الكسوف والخسوف:ما هما وما أنواعهما التي يمكننا رؤيتها؟
[ad_1]
الخسوف والكسوف ظاهرتان فلكيتان مثيرتان إلى درجة بحيث تسببتا في نمو قطاع سياحي كبير متخصص في تلبية رغبات أولئك الذين يتوقون إلى رؤيتهما.
سيحدث الخسوف المقبل في 26 مايو/ أيار 2021، حيث سيكون هناك خسوف كامل للقمر، يمكن رؤيته في آسيا وأستراليا ومنطقة المحيط الهادئ والأمريكتين.
ولكن هذا ليس إلا نوع واحد من أنواع ظاهرتي الخسوف والكسوف المتعددة.
يقول خوان كارلوس بيمين، المختص بعلم فيزياء الفلك في مركز الاتصالات العلمية التابع للجامعة المستقلة التشيلية، في كتابه الذي صدر مؤخرا “علم الفلك المصوّر”، إنه “عموما، هناك نوعان من هذه الظواهر، خسوف القمر وكسوف الشمس”، ولكنه يستطرد قائلا “ولكن هناك من الناحية التقنية نوع ثالث يتعلق بنجمين”.
وتجدون أدناه وصفا للأنواع الثلاثة وأشكالها المختلفة:
كسوف الشمس
عند دوران القمر حول الأرض، يمر أحيانا بين الشمس وكوكبنا ويحجب بذلك ضوء الشمس عن مناطق في الأرض ويسبب ظاهرة كسوف الشمس.
أي بعبارة أخرى، يلقي القمر بظله على سطح الأرض. ولكن هناك ثلاثة أنواع من الكسوف، تختلف في ما بينها بكيفية حجب القمر لأشعة الشمس وحجم ذلك.
كسوف الشمس الكلّي
تحصل ظاهرة الكسوف الكلّي للشمس عندما تتقاطع الشمس والأرض والقمر بطريقة يحجب فيها القمر أشعة الشمس كليا.
فللحظات قليلة (قد تمتد إلى دقائق في بعض الأحيان) تصبح السماء مظلمة إلى درجة تشبه ظلمة الليل.
وبحسب وكالة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا): “يحصل الكسوف الكلي للشمس في الكرة الأرضية فقط بسبب الصدف السماوية، فالشمس أكثر عرضا بـ 400 مرة من القمر، ولكنها تبعد عن الأرض بمسافة تزيد بـ 400 ضعف عن المسافة التي تفصلنا عن القمر”.
“يعني هذا الوضع الهندسي أنه عندما يكون الاصطفاف دقيقاً وكاملاً، يحجب القمر الشمس كلياً، مما ينتج عنه الكسوف الكلي للشمس”.
يطلق على الخط الذي يوازي ظل القمر على سطح الأرض اسم “المسار الشمولي”، وفي هذا الحيّز الضيق فقط يمكن للفرد أن يشهد ظاهرة الظلام الدامس.
ولكن، وعلى جانبي المسار ولآلاف الكيلومترات، يمكن رؤية الكسوف جزئياً.
وكلما زادت المسافة عن “المسار الشمولي”، صغر جزء الشمس الذي يحجبه القمر.
أما مدة استمرار الظاهرة فتعتمد على “موقع الأرض بالنسبة للشمس، وموقع القمر بالنسبة للأرض، والجزء الذي يتأثر بالظلام على سطح الأرض”، حسب ما يقول بيمين في كتابه.
ويضيف العالم التشيلي قائلا: “يمكن من الناحية النظرية أن يدوم أطول كسوف 7 دقائق و32 ثانية”.
أما بالنسبة لتواتر وقوع ظاهرة الكسوف، فليست الظاهرة نادرة الوقوع كما يعتقد كثيرون، إذ تحصل مرة كل 18 شهراً تقريباً.
ولكن من النادر جدا أن تشاهد الظاهرة في نفس المكان في الأرض، وهو أمر لا يتكرر إلا كل 375 سنة في المتوسط.
سيقع كسوف كلي للشمس هذا العام في الرابع من ديسمبر/ كانون الأول، ولكن علينا التوجه إلى القارة القطبية الجنوبية إذا رغبنا في رؤيته بشكل كامل.
الكسوف الحَلَقي
عندما يكون القمر أبعد عن الأرض ويبدو للناظر “أصغر حجما”، فإنه لا يغطي سطح الشمس كليا.
ولذا يبقى جزء من الشمس، يشبه الحلقة، باديا للعيان حول القمر، وهي ظاهرة تسمى “الكسوف الحَلَقي للشمس”.
وكما في ظاهرة الكسوف الكلي، يتشكل في هذه الحالة “مسار حَلَقي” يمكن رؤية الكسوف فيه على شكل حلقة.
وكما في حالة الكسوف الكلي أيضا، يكون هناك منطقة يمكن رؤية الظاهرة فيها بشكل جزئي على كل جوانب “المسار الحلَقي”.
في العاشر من يونيو/ حزيران 2021، سيكون من الممكن رؤية الكسوف الحَلَقي في المناطق الشمالية القصوى من الكرة الأرضية، حيث ستشهد أجزاء من كندا وغرينلاند وروسيا الظاهرة بشكل كلّي، ولكن أجزاء واسعة من أوروبا وآسيا الوسطى والصين ستشهدها بشكل جزئي.
وبحسب ما تقول وكالة ناسا الأمريكية، فإن هذه الكسوفات تستمر لفترات أطول، إذ يمكن في بعض الحالات رؤية حلقة الشمس لأكثر من عشر دقائق، ولكن في العموم لا تستمر لأكثر من خمس أو ست دقائق.
الكسوف الهجين
يقول العالم التشيلي بيمين إن الكسوف الهجين عبارة عن ظاهرة تحصل “عندما يكون القمر على مسافة يتمكن فيها من حجب الشمس كليا، ولكن، وعندما يواصل مساره، يبتعد بشكل قليل عن الأرض ويتوقف عن حجب الشمس ويتحول الكسوف حينذاك إلى كسوف حَلَقي”.
ويستطر قائلا “ويمكن أيضا أن يبدأ ككسوف حَلَقي، ولكن باقتراب القمر من الأرض بمسافة قليلة يتحول إلى كسوف كلي”.
الكسوفات الهجينة نادرة الحدوث (إذ لا تشكل إلا نحو 4 في المئة من كسوفات الشمس) بحسب معهد الفيزياء الفلكية في جزر الكناري.
وتشير معلومات ناسا إلى أن آخر كسوف هجين حدث في عام 2013، وأن علينا الانتظار حتى 20 أبريل/ نيسان 2023 لرؤية الكسوف الهجين المقبل، الذي سيكون قابلا للرؤية في إندونيسيا وأستراليا وبابوا غينيا الجديدة.
خسوف القمر
تقع ظاهرة خسوف القمر عندما تحجب الأرض ضوء الشمس عن تابعها، أي بعبارة أخرى، ما نشاهده خلال الخسوف هو ظل الأرض على سطح القمر.
وكما هو مذكور في دليل معهد الفيزياء الفلكية في جزر الكناري، فإن “رؤية كسوفات الشمس تعتمد على الموقع الجغرافي للناظر. أما في خسوفات القمر، فالعكس هو الصحيح، إذ يمكن رؤية الظاهرة من أي موقع على سطح الأرض يكون القمر فيه فوق الأفق وقت حصول الخسوف”.
كما يذكر الدليل أن “على عكس كسوفات الشمس، التي يعتمد فيها جدول رؤية مراحل الكسوف على الموقع الجغرافي للناظر، في حالة خسوف القمر لا تعتمد القدرة على رؤيته على موقع الناظر”.
وكما هو الحال في كسوف الشمس، هناك أيضا ثلاثة أنواع لخسوف القمر
خسوف القمر الكلّي
تقول وكالة ناسا الأمريكية إن الشمس والقمر يكونان على طرفي نقيض من الأرض بشكل كامل عند حدوث خسوف القمر الكلّي.
وتضيف الوكالة أنه “بالرغم من أن القمر يقع في ظل الأرض، يصل قدر من أشعة الشمس إلى القمر”.
وتمر أشعة الشمس هذه من خلال الغلاف الجوي لكوكب الأرض، الذي يقوم بإزالة معظم المكوّن الأزرق منها، ولذلك يبدو القمر أحمر اللون خلال هذه الظاهرة ويطلق عليه أحيانا اسم “القمر الدموي”.
وبحسب معهد الفيزياء الفلكية في جزر الكناري “لأن قطر كوكبنا يبلغ أربعة أضعاف قطر القمر، يكون ظله أكبر بكثير، ولذلك يمكن لخسوف القمر أن يستمر لـ 104 دقائق في الحالات القصوى”.
وهذا بالضبط ما سنشهده في الـ 26 من مايو/ أيار 2021.
وإذا كنتم من الموجودين في غربي أمريكا الجنوبية أو جنوب شرقي آسيا أوأستراليا أو بعض من الأجزاء الغربية من الولايات المتحدة، وكنتم من سعداء الحظ من الذين يتمتعون بسماء صافية، ستتمكنون من رؤية “قمر الزهور الدموي العملاق” هذا في وضع خسوف كامل لمدة 14 دقيقة تقريبا.
خسوف القمر الجزئي
كما يشير إليه اسمه، يحصل الخسوف الجزئي عندما يدخل جزء من القمر فقط في ظل الأرض.
واعتمادا على درجة الخسوف، قد يظهر ظل أحمر غامق اللون – أو رصاصي في بعض الأحيان – على الجزء المظلم من سطح القمر.
سبب هذا هو الفرق بين الجزء الذي يقع في الظل والأجزاء المجاورة البراقة التي لا تتأثر بظل الأرض.
وبحسب وكالة ناسا، فإنه بالرغم من أن خسوف القمر الكلّي يعدّ ظاهرة نادرة، تحدث خسوفات جزئية مرتين في السنة على الأقل.
ومن المتوقع أن يحصل الخسوف الجزئي المقبل في 18 نوفمبر/ تشرين الثاني، ويمكن رؤيته في الأمريكتين وأستراليا وأجزاء من أوروبا وآسيا.
شبه الخسوف
تحصل هذه الظاهرة عندما يمر القمر في شبه ظل الأرض – أي عندما تلقي عليه الأرض ظلا أقل وضوحا بكثير.
ولذلك، يكون الخسوف في هذه الحالات من الضعف بحيث تصعب ملاحظته من قبل العين البشرية وتعتمد على حجم الجزء الذي يدخل في منطقة شبه الظل، إذ كلما صغر حجمها ازدادت صعوبة رؤية الخسوف.
ولهذا السبب، لا تذكر حالات الخسوف هذه في التقويمات إلا العلمية منها.
الخسوفات النجمية
لا تقتصر ظاهرة الاحتجاب على القمر والشمس فحسب، بل قد تشمل بعض النجوم البعيدة أيضا.
ويقول بيمين في كتابه، المتوفر مجانا من خلال الانترنت، إن “50 في المئة من النجوم تقع في مجموعات تتكون من نجمين أو أكثر، وبما أن مجرّتنا تحتوي على أعداد هائلة من النجوم، تدور بعض من هذه النجوم الثنائية (أي النظام النجمي الذي يتكون من نجمين يدوران حول مركز مادّي مشترك) في محاور محاذية بشكل دقيق بحيث يمر أحدهما أمام الآخر أثناء دورانهما ويحجبه عن أعين الناظرين”.
“نطلق على هذه النجوم اسم النجوم الثنائية المحتجبة”.
[ad_2]
Source link