أشرف غني: رحلة الأكاديمي الأفغاني من قصر الرئاسة إلى الفرار من طالبان
[ad_1]
غادر الرئيس أشرف غني أفغانستان في 15 أغسطس/ آب بعد التقدم الساحق لمقاتلي حركة طالبان في أنحاء البلاد ودخولهم العاصمة كابل.
وقال غني في منشورعلى موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، إنه غادر البلاد “لتفادي إراقة الدماء” مع دخول حركة طالبان القصر الرئاسي في كابل، لكنه لم يكشف عن وجهته.
فمن هو أشرف غني؟
أشرف غني هو أكاديمي سابق، قضى معظم حياته المهنية خارج أفغانستان، قبل أن يعود لمساعدة البلاد في إعادة الإعمار بعد سنوات من الحرب.
تولى منصبه في عام 2014، وكان يُنظر إليه على أنه نظيف اليد ومحصن ضد الفساد وعملي إلى حد كبير، كما يقول البعض، ولكنه معروف أيضا بأنه انفعالي وسريع الغضب.
تميزت الفترة التي قضاها غني في المنصب بتحالف غير مستقر مع رئيسه التنفيذي ومنافسه الرئيسي على منصب الرئاسة، عبد الله عبد الله.
تولى غني، الذي ينتمي إلى عرقية البشتون التي تشكل الأغلبية في البلاد، منصبه رئيسا حين كانت معظم القوات الأجنبية تغادر أفغانستان عام 2014.
لكن منذ ذلك الحين، وسّعت حركة طالبان وجودها، مما أدى إلى تراجع نفوذ حكومة كابل في جميع أنحاء البلاد، وتقويض سلطة الرئيس غني.
تم استبعاده من محادثات السلام بين الولايات المتحدة وطالبان عام 2019 قبل أن يُعلن إلغاؤها، إذ يعتبر قادة طالبان حكومته مجرد دمى تحركها الولايات المتحدة.
لكنه عاد وبدأ عام 2020 محادثات سلام مع الحركة في العاصمة القطرية الدوحة.
أدخل غني بعض السياسات الإصلاحية لمكافحة الفساد، لكنها على ما يبدو أحرزت تقدما ضئيلا. ففي سبتمبر 2019، قالت الولايات المتحدة إنها ستسحب حوالي 100 مليون دولار كانت قد خصصتها لإنجاز مشروع للطاقة، بسبب ما وصفته بالمستويات العالية من الفساد في صفوف الحكومة الأفغانية.
أكاديمي عريق
بدء نجم أشرف غني بالظهور لأول مرة في أفغانستان بعد سقوط طالبان في عام 2001، حيث أدار اجتماع اللويا جيرغا (مجلس المصالحة الموسع وهو مؤسسة قبلية تضم رؤساء القبائل وأعيانها ووجهاءها).
وقد عمل غني سابقا أكاديميا في الولايات المتحدة، كما عمل أيضا لدى البنك الدولي.
وباعتباره حليفا مقربا للرئيس الأفغاني آنذاك حامد كرزاي، عُيّن وزيراً للمالية في عام 2002، وعمل إلى جانب خصمه المستقبلي اللدود، الذي تقاسم السلطة معه لاحقا، عبد الله عبد الله، الذي شغل منصب وزيرا الخارجية في نفس الإدارة.
وبعد أن اختلف مع الرئيس كرزاي في عام 2004، عُيّن غني عميدا لجامعة كابول، حيث كان يُنظر إليه على أنه رجل إصلاح فاعل.
وكان يجاهر بالنقد اللاذع للطريقة التي كانت تُهدر بها أموال المساعدات الدولية في أفغانستان، ولا سيما الأموال المقدمة من الولايات المتحدة، التي رأى أنها تعمل في “دولة موازية” وظفت أفضل الأفغان لخدمة المكاتب الأجنبية في العاصمة كابل، بدلاً من بناء مؤسسات أفغانية فعالة.
وفي مقابلة مع بي بي سي في عام 2007، قال غني: “عندما نبني مدرسة على أيدي الأفغان، فإن التكلفة القصوى تبلغ حوالي 50 ألف دولار. ولكن عندما يبنيها شركائنا الدوليون، يمكن أن تصل التكلفة إلى 250 ألف دولار”.
ومضى قائلا: “سبب الاختلاف هو حقيقة أن المقاولين، وكثير منهم أجانب، يقتطعون نسبة مئوية، هذا أمر قانوني، ولكن بالمحصلة أليس فاسدا؟”.
وعلى الرغم من نظافة كفه وتوجهه الإصلاحي، لم يكن لديه سوى القليل من الدعم السياسي في أفغانستان في ذلك الوقت. ففي عام 2009، أدار حملة غير ناجحة في السباق الرئاسي وجاء في المركز الرابع وفاز حينها الرئيس كرزاي لدورة ثانية.
ولكن مع عدم تمكن كرزاي من الترشح لولاية ثالثة بموجب الدستور، دشن غني حملة ثانية أفضل بكثير من سابقتها عام 2014. وقد بنى قاعدة دعم قوية بعد رفع صورته في مقاطعة تلو الأخرى، بصفته رئيسا للفريق الذي يدير ويشرف على نقل السيطرة العسكرية من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة إلى القوات الأفغانية.
أصبح غني حينها رئيسا بعد أن توسطت الولايات المتحدة في صفقة مع عبد الله عبدالله في العام نفسه. إذ لم تفلح المفاوضات المطولة في تعزيز الثقة بين الرجلين.
وعلى الرغم من أن حملته كانت منظمة بشكل أفضل في عام 2014 مقارنة بعام 2009، إلا أن انتصاره تلاشى بسبب اكتشاف أصوات مزورة في تلك الانتخابات.
كما شوّه غني سمعته الدولية كأكاديمي نظيف باختياره الجنرال، عبد الرشيد دوستم، لشغل منصب نائب الرئيس، وهو زعيم من الشمال ذو ماضٍ غير محمود السمعة.
[ad_2]
Source link