كيف أصبح علاج مشكلات الخصوبة جزءا من ميزات مكان العمل؟
[ad_1]
تقدم المزيد من الشركات مزايا تغطي تكاليف التلقيح الاصطناعي أو تجميد البويضات أو تأجير الأرحام. فهل هذه الامتيازات، التي يمكن أن تكون مثيرة للانقسام، تساعد الشركات حقا على الاحتفاظ بالموظفين الجيدين؟
في عام 2019، كانت كيتلين، البالغة من العمر 35 عامًا وتعيش في مدينة نيويورك الأمريكية، تبحث عن وظيفة جديدة. وكان عقد كيتلين كأخصائية محتوى مع شركتها السابقة على وشك الانتهاء، وكانت قد بدأت تلقي علاج التلقيح الاصطناعي منذ بضعة أشهر، وكان لديها فكرة محددة وواضحة للغاية عما كانت تبحث عنه في عملها.
تقول كيتلين: “لقد بحثت على محرك البحث غوغل عن الشركات التي تقدم أفضل تغطية لعلاجات الخصوبة، وتقدمت لطلب وظيفة في تلك الشركات”.
وتضيف: “تقدمت للعمل في الشركات التي تقدم أفضل مزايا فيما يتعلق بالخصوبة والأسرة، ولم ألتفت لأي شركات أخرى، أو أي منصب يقدم أقل مما أعتبره تغطية من الدرجة الأولى لهذه الأشياء”.
انتهى الأمر بكيتلين، التي تستخدم اسمًا واحدًا لأسباب مهنية، بإجراء مقابلة في شركة محاسبة تغطي 100 في المئة من تكلفة علاجاتها. وكان المنصب الجديد يعني تغيير مجال عملها، لكنها لم تتردد في قبول الوظيفة.
وتقول عن ذلك: “تعتقد أمي أن ما حدث كان معجزة. لقد بدأت العلاج بعد فترة وجيزة من العمل في وظيفتي الجديدة”.
وتعد الشركة التي انضمت إليها كيتلين واحدة من العديد من الشركات التي تقدم الآن مزايا علاجات العقم والخصوبة في محاولة لجذب موظفين جدد. وبينما تكافح الشركات للعثور على عدد كافٍ من الموظفين، يقدم عدد متزايد من أصحاب العمل امتيازات مبتكرة لجذب الموظفين والاحتفاظ بهم، خاصة في الولايات المتحدة.
وأصبحت الحاجة إلى الاستمرار في المنافسة أمرًا بالغ الأهمية بشكل خاص في وقت تشير فيه تقارير إلى أن 41 في المئة من الموظفين في جميع أنحاء العالم يفكرون في الاستقالة أو تغيير مهنتهم.
يقول بيتر نيفيس، كبير المسؤولين التجاريين في “وينفيرتيليتي”، وهي منصة مقرها الولايات المتحدة تتعاون مع أصحاب العمل لتقديم امتيازات في مجال تنظيم الأسرة: “خلال عامي 2019 و2020، شهدنا زيادة بنسبة 500 في المئة في عدد الشركات التي تضيف مزايا بناء الأسرة. وبعض أرباب العمل يعرضون ما يصل إلى 200 ألف دولار كحد أقصى لتغطية تكلفة بناء الأسرة”.
وأصبحت الامتيازات المقدمة لعلاج العقم والخصوبة – بدءا من التلقيح الاصطناعي إلى تأجير الأرحام – شيئًا يتوقعه الموظفون بشكل متزايد من الشركات التي يعملون بها. لكن هل سيستمر الاتجاه نحو تقديم مزايا تنظيم الأسرة إلى بعد ما يسمى بـ “فترة ذروة الاستقالات”، التي تشهد تفكير عدد كبير من الموظفين في جميع أنحاء العالم في الاستقالة أو تغيير مهنتهم؟
يعتقد خبراء أن هذا الاتجاه سيستمر، ويعتقد الكثيرون أن تمويل رعاية الخصوبة لموظفيهم يمكن أن يساعد في زيادة التنوع ويعزز تفاعل الموظفين ويساهم في تحسين ثقافة العمل.
ولا تعد زيادة المزايا المقدمة في مجال الخصوبة مجرد ظاهرة في مرحلة ما بعد تفشي فيروس كورونا، فعلى مدار سنوات طويلة كانت كبرى شركات التكنولوجيا الأمريكية تقدم امتيازات مبتكرة لتنظيم الأسرة.
وفي عام 2014، أعلنت كل من “آبل” و”فيسبوك” أنهما ستغطيان تكلفة تجميد البويضات بما يصل إلى 20,000 دولار في محاولة لجذب المزيد من النساء إلى القوى العاملة.
كما تغطي شركات مثل “سنابشات” و”سيلزفورس” و”سبوتيفاي” تكاليف تأجير الأرحام لموظفيها، إذ تنفق بعض الشركات ما يصل إلى 80,000 دولار لدعم الموظفين خلال هذه العملية.
وفي حين كان يُنظر إلى امتيازات الخصوبة في السابق على أنها حكراً على قطاع التكنولوجيا، بدأت الصناعات الأخرى تقدمها لموظفيها.
يقول نيفيس: “هناك الآن تنوع واسع بين الصناعات التي تقدم هذه المزايا، بما في ذلك قطاعات البيع بالتجزئة والتعليم والتمويل والترفيه والقانون”.
ويضيف: “يعاد تعريف مزايا الخصوبة بشكل متزايد لتناسب العدد المتزايد من الموظفين المحتاجين لذلك. لقد أصبحت مزايا مثل التخطيط في مرحلة ما قبل الحمل، والتعليم، وأجهزة تعقب التبويض، وإجازة الأبوة، والدعم العاطفي للوالدين، شائعة بشكل متزايد، إذ يتطلع أرباب العمل إلى تقديم برامج جيدة لتنظيم الأسرة”.
وفي حين أن خدمات الرعاية الصحية الشاملة في العديد من الدول الأوروبية تعني أنه يحق للمواطنين تلقي بعض علاجات الخصوبة مجانًا، فإن نقص الدعم الحكومي في الولايات المتحدة يجعل العديد من الأفراد يعتمدون على أرباب العمل في الرعاية الصحية.
ويعني هذا، جنبًا إلى جنب مع حقيقة أن الولايات المتحدة لديها بعض من أسوأ قوانين إجازة رعاية الأطفال حديثي الولادة بين الدول الغنية، أن تقديم مزايا مبتكرة وسخية في مجال الخصوبة يمكن أن يكون الطريقة المثلى للشركات للحصول على ميزة تنافسية في مجال التوظيف.
وخلال الفترة بين عامي 2015 و2020، ارتفعت نسبة الشركات الكبرى في الولايات المتحدة التي تغطي نفقات التلقيح الاصطناعي من 24 في المئة إلى 27 في المئة. وفي فترة زمنية مماثلة، ارتفعت النسبة المئوية لأصحاب العمل الذين يقدمون إجازة رعاية مدفوعة الأجر بنسبة 15 في المئة.
وقال 51 في المئة من أرباب العمل الذين يغطون تكاليف علاج العقم إن السبب في تقديم هذه المزايا هو البقاء في المنافسة وتوظيف أفضل المواهب.
ومع ذلك، وحتى خارج الولايات المتحدة، دفعت مشاكل التوظيف في مرحلة ما بعد الوباء الشركات الكبرى إلى تقديم مزايا علاج العقم والخصوبة. وفي المملكة المتحدة، أطلقت مؤسسات “ناتويست” و”سينتريكا” و”كليفورد تشانس” و”كولي” خططًا لتغطية نفقات الخصوبة بتكلفة تصل إلى 45 ألف جنيه إسترليني في عام 2021.
وفي اليابان، أعلنت الحكومة أن الموظفين العموميين سيحصلون على إجازة مدفوعة الأجر لتلقي علاجات الخصوبة، بينما في ألمانيا بدأت شركة “كونوميديكال” مؤخرًا في تقديم مزايا الخصوبة لموظفيها، زاعمة أنها واحدة من أوائل الشركات الناشئة في أوروبا التي تقوم بذلك.
ومن بين الشركات التي بدأت في تقديم مزايا الخصوبة شركة “هوتسوت” للتسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والتي لها مكاتب في جميع أنحاء العالم. وفي أواخر عام 2020 أجرت تارا عطايا، كبيرة موظفي الموارد البشرية والتنوع في شركة “هوتسوت”، مراجعة للمزايا التي تقدمها الشركات، واتضح لها أنه في أمريكا الشمالية كانت الخصوبة وتنظيم الأسرة من أهم أولويات الموظفين.
وتقول عن ذلك: “لقد قدمنا تغطية لنفقات علاجات الخصوبة ودعم تنظيم الأسرة ضمن المزايا التي نقدمها، بحد أقصى 12,000 دولار أمريكي لعلاجات الخصوبة”.
وكانت ردود الفعل على الخطة الجديدة لمزايا الخصوبة، والتي تغطي متوسط تكلفة جولة واحدة من التلقيح الاصطناعي، إيجابية للغاية، فقد قفزت درجة تفاعل الموظفين في شركة “هوتسوت” من 66 في المئة إلى 81 في المئة.
وعندما جرى استطلاع آراء الموظفين مرة أخرى في عام 2021، كانت هناك زيادة بنسبة 12 في المئة في عدد الأفراد الذين وافقوا على عبارة أن “المزايا كانت عادلة” داخل الشركة.
تقول تارا: “عندما يشعر الناس أن المؤسسة التي يعملون بها ليست مستعدة فقط لدعمهم، بل والاستثمار فيهم، فمن الطبيعي أن يزيد تفاعل الموظفين”.
وتعمل الشركة الآن على طرح سياسة جديدة لزيادة فترة إجازة رعاية الأطفال حديثي الولادة، وتعمل على توسيع خطة المزايا المقدمة لموظفيها في مكاتبها في كندا والمكسيك.
ومع ذلك، تقول تارا إن هناك بعض التحديات فيما يتعلق بمزايا الخصوبة، وتشير إلى أن العديد من الموظفين يتجنبون الإفصاح عن أنهم يخضعون لعلاجات الخصوبة، خوفًا من أن يؤثر ذلك بالسلب على حياتهم المهنية.
[ad_2]
Source link