تغير المناخ: لماذا يشعر الشباب حول العالم بالحزن والخوف والقلق حيال المستقبل؟
[ad_1]
- روجر هرابين
- محلل في شؤون البيئة – بي بي سي
أظهر استطلاع عالمي حديث، عمق القلق الذي يشعر به العديد من الشباب بشأن تغير المناخ. إذ قال ما يقرب من 60 في المئة من الشباب الذين شاركوا في الاستطلاع، إنهم يشعرون بقلق شديد حيال التغير المناخي.
وقال أكثر من 45 في المئة من المشاركين في الاستطلاع، إن المشاعر التي تنتابهم حول التغيرات المناخية تؤثر على حياتهم اليومية.
ويعتقد ثلاثة أرباعهم أن المستقبل بات مخيفاً بالنسبة لهم، وأكثر من النصف (56 في المئة) يعتقدون أنه محكوم على البشرية بالفناء.
وكشف ثلثاهم عن شعورهم بالحزن والخوف والقلق. كما شعر الكثيرون بالخوف والغضب واليأس والحزن والخجل، وكذلك بالأمل.
وقال شاب يبلغ من العمر 16 عاماً: “الأمر مختلف بالنسبة لنا نحن الشباب، بالنسبة لي، تدمير الكوكب مسألة شخصية”.
قادت جامعة “باث” في المملكة المتحدة، الاستطلاع الذي شمل 10 دول بالتعاون مع خمس جامعات.
تم تمويل الاستطلاع من قبل المجموعة البحثية وحملة “Avaaz”، ويقال أنه الأكبر من نوعه، إذ شارك فيه 10 آلاف شخص تتراوح أعمارهم بين 16و 25.
يدرك العديد ممن شاركوا في الاستطلاع أنه لا مستقبل لهم، وأن الإنسانية محكوم عليها بالفناء، وأن الحكومات تفشل في الاستجابة لمشكلة تغير المناخ بشكل مناسب.
ويشعر الكثيرون بأنهم تعرضوا للخذلان والتجاهل وتم التخلي عنهم من قبل الساسة والكبار.
وقال معدو التقرير إن الشباب مرتبك بسبب فشل الحكومات في اتخاذ الاجراءات المناسبة، مضيفين أن المخاوف البيئية “تؤثر سلباً بشكل عميق على أعداد هائلة من الشباب”، ويؤكدون أن الإجهاد المزمن بسبب تغير المناخ يزيد من مخاطر الأمراض العقلية والجسدية، وإذا تفاقمت الأحداث المناخية القاسية، فسيترك ذلك آثاراً على الصحة العقلية.
وجاء في التقرير أيضاً، أن الشباب يتأثرون بشكل خاص بالمخاوف المناخية لأنها تؤثر عليهم نفسياً واجتماعياً وجسدياً.
وقالت المشرفة الرئيسية على الاستطلاع كارولين هيكمان من جامعة باث، لبي بي سي نيوز: “هذا يثبت أن القلق البيئي لا يتعلق فقط بالتدمير البيئي، بل مرتبط بشكل وثيق بتقاعس الحكومات في اتخاذ الاجراءات المناسبة فيما يتعلق بتغير المناخ أيضاً”.
“نحن لا نقيس فقط ما يشعرون به، ولكن ما يفكرون به أيضاً، فهناك 4 من كل 10أشخاص مترددون في مسألة إنجاب الأطفال”.
“الحكومات بحاجة إلى الاستماع إلى العلم وليس إلى التعامل المرضي مع الشباب الذين يشعرون بالقلق”.
ويقول مؤلفو التقرير الذي سينشر في مجلة لانسيت إن مستويات القلق تبدو أكبر في الدول التي تعتبر فيها سياسات المناخ الحكومية هي الأضعف.
وبحسب الاستطلاع، كانت البرتغال الدولة المتقدمة التي يشعر سكانها بقلق أكثر من نظرائهم في الدول الغنية، بعد أن شهدت غاباتها حرائق متكررة.
وقال توم بيرك، من مركز الأبحاث ” e3g ” لبي بي سي نيوز: “إنه لأمر منطقي أن يشعر الشباب بالقلق، فهم لا يقرأون عن تغير المناخ في وسائل الإعلام أو يسمعون عنها فحسب، بل ويشاهدون نتائجها بأعينهم أيضاً”.
ويعتقد معدو التقرير أن فشل الحكومات بشأن تغير المناخ يمكن تعريفه على أنه نوع التعامل الوحشي بموجب تشريعات حقوق الإنسان.
وقد رفع بالفعل ستة شبان قضية لمقاضاة الحكومة البرتغالية بشأن هذه المسألة.
وأجرت شركة “كنتار” دراسة استقصائية لتحليل البيانات في المملكة المتحدة وفنلندا وفرنسا والولايات المتحدة وأستراليا والبرتغال والبرازيل والهند والفلبين ونيجيريا. وتم مراجعتها من قبل المختصين والخبراء وهي متاحة للجميع.
وسئل الشباب عن آرائهم في عدد من المقولات حول هذه المسألة فكانت إجاباتهم كما يلي:
- فشل الناس في صيانة كوكب الأرض: أيد ذلك 83 في المئة على مستوى العالم، و80 في المئة في المملكة المتحدة.
- المستقبل مخيف: أيد ذلك 75 في المئة على مستوى العالم و72 في المئة في المملكة المتحدة
- الحكومات تخذل الشباب: أيد ذلك 65 في المئة على مستوى العالم و65 في المئة في المملكة المتحدة.
- يمكن الوثوق بالحكومات: أيد ذلك 31 في المئة على مستوى العالم و28 في المئة في المملكة المتحدة.
وقال الباحثون إنهم تأثروا جداً بحجم الكرب والحزن لدى الشباب.
وقال أحد الشباب: “لا أريد أن أموت، لكنني لا أريد أن أعيش في عالم لا يهتم بالأطفال والحيوانات”.
[ad_2]
Source link