هل تستعدي إيران المجتمع الدولي أم تختبر قوة الولايات المتحدة؟
[ad_1]
تناولت صحف عربية، في نسخها الورقية والرقمية، التطورات بشأن التوتر بين الولايات المتحدة وإيران وذلك في أعقاب إعلان الأخيرة نيتها تجاوز الحد المسموح به لإنتاج اليورانيوم منخفض التخصيب والمنصوص عليه في الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع القوى العالمية.
وبينما رأى بعض الكُتّاب أن الإعلان هو تطور “حاسم” في التجاذبات الأمريكية الإيرانية، رأى آخرون أن إيران لا تسعى للحرب، حيث أعلنت أنه يمكن التراجع عن هذه الخطوة إذا وجدت تقدما من قوى الغرب تجاه الوفاء بالتزاماتها تجاه طهران.
“تطور مهم”
تقول “الاتحاد” الإماراتية في افتتاحيتها إن إعلان إيران، يوم الاثنين الماضي، بشأن تجاوز الحد المسموح به لتخزين اليورانيوم منخفض التخصيب بموجب الاتفاق النووي لعام 2015، يُشكّل تطوراً مهماً، وإنه “في ضوء إلغاء ضربات عسكرية تم التخطيط لها رداً على إسقاط طهران طائرة أمريكية من دون طيّار، لابد أن هذه الزيادة الأخيرة في المجازفة كانت متوقعة”.
وتضيف الصحيفة: “حتى الآن، ورغم تشديد الولايات المتحدة العقوبات على إيران، وتصاعد حدة التصريحات بين واشنطن وطهران، إلا أن قادة البلدين آثروا نهج الانتظار والترقب. وعلى الرغم من ذلك، يبدو أن الحسابات في إيران تتغير، ويختبر نظام الملالي الآن صبر ومرونة القوى العالمية في وقت أُنهكت فيه جميع قنوات الاتصال مع الولايات المتحدة”.
- التوتر الأمريكي-الإيراني: هل تقتل واشنطن “الدجاجة التي تبيض ذهبا؟”
- الاتفاق النووي الإيراني: ترامب يحذر طهران من “اللعب بالنار” بعد إعلانها تجاوز حد اليورانيوم المخصب
في سياق متصل، يقول عبد العظيم حماد في “الشروق” المصرية إن طرفي الأزمة قد وصلا إلى مرحلة الإجهاد، “أو إلى النقطة التي ليس بعدها إلا المزيد من الخسائر الاقتصادية، والسياسية، وتآكل الهيبة والمصداقية، دون مكاسب جديدة محتملة”.
ويضيف: “إيران من ناحيتها تعانى بقسوة من العقوبات الاقتصادية الأمريكية، وتتكبد نفقات طائلة لاستبقاء نفوذها وولاء حلفائها في اليمن والعراق وسوريا ولبنان، حيث طالت خطوط معاركها بأكثر مما يتحمله اقتصاد عالم ثالث محاصر، وأما الولايات المتحدة فقد نزفت من هيبتها العالمية، ومصداقيتها لدى العواصم الخليجية الكثير مما يصعب تعويضه إلا بحرب مكلفة لها وللمنطقة و للعالم ضد إيران، أو بصفقة شاملة مشرفة أو معقولة، ولكى تصل إلى هذه الصفقة فلا بد لها من الاعتماد على دول كبيرة أخرى”.
وحول شكل هذه الصفقة المحتملة، يقول الكاتب إنها “صفقة متعددة الجوانب مع إيران، تشمل اليمن وسوريا والعلاقات الخارجية الإيرانية، وبما أن إيران تعتمد استراتيجيا واقتصاديا على روسيا والصين فلا بد من مشاركة الدولتين في ضمان أي ترتيبات يتم التوصل إليها، وليس لذلك اسم إلا التدويل”.
ويرى عبدالوهاب الشرفي في “رأي اليوم” اللندنية أن إيران لا تريد الحرب، حيث “كان هذا واضحا من خلال إعلانها عن رفع مخزونها من اليورانيوم، فقد أردفته بإعلان لاحق أنه يمكن التراجع عن هذه الخطوة إذا وجدت تقدما من الاتحاد الأوربي تجاه الوفاء بالتزاماتهم، لكن إذا لم يتقدم الأوربيون للأمام فإن إيران ستكون أمام تحد هائل بين المضي في تنفيذ توعداتها برفع نسبة التخصيب بكل ما يحمله ذلك من مخاطر عالية… وبين أن لا تنفذ وبذلك تخسر قوة موقفها في التأثير لصالح حصولها على ما تراه حقوقها بشكل مباشر”.
“يوم حاسم”
تقول “الرياض” السعودية في افتتاحيتها إن “يوم الأحد المقبل سيكون يوماً حاسماً في التجاذبات الأمريكية الإيرانية بعد إعلان الرئيس الإيراني حسن روحاني نية بلاده رفع نسبة نقاء تخصيب اليورانيوم في هذا اليوم حال «لم تعمل الأطراف الأخرى بتعهداتها»، في ذات الوقت حذر الرئيس ترمب الرئيس الإيراني من أن «لعبة التهديدات التي تطلقها إيران ستنقلب عليها»، إذاً هو يوم حاسم ستكون فيه قرارات مصيرية خاصة بالنسبة للإيرانيين الذين مازالوا يرفعون من نبرة تهديداتهم باستئناف تخصيب اليورانيوم بدرجة عالية خلافاً للاتفاق النووي مع الأوروبيين حتى بعد انسحاب الولايات المتحدة منه، مما يعني أن العقوبات الاقتصادية على طهران أدت الهدف منها وضيقت الخناق عليها فأصبحت تتصرف بانفعالية دون حسابات لها مساوئها في عالم السياسة”.
وحول مصادرة سفينة شحن إيرانية يشتبه في أنها تحمل نفطا إيرانيا لسوريا قرب سواحل جبل طارق، تقول “البيان” الإماراتية في افتتاحيتها إن الخطوة تُعد “تطوراً لافتاً للأزمة التي تعيشها طهران مع المجتمع الدولي، لا سيما أن هذه الخطوة تعكس، بما لا يدع مجالاً للشك، نفاد صبر الاتحاد الأوروبي تجاه المراوغات الإيرانية فيما يتعلق بالاتفاق النووي”.
وتضيف الصحيفة: “إن هذا الرد الأوروبي الصارم تجاه النظام الإيراني لم يكن وليد اللحظة، بل سبقته محاولات أوروبية مضنية من أجل إقناع طهران بالكفّ عن سياستها المناورة وضرورة الالتزام بالاتفاق النووي، غير أنه يبدو أن هذه المحاولات ذهبت أدراج الرياح وسط التعنت الإيراني الرامي إلى رفع نسبة اليورانيوم المخصب”.
وتختم الصحيفة بالقول: “طالما استمر النظام الإيراني في التعنت واتباع السياسة نفسها، سيغلّظ المجتمع الدولي عقوباته التي- مع الأسف الشديد- يدفع ثمنها الشعب الإيراني وحده”.
[ad_2]
Source link