لغة الإشارة.. وسيلة تواصل متعددة الثقافات لمجتمع الصم تنبع من ثقافة كل بلد
إيسايكو: لغة الإشارة.. وسيلة تواصل متعددة الثقافات لمجتمع الصم تنبع من ثقافة كل بلد
من آمنة عاشور
(تقرير) الكويت (كونا): تعد لغة الإشارة لغة تامة متعددة الثقافات تنبع من ثقافة كل بلد وتعتمد على الإيماءات من تعابير الوجه وحركة الجسم وهي اللغة الأم بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من ضعف السمع أو انعدامه (الصم).
ومع قيام المجتمعات المتقدمة بالعمل على تجاوز مشكلة الصمم إلى حد بعيد فقد أعلنت الجمعية العامة للامم المتحدة يوم 23 سبتمبر من كل عام يوما دوليا للغات الإشارة وذلك لإذكاء الوعي بأهمية لغة الإشارة في الإعمال الكامل لحقوق الإنسان لفئة الصم وهو نفس التاريخ الذي تم فيه تأسيس الاتحاد العالمي للصم في عام 1951.
وفي هذا الصدد أكد رئيس النادي الكويتي الرياضي للصم وعضو المجلس الاعلى للمعاقين حمد المري لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الخميس أن “لغة الاشارة متعددة الثقافات وهي لغة تواصل لمجتمع الصم من خلال الحديث باليد والسماع بالعين.
وأوضح المري أن اتحاد الصم العالمي لديه منهج عالمي معروف لدى الحكومات مشيرا الى أن لغة الاشارة مختلفة في كل دولة على حسب ثقافتها فهناك لغة إشارة دولية ولغة إشارة عربية ولغة إشارة محلية خاصة بكل دولة.
وأضاف أن مجتمع الصم يضم المثقفين والمتعلمين ومنهم حملة الشهادات العليا ويشغلون مناصب الى جانب المعلمين للغة الاشارة والمترجمين لها إذ تتطور اللغة معهم وهناك من وصل الى مراحل متقدمة مشيرا إلى أن الفضل يعود الى لغة الاشارة التي تحتوي على العديد من الكلمات وتعد ثقافة بحد ذاتها.
وكشف المري أنه تقدم باقتراح للمجلس الاعلى للمعاقين بإدراج مسمى وظيفي في ديوان الخدمة المدنية كمترجم لغة اشارة موضحا أن الاقتراح ينص على تواجد موظف لغة إشارة في كل الجهات والدوائر الحكومية لتسهيل انجاز معاملات الصم.
وأشاد بدعم دولة الكويت المستمر لابنائها الصم وأيضا بدعم هيئة ذوي الاعاقة للمعاقين سمعيا مثمنا في الوقت ذاته جهود سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح لدعمه منذ أن كان سموه يشغل منصب نائب رئيس الحرس الوطني وحثه على إقامة العديد من الدورات مع جهاز الحرس الوطني لتعليمهم لغة الاشارة للتعاون مع الصم.
من جهته قال الاستشاري في مجال تعليم وتدريب الصم الدكتور محمد الرامزي في تصريح مماثل ل(كونا) إن دولة الكويت تحتفل هذه السنة باليوم العالمي للغات الإشارة تحت شعار (الاحتفاء بازدهار مجتمعات الصم) وذلك من خلال المؤسسات المعنية بالصم.
وبين الرامزي أن لغة الإشارة غنية ومعبرة ومعقدة كاللغة الكلامية كما أن مبادئ بنيتها النحوية تتشابه في إطارها العام مع كل اللغات الإنسانية مضيفا أنه تم توحيد لغة الإشارة العربية بقرار من جامعة الدول العربية والاتحاد العربي للعاملين في مجال الصم عام 1999 وصدر بذلك القاموس الإشاري العربي الموحدة الذي يحوي في طياته أكثر من 3 آلاف رمز إشاري عربي موحد.
وأوضح أن دولة الكويت من أوائل الدول عالميا بتقديم ثلاث نشرات إخبارية يوميا مترجمة بلغة الإشارة مبينا أنه في عام 2020 رفعت وزارة الإعلام الكويتية عدد النشرات إلى ثماني نشرات يوميا مترجمة بلغة الإشارة في ظل جائحة (كوفيد19).
من ناحيته قال المدير الفني للنادي الكويتي الرياضي للصم اسماعيل كرم ل(كونا) إن لمدرسة الأمل الفضل في تعلمه لغة الاشارة إذ التحق فيها عام 1960 وكان عمره 11 سنة مشيرا إلى أنه لم يكن يعرف ما تعني لغة الاشارة ويجد صعوبة بالتواصل مع المجتمع مع عدد من الصم.
واستذكر كرم فضل وجهود أساتذة لغة الاشارة في تعليمه على الحروف ومخارجها مع لغة الشفاه الى جانب الكتابة باللغة العربية وتعلم معاني الكلمات مبينا أنه كان يطمح باجتياز مراحل الدراسة حيث استطاع استكمال دراسته وكان تحصيله العلمي بدرجة ممتاز وبعد 12 سنة من الدراسة أصبح يجيد الكتابة ولغة الاشارة.
وأفاد أنه بعد التخرج التحق بالعمل في مطبعة وزارة المالية لمدة 30 سنة وسعى خلال تلك الفترة مع عدد من أصدقاء الدراسة الى إنشاء جمعية الصم والبكم الكويتية في عام 1975 إذ تم الاعلان عنها في جريدة (كويت اليوم) الرسمية وأصبح اسمها بعد ست سنوات من ذلك (النادي الكويتي الرياضي للصم) الذي شارك في العديد من البطولات الرياضية وحصل على مراكز اولى عالمية.
بدورها ذكرت عضو فريق (اصدقاء الصم) ويطلق عليه تسمية (بالاشارة) والمعلمة المتخصصة بالاعاقة السمعية الزهراء التميمي ل(كونا) إن (بالاشارة) هو فريق كويتي يضم مجموعة من الصم والمتخصصين بالاعاقة السمعية ويتمتعون بالخبرة في تدريس الصم وضعاف السمع وقد تأسس في شهر فبراير عام 2018.
وأوضحت التميمي أن أعضاء الفريق يسعون لنشر لغة الإشارة في المجتمع من خلال التوعية والاعلان في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي وقنوات التلفزة والاذاعة والاماكن العامة وإقامة الدورات والمحاضرات في الجهات الرسمية والمشاركة في المعارض والانشطة المتنوعة لنشر الوعي لدى مختلف فئات المجتمع.
وأشارت إلى أن الاقبال على تعلم لغة الإشارة شهد تزايدا ملحوظا خلال السنوات القليلة الماضية لافتة الى أنه من بين أهداف الفريق “أن يألف الناس لغة الإشارة والغاء نظرة الشفقة ونشر الوعي بأن الصم أناس طبيعيون وقدراتهم العقلية سليمة وهم فقط يختلفون في لغة التواصل التي يستخدمونها”.
وتعد دولة الكويت الاولى في تعليم الصم على مستوى دول المنطقة والثانية عربيا بعد مصر منذ خمسينيات القرن الماضي حيث شهدت البلاد انشاء (معهد الامل للصم والبكم) عام 1959 واهتمت بذوي الاحتياجات الخاصة وأصدرت وزارة التربية قانونا في 1965 يلزم ذوي الاحتياجات الخاصة بالتعليم.