أولمبياد طوكيو2020: نساء فريق الهوكي الهندي.. خسرن المباراة النهائية وربحن القلوب
[ad_1]
واجهت لاعبات الهوكي الهنديات الصعاب، وتجاهلن الرافضين لهنّ، وأسكتن منتقديهنّ – وانتصرن.
فقبل سنوات، قيل لوالديّ راني رامبال: “ماذا ستفعل ابنتكما بلعبة الهوكي؟ ستركض في أرجاء الملعب مرتدية تنورة قصيرة وتجلب العار لعائلتكما”.
أما فاندانا كاتارية، فكان كل من حولها يثبط من عزيمتها ولا يشجعها على لعب الهوكي لأنها رياضة “غير لائقة بالنسبة لفتاة”.
وكان هدف نيها غويال من لعب الهوكي الهرب من عنف أبيها مدمن الكحول.
وكانت والدة نيشا وارسي تعمل في أحد المصانع كي تتمكن من تأمين الطعام للعائلة بعد أن أصيب والدها بالشلل عام 2015.
أما نيكي برادان فعملت في حقول الأرز وبدأت تلعب الهوكي بعصي مكسورة كانت قد استعارتها لتنطلق بها بين الحقول.
هؤلاء اللاعبات: رامبال وكتارية وغويال ووارسي وبرادهان، هن خمسة فقط من بطلات فريق دخل تاريخ الرياضة في الهند والمكوّن من 16 لاعبة.
ولأول مرة، ينافس فريق الهوكي النسائي هذا العام على ميدالية في ألعاب الأولمبياد.
فيوم الجمعة لعبن بجد وحماسة قبل أن يخسرن بنتيجة 3-4 أمام الفريق البريطاني صاحب الميدالية الذهبية في أولمبياد ريو 2016.
وفي مباراة ربع النهائي واجه الفريق أستراليا، البطلة السابقة، ولعب بذات المهارة التي يربطها العالم بالهوكي الهندي، وبقدر من السرعة التي لم يتوقعها أحد منهن، وهزمن أستراليا بنتيجة 1-0 ليبلغن أول نصف نهائي أولمبي.
وكانت تلك مناسبة بالغة الأهمية لرياضة الهوكي التي ترتبط ارتباطا وثيقا بالمجد الرياضي للهند.
فالهند كانت هي المسيطرة في إحدى الفترات على لعبة الهوكي، خاصة عندما كانت لا تزال تُلعب في الحقول الخضراء. وبينما نظر إلى اللاعبين الرجال بإعجاب، تم تجاهل النساء إلى درجة كبيرة.
فازت الهند بإحدى عشرة ميدالية أولمبية، من بينها ثمان ذهبيات، في لعبة الهوكي. لكن الفريق النسائي، الذي تأسس عام 1980، شارك في ثلاث ألعاب أولمبية فقط، بما في ذلك طوكيو2020.
تنحدر معظم لاعبات فريق الهوكي الهندي من عائلات فقيرة واعتدن على الاكتفاء بالموارد الضئيلة المتاحة وعلى اللامبالاة الرسمية بفريقهنّ. وفي بعض الأحيان، كانت الوعود بوظيفة حكومية وراتب ثابت تتغلب على الأحلام الرياضية.
ولم يبدأ الاهتمام بفريق السيدات حتى عام 2012.
يتذكر اللاعب الأسترالي السابق، نيل هوغود، حال الفريق عندما وصل كمدرب له في عام 2012؛ كان عليه إقناعهن بأنه موجود لمساعدتهن على النجاح لا لومهن على الإخفاقات.
وقال لبي بي سي: “كان علينا أن نجعلهن يثقن بنا، وكان ذاك العام الأهم”.
وقال إن لاعبتين من الفريق احتاجتا عامين كي تثقا به. “وبحلول عام 2014، تطورت هذه الثقة، وبدأ الفريق بالنمو. قد يقول مدربون أجانب إن (اللاعبات الهنديات متخاذلات)، لكن إدراك وفهم سبب هذا الأمر يأتي في المقام الأول”.
وتحت قيادة هوغود، تأهل فريق السيدات الهندي للأولمبياد لأول مرة منذ 36 عاما.
ورغم أن الرحلة إلى ريو2016 لم تسر وفقا للخطة المرسومة، إلا أنهن اكتسبن الخبرة وبعض الثقة. وكانت خطوة مهمة لأنها أثبتت أنهن يمكن أن يصنعن المعجزات عندما تُقدم لهن الموارد والأدوات المناسبة.
ومع انضمام مدربين آخرين للفريق، حدثت ثورة في طريقة تدريبهن، وارتقى مستوى لعبة الهوكي الهندية للسيدات.
في عام 1980، عندما سافر الفريق إلى أولمبياد موسكو، رافقه مدرب ومدير. أما في ألعاب طوكيو 2020 فكان معهنّ فريق داعم مكون من سبعة أعضاء.
على مدى السنوات الخمس الماضية، استفاد فريق السيدات من منهج علمي متطور للتدرّب على هذه اللعبة.
وكانت ثماني نساء، من بين اللاعبات الـ16 الموجودات في طوكيو، قد لعبن في أولمبياد ريو 2016، مما منح الفريق دفعة قوية؛ لأنهن تعلمن من تلك التجربة وشاركنها مع البقية.
أثناء فترة الوباء العام الماضي، بقي الفريق الهندي في مبنى هيئة الرياضة الهندية في بنغالورو لمراجعة خطوطهم، ووضع خططهم، فوصل الفريق النسائي الهندي إلى طوكيو مستعدا.
كانت ثقتهن الجديدة بأنفسهن واضحة وتجلّت في الطريقة التي رفضن بها التراجع أمام فريق جنوب إفريقيا في المباراة النهائية للمجموعة أو حين تعرضن للضغط أمام أستراليا في مباراة نصف النهائي.
كاترية، التي كانت تتدرب في عزلة بعيدة عن أعين كبار السن في قريتها الذين كانوا يوبخونها، تألقت تحت الأضواء؛ سجلت ثلاثية هي الأولى التي تحرزها لاعبة هندية في الأولمبياد، وساعدت بذلك فريقها للتغلب على فريق جنوب إفريقيا بنتيجة 4-3.
رغم تألق عدد من اللاعبات، إلا أن هذا الفريق المكون من 16 لاعبة سيذكر بفضل العمل الجماعي والالتزام تجاه بعضهن البعض.
لكل منهن رحلتها الخاصة، وقصصها الخاصة، لكنهن وجدن القوة في هدفهن المشترك.
ساعدت كثيرات على النهوض بحياة أسرهن، والآن ينهضن برياضة الهوكي الهندية إلى مستويات أعلى بكثير.
[ad_2]
Source link