ما هي قصة الوجبة الخفيفة التي تجلب الحظ و”تحمي الآلات من الأعطال” في تايوان؟
[ad_1]
- هوب نغو
- بي بي سي
في تايوان، تعتبر رقائق البطاطس والذرة بنكهة جوز الهند تميمة لجلب الحظ وضمان عمل الآلات عالية التقنية، فما السبب في ذلك؟
تتمتع الرقائق المصنوعة من البطاطس أو الذرة بمكانة خاصة في ثقافة المكاتب وأماكن العمل، فتناولها يُعد وسيلة مثالية لتحفيز النشاط أثناء فترة العمل الصباحية، وهي أيضا إضافة لذيذة إلى وجبة الغداء الخفيفة، كما يمكن أن تجنبنا الجوع عندما تستمر الاجتماعات إلى ما بعد مواعيد الوجبات.
لكن في تايوان، هناك نوع معين من هذه الرقائق لديه مهمة أخرى تتجاوز مجرد إشباع الشخص الجائع. إذ يبدو أن العديد من الآلات في هذه الجزيرة، بدءا من الصرافات الآلية وصولا إلى أبراج الإرسال اللاسلكي، تعتمد على رقائق الذرة المنكهة بجوز الهند والمغلفة بأكياس خضراء صغيرة لكي تبقى في حالة جيدة وتؤدي مهامها كما يجب.
ويعتبر الناس في تايوان أن هذه الرقائق بمثابة تمائم سحرية تجلب الحظ، وإذا استخدمت بشكل صحيح فستضمن أن تعمل الآلات بشكل جيد وبدون أعطال. ويضع الناس هناك أكياسا من هذه الوجبة الخفيفة، المعروفة باسم “كواي كواي”، على الآلات الأساسية أو حولها سواء في المختبرات أو البنوك أو حتى في المستشفيات، لضمان استمرار هذه الآلات ذات التقنية العالية في أداء وظائفها كما ينبغي.
لكن كيف انتهى الأمر إلى افتراض أن هذا المنتج اللذيذ يمتلك خصائص وقائية شبه أسطورية، في مجتمع متقدم تقنيا ويوفر للعالم معظم ما يحتاجه من أشباه الموصّلات. ولماذا يصدق الناس امتلاك رقائق الذرة لهذه الخصائص؟
تأسست شركة “كواي كواي” في عام 1968من قبل لياو جينغ غانغ وابنه سبنسر، اللذين كانا بحاجة إلى طريقة للحفاظ على سير عملهما الرئيسي، وهو شركة لاستيراد وتصنيع الأدوية، خلال فترات ركود الأعمال، لذلك باشرا العمل في صنع الوجبات الخفيفة والحلويات.
وتقول إيرين لياو، إبنة سبنسر والمديرة العامة الحالية للشركة: “صُنعت كواي كواي خصيصا لتباع للأطفال. ففي ذلك الوقت، لم يكن في السوق شيء من هذا القبيل”. لكن ذلك الأمر تغير عندما لفتت رقائق الذرة التي يعني اسمها “تأدب” أو “كن جيدا” في كل من لغة الماندرين واللغة التايوانية، انتباه طالب دراسات عليا.
وتوضح لياو: “يبدو أن كل شيء بدأ مع ذلك الطالب، الذي كان يعمل على تجهيز أطروحته، ويعاني من أعطال متكررة في جهاز الكمبيوتر الخاص به. لذلك، فكر أن الجهاز يحتاج ربما إلى تميمة سحرية”.
ولا تزال التعاويذ السحرية الجالبة للحظ تلعب دورا مهما في المجتمع التايواني، بغض النظر عن التطور الصناعي في هذا البلد. لذا، فشعور ذلك الطالب بالحاجة إلى مساعدة إحدى التعاويذ أمر مفهوم. وهناك منطق معين وراء اختيار رقائق “كواي كواي” في كيسها الأخضر، فالاسم مناسب (كن جيدا)، كما أن هناك مفهوما عاما بأن اللون الأخضر يعتبر مرادفا لكلمة “إذهب، أو الطريق مفتوح”، وفقا لدلالة إشارة المرور الخضراء. لذلك وضع الطالب كيس الرقائق الأخضر على جهاز الكمبيوتر.
وتقول لياو: “فجأة أصبح الكمبيوتر يعمل بشكل طبيعي، وتمكن الطالب من إنجاز أطروحته في الوقت المناسب”.
لكن حتى لياو تقول إنها اضطرت للبحث عبر الانترنت لتقصي قصة تحول “كواي كواي” من وجبة خفيفة للأطفال إلى “مروض” للتكنولوجيا، فالمعلومات التي كانت لديها لم تكن مباشرة، وإنما وصلتها عبر طرف ثالث. وعلى حد علمها، كان الطالب يدرس في مجال تكنولوجيا المعلومات، وقد انتشرت قصته عن طريق تناقل الواقعة شفويا، وهكذا ولدت أسطورة “كواي كواي”.
وتقول الشركة إنها لم تُروج مطلقا لامتلاك منتجها خصائص فعالة في مجال الحماية التكنولوجية. وتقول لياو: “نمت القصة وتطورت بشكل طبيعي، وهذا يعني أن أشخاصا مختلفين يعملون في صناعات مختلفة يمكن لهم إضافة رؤيتهم الخاصة بشأن الكيفية التي يجب أن تستخدم بها أكياس الرقائق”. وإضافة إلى استخدامها على ماكينات الصراف الآلي، وخوادم المكاتب، وآلات النسخ، أصبحت أكياس “كواي كواي” تستخدم أيضا في المستشفيات في جميع أنحاء تايوان بغرض الحفاظ على سير عمل الآلات الحيوية مثل أجهزة التنفس الإصطناعي.
ويمكن العثور على أكياس “كواي كواي” في مراكز محطات البث الإذاعي أيضا. ولا يتذكر ليونيل لينغ، المهندس الذي يعمل في راديو المجتمع الدولي في تايبيه بشكل متقطع منذ التسعينيات من القرن الماضي، متى على وجه التحديد بدأت هذه العادة، ناهيك عن من الذي بدأها. لكنه يقول إنه بدأ يستخدم أكياس رقائق الذرة لأنه رأى بعض زملائه يفعلون ذلك. ويقول “رأيت ما فعلوه بالأكياس، فسألت المهندسين الآخرين عنها، فقالوا ‘إنها كواي كواي’، وهي تعني ‘استمع إلي” أو ‘أطع’، لذا ستنفذ الآلات ذلك”.
وعلى الرغم من أن دور “كواي كواي” في أماكن العمل التي تستخدم آلات ذات تقنيات عالية قد تطور بشكل طبيعي، فإن استخدام رقائق الذرة يخضع لمجموعة من القواعد الصارمة والسريعة. وتأتي أكياس “كواي كواي” بثلاثة ألوان، فبالإضافة إلى اللون الأخضر، هناك الأصفر الخاص بالرقائق المنكهة بخمسة توابل، والأحمر الخاص برقائق الذرة مع الشوكولاتة، لكن الجميع يعلمون أن الأكياس الخضراء وحدها فقط تصلح لجلب الحظ وضمان عمل الآلات. ويوضح لينغ هذا قائلا: “الأصفر والأحمر لونان يشيران إلى الحذر والإنذار”.
كما لا يمكن استخدام الأكياس كتمائم للحظ بعد انتهاء تاريخ صلاحيتها، لذلك يقول لينغ إنها تستبدل عادة مرتين في السنة: مرة خلال بداية العام القمري الجديد، وهي عادة في شهر فبراير/شباط (بداية العام الصيني)، ومرة أخرى خلال مهرجان الأشباح في يوليو/تموز. ولكي لا تعتقد أنه يمكنك الاكتفاء بوضع أكياس “كواي كواي” الخضراء فارغة، يقول العاملون في مجال التكنولوجيا في تايوان إنه لا يجوز أكل رقائق الذرة الموجودة داخل الأكياس، وإلا فإنك ستبطل مفعول التميمة في حماية الآلات وضمان قيامها بعملها.
ولا يقتصر الاعتماد على هذه التعاويذ لجلب الحظ على المجال التكنولوجي. وتقول إيرين لياو إن أكياس “كواي كواي” وجدت طريقها إلى الخارج أيضا، فالفنانون الذين يسافرون للمشاركة في فعاليات يحملونها معهم للتأكد من أن معداتهم ستعمل كما يجب.
ويقول بيتر هسو، الحاصل على درجة عليا في التكنولوجيا الضوئية، إنه حين كان طالبا للدراسات العليا في الجامعة، كان يجد أكياس “كواي كواي” في المختبرات، ويضيف: “لا أعرف ما إذا كان الناس يصدقون حقا فكرة أن أكياس رقائق الذرة هذه تمنع تعطل الأجهزة، لكن الجميع يفعلون ذلك لأنه لا يسبب أي ضرر”.
ويمكن أن يعثر على أكياس “كواي كواي” في أرقى معاهد البحث العلمي في البلاد، مثل معهد “أكاديميا سينيكا” الرائد للأبحاث في تايوان. ويؤكد تينغ جين تشيه، الباحث المتخصص في علم النفس الاجتماعي، أن الفنيين يحرصون على وضع أكياس “كواي كواي” في المعهد منذ عام 2002. وتترك الأكياس داخل صناديقها لإبعاد القوارض.
ويعتقد تينغ، الذي يعمل مع معهد الإثنولوجيا (علم الأعراق)، أن استخدام أكياس “كواي كواي” يعكس عدة اتجاهات: أن الجميع يرغبون في تجربة هذه العادة، وأنه لا يُنظر إليها على أنها غير منطقية لأن الجميع يقوم بها، كما أنها طقس يمارسه الناس انطلاقا من خوف حقيقي من أن تتعطل الآلات بالفعل من دون هذه الأكياس.
ويقول: “قد يصدقها البعض، في حين لا يصدقها البعض الآخر، لكننا نعتقد أن هناك الكثير من الغموض بين ما هو قابل للتصديق وما هو غير قابل للتصديق، ولهذا السبب لا تزال هذه العادة مستمرة حتى الآن”.
وتشعر إيرين لياو بالامتنان لأن إرث والدها وجدها يحظى بتقدير كبير من قبل القوى العاملة في تايوان، خاصة وأن الإيمان بقوة رقائق الذرة باعتبارها “تميمة” تساعد الآلات الحديثة على العمل قد ساعد هذه العلامة التجارية على الاستمرار. وتقول: “هذا هو المكان الوحيد في العالم الذي يمكن أن تصبح فيه علامة تجارية للوجبات الخفيفة ظاهرة ثقافية. لا يمكنني توقع حدوث ذلك في أي مكان آخر”.
وعلى الرغم من اعتقادها بأن الكمية التي تستهلك من رقائق الذرة ليست سوى جزء صغير فقط من مجمل ما يجري شراؤه منها، إلا أنها لا تفكر أبدا في تقليل جودة المكونات المستخدمة في صنع رقائق “كواي كواي”، لأنها، على حد تعبيرها: “صنعت من أجل أن تؤكل.”
[ad_2]
Source link