فيروس كورونا: انتقادات شديدة في الهند لمعلم يوغا يسخر من مرضى كوفيد
[ad_1]
أطلق عدد من الأطباء في الهند حملة انتقادات لاذعة طالت معلم اليوغا، بابا رامديف، ذائع الصيت في البلاد، بسبب تصريحاته المثيرة للجدل ضد الطب الحديث.
وكان رامديف قد قال في تصريحات حديثة، إن عشرات الآلاف قد توفوا جراء كوفيد – 19، بعدما تلقوا علاجات طبية حديثة. كما سخر من المرضى المصابين بالوباء بسبب محاولتهم الحصول على عبوات أوكسجين للتنفّس الصناعي.
وتراجع رامديف عن تصريحاته بعد انتقاد وزير الصحة الهندي له، لكنه كرر انتقاده للطب الحديث، الاثنين، قائلاً إنه لا يوفر علاجات لبعض الأمراض.
يشكل الطب الحديث (أي وسائل المداواة السائدة بالعقاقير والجراحات والعلاجات الاشعاعية)، العمود الفقري للمنظومة الصحية في الهند، ولكن الطب البديل (المداواة بالأعشاب وغيرها من الأساليب التقليدية) يحظى أيضاً بشعبية كبيرة. وأطلق معلمون كثر مثل رامديف علامات تجارية ناجحة، من خلال بيع علاجات ومنتجات عشبية.
ونظراً لرواج العلاجات البديلة، توجد في الهند وزارة مختصة بالطب البديل واليوغا والعلاجات الطبيعية، هدف التوعية حول منظومات العلاج التقليدية.
لكن “الجمعية الطبية الهندية”، وهي الجسم الممثل للأطباء في الهند، انتقدت تعليقات رامديف “غير الحساسة” في خضم الوباء.
وقال أطباء لبي بي سي إن تعليقات المعلم الذي يتبعه الملايين، “غير مسؤولة وتحبط المعنويات”.
كيف بدأ الجدل؟
ظهر بابا رامديف في تسجيل فيديو يسخر من مرضى كوفيد الذين يحاولون الحصول على عبوات أوكسجين، وانتشر على نطاق واسع مطلع الشهر الحالي.
تاريخ التسجيل الدقيق غير واضح، لكن يمكن سماع رامديف متحدثاً عن نقص الأوكسجين في عدد من المدن الهندية خلال أبريل/ نيسان ومايو/ أيار.
ويقول: “أعطانا الله الأوكسجين مجاناً، لماذا لا نتنشقه إذاً؟ كيف يعقل أن يكون هناك نقص مع أن الله ملأ الجو بالأوكسجين؟ المجانين يبحثون عن عبوات أوكسجين. تنشقوا الأوكسجين المجاني. لماذا تشتكون من نقص الأوكسجين والأسرة ومحارق الجثث؟”.
تسبب هذا التصريح بانتقادات حادة من الأطباء وعائلات المرضى الذين طالبوا باعتذار. واتهمه بعض المغردين بأنه لا يظهر أي تعاطف مع مأساة المرضى وعائلاتهم.
بعد أسبوعين من انتشار التسجيل الأول، ظهر تسجيل آخر ينتقد فيه معلم اليوغا الأطباء، ويلومهم على الوفيات الناتجة عن كوفيد.
ودفع ذلك عدداً من الأطباء للتعبير عن غضبهم على تويتر، في حين طالب بعضهم بتوقيف رامديف. ووصف طبيب تصريحات المعلم بأنها “سامة”، فيما كتبت طبيبة إن “رامديف معلم يوغا ممتاز، وعليه أن يلتزم بمجال اختصاصه ويترك الطب لنا”.
ومع تصاعد الجدل، أصدر وزير الصحة الهندي، هارش فاردان، وهو طبيب، تصريحاً، طلب فيه من المعلم رامديف التراجع عن تعليقاته.
وقال الوزير في بيانه: “الطب الحديث والأطباء الذين يمارسونه، منحوا حيوات جديدة للملايين. من المؤسف أن يصدر عنك ما قلته عن أن هناك أناساً توفوا بسبب الأدوية. يجب علينا ألا ننسى أننا لن ننتصر في هذه المعركة إلا بالجهود المشتركة. يخاطر أطباؤنا وممرضونا وباقي الطواقم الطبية بحيواتهم في هذه الحرب، ويقدمون بتفانيهم تجاه الجنس البشري في هذه الأزمة مثالاً يحتذى به”.
في تغريدة نشرها الأحد، تراجع بابا رامديف عن تصريحه المثير للجدل، لكنه في اليوم التالي، وجه رسالة إلى الجمعية الطبية الهندية، سائلاً لماذا لم يجد الطب الحديث علاجاً لأكثر من 25 مرضاً، منها السكري وارتفاع ضغط الدم.
استفزت الرسالة الأطباء من جديد. وقال طبيب الجهاز التنفسي المعروف في البلاد الدكتور أ. فتاح الدين، الذي عالج آلاف مرضى كوفيد، في حديث لبي بي سي، إن تصريحات مماثلة تسبّب ضرراً طويل الأمد.
“خاض العاملون في المجال الطبي، مثلي، لأكثر من عام، ما يشبه الحرب. أنقذنا عشرات آلاف الأرواح. من المؤسف قراءة تصريحات مماثلة، لا بل إنها مهينة ومؤذية”.
وقال فتاح الدين إن الطب الحديث تطور على مر السنوات من خلال الأبحاث والدراسات المستمرة. “نتبع منهجاً يستند على الدليل، وهناك دوماً آلاف الباحثين الذين يعملون للتوصل إلى علاجات. لننظر إلى التقدم في علاجات السرطان. علينا دوماً أن نتطور ونتعلم. من الصعب أن نثق بأي فرع طبي يعطي علاجات مطلقة لكل مرض”.
وأضاف أن التصريحات المماثلة تخلق الشكوك في أذهان الناس، في حين أننا نحتاج اليوم للثقة بالطب واللقاحات في خضم وباء فتاك.
من هو بابا رامديف؟
نال رامديف شهرة واسعة من خلال صفوف اليوغا المتلفزة، وجمع ملايين المتابعين من حول العالم، وحصد الثناء على ترويجه لليوغا ولأسلوب الحياة الصحي.
في عام 2006، شارك في إطلاق علامة باتانجالي أيورفيدا، لبيع العلاجات العشبية، وبعد سنوات قليلة، اتسعت أعماله لتشمل بيع سلع أخرى من الطحين إلى سراويل الجينز والصابون والزيوت والبسكويت، وحتى بول البقر. ويمكن العثور على منتجاته في معظم المتاجر، حتى في أطراف الهند البعيدة. وقد نجح في ترجمة شعبيته إلى امبراطورية مالية.
تزامن نجاحه في مجال الأعمال مع صعود الحزب الهندوسي القومي بهاراتيا جاناتا إلى سدة الحكم عام 2014. وقد أعرب بابا رامديف عن دعمه العلني للحزب ولرئيس الوزراء ناريندرا مودي، وقاد حملات لصالح الحزب.
مزاعم خاطئة عن علاج كوفيد
في يونيو/ حزيران من العام الماضي، أطلقت شركة باتانجالي أيورفيدا تركيبة باسم كورونيل، هي عبارة عن خلطة أعشاب تقليدية تستخدم في الطب الهندي، وزعمت أنها قد تشفي من كوفيد.
لكن الترويج للمنتج بوصفه علاجاً لكوفيد توقف بعدما قالت الحكومة أنها لا تملك بيانات تؤكد نجاعته. لكنها لم تمنع كورونيل، وقالت إن بالإمكان بيعه كـ”محفز للمناعة”.
في فبراير/ شباط الماضي، زعم داعمون للشركة، أن كورونيل اعتمد من قبل “منظمة الصحة العالمية”، ما دفع الأخيرة لإصدار نفي رسمي.
وطالت الانتقادات وزير الصحة الهندي بعد حضوره نشاطاً نظمه بابا رامديف في فبراير، تكرر خلاله الادعاء بأن كورونيل علاج لكوفيد.
وقد عثر على كورونيل في بعض متاجر المملكة المتحدة، ما دفع الهيئة الناظمة للدواء فيها للتأكيد على أنه غير مصرح به.
في عام 2018، أطلق بابا رامديف تطبيق مراسلة، قال انه “المنافس المحلي لواتساب”، لكنه أزيل من متاجر التطبيقات بعد غضب من عيوب حماية فيه.
[ad_2]
Source link