كيف يتعامل المواطن العربي مع مرض الاكتئاب؟
[ad_1]
أفادت إحدى نتائج الاستطلاع الكبير، الذي قامت به شبكة البارومتر العربي البحثية لصالح هيئة الإذاعة البريطانية، وشمل عددا من دول العالم العربي، أن نحو 30% من المواطنين العرب إما أنهم شعروا بالاكتئاب أو عانوا من أعراضه ومن ضغوط الحياة اليومية.
وشمل الاستطلاع الذي استغرق شهورا على مدى عامي 2018 و2019 عشر دول عربية والأراضي الفلسطينية المحتلة. ولم يشمل دول مجلس التعاون الخليجي التي رفضت السماح بإجرائه أصلا (ما عدا الكويت التي وصلت نتائج الاستطلاع فيه متأخرة ولم يتسن إدراجه ضمن الدراسة). إضافة الى سوريا نظرا لحالة الحرب السائدة فيها وصعوبة الحديث الى المستطلعة آراؤهم دون قيود.
ويتربع على رأس قائمة الدول العربية الإحدى عشر التي استطلع مواطنوها حول المعاناة من الاكتئاب العراق بنسبة 43% تليه تونس (40%) ثم فلسطين (37%) فالأردن (34%) ثم لبنان (30%).
وشكلت نسبة 26% ممن أكدوا شعورهم أو إصابتهم بالاكتئاب في اليمن مفاجأة في الاستطلاع، إذ يبدو أن الحرب التي تمزق البلاد منذ أكثر من أربع سنوات لم تنل من معنويات الغالبية الساحقة من اليمنيين، وقدرتهم على تجاوز مضاعفاتها من قتل ودمار.
وفي مصر استقرت هذه النسبة عند (25%) بالرغم من الصعوبات الاقتصادية التي يمر بها البلد منذ فترة وتأثيرها على القدرة الشرائية للمواطنين من قبيل ارتفاع تكاليف المعيشة اليومية بما فيها أسعار الكهرباء والوقود.
ويمضي تراجع الشعور بالاكتئاب في ليبيا الى نحو (23%) فقط، برغم عدم الاستقرار الذي تعيشه البلاد منذ الثورة على نظام العقيد القذافي وانهياره عام 2011، وانقسام ليبيا الى شطرين تديرهما حكومتان متنافستان في كل من طرابلس غربا وبنغازي شرقا.
وطبقا للاستطلاع فقد انعكس استقرار الوضع السياسي والاقتصادي نسبيا على شعور الناس بشكل ايجابي في ثلاث دول عربية. ففي المغرب والجزائر أقر 20% فقط من المستطلعين بمعاناتهم من الاكتئاب وتراجعت نسبتهم في السودان الى 15% فقط. مع الإشارة إلى أن الاستطلاع أجري هناك قبل اندلاع الحراك الشعبي ضد نظام الرئيس عمر البشير في ديسمبر/ كانون أول 2018.
أما بخصوص ضغوط الحياة اليومية على مزاج المواطن العربي فقد تصدرت تونس عدد المشتكين منها بنسبة 53% فالعراق (49%) والأردن (42%) والأراضي الفلسطينية (40%). واستمرت هذه النسبة في الانخفاض في ليبيا (35%) و(30%) في لبنان ثم (29%) في المغرب و(28%) في اليمن متبوعا بمصر والجزائر بنسبة (27%) وأخيرا السودان حيث بدا أن حدة الضغوط اليومية لا تؤثر سوى في (22%) من المواطنين.
وبالمقارنة مع نتائج دراسة نشرتها منظمة الصحة العالمية في أبريل/نيسان 2017 حول انتشار مرض الاكتئاب في منطقتي الشرق الأوسط وشمال افريقيا، فقد ارتفعت حالات الاكتئاب في العالم العربي. ففيما أشارت المنظمة حينها الى أن عدد المصابين بهذا المرض بين مواطني الدول العربية إجمالا لم يتجاوز 20%، تبين من الدراسة التي أجرتها شبكة البارومتر العربي البحثية لصالح بي بي سي أن هذه النسبة تضاعفت اليوم في كل من العراق وتونس والأراضي الفلسطينية وارتفعت في كل من الأردن ولبنان واليمن ومصر وليبيا.
ويشير تحليل لنتائج هذا الاستطلاع إلى وجود شعور طويل الأمد باليأس والإحباط من الظروف المعيشية والحياتية بين المشاركين في الاستطلاع، انعكس في تصريحات أدلت بها مواطنة تونسية قائلة “عندما اندلعت الثورة كنا سعداء واعتقدنا أن العالم يتغير، ثم تغير المزاج العام في عامي 2013 و2014 عندما جاء الساسة المتقدمون في السن للحكم. حينئذ لم يعرف الشباب مكانهم في المجتمع وفي الاقتصاد… وشعروا وكأنهم فقدوا الانتماء”.
وقد نجد تفسيرا لهذا الوضع في تقارير منظمة الصحة العالمية حول الاكتئاب والتي أفردت المراتب الأولى عالميا في انتشار هذا المرض للدول العربية والتي تعاني منذ 2011 من أزمات سياسية وتردي الأحوال الاجتماعية والمالية تفاقمت بسبب البطالة وارتفاع تكاليف المعيشة والعنف والحروب الخارجية والصراعات الداخلية وما يتأتى عن ذلك من تداعيات شعور بعدم الاستقرار.
- فكيف يتعامل المواطن العربي مع نوبات الاكتئاب؟
- هل تتاح في بلدك مساعدة اجتماعية وطبية لتجاوز مرضى الاكتئاب؟
- هل هناك وعي في مجتمعك بالمشاكل الناجمة عن الاكتئاب وكيفية مواجهتها؟
- هل تعتقد أن الأنظمة العربية تساهم في تفاقم حالات الإصابة بالاكتئاب بين مواطنيها؟
سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الجمعة 12 يوليو/تموز من برنامج نقطة حوار الساعة 16:06 جرينتش.
خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442031620022.
إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على nuqtat.hewar@bbc.co.uk
يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Messageكما يمكنكم المشاركة بالرأي على الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: https://www.facebook.com/hewarbbc أو عبر تويتر على الوسم @nuqtat_hewar
[ad_2]
Source link