أخبار عاجلةالعلوم النفسية والتربوية والاجتماعية

الـتيك توك خطر على المجتمعات

[ad_1]

  • النشمي: وسيلة يغلب عليها الحرام شرعاً وتحرّم مشاهدته أو متابعته أو التربح منه
  • الشمري: إذا غلب الشيء خبثه على طيبه وكثرت سيئاته فلا شك في حرمته
  • العليمي: الفتوى صحيحة وطيبة من إنسان يرى الأمور بمقاصدها.. وأرباح التطبيق حرام
  • المهيني: إذا كان ما يبث مختلطاً بين الحلال والحرام فيكون جزء من الأرباح محرماً

ليلى الشافعي

حول فتوى د.عويضة عثمان بدار الإفتاء المصرية بأن أرباح «تيك توك» ليست حلالا لما يبثه من أشياء مخالفة لديننا وعاداتنا، سألنا علماء الشرع وعلماءالنفس كما استأنسنا بالرأي القانوني وعلم النفس حول خطورة هذا التطبيق على الأطفال والمراهقين وغيرهم ومشاهدة المقاطع غير الاخلاقية وآثارها على الوضع النفسي للأطفال، وما قد يسببه من انحرافات سلوكية وربما تصل إلى أمراض نفسية أو إلى الوقوع في أخطاء يجرمها القانون، كذلك أهمية دور الأسرة في تفعيل الرقابة على الأجهزة التي يستخدمها الأبناء سواء في التسلية أو الاتصال، وتوعيتهم بالمسموح به والابتعاد عن كل ماهو سيئ، فكانت الإجابة من خلال هذا الاستطلاع:

في البداية يوضح لنا العميد السابق لكلية الشريعــة والــدراسات الإسلامية د.عجيل النشمي عن هذا التطبيق فيقول:

يعتبر تطبيق تيك توك الصيني المنشأ من أخطر وسائل التواصل الحديثة، وهي وسيلة مدمرة للأطفال خاصة والمراهقين.

وتكمن خطورته للأطفال والمراهقين وغيرهم في الدخول على البرنامج بدون التسجيل ومشاهدة كل البرامج المليئة بالمشاهد اللاأخلاقية، رغم وجود قليل من المشاهدات العادية.

ومن المعروف أن تطبيق التيك توك يستعمل صور السيلفي والموسيقى ومقاطع الفيديو التي يغلب عليها نشر صور مخلة بالآداب وتوجيهات تربوية هادفة لتكوين شخصية منحرفة أو قابلة للانحراف، ليس الانحراف الأخلاقي فقط، بل الانحراف الفكري والسلوكي الذي يبذر في الأطفال والمراهقين، خاصة بذرة الاستعداد للتطرف والانحراف، وبث روح العداوة والكراهية، وهو بهذا كله يحارب التوجهات الأخلاقية الدينية الإسلامية لتربية الأطفال خاصة والمراهقين بشكل وطرق غير مباشرة.

وقد أكد الكثير من خبراء علم النفس وعلم الاجتماع أن استعمال وسائل الاتصال من طرف الأطفال – ومن أخطرها التيك توك – يجب أن يكون مراقبا من قبل الأهل لكونه يمكن أن يشكل خطرا كبيرا على نموهم النفسي والصحي، وبالتالي فإن انعدام المراقبة من شأنه أن ينعكس سلبا على الأطفال والمراهقين.

التدخل في الخصوصيات

ومن أخطر ما يتعرض له مستخدمو هذا التطبيق هو التدخل في خصوصيات المستخدمين، إذ يمكن الاطلاع على كل ما يتعلق بالأشخاص من صور ومعلومات.

ولخطـورتـه عــلـــى الخصوصيات منعته العديد من الدول مثل الهند وباكستان وأميركا وغيرها.

ورغم اختلاف أسباب منع التطبيق أصبح الجميع يرى فيه تهديدا للخصوصية وخطرا على الأمن القومي، خاصة وأن الشكوك تدور حوله باعتباره مملوكا للحكومة الصينية ويخضع لسيطرتها.

ولذا واجه التطبيق مشكلات قانونية في الولايات المتحدة، حيث وقع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب أمرا تنفيذيا يحظر التعامل مع الشركة الأم لتطبيق «تيك توك» من قبل المواطنين الأميركيين، وذلك بحجة أن التطبيق يمثل تهديدا للأمن القومي الأميركي، بجمعه التلقائي لبيانات المستخدمين.

وأيا ما كانت أسباب المنع فإن الذي يهمنا باعتبارنا مسلمين هو تأثير هذا التطبيق أو البرنامج على أبنائنا الأطفال والمراهقين خاصة.

والوسيلة الأجدى والأنفع في مواجهته هو تكثيف التوجيه الديني والتربوي والإعلامي والاجتماعي في الدولة للتحذير من خطورة هذا البرنامج، أو منعه كلية.

ويقع العبء الأكبر على الوالدين وضرورة اطلاعهم على الموبايل واللابتوب والإنترنت للأبناء ومعرفة التطبيقات والبرامج التي يقومون بتحميلها والتأكد مما إذا كانت مناسبة لأعمارهم أم لا، وتقديم البدائل الهادفة لهم.

ونضيف هنا في بيان الحكم الشرعي وهو: أن هذا التطبيق المسمى «تيك توك» قد غلب عليه نشر وإشاعة الأفكار والصور المخلة بالآداب الإسلامية، وثبتت أضراره الأخلاقية والنفسية والاجتماعية من خلال تقارير العديد من علماء الاجتماع وعلماء النفس.

فهو محرم باعتباره وسيلة يغلب عليها الحرام شرعا، فيحرم تبعا مشاهدته أو التسجيل فيه ومتابعته، أو الاسترباح المالي بنشر الدعايات من خلاله.

ويقول د.راشد العليمي: من واقع استماع ونظر فيما يتابعه الكثير من الناس أتكلم معهم عن هذا الموقع الجديد وجدت الذي يقال له ويسمى «التيك توك» أن هذا الأمر فيه متاح ومباح ومفتوح لنشر كل شيء من سيئ إلى أمر طيب إلى أمور لا فائدة منها لنا في حياتنا، وهذا بشهادة من يتابع هذا الموقع، بل يقول بعض الناس إن الأمور المخزية المخجلة فيه أكثر من الأمور النافعة، بل فيه ضياع للوقت.

وأكد العليمي أن من أفتى بأن الاشتراك أو أن الأرباح أو أن الإنسان الذي يساهم فيه بالمال حرام لا يبعد عن الصحيح، والنبي صلى الله عليه وسلم بين أن الحلال بين، وأن الحرام بين وبينهما أمور مشتبهات، فأنا على أمر راجح في نفسي على أن هذا الموقع والمشاركة فيه والذي لا زمام فيه ولا قيود ولا انضباط، إنه أمر لا يجوز ومحرم، بل وإذا أحدهم أشكل عليه هذا الأمر فهو واقع في دائرة المتشابهات، ومن الورع والكياسة ومن الذكاء والحكمة أن يبتعد الإنسان عن هذه الأمور، فهذا الموقع لم يقدم لنا شيئا نافعا إذا لم نتكلم عن الإباحية والأمور السيئة المخجلة البعيدة عن شرع الله والبعيدة عن عباداتنا وتقاليدنا، فإن فيه ضياعا للوقت وأمورا دالة على سفاهة، وان هناك من الناس من يريد نشر أي شيء حتى لو كان تافها ويتعارض مع قيمنا.

وأرى أن الفتوى صحيحة وطيبة من إنسان يرى الأمور بمقاصدها على المجتمع والنفس وعلى تربية الأولاد.

كثرت أضراره

من جانبه، تحدث سعد الشمري عن هذا التطبيق المشار إليه وغيره مما يماثله بقوله: وقد سمعت أنه يحتوي على أشياء كثيرة غير طيبة، وقد حظرته عدة دول إسلامية منها باكستان، وإذا كان الشيء غلب خبثه على طيبه وكثرت سيئاته، فلا شك في حرمته، والمسلم يحرص كل الحرص على ما ينفعه في دينه ودنياه وآخرته وهناك من البرامج النافعة والتطبيقات الهادفة يمكن الاستفادة منها والانتفاع بها بالقدر الذي لا يشغله عن واجب، ولا يكون وسيلة إلى محرم.

تطهير الأرباح

ويضيف صلاح المهيني: حين نحكم على شركة إن كانت أرباحها حلال أم حرام، يجب النظر في أصول الشركة واستثمارها ونشاطها، ولا علم لي عن أصول شركة تيك توك ولا استثمارها ولا نشاطها.

أما إذا كان النشاط محرما كانت الأرباح محرمة، أما بالنسبة للأموال والدعايات وغيرها، فإذا كانت سيئة فأكيد هي حرام، أما بالنسبة لمن يقدم شيئا محترما مثل من يقدم دعاية ويأخذ مقابلا، فهذا جائز، وهناك فرق بين الممارسات.

وإذا كان مختلطا بين الحلال والحرام، فيكون جزء من الأرباح محرما، وهذا يتطلب تطهير الأرباح وهي عملية صعبة تحتاج لمراجعة وتدقيق من قبل هيئات الرقابة الشرعية.

العون: يؤدي للإدمان واضطراب السلوك

وصف الصورة

حول الآثار المترتبة على مشاهدة الشباب والأطفال تطبيق «تيك توك»، أوضح مدير مركز العون للاستشارات النفسية د.عماد العون أن تيك توك تطبيق فيديو شائع للغاية بين المراهقين في عصرنا اليوم، يمكن للمستخدمين تحميل ومشاركة مقاطع فيديو مدتها 60 ثانية لأنفسهم يرقصون، أو الغناء عبر مزامنة الشفاه، أو القيام بالأعمال المثيرة أو الخطيرة أو الاستفزازية.

وهنا نحاول أن نوضح للأهل بعض المعلومات حول تطبيق التيك توك وتأثيراته النفسية السلبية على الأطفال والمراهقين.

أما عن التأثيرات السلبية لتطبيق التيك توك على المراهقين فيوضح د.العون بأنه: أفاد بعض الخبراء بأنه قد يكون من الصعب أحيانا إعداد محتوى جذاب لنشره على التطبيق، مما يمكن أن يعزز قضايا مثل إيذاء النفس أو اضطرابات الاكل، ففي دراسة (Badriya, 2019) في الإمارات أكدت أن معظم الدراسات السابقة تؤكد على أن التطبيقات التي تركز على الصور والفيديوهات تؤدي إلى العديد من المشاكل التي تؤثر على الصحة النفسية مثل عدم الرضا عن صورة الجسم، واضطرابات الأكل، والشخصيات النرجسية.

كما أن استخدام هذا التطبيق نتجت عنه المواد السلبية المتعلقة بالأطفال، والتنمر الإلكتروني، وضعف الارتباط الأبوي بالأبناء.

وفسر د.العون معنى ذلك بتوضيح هذه الآثار، فقال:

– الإدمان: نظرا لأن التطبيق يضم «تدفقا لا نهائيا» من المواد، فمن المحتمل أن يقضي الأطفال والمراهقون وقتا طويلا في التطبيق، وقد يصبحون مدمنين على مشاهدة مقاطع الفيديو.

– التنمر: مدير مدرسة ثانوية في مدينة نيويورك أوضح علنا أن الطلاب يتعرضون للتنمر على تيك توك، يسخر بعض الطلاب من مقاطع فيديو بعضهم البعض.

– المقارنة: ينشئ بعض الطلاب مقاطع فيديو شائنة، بل وخطيرة، للحصول على المزيد من الإعجابات والمتابعين، تعد تحديات Hashtag ليست مناسبة للأطفال.

– مخاوف تتعلق بالسلامة: يمكن بسهولة استخدام تيك توك لاصطياد القاصرين.

– العزلة الاجتماعية: رغم أن التطبيق يدور حول التواصل الاجتماعي مع الجمهور، إلا أنه في الواقع يميل مستخدموه إلى العزلة الاجتماعية.

– مضيعة للوقت والطاقة: يقضي مستخدموه ساعات طويلة على هذا التطبيق، ويستنزفون الكثير من الوقت والمال بلا نتيجة.

– مصدر للتحرش: نظرا لأن التطبيق يسمح لك بمشاركة جميع أنحاء العالم، فإن فرص التحرش اللفظي والجسدي موجودة.

– النرجسية: معظم مستخدمي التطبيقات مهووسون بأنفسهم.

– الألم الذاتي وتعذيب النفس: مستخدمو تيك توك تجاوزوا الآن حد إيذاء النفس فأصبحت مقاطع الفيديو خطرة، كالرقص أمام القطارات أو السيارات، والتعذيب لإظهار النفس وزيادة المتابعين.

– الاكتئاب: مستخدمو التيك توك إذا فشلوا في تحقيق رغبتهم في القبول ينتج عن ذلك التوتر والضغط والاكتئاب.

– الانتحار: في حالة انحسار الشهرة أو النهاية المأساوية لمستخدم هذا التطبيق، فقد يؤدي إلى أفكار أو ميول انتحارية.

– النهايات المأساوية والسجن: قد تصل محاولات جذب انتباه المتتبعين إلى المشاهد الفاضحة والتي تؤدي إلى قضايا مخلفة بالشرف أو الدعوة إلى الفسق والأمثلة أمام أعين كل أسرة تخشى على أبنائها من تركهم بمفردهم بدون رقابة على هذا التطبيق.

– ضعف تقدير الذات: ويتمثل بضياع الهدف وضعف للانتماء وعدم الإحساس بالكفاءة وضعف الهوية وعدم الشعور بالأمان.

السويلم: القانون يعاقب على المقاطع المخلّة بالآداب

وصف الصورة

حول موقف القانون من هذه المواقع، بين المحامي منصور السويلم أن: المادة 70 فقرة «د» من قانون تقنية المعلومات رقم 37 لسنة 2014 عاقبت كل من يستخدم تقنية المعلومات ويستغلها بنشر مقاطع مخلة بالآداب العامة (كل من قام عن طريق أجهزة أو وسائل الاتصال بإرسال الصور المبينة في الفقرة السابقة أو أي صورة أو مقطع فيديو مخلة بالآداب العامة إلى أشخاص آخرين أو قام بنشرها أو تداولها بأي وسيلة كانت يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على ثلاث سنوات، وبغرامة لا تزيد على خمسة آلاف دينار ولا تقل عن خمسمائة دينار أو بإحدى هاتين العقوبتين).

كما أن الإخلال بالآداب العامة وتقدير فيما إذا كان هذا الفيديو الذي نشر يخل بالآداب العامة من عدمه يخضع للسلطة التقديرية للقاضي، فالآداب العامة عبارة مرنة، فما يعد إخلالا في مجتمع معين في حقبة زمنية معينة قد لا يعد إخلالا في مجتمع آخر أو بعد فترة زمنية معينة.

وكان قانون الجزاء رقم 16 لسنة 1960 قبل ظهور السوشيال ميديا والتواصل الاجتماعي قد نظم وعاقب كل من يحرض على الفسق والفجور ونشر الرذيلة في المجتمع ، حيث نصت المادة 204 (كل من حرض علنا في مكان عام على ممارسة الفجور يعاقب بالحبس مدة لا تجاوز ثلاث سنوات وبغرامة لا تجاوز ثلاثة آلاف دينار أو بإحدى هاتين العقوبتين.

ويحكم بالعقوبات السابقة على كل من طبع أو باع أو وزع أو عرض صورا أو رسوما أو نماذج أو أي شيء يخل بالحياء.

ولا جريمة إذا صدرت الأقوال أو نشرت الكتابة أو الرسوم أو الصور على نحو يعترف به العلم أو الفن وذلك بنية المساهمة في التقدم العلمي أو الفني).

[ad_2]

Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى