الأبطال الحقيقيون لإذاعة الكويت | جريدة الأنباء
[ad_1]
مفرح الشمري
يصادف الإثنين المقبل الذكرى الحادية والثلاثين للغزو العراقي الغاشم على دولتنا الكويت الحبيبة الذي استمر 7 شهور مروا بأهل الكويت كأنها 7سنوات، بسبب ما ارتكبه جنود المقبور صدام بحقهم من تعذيب وقتل طوال فترة الغزو، ولأن هذا الحدث لا يمكن نسيانه ولابد ان تتذكره كل أجيال الكويت تحرص وزارة الإعلام في قطاعيها «الإذاعة والتلفزيون» على إحيائه بتخصيص مواد برامجية خاصة بهذا الغزو البربري.
ونحن نتذكر أيام الغزو السوداء لابد ان نسلط الضوء على «إذاعة الكويت السرية» التي انطلقت منذ الساعات الأولى للغزو، حيث استطاع أبطال هذه الإذاعة إبقاء اسم الكويت مسموعا للعالم اجمع على الرغم من الصعوبات التي مروا بها، ولكن بفضل الله استمروا أسبوعا كاملا حتى وصلوا للشقيقة الكبرى السعودية.
ولكن ربما هناك من لا يعرف جميع أسماء الأبطال الحقيقيين لهذه الإذاعة، وهناك البعض ينتسب لها دون وجه حق، أبطال الإذاعة السرية هم من كانوا في الكويت وليس في خارجها، لأنهم تحملوا الويلات وملاحقة جنود الغزو للقضاء عليهم وكتم اسم الكويت ولكنهم لم يستطيعوا.
قصة الإذاعة السرية ربما الكل يعرفها، ولكن هنا نسردها لكم بالتفاصيل وبأسماء أبطالها الحقيقيين، البداية كانت عندما غادرت آخر مجموعة من العاملين مبنى إذاعة الكويت وتحديدا برنامج إذاعة على الهواء بقيادة المخرج الراحل منصور المنصور، حيث غادر المبنى بعد الثالثة فجرا دون أي علم بتوغل قوات عراقية في الأراضي الكويتية، استمر إرسال الإذاعة ببرامجها المسجلة حتى السادسة صباحا لتبدأ نشرة الأخبار الأولى التي تولى بثها المذيع محمود صقر كان أول خبر جاء من وزارة الدفاع عن مناوشات حدودية واحتفاظ الكويت بحقها في الرد، ولم يكمل المذيع 5 دقائق على الهواء بسبب ان القوات العراقية الغازية دخلت المبنى ووصلت حتى استوديوهات البث وقطعت الإرسال لينقطع بث نشرة الأخبار، لكن بدأ بث موسيقى وأغان وطنية، ثم خرج صوت ينادي ويناشد العرب والعالم وكان ذلك صوت مقدم البرامج الهادفة وموظف فني البث جاسم كمال، حيث يبث من استوديو مجهز في محطة كبد للإرسال خلال هذا الوقت وصل المذيع فريح العنزي بمعية عوض المطوطح من وزارة الدفاع إلى محطة جيوان الإذاعية رغم شدة المعارك في المنطقة، تبادل الاثنان بث النداءات للعالم وما يحدث في الكويت من عدوان غاشم، كان فريق آخر خلال هذا الوقت يستعد لإطلاق صوت إذاعة الكويت وتلفزيون الكويت بقيادة المخرج المرحوم منصور المنصور، اجتمع الفريق الإعلامي الذي تكون من منصور المنصور، عبدالعزيز المنصور، عبدالحميد خاجة، أزور ياسين، علي حسن، سلوى حسين، يوسف مصطفى في منطقة الدسمة وتحديدا في استوديو مؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك، وكانت كل الجهود كانت جاهزة لبدء البث في حال توقف البث من الجيوان، وفعلا اشتد الضرب في نطاق وزارة الدفاع، حيث محطة جيوان واضطر فريح العنزي وعوض المطوطح للتوقف والمغادرة تحت وابل من النيران ورمي المدافع.
التاسعة صباحا من يوم الخميس الثاني من أغسطس 1990 بدأ بث إذاعة وتلفزيون الكويت السري، شارك فيه المذيعون علي حسن وسلوى حسين ويوسف مصطفى، واستطاع هذا الفريق بث كلمة لسمو ولي العهد آنذاك المغفور له الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله، وواصل بثه الإذاعي والتلفزيوني حتى بعد منتصف الليل وتوقف البث التلفزيوني بعد نهاية نشرة أخبار منتصف الليل، واستمرت الإذاعة السرية في بثها حتى التاسعة من صباح اليوم التالي، حيث توقف البث بعد استيلاء القوات الغازية على محطة بث فيلكا المرتبط بها ستوديو الدسمة، ومع ذلك واصلت إذاعة الكويت صوتها ونداءات استغاثتها للعالم، فقد باشر م.أحمد صفر الإرسال من محطة كبد مجددا مستنجدا وشارحا الوضع، وتوجه بعض أفراد فريق الدسمة إلى كبد لمتابعة عملهم رغم سوء الأوضاع حولهم، وعند اقترابهم من المحطة شاهدوا الآليات العدوة تدخل المحطة لينقطع الإرسال فعليا نحو الساعة الثانية إلا ربعا ظهرا، وعاد الفريق الإذاعي أدراجه إلى منطقة صباح السالم وهم أكثر إصرارا على عودة صوت إذاعة الكويت، فقام فريق منهم باقتحام مسجد الدولة الكبير وجاءهم اقتراح بالبث عبر موجات اللاسلكي، وبالفعل توجهوا لمنزل الشيخ محمد اليوسف في منطقة سلوى، حيث قاموا بالبث ليلا وحتى ظهر اليوم التالي السبت ليضطروا الى المغادرة بعد تتبع الجيش الغازي لترددات البث، خلال هذا الوقت كانت إذاعة الكويت قد عادت لبثها من الخفجي بشكل ضعيف، حيث تولى الشيخ سالم الصباح، رحمه الله، وأحد مسؤولي الأمن في وزارة الداخلية البث وتوجيه النداءات.
وتم إرسال أحد أفراد المقاومة الكويتية لفريق الإذاعة السرية في الدسمة، طالبا منهم المغادرة للمملكة بناء على طلب الحكومة الكويتية للمساهمة في البث ولخطورة بقائهم في الكويت، وبالفعل استطاع الفريق بعد محاولات الخروج من الكويت بمعية الكابتن وليد الفليج وحامد الفجي عن طريق البر.
وكان الفريق يتكون من منصور المنصور وعلي حسن وسلوى حسين ويوسف مصطفى وأزور ياسين وعبدالحميد خاجة، غادر الفريق ظهر الثلاثاء السابع من أغسطس لتتسلمهم الحكومة الكويتية الخامسة عصرا في مركز الخفجي الحدودي، وانضم للفريق المذيع محمد القحطاني، وتم تجهيز محطة إرسال مؤقتة في منطقة راس الزور بوحدرية، حيث توجه الفريق إلى هناك وانضم لهم فريح العنزي وناصر العنزي وعامر العجمي ومحمد المسند وبدر اسكندر ومجموعة أخرى من العاملين الفنيين ليتواصل بث إذاعة الكويت من المملكة لحين انتقالها للدمام في أوائل أكتوبر 1990.
هذه قصة الإذاعة السرية كما أوردها لـ «الأنباء» أحد أبطالها بتفاصيلها الدقيقة.. تحية لكل من شارك في هذه الإذاعة السرية ليبقى صوت الكويت عاليا.
[ad_2]
Source link