المرأة تحت حكم طالبان: “لماذا تتجولين من دون محرم؟”
[ad_1]
- ليز دوسيت
- كبيرة المراسلين الدوليين – كابل
“لماذا تتجولين من دون محرم”؟ سأل رجل أمن من حركة طالبان شابة أفغانية عندما لاحظ أنها بمفردها.
كانت الشابة الأفغانية تجلس بمفردها في المقعد الخلفي من سيارة أجرة صفراء في العاصمة كابل، بينما تقترب السيارة من نقطة تفتيش ترفع علم طالبان الأبيض مثلها مثل نقاط التفتيش الأخرى في المدينة.
ما هو المسموح به الآن في كابل وما هو غير مسموح؟
طالبها عنصر طالبان، يرتدي العمامة وتتدلى البندقية من فوق كتفه، بأن تتصل بزوجها، وعندما أوضحت أنها لا تملك هاتفا محمولا أمر سائق سيارة أجرة آخر بأخذها إلى المنزل لإحضار زوجها وإعادتهما. وبمجرد الانتهاء من ذلك تم حل كل شيء.
وما زالت كابل مدينة تعاني من ازدحام مروري كبير حيث عربات الجر الخشبية تئن تحت وطأة أحمالها من العنب الأخضر الأفغاني والبرقوق الأرجواني الغامق بينما يتشاجر أطفال الشوارع الذين يرتدون سترات ممزقة.
فعلى السطح، تبدو المدينة وكأنها لا تزال هي نفسها إلى حد كبير، لكن الأمر ليس كذلك.
باتت كابل عاصمة تحكمها تصريحات طالبان بينما بعض عناصر الحركة يسيطرون على الشوارع.
وفي اليوم الأول بعد عودة آخر جندي أمريكي إلى بلاده، طلب ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم طالبان، في مؤتمر صحفي مرتجل، مقاتلين أحاطوا به وهم بكامل عتادهم العسكري بـ” التزام الحذر في كيفية تعاملهم مع الشعب، هذه الأمة عانت كثيرا، كونوا لطفاء”.
وبعض الأشياء لا تحتاج إلى قول، فبمجرد أن اجتاحت طالبان، بسرعة مفاجئة، كابل الشهر الماضي، عرف الأفغان ما يجب عليهم فعله تحت حكم الحركة حيث توقف الرجال عن الحلاقة للسماح للحاهم بالنمو، وتحولت النساء من الأوشحة الزاهية إلى الأوشحة السوداء وعمدن إلى فحص طول الفساتين والعباءات.
وتعد الكثير من الأمور الأخرى غير مؤكدة ومثيرة للقلق.
“أحلام دُمرت”
“ماذا يجب أن أفعل؟” يطلب العديد من الأفغان نصيحة عاجلة أو المساعدة على الهروب في أحاديثهم على هاتفي وجهاز الكمبيوتر الخاص بي، وهواتف آخرين لا حصر لهم حول العالم.
ولقد عرفت مريم رجائي ماذا تفعل عندما سقطت كابل.
فعندما خرج مقاتلو طالبان إلى الشوارع في 15 أغسطس/آب الماضي كانت تدير ورشة عمل طال انتظارها للمدعيات في مكتب المدعي العام.
وعندما أشارت إلى التهديد الذي يلوح في الأفق، ناشدتها المتدربات المتحمسات: “يجب أن نواصل”.
لكن سرعان ما استسلمت المتدربات لهذا التطور المفاجئ. ومنذ ذلك الحين، تنتقل رجائي من منزل آمن إلى آخر مع أسرتها التي تضم طفلين صغيرين.
وتقول ابنتها نيلوفر، البالغة من العمر ثلاث سنوات، إنها تريد أن تصبح مهندسة بينما تقبع كتل البناء البلاستيكية متعددة الألوان الخاصة بها في زاوية غرفة من الطوب بينما تتدفق أشعة شمس أواخر الصيف عبر النوافذ.
ولا أحد متيقن تماما حتى الآن مما يعنيه قادة طالبان عندما يقولون إن النساء والفتيات سيحصلن على “جميع حقوقهن في الإسلام”.
وقد تم إبلاغ العديد من النساء، بما في ذلك رجائي، بعبارات لا لبس فيها “لا ترجعن إلى المكتب”. ويخشى الكثير منهن من عدم السماح لهن بالعودة إلى الحياة التي عشنها في مدينة بتن لا يشعرن أنها ملكهن.
وقالت لنا رجائي في تأثر، وهي تجلس بجانب كومة من الكتب التي تتعلق بدراستها الجامعية وعملها على رأس وحدة معنية بالجندر والتوعية بحقوق الإنسان:”من حقي أن أتعلم وأن أحصل على وظيفة جيدة وأن أشارك في المجتمع على مستوى عالٍ، لقد دمرت كل أحلامي”.
متعاونون تركهم الغرب
خلق عقدان من المشاركة الدولية مساحة لأفكار جديدة وهويات جديدة، ولكن باتت بعض تلك الأرواح الآن بمثابة عبء.
ويتذكر حميد، الذي كان رئيس الطهاة في السفارة البريطانية في كابل منذ 13 عاما: “لدي ذكريات جيدة عن حفلات الكريسماس التي أقمناها، والأوقات التي كنا نطبخ فيها طعاما لذيذا وكنا جميعا سعداء للغاية”. قال حميد ذلك بينما كنا نجلس القرفصاء على سجادة مع أطفاله الخمسة الصغار ومعه كومة من الصور الباهتة وشهادات التقدير لعمله.
لكن حميد وحوالي 60 موظفا آخرين في السفارة تم تعيينهم من خلال مقاول خاص. وتقول مصادر إن جميع الموظفين الذين تم توظيفهم من قبل وزارة الخارجية البريطانية مباشرة تمكنوا من مغادرة كابل قبل انتقال طالبان إليها بينما تم التخلي عن المتعاونين الذين التحقوا بالعمل في السفارة من خلال مقاولين.
ويقول حميد بأسف:”لقد عملنا بجد حتى أثناء إغلاق كوفيد، إذا لم يخرجونا من هنا فهذه خيانة كبيرة”. وتتعهد بريطانيا، مثل بعض الدول الغربية الأخرى، بإيجاد طرق للمساعدة من خلال بلد ثالث، لكن العثور على طرق جديدة للخروج بالنسبة للكثيرين يعتبر أمرا شاقا وخطيرا.
دردشة مع طالبان
فر البعض بالفعل من هذه المدينة على عجل، فيما يتدفق مقاتلو طالبان إلى كابل من المحافظات، وقد دعتنا مجموعة مقاتلين من منطقة أوروزغان، في وسط أفغانستان، للدردشة مع اقترابنا من مدخل مطار كابل.
ويقول رفيع الله، البالغ من العمر 25 عاما، وهو يتحدث عن “سعادته العظيمة”: “لم أتمكن من زيارة كابل منذ سنوات”. وعندما سألته عن موقفه من أن العديد من الأفغان المتعلمين في سنه يشعرون أن مستقبلهم قد ضاع، لوح بغصن زيتون قائلا: “كلنا أفغان والبلاد تتحرك الآن نحو طريق جيد للسلام والازدهار”.
وفي بعض الأحياء، ينتقل مقاتلو طالبان من منزل إلى منزل، وهناك طرق على الأبواب ومطالبة بتسليم الهواتف الحكومية والسيارات وأي شيء له قيمة من عملهم القديم. وفي بعض الأحيان، تصادر طالبان حتى السيارات الخاصة التي يشُكون في أنه من غير الممكن الحصول عليها دون أي نوع من الفساد.
وفي غرب كابول، وتحديدا في أحياء مثل داشت إي بارشي التي يسكنها إلى حد كبير أفراد من أقلية الهزارة، يهمس السكان متحدثين عن عمليات تفتيش المنازل وعن رجال أخذوا بعيدا.
وتقول امرأة تنتقل إلى وسط المدينة من أجل عملها: “أنا خائفة، فنحن نقول لطالبان إننا مصدر الدخل الوحيد لعائلاتنا وعلينا الذهاب إلى العمل”.
“هل هذا حقيقي؟”
في قلب العاصمة الأفغانية كابل، تنتشر الطوابير أمام البنوك على طول الطريق، ومعظم فروع تلك البنوك مغلقة، كما أن أغلبها لا يوجد به مال.
وقال رجل من بين الحشود المتضخمة: “لقد مر أسبوع على مجيئي كل يوم للحصول على بعض المال، هذه بداية جديدة فقط للعودة إلى الوراء”.
وتأتي من المناطق الريفية البعيدة عن هذه المدينة تعليقات تعرب عن الارتياح بأن الطائرات الحربية الأمريكية قد غادرت السماء أخيرا وأن القتال قد انتهى، لكن بالنسبة لملايين الأفغان الذين يعانون من الجوع الشديد والمشقة لم تتغير الحياة ذرة واحدة في كفاحهم لمجرد البقاء على قيد الحياة.
وفي هذا الوقت بين انهيار النظام القديم وخلق النظام الجديد، يعيش الكثيرون يوما بيوم.
ويقول الصحفي الأفغاني المستقل أحمد مانجلي عندما التقينا في مطار كابل: “هل هذا تاريخ، هل هذا حقيقي، لا أستطيع أن أصدق ما أراه”.
وتحدثنا في منطقة مليئة بالقمامة والأمتعة المتروكة أثناء التدافع على متن آخر الرحلات الجوية العسكرية خلال الجسر الجوي الدولي غير المسبوق. لقد بدأ مانجلي العمل لأول مرة في كابل عندما تمت الإطاحة بنظام طالبان قبل 20 عاما.
وقال مانجلي:”إن المتحدث باسم طالبان يحاول ضبط الخطاب الإعلامي لكن كل شخص لديه سلاح والجميع يشعر أنه ملك، لا أعرف كم من الوقت يمكنني تحمل هذا الخطر ولكني أريد أن أكون جزءا من هذا التاريخ”.
وهكذا تتكشف لحظة تاريخية بينما يتم التراجع عن الماضي حيث تُعتم اللوحات الإعلانية التي بها عرائس مبتهجات في عباءات بيضاء متلألئة وأحمر شفاه مفعم بالحيوية.
كما تم طمس اللوحات الجدارية المنتشرة في الشوارع لفريق آرت لوردس الذي يروي قصص الصحفيين الشجعان، والأطباء الملتزمين، والتوق إلى السلام بعد كل هذه الحروب. وكانت أول صورة طُمست رسما بالأبيض والأسود بمناسبة توقيع اتفاق العام الماضي في الدوحة بين طالبان والولايات المتحدة.
ويناضل شعب من الشعراء الآن للعثور على الكلماتالمناسبة. وقد أرسل لي مسعود خليلي، وهو صديق قديم قاتل على جبهات كثيرة على مدى سنوات عديدة، بعض الشعر.
ويقول خليلي: “الليلة الماضية همس كاتب القدر في أذني بأن كتاب مصيرنا مليء بالابتسامات والدموع”.
[ad_2]
Source link