أفغانستان: الولايات المتحدة تناشد مواطنيها الابتعاد عن مطار كابل خشية تهديدات أمنية محتملة
[ad_1]
نصحت الولايات المتحدة مواطنيها في أفغانستان بتجنب الذهاب إلى مطار كابل يوم السبت، وسط تصاعد الفوضى على بوايات المطار، حيث تجمع الآلاف في محاولة للفرار من البلاد بعد أسبوع تقريبا من سيطرة المتشددين الإسلاميين على العاصمة.
وطلب تحذير أمني السبت من المواطنين الأمريكيين بالبقاء بعيدا عن المطار “لتهديدات أمنية محتملة خارج البوابات”.
واستثنى التحذير أولئك الذين طلب منهم ممثل عن الحكومة الأمريكية القدوم للمطار.
وتحدث مراسل بي بي سي في العاصمة الأفغانية كابل، عن أن المشاهد الفوضوية خارج المطار ازدادت سوءا يوم السبت.
وأشارت تقارير إلى أن وزارة الخارجية الأمريكية قد تغلق مطار كابول لمدة 48 ساعة بدءا من يوم السبت، حتى تتمكن من التعامل مع الأشخاص الموجودين بالفعل ونقلهم خارج البلاد، ولكن لم يصدر أي تأكيد لذلك.
وكانت الحشود تتجمع يوميا، على أمل أن يُسمح لها بالصعود إلى رحلة جوية. ويخشى المتعاونون مع الولايات المتحدة وكذلك العاملون في قضايا مثل حقوق الإنسان، من أنهم قد يواجهون أعمالا انتقامية على أيدي مسلحي طالبان إذا لم يتمكنوا من المغادرة.
ولا يزال ما حدث بالضبط في بوابات المطار يوم السبت غير واضح.
ومع ذلك، قال ستيوارت رامزي، كبير مراسلي سكاي نيوز، إن أشخاصا موجودين في مقدمة الحشود أمام المطار “سُحقوا حتى الموت” جراء التدافع، بينما قام جنود بريطانيون بسحب أولئك المعرضين للخطر من الحشد.ووصف ما حدث أمام المطار يوم السبت، بأنه “أسوأ يوم على الإطلاق”، وقال إنهم يعتقدون أن الناس لقوا حتفهم في مكان الحادث.
وجاء هذا التحذير بعد وصول الملا برادار، أحد مؤسسي حركة طالبان، إلى كابل قادما من قطر لإجراء محادثات مع قادة آخرين لتشكيل حكومة أفغانية جديدة بعد التقدم الخاطف لطالبان في جميع أنحاء البلاد.
وانتشرت صور على وسائل التواصل الاجتماعي هذا الأسبوع، لأفغان يندفعون نحو طائرة نقل عسكري أمريكية من طراز C-17 ويتشبثون بجانبها. وأظهر مقطع فيديو منفصل ما بدا أنهما شخصان يسقطان من طائرة عسكرية أثناء تحليقها من مطار كابول.
ومنذ ذلك الحين، تزايدت الحشود في المطار حيث حثت حركة طالبان من ليس لديهم وثائق سفر بضرورة العودة إلى منازلهم.
وقال مسؤولون بحلف شمال الأطلسي وطالبان إن ما لا يقل عن 12 شخصا لقوا مصرعهم على المهبط الجوي وحوله منذ يوم الأحد الماضي.
وقالت السفارة الأمريكية في تحذير على موقعها الإلكتروني، ونقلته الخارجية الأمريكية في تغريدة: “بسبب التهديدات الأمنية المحتملة خارج بوابات مطار كابول، فإننا ننصح مواطني الولايات المتحدة بتجنب السفر إلى المطار وتجنب بوابات المطار في هذا الوقت، ما لم يتلقون تعليمات فردية من ممثل الحكومة الأمريكية للقيام بذلك”.
وقال البيت الأبيض يوم الجمعة إن الحكومة الأمريكية لا تعرف بالضبط عدد الأمريكيين الموجودين حاليا في أفغانستان، لكن تقارير سابقة تحدثت عن أن عددهم يصل إلى الآلاف.
وقال الميجور جنرال وليام تيلور، من هيئة الأركان المشتركة للجيش الأمريكي للصحفيين إن طائرات نقل عسكرية تقل حوالي 6000 راكب غادرت المطار يوم الجمعة. وبلغ إجمالي من تم نقلهم جوا 13 ألف شخص خلال تلك العملية.
وفي الوقت الذي تكافح فيه الدول الغربية لتسريع عمليات الإجلاء، واجه الرئيس الأمريكي جو بايدن، انتقادات بشأن التخطيط لانسحاب القوات الأمريكية.
يأتي هذا في وقت أوقفت سويسرا عملية إجلاء من خلال رحلة طيران مستأجرة من كابل بسبب الفوضى في المطار.
وقالت وزارة الخارجية الفيدرالية السويسرية في بيان: “الوضع الأمني حول مطار كابل ساء بشكل كبير في الساعات الماضية. عدد كبير من الناس أمام المطار وأحيانا المواجهات العنيفة تعيق الوصول إلى المطار”.
بينما وصفت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، يوم السبت، ما حدث بأنه كان “انهيار مذهل” للجيش الأفغاني.
وأكملت طالبان سيطرتها على البلاد بعد تقدمها المفاجئ في جميع المناطق مع انسحاب القوات التي تقودها الولايات المتحدة.
“غير ديمقراطية“
وقال مسؤول بطالبان إن الحركة تخطط لإعداد نموذج جديد لحكم أفغانستان في غضون الأسابيع القليلة المقبلة، مع فرق منفصلة لمعالجة الأمن الداخلي وأخرى للتعامل مع المسائل المالية.
وأضاف لرويترز “سيتم جلب خبراء من الحكومة السابقة لإدارة الأزمات”.
وأوضح أن الهيكلية الحكومية الجديدة لن تكون ديمقراطية وفقا للتعريفات الغربية لكنها “ستحمي حقوق الجميع”.
وقدمت حركة طالبان، التي تعد جماعة إسلامية سنية متشددة، نفسها بشكل أكثر اعتدالا منذ عودتها إلى السلطة مؤخرا، قائلة إنها تريد السلام وستحترم حقوق المرأة في إطار الشريعة الإسلامية.
وانتهجت الحركة نهجا متشددا عندما حكمت البلاد في الفترة من 1996 إلى 2001، ومنعت النساء من العمل أو الخروج دون ارتداء البرقع الذي يخفي الوجة والجسم بالكامل ومنعت الأطفال من الذهاب إلى المدرسة.
وأوضح مسؤول طالبان أن الملا برادار سيلتقي بقادة متشددين وقادة حكوميين سابقين وصناع سياسات وعلماء دين من بين آخرين.
قمع الاحتجاجات
وعلى الصعيد الداخلي أفاد مواطنون أفغان ومجموعات دعم ومناصرة دولية، بانتهاج طالبان أعمالا انتقامية قاسية ضد احتاجاجات اندلعت في العاصمة كابل، كما اعتقلت مسؤولين سابقين في الحكومة بالإضافة إلى من انتقدوا طالبان أو عملوا مع الأمريكيين.
واعترف مسؤول في طالبان بوجود مثل هذه التقارير، وقال دون الكشف عن هويته، “سمعنا عن بعض الفظائع والجرائم ضد المدنيين”.
وأضاف: “إذا كان (أعضاء طالبان) يفعلون هذه المشاكل المتعلقة بالقانون والنظام، فسيتم التحقيق معهم”.
وأكمل “نستطيع فهم الذعر والتوتر والقلق. يعتقد الناس عدم مساءلة من يفعل هذا، لكن الأمر لن يكون هكذا”.
وتحدث مسؤولون سابقون عن حكايات مروعة والاختباء من عناصر طالبان في الأيام الأخيرة حيث كان مسلحون يتنقلون من منزل لمنزل بحثا عنهم.
ووصف أحد المسؤولين كيف أن أسرته المكونة من 16 شخصا كانت تركض إلى الحمام، بالإضافة إلى إطفاء الأنوار وتغطية أفواه الأطفال خوفا على حياتهم.
والمعروف أن الملا برادار، رئيس المكتب السياسي لطالبان كان ضمن فريق التفاوض الذي خاض مباحثات مع الأمريكيين في العاصمة القطرية الدوحة، طوال الأشهر الماضية.
وبحسب ما ورد كان برادار أحد أكثر القادة الموثوق فيهم والمقربين من الزعيم الأعلى السابق لطالبان الملا عمر، وألقت القوات الأمريكية القبض على برادار في عام 2010 في مدينة كراتشي بجنوب باكستان، وأفرجت عنه في عام 2018.
ويشير التأخير الحالي في تشكيل حكومة أفغانية جديدة أو حتى الإعلان عن من سيقود الإدارة الجديدة لطالبان، حقيقة أن الحركة لم تكن مستعدة للانهيار المفاجئ للقوات الأفغانية التي دربها الغرب والتي كانت تقاتلها منذ سنوات.
كما أن هناك صمتا حتى الآن من زعيم طالبان الملا هيبة الله أخوند زادة، ولم يظهر للعلن حتى الآن.
وتحتاج الحركة إلى الاتحاد خاصة في ظل وجود مجموعات متباينة داخلها، قد لا تتوافق مصالحها دائما الآن بعد تحقيق النصر.
[ad_2]
Source link