الانقلاب بعد مغادرة المبعوث الأمريكي جيفري فيلتمان للسودان مباشرة؟
هل ترون أن قطع واشنطن لمساعداتها عن السلطة الجديدة في السودان سيكون كافيا لتغيير سياساتها؟
وكيف تقيمون مايقوله البعض من أن واشنطون ربما تقدم على إجراءات أقوى بهدف الحفاظ على هيبتها عالميا؟
ما رأيكم فيما قالته بعض تقارير صحفية من أن منفذي الانقلاب في السودان حصلوا على ضمانات من دول عربية مجاورة؟
وإذا كنتم من أنصار المدنية في السودان فهل تعولون كثيرا على الموقف الأمريكي؟
سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الأربعاء 27 تشرين الأول /اكتوبر.
خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442038752989.
إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على nuqtat.hewar@bbc.co.uk
يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message
كما يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب
[ad_2]
Source link