ما هو مصير أفغانستان بعد سيطرة حركة طالبان على البلاد؟
[ad_1]
- قسم المتابعة الإعلامية
- بي بي سي
علقت صحف عربية على التطورات السريعة المتلاحقة في أفغانستان بعد سيطرة حركة طالبان على العاصمة كابل ومغادرة الرئيس أشرف غني البلاد.
وتباينت آراء الكتاب بين من يرى أن أمريكا هُزمت “هزيمة كبرى” في أفغانستان، وبين من يحذر أن ما حدث ستترتب عليه “أحداث إقليمية وعالمية كبرى”.
ورأت صحف أن منطقة آسيا الوسطى، التي تتنافس فيها الصين والهند والولايات المتحدة، تحولت إلى “ساحة” للعب بين هذه القوى.
وعبّر عدد من الكتاب عن مخاوفهم من أن سيطرة طالبان على الحكم “تفتح الباب أمام تشكل مرحلة يكون فيها للفكر المتطرف دولة يحكمها وهوية يسعى لنشرها”.
“ساحة اللعب الجديدة”
تتوقع “القدس العربي” اللندنية في افتتاحيتها أن “مصيرا صعبا ينتظر الأفغانيين، وأن العالم يترقب بقلق ما سيحصل في أفغانستان”.
وتؤكد أن “ما حصل حدث كبير ستترتب عليه أحداث إقليمية وعالمية كبيرة، وأن الأفضل للجميع، وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية، أخذ الدروس مما حصل، والحديث بصراحة عن الهزيمة التي تعرضت لها، بدل التلطي وراء تصريحات لا تستطيع تفسير أو تغيير الواقع”.
ويتوقع عبد الباري عطوان، رئيس تحرير “رأي اليوم” الإلكترونية اللندنية، ألّا يعود تنظيم القاعدة بصورته القديمة إلى أفغانستان بعد سيطرة طالبان على الحكم، قائلا: “سيكون حكام أفغانستان الجدد أكثر حرصا على الحصول على دعم دولي أو إقليمي لشرعيتهم ودولتهم”.
ويرى أن “احتمالات غرق البلاد في حرب أهلية عرقية غير مستبعدة، لوجود العديد من الطوائف (الشيعية في هرات ومزار الشريف تحديدا) والطاجيكية والتركمستانية في الحدود الشمالية، واحتمال إقدام القوى الإقليمية مثل إيران وروسيا والهند وتركيا، ناهيك عن الصين وأمريكا توظيف هذه الأوراق في صراعاتها”.
ويؤكد الكاتب أن “السر المسكوت عنه أن روسيا وإيران كانتا الداعم القوي ماليا وتسليحيا لحركة طالبان في حربها ضد الاحتلال الأمريكي، ومن المستبعد أن تقدم الحركة على أي تحالفات ضدهما”.
كما يؤكد أن تكون باكستان، التي أسست حركة طالبان ودعمتها، “بوصلة الحركة السياسية والاستراتيجية في المستقبل، وباكستان تقيم في الوقت الراهن علاقات قوية مع إيران وتركيا وتقف في الخندق الصيني”.
وتقول صحيفة “العرب” اللندنية: “أظهرت الفوضى التي سادت البعثات الأجنبية في كابل أن أسوأ كوابيس القوى الغربية التي احتلت أفغانستان خلال عقدين تحققت ولكن بإيقاع سريع ومربك كان يمكن أن يطلق شرارة عمليات قصف انتقامية، لولا الهدوء وضبط النفس اللذين مارستهما طالبان في كابول على وجه الخصوص”.
وترى الصحيفة أن منطقة آسيا الوسطى “التي تتنافس فيها الصين والهند والولايات المتحدة تحولت إلى ساحة اللعب الجديدة بين هذه القوى”.
“إنعاش الإسلاميين المتطرفين”
ويقول غسان شربل، رئيس تحرير “الشرق الأوسط” اللندنية: “لم يكن صعبا توقع فشل أفغانستان الأمريكية، لكن كان من الصعب توقع عودة أفغانستان الطالبانية”.
وأضاف: “سيكون الملف الأفغاني مقلقا لدى الدول المجاورة وحاضرا لدى الدول الكبرى المعنية بنزاعات وتنافسات هذا الجزء الآسيوي الصعب”.
ويتوقع الكاتب بنبرة من التشاؤهم أن “أفغانستان تحت عباءة طالبان… سترزح الآن تحت ليل طويل”.
ويقول مشاري الذايدي، في الصحيفة نفسها: “نحن أمام خلق زخم خبيث لإنعاش الإسلاميين المتطرفين من جديد، ولن يسلم من هذا الزخم طرف، ونحن العرب بالذات دول الخليج، في عين الاستهداف”.
ويقول سليمان جودة، في صحيفة “المصري اليوم”: “تعرف إدارة بايدن أن وصول طالبان إلى العاصمة كابل معناه أن يجلس التشدد فى الحكم، ومعناه أن يتربع التطرف فوق الكرسى، ومعناه أن يغيب الاعتدال وتتوارى الوسطية، ومعناه أن يحل الظلام فى مكان النور، ومعناه أن ينطفئ كل شعاع يمكن أن يكون قد أضاء فى بلاد الأفغان طوال السنين الماضية!”
ويضيف: “تعرف العاصمة الأمريكية هذا، وتعرف ما هو أكثر منه، ومع ذلك تعطى ظهرها للحكومة فى أفغانستان، وتخذل القوات النظامية الأفغانية! وعندما يحدث هذا فى العلن، وحين يجرى ما يجرى أمام الجميع، ثم يتمسك بايدن بقرار سحب القوات المفاجئ، فمن حق كل واحد يسكن هذه المنطقة من العالم أن يطرح هذا السؤال: هل تقاوم واشنطن التطرف فى منطقتنا أم تشجعه؟”
ويرى باسل ترجمان، الباحث في شؤون الجماعات والحركات الجهادية، في مقال له في صحيفة “الدستور” الأردنية أن “الهزيمة في أفغانستان أمام طالبان وحلفائها من الجماعات الإرهابية، أولها تنظيم القاعدة، سيعطيها مكاسب كبرى باعتبار انتصارها على الجيش الأمريكي وحلفائه يكتسي بحسب رؤيتها طابع الانتصار على الكفار”.
ويضيف الكاتب: “هذا الخطاب التحريضي سيعيد تشكيل وبناء امتداد هذه الجماعات في العالم ويفتح الباب أمام تشكل مرحلة يكون فيها للفكر المتطرف دولة يحكمها وهوية يسعى لنشرها، تثير حماسة المتعاطفين معها وتجند سيلا جديدا ممن يعيشون أوهام انتصارات ما يسمونها ‘دولة الخلافة’ والتي ستنصر الحق وترفع الظلم وتطبق ما جاء في أحكام الكتاب”.
“انتقال سلمي للسلطة”
تقول صحيفة “الشرق” القطرية في افتتاحيتها: “رغم التطمينات التي صدرت من حركة طالبان، إلا أن المخاوف والترقب الحذر يظل سيد الموقف إلى حين، في الوقت الذي بدأت فيه الأنظار تتجه نحو الدوحة باعتبارها مركز المفاوضات الرئيسي وما يمثل ذلك من نافذة أمل قد تتيح الخروج بخارطة طريق ترسم ملامح مستقبل أفغانستان”.
وأثنت الصحيفة على دولة قطر التي “لا تزال تواصل العمل مع الأمم المتحدة والشركاء الدوليين لإحلال السلام الدائم في أفغانستان، بما يحقق تطلعات شعبها في الأمن والاستقرار والتطور”، مشيدة بالدعوة التي وجهتها الدوحة إلى الأفغان لوقف إطلاق النار والعمل على انتقال سلمي للسلطة.
وتقول صحيفة “الراية” القطرية في افتتاحيتها: “بعد سيطرة طالبان السلمية على مقاليد الحكم في أفغانستان، يُطالب العالم أجمع ومن ضمنهم دولة قطر بضرورة وجود تسوية سياسية شاملة لا تُقصي أي طرف، فأفغانستان لجميع الأفغان وليست لطرف أو فصيل دون آخر”.
وتؤكد: “الجميع مطالبون بالانخراط بكل جدية في العملية السياسية السلمية القائمة على مبدأ التشاركية، فجميع الأفغان يريدون بناء وطنهم على مبادئ العدالة والمساواة وسيادة القانون”.
[ad_2]