ريش: الفيلم المصري الذي تُوّج في “كان” وأثار غضبا في “الجونة”
[ad_1]
أثار عرض الفيلم المصري المتوج في مهرجان كان “ريش” في مهرجان الجونة جدلا كبيرا بعد أن غادر ثلاثة ممثلين قاعة العرض متهمين الفيلم بالإساءة لمصر. فاختلفت ردود الفعل حول الفيلم والغضب منه وخلقت أزمة دفعت بمهرجان الجونة لتوضيح موقفه في بيان رسمي.
هذه المرة الثانية التي يتصدر فيها فيلم ريش، للمخرج عمر الزهيري، عناوين الأخبار وحديث المهتمين بالسينما.
المرة الأولى كانت عند فوز الفيلم بالجائزة الكبرى للنقاد في مهرجان كان السينمائي الدولي، واحتفى به حينها المصريون حكومة وشعبا.
المرة الثانية كانت عند عرضه أول أمس ضمن مهرجان الجونة السينمائي في مصر.
غادر مخرج وثلاثة ممثلين العرض وعبر آخرون عن استيائهم من الفيلم لأنه من وجهة نظرهم “يسيء لسمعة مصر”.
وتطور النقاش الذي كان من المفترض أن يكون فنيا بحتا حول الفيلم إلى جدل مسيّس فيه تبادل للاتهامات والشتائم وانتشر من قاعة العرض في الجونة إلى وسائل الإعلام والتواصل المختلفة وصولا إلى البرلمان.
ودفعت الأزمة التي أثارها الفيلم بمهرجان الجونة السينمائي، الذي يشارك الفيلم في مسابقته الرسمية، بإصدار بيان يقول فيه إن اختيار فيلم “ريش” “جاء متسقا مع معايير اختيار الأفلام في المهرجان، وذلك بناء على ما حققه من نجاحات في بعض المحافل الدولية سواء حصوله على الجائزة الكبرى لأسبوع النقاد الدولي في أكبر المهرجانات العالمية مهرجان “كان”، وهو أول فيلم مصري يحصل على مثل تلك الجائزة المرموقة”.
“يسيء لمصر”
أكثر الأسماء ارتباطا بالجدل المثار حول الموضوع، اسم الممثل شريف منير، الذي غادر قاعة السينما مع بداية العرض الخاص لفيلم ريش في الجونة.
وكذلك فعل الممثلان أحمد رزق وأشرف عبد الباقي.
منير قال في مداخلة مع الإعلامي عمرو أديب إن مشاهدة الفيلم أتعبته وإن “العذاب” و”القذارة” التي تعيش فيها الأسرة التي يصورها الفيلم مبالغ فيها.
وقال منير إن العشوائيات “التي كانت موجودة سابقا” “يجب صرف العيون عنها في الجمهورية الجديدة”.
وعزى منير سبب غضبه من الفيلم إلى “غيرته على بلاده مصر”.
وعبر منير عن عدم إعجابه بالفيلم حتى من الناحية الفنية واستغرب منح الفيلم جوائز دولية.
لم تختلف الأسباب التي برر بها فنانون آخرون غضبهم من الفيلم عن السبب الذي قدمه شريف منير: “الفيلم يسيئ لسمعة مصر وينكر جهود الدولة في تحسين الأوضاع فيها”.
تطور الجدل المثار حول الفيلم حتى أن النائب في البرلمان أحمد مهني، قال إنه سيتقدم بطلب إحاطة لرئيس البرلمان، ووزيرة الثقافة، بشأن عرض فيلم الريش “المسئ لمصر، حيث انه لا يقدم الصورة الحقيقة لمصر، ويساعد على تشويه الصورة الداخلية لمصر عالميًا”.
اتهم الفيلم بتشويه سمعة مصر لأنه يقدم صورة عائلة تعيش في فقر مدقع، لكن الدولة المصرية نفسها لم تقل أبدًا أنها قضت على الفقر في مصر.
وما أعلن مؤخرا عن تراجع نسب الفقر لا يعني القضاء عليه ولا يعني أنه لا فقراء يعيشون على أرض مصر.
لكن الغاضبين من الفيلم يقولون إن الأجدر بالسينما، خاصة تلك التي تنتشر خارجا، أن تسلط الضوء على “الإنجازات والنجاحات” وعلى الإيجابيات لا السلبيات.
وفي عالم السينما والفن هذا نقاش قديم متجدد دائم، لا يخص السينما فحسب وإنما الفن في العموم وفيه خلاف حول دور الفن التجميلي والترفيهي والتسويقي وبين فن دوره تسليط الضوء على ما يجب تغييره.
يقال إن السينما مرآة الواقع، والاختلاف على فيلم ريش هنا هو فعليا اختلاف حول الواقع نفسه، كل يراه من موقعه الجغرافي والسياسي والفني أيضا.
من قال إنه يتحدث عن مصر الآن؟
الفيلم لا يحدد إطارا مكانيا ولا حتى أسماء دالة للشخصيات فيه، ومواقع التصوير ديكورات مصنوعة وبعضها إضافات بتقنية الغرافيكس.
لكنه فيلم مصري بقدرات مصرية وبلهجة مصرية فهل يعني بالضرورة أن الفيلم يتحدث عن مصر الآن؟
لا! هي مختصر إجابة عدد من المدافعين عن الفيلم ومخرجه، إذ لم يقل أحد إن ما يحدث في الفيلم واقع مصري معاصر.
الفيلم ليس واقعيا أساسًا إذا نظرت إلى قصة تحول بطله إلى دجاجة.
دافع منتج الفيلم محمد حفظي، وهو رئيس مهرجان القاهرة السينمائي، عن فيلم ريش في مداخلة مع عمرو أديب على طرفها الآخر شريف منير.
قال حفظي إن اختلاف وجهات النظر صحي والفيلم كل تفاصيله من “خلق” عمر الزهيري مجرد من الأطر الزمانية والمكانية يتحدث عن وضع إنساني يمكن أن يكون موجودا في أي زمان.
كذلك كتبت الصحفية ياسمين محفوظ في تغريدة أن الفيلم لا يحدد البلد ولا الحقبة التي تجري فيها الأحداث.
هجمة “أمنجية”
حديث الغاضبين عن “إساءة الفيلم لسمعة مصر” وتخوين صناعه واتهامهم بتعمد “هدم جهود الدولة” قوبل بسخرية من كثير من المتفاعلين مع الموضوع.
أما الردود “الجادة” على الاتهامات التي أكيلت للفيلم وصناعه فقد تخللها اتهام لمهاجمي الفيلم “بالأمنجية” وهو مصطلح يتضمن “موالاة السلطة وأجهزة الأمن”.
بينما وصفت الصحفية صباح حماموالموقف الذي ينكر وجود حالة الفقر التي يصورها الفيلم بـ”الهروب المنطقي”.
عمل فني يقيم فنيا
كثير من المدافعين عن فيلم ريش، خاصة المختصين في المجال الفني، يقولون إن الفيلم عمل فني يجيب أن يقيم على هذا الأساس بعيدا عن الدلالات السياسية.
قالت الناقدة السينمائية ماجدة خير الله إن فيلم “ريش” لعمر الزهيري، “قطعة فنية من الإبداع الخالص من حيث أسلوب السرد، وتكوينات الصورة، والتعامل مع مجموعة من الممثلين لم يسبق لأي منهم الوقوف أمام الكاميرا”.
وبين هذا وذاك يبقى فيلم ريش، استثنائيا بالنسبة لمصر لأنه أول فيلم مصري طويل يفوز بجائزة في مهرجان كان، وهو الفيلم الطويل الأول لمخرجه عمر الزهيري.
وكذلك لأنه نوع مختلف من السينما يندرج ضمن المدرسة العبثية وتذكرنا حكاية تحول الرجل فيه إلى دجاجة بالرواية التي تعتبر إحدى روائع الأدب العالمي “المسخ” لفرانز كافكا التي يفيق فيها البطل “غريغور سامسا” ليجد نفسة تحول إلى حشرة.
ويقدم الفيلم ممثلين غير معروفين يقفون لأول مرة أمام الكاميرا.
ولا يسند صناع العمل أسماء للشخصيات في الفيلم، ما يجعله قابلا للتأقلم مع أطر مكانية وزمانية واجتماعية مختلفة.
وكان برنامج بي بي سي سينماتيك قد استضاف سابقا عمر الزهيري مخرج فيلم ريش الذي تحدث عن الفيلم ومعانيه بالتفصيل:
[ad_2]
Source link