انفجار مرفأ بيروت: حزن ومعاناة في بلد يتجه نحو الهاوية – الإندبندنت
[ad_1]
اهتمت الصحف البريطانية بالذكرى الأولى لانفجار مرفأ بيروت التي تحل اليوم، علاوة على التحديات التي تواجه الرئيس الإيراني الجديد ابراهيم رئيسي.
ونشرت صحيفة الإندبندنت تحقيقا ضم شهادات لأهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس/ آب 2020 والناجين منه، مع حلول الذكرى الأولى لما يعتقد أنه أحد أكبر الانفجارات غير النووية في التاريخ الحديث.
جيلبير قرعان وبول وترايسي نجار وكارمن الخوري ومكروهي أركانيان وغيرهم أخبروا مراسلة الإندبندنت بيل ترو عن مدى صعوبة هذا العام الذي ينقضي من دون محاسبة لأحد من المسؤولين عن الجريمة التي أودت بحياة 217 شخصا.
جيلبير فقد خطيبته سحر التي كانت تعمل مسعفة في الدفاع المدني في بيروت وتوجهت مع فريقها لإطفاء الحريق في العنبر 12 من المرفأ قبل حدوث الانفجار بدقائق.
ويخبر الشاب الصحيفة كيف يتحدث كل يوم إلى سحر عبر تطبيق واتساب، إذ يعيد الشاب البالغ من العمر 31 عاما شحن خط الهاتف المحمول الخاص بها حتى يظل الجهاز يتلقى رسائله التي لا ترد عليها.
ويقول جيلبير: “يقولون إن الحياة تمضي ولكن حياتي عالقة في الرابع من أغسطس/ آب 2020، ولا يمكنني المضي قدما”.
ويضيف “أنا أعيش ما جرى كل يوم. لا أستطيع النوم. ما زلت أفكر في أنها سافرت فقط. لا أستطيع أن أتخيل أنها لا تدخل من الباب”.
وتشير ترو إلى أن “جذور الغضب واليأس تكمن في حقيقة عدم تحميل أي شخص المسؤولية عما يعتقد أنه أحد أكبر الانفجارات غير النووية في التاريخ الحديث، على الرغم من وجود ما يفيد بأن أن كبار المسؤولين من سلطات المرفأ إلى الرئيس كانوا على علم بالمخزون القاتل من نترات الأمونيوم وراء الانفجار، لكنهم لم يفعلوا شيئا حيال ذلك”.
أما بول نجار، والد الطفلة أليكساندرا إحدى أصغر ضحايا الانفجار (3 سنوات)، فيقول إن “الألم موجود كل ثانية من كل يوم” حيث تظل الجريمة بلا عقاب ودون حل.
ويضيف “ليس لدينا حقيقة، ولا عدالة، ولا أحد يحاسب. ليس لدينا مساحة للحزن”.
ويشير إلى أن “العائلات بدأت في البحث عن المساعدة في الخارج، وحث المجتمع الدولي على عدم التدخل بل قطع العلاقات الدبلوماسية مع المتورطين في الانفجار”.
ويضيف “جرم أن يطلب من نفس الأشخاص الذين قتلونا في 4 أغسطس تشكيل حكومة وحكمنا مرة أخرى. هذا لا يطاق”.
وتقول ترو إن “ما زاد من تفاقم الضرر حقيقة أن الآلاف من المساكن التي تضررت أو دمرت في الانفجار البالغ عددها 77 ألف لم تتم إعادة بنائها بالكامل بعد”.
وتروي كارمن الخوري، الناجية من الانفجار، كيف جرت معالجة كتفها المخلوع والكوع المكسور وتمزق في أحد أوتارها.
لكن بعد مرور عام، تضررت إحدى كليتيها من أثر الضربة، ما يعني أنها بحاجة إلى مغادرة البلاد، حيث اختفت الأدوية وتحتاج إلى غسيل كلوي غير متوفر.
ويوضح تحقيق الصحيفة أن “كارمن كانت في يوم من الأيام من بين الأكثر حظا في لبنان، وهي تكافح الآن لتغطية نفقاتها. ويُدفع راتبها الجامعي بالليرة اللبنانية التي فقدت أكثر من 90 في المئة من قيمتها خلال العام الماضي، ما يعني أن دخلها الشهري لا يتجاوز بضع مئات من الدولارات. ومدخراتها من نحو ثلاثة عقود من العمل لا قيمة لها”.
أما مكروهي أركانيان، السيدة اللبنانية الأرمينية التي دمر الانفجار منزلها، فتقول إن أحدا لم يأت لإزالة الأنقاض، ناهيك عن إصلاحه، وأنها تلقت أخيرا 30 مليون ليرة (حوالي 1500 دولار بسعر السوق السوداء) من الجيش اللبناني كتعويض تعيش منه الآن. لكن مع ارتفاع الأسعار، هذا المبلغ لن يكفيها طويلا.
ويوضح تحقيق الإندبندنت أن وثائق رسمية مسربة أظهرت أن سلطات الجمارك والجيش والأمن اللبنانية، وكذلك القضاء، حذرت الحكومات المتعاقبة ما لا يقل عن 10 مرات من المخزون الخطير من المواد الكيميائية المتفجرة التي وصلت عن طريق السفن إلى المرفأ في عام 2014.
كما أن الرئيس اللبناني ميشال عون اعترف بأنه كان على علم بالخطر لكنه “ترك الأمر لسلطات المرفأ لمعالجته”. وتم تسليم حسان دياب، رئيس الوزراء، تقريرا أمنيا يحتوي على تفاصيل.
وعلى الرغم من ذلك، فإن النواب والمسؤولين الذين ينفون الاتهامات يطالبون بحقهم في الحصانة طوال فترة التحقيق.
حتى أن السلطات فصلت القاضي الأول المعين للتحقيق بعدما استدعى شخصيات سياسية للاستجواب. ومنذ ذلك الحين رفضوا طلبات قاضي التحقيق الجديد برفع الحصانة عن النواب واستجواب كبار أعضاء قوات الأمن في ما يتعلق بالمأساة.
وكانت منظمة العفو الدولية قد اتهمت السلطات هذا الأسبوع بتمضية العام الماضي “في عرقلة بحث الضحايا عن الحقيقة بلا خجل” و”عرقلة العدالة وتعطيلها بوقاحة”.
ودعت هيومن رايتس ووتش، في تقرير مؤلف من 700 صفحة، الحكومات في جميع أنحاء العالم إلى فرض عقوبات متعلقة بحقوق الإنسان والفساد، بما في ذلك حظر السفر وتجميد الأصول، على المسؤولين عن الانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان المتعلقة بانفجار 4 أغسطس/ آب.
تحديات تنتظر الرئيس الإيراني الجديد
وننتقل إلى صحيفة التايمز، حيث كتب روجر بويس مقال رأي عن الرئيس الإيراني الجديد ابراهيم رئيسي.
ويقول بويس إن رئيسي “يريد أن يفعل كل شيء بشكل مختلف عن سلفه حسن روحاني، البراغماتي الذي تلقى تعليمه في غلاسكو والذي ظن أنه يمكن أن يستخدم الدبلوماسية لإرباك الغرب”.
ويرى الكاتب أن “المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة وأوروبا تشتت الانتباه عن الأجندة المحلية، وليست أمرا قريب المنال. خصوصا وأن هناك كل فرصة، بحسب محللين إيرانيين، بأن يكون جو بايدن رئيسا لولاية واحدة وأن خليفته قد يتراجع عن كل وعد قطعه”.
وينقل بويس عن محمد ماراندي، الأستاذ في جامعة طهران قوله “هناك شعور بأن بعض السياسيين الإيرانيين تذللوا كثيرا تحت أقدام الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. أعتقد أن رئيسي ينوي العودة إلى المثل العليا للثورة [الإسلامية].”
ويرى بويس أن رئيسي “يرفض التخلي عن الحروب بالوكالة، فهي جزء من برنامجه لاستكمال الثورة الإسلامية، أولا كرئيس، ثم لاحقا بعد ترقيته المحتملة إلى المرشد الأعلى”.
ويضيف “عليه أن يحقق المستحيل: الوقوف بحزم ضد الغرب بشأن البرنامج النووي، ومقاومة الضغط لتغيير المسار، ومع ذلك يجد المال لتهدئة الفقراء الإيرانيين”.
ويقول مقال التايمز إن “رئيسي في قبضة الحرس الثوري الإسلامي الذي شُجع على التوسع، لكسب المعارك في الخارج، وتهديد الشحن الدولي، واغتيال المنتقدين”.
ويقول بويس إن تقريرا جديدا مثيرا للفضول، أعده باحثان إيرانيان لصالح معهد توني بلير للتغيير العالمي، يشير إلى أن خامنئي لا يريد أن يظهر الحرس الثوري الإيراني في مقعد القيادة”. ويتساءل الكاتب “لكن ماذا يحدث عندما يموت خامنئي (82 عاما) ويتولى رئيسي قيادة الحرس الثوري؟”.
ويشير الكاتب إلى أن الحرس الثوري الإيراني يلعب دورا رئيسيا في ثلاثة مراكز قوة: جهاز استخبارات يتعهد بالحفاظ على الإيرانيين في مأمن من جميع الأعداء الداخليين والخارجيين؛ وركيزة عسكرية سياسية تبرز سلطة المرشد الأعلى وتدير حروب إيران؛ وجانب اقتصادي يدير أعمالا مثل البناء وهذا “أمر محوري لمحور المقاومة الإيراني عبر العراق وسوريا ولبنان”.
ويرى بويس أن هذه الأجنحة تتداخل “ولكنها تتنافس أيضا”. ويوضح “كتبت مقالات طويلة حول خطوط الصدع في الحرس الثوري الإيراني: المنافسات الإقليمية والإحباطات بين الأجيال تلعب جميعها دورا. هناك دعاة تحديث، حتى في الشرطة السرية، لكن مهمتهم الموحدة الوحيدة هي بقاء النظام. وإذا أخطأ رئيسي في تعامله مع الغرب، إذا خفف قبضته على البرنامج النووي، فسوف يطرقون بابه”.
ويختتم الكاتب مقاله قائلا “صعد رئيسي بعد إثبات قسوته؛ وسيحتاج إلى كل ذلك إذا كان سيواجه تحديات متكررة من حراس إيران الأشرار”.
[ad_2]
Source link