استكشاف الفضاء: المهمة الفضائية الأوروبية لعطارد ترسل أول صورة للكوكب
[ad_1]
- جوناثان أموس
- مراسل الشؤون العلمية- بي بي سي
أرسلت المهمة الأوروبية لكوكب عطارد (بيبيكولومبو) أول صورة للكوكب الأقرب إلى الشمس في المجموعة الشمسية.
وأرسلت المهمة الصورة التي التقطها بعد قليل من تحليقها فوق عطارد، على ارتفاع يصل إلى 200 كيلومتر فقط.
وخطط قادة المهمة للقيام بخمس مناورات أخرى، باستخدام طاقة الجاذبية لكوكب عطارد، لدعم عملية السيطرة على سرعة المركبة.
وتستهدف المناورات تهدئة سرعة المركبة بحيث تكون قادرة على اتخاذ مدار ثابت حول الكوكب.
وتستهدف المهمة الانتهاء من ذلك قبل نهاية عام 2025.
الصورة الأولى للكوكب، كانت منخفضة الجودة والتقطت من كاميرا للمراقبة مثبتة على جانب المركبة، لأنها لاتزال غير قادرة على تشغيل الكاميرات عالية الجودة.
وتوجد هذه الكاميرات، في منطقة التخزين المخصصة لها، داخل المركبة، التي تتكون من مركبتين فضائيتين، أدمجتا في مركبة واحدة.
وتم تصنيع جزء من هذه المركبة بواسطة وكالة الفضاء الأوروبية، (إي إس إيه)، بينما صنعت وكالة الفضاء اليابانية، (جاكسا) الجزء الآخر.
لكن الطريقة التي تم بها ربط الجزأين، قبل الانطلاق في المهمة، تعوق الفتحات المخصصة للكاميرات عالية الدقة الرئيسية.
وأدى ذلك إلى أن تكون الصورة الأولى لكوكب عطارد قد التقطت بواسطة زوجين من كاميرات المراقبة، المخصصتين لعمل المهندسين، وهما مثبتتان على جسم المركبة التي يتم تسييرها من محطة أرضية.
كاميرتا “السيلفي” كانتا كافيتين لالتقاط صورة تظهر بعض معالم عطارد، وتوضح معالم معروفة على سطحه.
وبدأت المركبة بث الصور إلى المحطة الأرضية يوم السبت. ومن المتوقع أن تقوم وكالة الفضاء الأوروبية، بنشر المزيد من الصور، تباعا خلال الأيام المقبلة، بحيث تكون هناك صور كافية لصنع فيلم قصير بنهاية يوم الاثنين.
ورغم أن المركبة لازالت بعيدة تماما عن مرحلة بدء مهمتها العلمية المتوقعة، إلا أن بعض الأنظمة التي زودت بها بدأت العمل بالفعل، لتمكن فريق التحكم من بدء المناورات حول عطارد.
ولايزال هناك بعض الظواهر التي يمكن لفريق التحكم استشعارها مثل نطاقات ممغنطة وجزيئات متنوعة حتى في غرفة التخزين داخل المركبة.
وتقول دكتورة سوزي إيمبر، من جامعة ليستر “سوف نتحصل على كل المعلومات المطلوبة، لكن المناورات الخمس الباقية، شديدة الأهمية بالنسبة لنا لكي نبطيء من سرعة المركبة”.
وقال علماء المهمة لبي بي سي “خلال أعوام قليلة، وبحلول ديسمبر / كانون أول عام 2025 ستكون المركبة ملازمة لكوكب عطارد، في مسيرته، وبذلك نكون قادرين على فصل جزأي المركبة في مدار حول عطارد”.
ورغم ذلك تمكن فريق التحكم من الحصول على بعض المعلومات، من المناورة الأولى التي تمت.
وبالنسبة للعلماء في مرصد “إم أي إكس إس” البريطاني لمراقبة كوكب عطارد، والذي يعمل بأشعة إكس، كان هناك فرصة لفهم طبيعة عمل الأجهزة التي يستخدمونها.
وتلتقط المستشعرات الموجودة في المرصد أصواتا تعبر عن جزيئات محملة بطاقة فضائية تسمى “الأشعة الكونية”.
وتقول دكتورة سوزي “كلما اقتربنا من عطارد، سيكون نصف السماء محجوبا خلف الكوكب، وسنشهد انخفاضا ملحوظا في الأشعة الكونية، التي كنا نراها، وبذلك نكون قادرين على تحديد مصدر الأشعة الباقية وما إذا كانت تأتي من المجرة”.
وسوف يساعد هذا فريق العلماء في الحصول على أفضل فهم ممكن للمعلومات التي سيتحصلون عليها من المرصد، عندما تبدأ عملية مراقبة كوكب عطارد فعليا، في وقت لاحق من العقد الجاري.
ويعد الهدف من المناورات الست هو إبطاء المركبة تدريجيا مع اقترابها من عطارد، قبل محاولة فصل جزأيها ووضعهما في مدار حول الكوكب.
المناورة الأولى استهدفت تقليل سرعة المركبة، حول عطارد لتكون ثلثي سرعة دورانه، حول الشمس، بما يعني أنه كلما دار عطارد حول الشمس 3 دورات، تكون المركبة قد دارت حول الشمس دورتين.
أما المناورة التالية، المقررة في يونيو / حزيران القادم، فستقلل العدد إلى مابين 3 دورات إلى 4 دورات، بينما تجرى مناورات تالية تصل إلى 6 مناورات، آخرها في يناير / كانون الثاني، عام 2025 بحيث تكون المهمة قادرة على العمل، بكامل طاقتها، عام 2026.
ماذا ستفعل بيبيكولومبو؟
سوف يتم فصل جزأي المركبة (الياباني، والأوروبي) عند استقرارها في مدار حول عطارد، وبالتالي يبدأ كل منهما القيام بمهمة منفصلة.
الجزء الأوروبي، “إم بي أو” سيبدأ رسم خرائط لسطح الكوكب، بما فيها المرتفعات والمنخفضات، وجمع معلومات حول مكونات سطح الكوكب، بالتزامن مع استكشاف باطنه.
أما الجزء الياباني “إم إم أو” فسيقوم بدراسة المجال المغناطيسي لعطارد، وأسلوب عمله، وطبيعته، واستجابته لأشعة الشمس، والرياح الشمسية، وتفاعلها مع الغلاف الجوي لعطارد، بحيث تحول جزئيات الغلاف الجوي إلى ذيل يمتد في الفضاء.
ويأمل العلماء في أن يساعد ذلك بالتعاون مع المراصد الأرضية المرتبطة بالمسبار، في فهم، العديد من الألغاز المرتبطة بالكوكب الصغير الساخن.
أحد هذه الألغاز هو ما يتعلق بالقلب الحديدي الضخم نسبيا لقلب الكوكب، والذي يشكل، 60 في المئة تقريبا، من كتلة الكوكب، ولا يمكن للعلم حتى الآن، تفسير سبب وجود طبقة رقيقة فقط من الصخور كقشرة لسطح الكوكب.
يقول البروفيسير مارك ماكوغرين، مستشار وكالة الفضاء الأوروبية، إنه “عندما نضع المركبة في مدار حول عطارد، سنبدأ دراسة المجال المغناطيسي، وسطح الكوكب، الذي يتسم بدرجة حرارة عالية، تصل إلى 450 درجة مئوية، وهي درجة الحرارة الموجودة في أفران البيتزا، ورغم ذلك هناك مياه، على السطح، في بعض الأماكن”.
ويضيف “عطارد يمتلك قلبا معدنيا كبيرا، ويتسم بكثافة عالية، بالنسبة لحجمه، ونحن ببساطة لانفهم كيف أصبح عطارد على ماهو عليه الآن، وهناك ألغاز كثيرة حول منشأ الكوكب، وهذا هو ما صممت بيبيكولومبو لمساعدتنا على فهمه”.
يذكر أن غالبية الجزء الأوروبي من المركبة تم تجميعه في مصانع إيرباص في المملكة المتحدة.
[ad_2]
Source link