الانتخابات العراقية: إشادة دولية بالعملية واتهامات وتشكيك داخلي في النتائج الأولية
[ad_1]
لم يكن إعلان النتائج الأولية نهاية الحديث والانشغال بالانتخابات التشريعية العراقية المبكرة، وإنما بداية جدل ونقاشات وتبادل اتهامات تخللها تهديد وتشكيك ومخاوف، رغم الإشادة الدولية بسير الانتخابات، وهو أمر ربما غير مفاجئ في بلد يعيش ما يعيشه العراق سياسيا واجتماعيا.
لا يزال فرز الأصوات مستمرا. وفي انتظار النتائج النهائية أعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في نتائج أولية تقدم التيار الصدري، الكتلة التابعة لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، تقدما كبيرا.
تشكيك في النزاهة وطعن في النتائج
أنصار التيار الصدري عجلوا بالاحتفال، وكذلك لم ينتظر بعض الخاسرين، حسب النتائج الأولية وأبرز هؤلاء قوى شيعية محسوبة على إيران، لإعلان رفضهم للنتائج والتشكيك في نزاهة العملية الانتخابية.
كان “ائتلاف الفتح” بزعامة هادي العامري و”القوة الوطنية لائتلاف الدولة” بقيادة عمار الحكيم وحيدر العبادي أبرز الخاسرين.
وبدأت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات بالفعل في تسلم الطعون على النتائج.
وصف القيادي في تحالف فتح أبو ميثاق المساري نتائج الانتخابات بـ”اللامنطقية” واعتبرها “حيفا” على التحالف الذي شهد تراجعا كبيرا في عدد مقاعده البرلمانية مقارنة بانتخابات 2018.
قد يكون من الطبيعي أن يرفض الخاسرون النتائج، لكن الوضع في الانتخابات العراقية ليس فقط رفضا للهزيمة، وإنما هو تشكيك في سلامة العملية الانتخابية ونزاهتها، وهو لدى البعض “إيمان راسخ” بأن البلد وانتخاباته أبعد ما يكون في هذه المرحلة عن إجراء انتخابات ديمقراطية شفافة.
وكان هذا الموقف دافعا للكثير من المقاطعين الذين رفضوا المشاركة بالتصويت في الانتخابات منذ البداية.
مخاوف من الضغوط
التشكيك في سلامة العملية الانتخابية برمتها وما يبرره من منطق، فرض أيضا مخاوف من تغير نتائجها الحقيقية، أو المعلنة لمن يشكك، تحت الضغوط والتهديدات.
غضب أنصار الخاسرين، حسب النتائج الأولية، لم يخف، فقد خرجوا منددين بالنتائج محذرين من العواقب. ويخشى كثيرون داخل العراق وخارجها “أن يصنع السلاح التغيير”.
بينما تقول مفوضية الانتخابات “إنها لن تخضع للضغوط ولن تتراجع أمام التهديد”.
ماذا بعد؟
انتهى التصويت وتشارف النتائج النهائية على الصدور، فماذا بعد ذلك؟
هذا السؤال الذي اعتبره البعض الأهم في هذه المرحلة، التي وصفها متابعون بالدقيقة، وقال السياسي الكردي والوزير السابق بنغين ريكاني إنها “تتطلب وعيا وإدراكًا ورؤية وحزما وعزما لثقل مهمة الحكم خلالها”.
واقترح بعض المتابعين وذوو الخبرة السياسية حلولا وتصورات لتغييرات يعتبرونها لازمة إذا أراد الفائزون النجاح في مهمة الحكم.
فقد اقترح الإعلامي والباحث القانوني حسام الحاج “إنهاء نظام المحاصصة الحزبية وتوكيل مرشح الكتلة الفائزة بتشكيل ائتلاف حكومي. ثم مرشح الكتلة الثانية إذا فشل الأول”.
بينما دعا الإعلامي والأكاديمي زيد عبد الوهاب الأعظمي الممثلين لتحركات تشرين ومطالبها، ويصطلح عليهم بالتشرينيين، بأن يضطلعوا بدور الرقيب البرلماني لا الحاكم.
أما السياسي المعروف فائق الشيخ، فقد وعد بنشر سلسلة تغريدات “للتشرينيين والمستقلين عما سيواجهون من محطات خلال عملهم البرلماني”.
وقال الشيخ في تغريدة: “لستُ معلماً ولا محاضراً ولا وصياً على أحد .. ولكن كل ما في الموضوع إنهم جُدد على العمل البرلماني ونحن أصحاب تجارب”.
إشادات دولية
بعيدا عن العراقيين القلقين على مستقبلهم في بلادهم، حازت العملية الانتخابية على إشادات عربية ودولية بـ”حسن سيرها”.
وقالت بعثة الاتحاد الأوروبي لمراقبة الانتخابات على لسان رئيستها “فيولا فون كرامون”، إن العملية الانتخابية “لم تشهد أي خروقات تؤثر على النتائج، وإنه تم اتخاذ كل ما يلزم من إجراءات لمنع التلاعب بالنتيجة”.
وقال الناطق الرسمي للاتحاد الأوروبي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا “لويس ميغيل بوينو” في تغريدة نقلا عن بيان للممثل السامي للشؤون الخارجية للاتحاد “جوزيف بوريل”، إن الانتخاب كان “سلميا ومنظما بقدرٍ كبير” ودعا الجميع إلى تقبل النتائج.
من جهة بريطانيا، أشاد وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا “جيمس كليفرلي” في هذه التغريدة بـ”جهود رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي والمفوضية العليا المستقلة للانتخابات في التسيير السلس للانتخابات بدعم غير مسبوق من الأمم المتحدة”.
وعربيا قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إن احترام نتائج الانتخابات مهم لاستقرار العراق.
من هو مقتدى الصدر؟
[ad_2]
Source link