هل تصبح أفغانستان ساحة لحروب “بالوكالة” بعد انسحاب القوات الأمريكية وسيطرة طالبان؟ – صحف عربية
[ad_1]
- قسم المتابعة الإعلامية
- بي بي سي
تناولت صحف عربية انسحاب آخر القوات الأمريكية من أفغانستان وركزت على التحديات المقبلة التي تواجه حكومة طالبان.
ورأي عدد من الكتاب أن حركة طالبان ستواجه أولا مسألة إثبات الشرعية أمام خصومها، وأعرب آخرون عن مخاوفهم من احتمالات “تفجر حروب الوكالة” في أفغانستان حيث تخشى دول الجوار، ولاسيما روسيا والصين والهند وباكستان، بعد تلويح طهران بإمكانية نقل الميليشيات الأفغانية من إيران وسوريا إلى أفغانستان لبسط السيطرة على مناطق طائفية حساسة، إلى جانب إمكانية بروز التنظيمات التكفيرية والجهادية.
“مرحلة جديدة في أفغانستان”
وتقول جريدة “الشرق” القطرية في افتتاحيتها “إن المرحلة الانتقالية التي بدأت أمس في أفغانستان بخروج آخر القوات الأمريكية ستكون عصيبة على الشعب الأفغاني، في ظل القلاقل الداخلية والتجاذبات الإقليمية والدولية، وتتطلب حماية المدنيين وضمان سلامتهم، والمحافظة على قدر معقول من الأنشطة الحياتية للمواطن الأفغاني وتعزيز التوافق الداخلي، وصولا إلى تحقيق التوافق الإقليمي والدولي”.
وتؤكد أن ذلك يتطلب أيضا “توفير أجواء آمنة للمواطن الأفغاني الذي ارتأى أمنه وسلامته في الخروج من البلاد، لكن سيظل حلم العودة إلى الوطن يراود طيفا كبيرا من المواطنين الأفغان الذين تم إجلاؤهم متى أتيح لهم العيش في سلام وأمان ورغد من العيش”.
ويؤكد فايز الربيع في “الرأي” الأردنية أن “شيطنة الحركة ليست في صالح الغرب ولا في صالح المسلمين، إنما لتعديل المسارات والفهم وترتيب الأولويات”.
ويقول: “هناك ترهيب مبطن للحركة، وإذا كانت القوة المفرطة التي قتلت خلال عشرين سنة أكثر من ٢٥٠ ألف أفغاني لم تنفع فإن الترهيب لن يفيد لأنهم، أي الغرب، لن يكرروا التجربة، وسيعتمدون بدلا من ذلك على إشعال حرب أهلية جديدة ومقاطعة”.
“ساحة لحروب الوكالة”
ويقول بشير عبد الفتاح في “الشروق” المصرية: “تأبى أفغانستان إلا أن تبقى ساحة لحروب الوكالة، لأجل المصالح والنفوذ بين القوى الكبرى والأطراف الإقليمية المعنية، من خلال المحليين والوكلاء”.
ويرى الكاتب أن اللاعبين الدوليين والإقليميين لا يريدون الانخراط العسكرى المباشر فى أفغانستان، ضاربا المثل بروسيا والصين وباكستان والهند.
فيقول إن روسيا “تمضي استراتيجيتها حيال أفغانستان، فى مسارات ثلاثة متوازية: أولها، دعم فصائل أفغانية موالية لها، ربما تكون طالبان أبرزها… وثانيها، مؤازرة دول الجوار الأفغانى… وثالثها، تعزيز التواصل والتنسيق مع بكين، عبر منظمة شنغهاى للتعاون، بغية مواجهة التهديدات القادمة من أفغانستان”.
ويرى أن الصين “ترنو إلى تعظيم نفوذها فى أفغانستان بغير تموضع عسكرى مباشر على الأرض. لكن حدودهما المشتركة التى تمتد بطول 76 كيلومترا، بمحاذاة منطقة شينجيانغ ذات الأغلبية المسلمة، ما برحت تشكّل مصدر قلق هائل لبكين المتخوفة من استخدام الانفصاليين الأويغور أفغانستان كنقطة انطلاق لشن هجمات”.
أما عن باكستان، فيرى أنها “لم تتورع … عن مساعدة حركة طالبان البشتونية، وفتح الباب أمام استثمار تقاربها مع الصين لكبح جماح الدور الهندى المتنامى فى أفغانستان والإقليم برمته”.
ويؤكد أن الهند في المقابل “تخشى أن تصبح أفغانستان تحت حكم طالبان شريكا لباكستان فى استخدام الجماعات الإرهابية كرأس حربة ضدها”.
من ناحية أخرى، يرى الكاتب أن تركيا وإيران تريدان “استثمار أوراقهما الإثنية والطائفية داخل أفغانستان” وأن تركيا “هرعت إلى دعم قوميتى الأوزبك والتركمان، علاوة على حزب الجمعية الإسلامية، والحزب الإسلامى، كما زجت بعبدالرشيد دوستم أمير الحرب الأوزبكى، الذى شغل منصب نائب الرئيس بين عامى 2014 و2020، عساه يكون رقما صعبا فى المعادلة الأفغانية عقب انسحاب قوات الناتو”.
ويضيف: “مضت إيران، التى تلاحقها اتهامات بدعم طالبان ضد الأمريكيين، فى استراتيجية تشكيل ميليشيات شيعية موالية لها سواء من داخل بعض الولايات الأفغانية المجاورة”.
ويرى أن “التفجير الانتحارى المزدوج بمحيط مطار كابل، بالتزامن مع تلويح صحيفة ‘جمهورى إسلامى’ الإيرانية، المُقربة من المرشد خامنئى، بإمكانية نقل الميليشيات الأفغانية من إيران وسوريا إلى أفغانستان لبسط السيطرة على بؤر طائفية حساسة وتحويلها إلى جيتوهات مُغلقة أمنيا وسياسيا، أسوة بما فعل حزب الله فى لبنان والحوثيون فى اليمن وميليشيات أخرى مشابهة فى سوريا والعراق، أجج مخاوف المجتمع الدولى”.
وأضاف أن المجتمع الدولي يخشى “انبعاث حروب الوكالة فى أفغانستان إلى تمكين الفاعلين من دون الدول، لاسيما التنظيمات التكفيرية الجهادية والميليشيات الإثنية الولائية، من توفير ملاذات آمنة على الأراضى الأفغانية، واتخاذها منصات لزعزعة استقرار دول الجوار، وتهديد السلم والأمن الدوليين”.
“النزاع على الشرعية”
يرى يوسف الديني في “الشرق الأوسط” اللندنية أن طالبان ستنخرط في نزاع آخر لإثبات شرعيتها.
ويقول: “التاريخ الطويل لانبعاث وتجدد نشاط التنظيمات المتطرفة ما بعد الانسحاب من مناطق التوتر ينعش استراتيجية ما يمكن تسميته ‘تبادل الأدوار’ بين التنظيمات المقاتلة، خصوصا في طريقة تعاطيها السياسي مع الأحداث المتغيرة الذي يخضع عادة إلى الواقعية الحذرة مع المتغيرات على الأرض”.
ويرى أن “حسم معركة الشرعية بين طالبان وخصومها الأكثر تحديا وإرهاقا لها من الدول الغربية أو الحدودية مرتبط بالأساس بالقدرة على التغيير وضبط التمويل وتدفق المقاتلين وحماية السكان وطمأنتهم؛ ليس بفرض القوة الأمنية وإنما بالحوار الحقيقي بعيدا عن شاشات الكاميرات والتصريحات الناعمة. عدا ذلك ستعود كابل إلى ما لا يتمناه أحد؛ العود الأبدي للعنف ضد الذات والآخر”.
[ad_2]
Source link