كابول تغازل طالبان وتعرض عليها | جريدة الأنباء
[ad_1]
سيطرت حركة طالبان أمس على مدينة هرات، ثالث اهم مدن أفغانستان (غرب)، في ما يعد محطة رئيسية في هجومها عقب السيطرة على مدينة غزنة الاستراتيجية، الواقعة على بعد 150 كلم في جنوب غرب كابول، لتقترب بذلك أكثر فأكثر من العاصمة، فيما عرضت الحكومة على الحركة تقاسم السلطة مقابل وقف التصعيد.
وأقرت الحكومة بخسارتها المدينة، لكنها أكدت استمرار المعارك. وقال الناطق باسم وزارة الداخلية مرويس ستانيكزاي في رسالة إلى وسائل الاعلام عبر تطبيق واتساب «سيطر العدو على غزنة، ثمة معارك ومقاومة» من قبل قوات الأمن.
وأعلن ستانيكزاي في وقت لاحق توقيف قوات الأمن لحاكم الولاية، بعد تداول مقطع مصور على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر فيه وهو يغادر المدينة بمباركة طالبان.
وغزنة هي أقرب عاصمة ولاية من كابول يحتلها المتمردون منذ بدء هجومهم في مايو تزامنا مع بدء انسحاب القوات الأجنبية. وتعد أكبر مكسب لطالبان حتى الآن مع قندوز التي سيطرت الحركة ايضا على مطارها وأكبر قاعدة عسكرية فيها.
ورغم أن طالبان موجودة منذ فترة في ولايتي ورداك ولوغار على بعد عشرات الكيلومترات من كابول، إلا أن سقوط غزنة يشكل إشارة مقلقة للغاية بالنسبة الى العاصمة.
وتعد المدينة نقطة مهمة على المحور الرئيسي الذي يربط كابول بقندهار، ثاني أكبر مدن أفغانستان إلى الجنوب. ويسمح الاستيلاء عليها للمتمردين بقطع خطوط إمداد الجيش البرية هناك.
ومن شأن ذلك أن يضاعف الضغوط على قوات الجو الأفغانية، إذ يتعين عليها قصف مواقع طالبان وإيصال التعزيزات والإمدادات الى المناطق التي لا يمكن بلوغها برا.
ويحاصر متمردو طالبان منذ أشهر قندهار، عاصمة الولاية التي تحمل الاسم ذاته، ولشكركاه عاصمة ولاية هلمند، اللتين تعدان معقلين تقليديين للحركة. وأعلنت طالبان على تويتر السيطرة على سجن قندهار، الواقع في ضاحية المدينة، بهدف «تحرير مئات السجناء»، على غرار ما يفعلونه في كل مرة يدخلون فيها إلى مدينة جديدة.
وفي مواجهة تدهور الوضع العسكري، اقترحت كابول على طالبان «تقاسم السلطة مقابل وقف العنف في البلاد»، وفق ما نقلت وكالة فرانس برس عن مصدر في فريق مفاوضي الحكومة الأفغانية، على هامش اجتماعات الدوحة للقوى الدولية التي تسعى للتوصل الى حل سياسي.
وقال المصدر طالبا عدم الكشف عن هويته «نعم، قدمت الحكومة عرضا عبر الوسيط القطري. الاقتراح يسمح لطالبان بتقاسم السلطة مقابل وقف العنف في البلاد».
وتعقد الحكومة وحركة طالبان محادثات متقطعة منذ أشهر في العاصمة القطرية. لكن مصادر مطلعة أشارت إلى أن المفاوضات تتراجع مع تقدم طالبان في ساحة المعركة.
وكان الرئيس الأفغاني أشرف غني يرفض حتى الآن الدعوات إلى تشكيل حكومة مؤقتة غير منتخبة، تضم ممثلين عن طالبان. لكن تغيير موقفه المفاجئ قد يكون متأخرا جدا، باعتبار أنه لا مؤشرات على تغيير موقف الحركة راهنا خصوصا بعد تقدم مقاتليها السريع. ففي أسبوع واحد، سيطروا على عشر ولايات من أصل 34 ولاية أفغانية، سبع منها في شمال البلاد، وهي منطقة كانت دائما تتصدى لهم في الماضي. وحاصرت طالبان أيضا مدينة مزار شريف، رابع اكبر المدن الافغانية.
وإزاء الانهيار المتسارع، لم تخف واشنطن استياءها من تضعضع الجيش الأفغاني، الذي عمل الأميركيون على تدريبه وتمويله وتجهيزه منذ سنوات.
وقال الناطق باسم الپنتاغون جون كيربي «نرى تدهورا للوضع الأمني، وكنا صادقين تماما» بشأن ذلك.
ويعتبر مسؤولون أميركيون أنه كان يمكن للنتائج أن تكون مغايرة لو تمكن الرئيس غني من توحيد حكومته والتصرف بحزم.
وتتمتع الحكومة الأفغانية، وفق المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس «بتفوق… 300 ألف جندي وسلاح جو وقوات خاصة ومعدات ثقيلة وتدريب والتزام بالشراكة، ودعم متواصل من الولايات المتحدة».
من جانبه، لوّح وزير الخارجية الألماني هايكو ماس أن بلاده، أحد المانحين الرئيسيين لأفغانستان، لن تدفع «فلسا واحدا بعد الآن» إذا ما سيطرت طالبان على البلاد.
وشدد في مقابلة مع محطة «زي دي اف» العامة على أن أفغانستان «لا يمكن أن تستمر بدون مساعدات دولية». وتساهم بلاده بنحو 430 مليون يورو سنويا، وهي من بين أكبر عشرة مانحين للمساعدات التنموية لأفغانستان.
[ad_2]
Source link