تعرف على تطبيق الهاتف الذي يتيح لك التحكم بحياة شخص آخر مقابل مبلغ مالي
[ad_1]
- ويل سميل
- مراسل شؤون التجارة والأعمال، بي بي سي
ما رأيك في فكرة دفع مبلغ مالي مقابل التحكم في مختلف جوانب حياة شخص آخر؟ دُشن تطبيق جديد يتيح لك الفرصة لتحقيق ذلك.
عندما كان الكاتب براندون وونغ، البالغ من العمر 24 عاما، حائرا في اختيار الطعام الذي يطلبه من مطاعم الوجبات الجاهزة في إحدى الأمسيات، طلب من متابعيه على تطبيق “نيونيو” للتواصل الاجتماعي أن يختاروا نيابة عنه. ودفع كل من شارك في التصويت على معضلة العشاء خمسة دولارات، واستقر رأي أغلبية المصوتين على الطعام الكوري، واشتراه وونغ نزولا عند رغبتهم.
ويقول وونغ، الذي يعيش في مدينة إدمونتون في كندا: “كنت متحيرا بين الطعام الكوري والصيني، وساعدني التطبيق في اتخاذ القرار. وقد استخدمت تطبيق نيونيو لاستطلاع آراء المتابعين حيال الملابس التي أرتديها في ذلك اليوم، والكثير من الأمور الشخصية الأخرى”.
وقد انضم وونغ إلى التطبيق منذ مارس/آذار الماضي، ويقول: “أنشر مقاطع فيديو لاستطلاع آراء المتابعين على موقع نيونيو ثلاث أو أربع مرات أسبوعيا، وحصلت حتى الآن على إجمالي 1700 صوت”.
وابتكرت تطبيق “نيونيو” رائدة الأعمال كورتن سميث من لوس أنجليس. ويصف التطبيق، الذي دُشن مؤخرا ولا يزال قيد التجربة والتطوير، نفسه بأنه “سوق أسهم بشري يتيح لك شراء أسهم في حياة أناس حقيقيين، للتحكم في قراراتهم ومراقبة النتائج”.
وبينما قد تبدو هذه الفكرة مقلقة للكثيرين، فإنها في الحقيقية لا تنطوي على مخاطر تدعو للخوف. فالفئة المستهدفة هي ما يطلق عليها التطبيق “المبدعين”، من كتّاب ورسامين وموسيقيين ومصممي أزياء ومدونين، وما إلى ذلك.
إذ يهدف التطبيق إلى إقامة جسور للتواصل بين المبدعين وبين متابعيهم ومعجبيهم أكثر قربا بمراحل، مقارنة بخدمات التواصل الاجتماعي الأخرى، والأهم من ذلك، جني أرباح من الروابط بين المبدعين والمعجبين.
فعندما ينشئ أحد المبدعين حسابا على تطبيق “نيونيو” ويستقطب متابعين، يشجع التطبيق هذا المبدع على نشر مقطع فيديو يطلب فيه من المتابعين التصويت على مختلف جوانب عمله وحياته الشخصية.
وطلب وونغ، الذي يكتب قصصا خيالية على موقع وتطبيق “واتباد”، من المتابعين على موقع “نيونيو” التصويت لمساعدته في اختيار النوع الأدبي للنص القادم، وأسماء الشخصيات وحتى تطور أحداث القصة.
وبمجرد تصويت المتابع على مقطع الفيديو، يحصل المبدع على المال مخصوما منه عمولة تطبيق “نيونيو” غير المعلنة.
ويطرح المبدع سؤالا ويضع إجابتين، ويصوت المتابعون ويدفعون مقابل التصويت، لعدد غير محدود من المرات. ولا يسترد المتابع المال الذي دفعه، مهما اختلفت نتائج التصويت.
وبإمكان المتابعين أيضا دفع مبلغ إضافي، يبدأ من 20 دولار، مقابل إضافة طلب خاص للمبدع على التطبيق، مثل تسمية شخصية في الكتاب الذي يؤلفه على اسمهم. وللمبدع الحق في رفض هذه الطلبات أو “العروض”، وفي هذه الحالة، لا يكون المتابع ملزما بدفع المبلغ.
صحيح أن ثمة تطبيقات مثل “ويشبون” تطلب من الجمهور التصويت على بعض الأمور، لكن تطبيق “نيونيو” يقول إنه يتيح للجمهور فرصة فريدة للتصويت على جوانب عمل شخص أو حياته الشخصية نظير مبلغ مالي.
لكن هل من الممكن أن يجد تطبيق “نيونيو”، الذي دُشن منذ شهرين فقط ولا يتجاوز عدد المبدعين المشاركين فيه 100 مبدع، قبولا جماهيريا واسعا؟
يقول مات نافارا، الخبير في مواقع التواصل الاجتماعي، إنه ليس متأكدا من ذلك، ويضيف: “يبدو تطبيق نيونيو كأنه تطبيق وليد أفرزه اندماج تطبيق “تيك توك” مع برنامج تليفزيون الواقع “بيغ براذر” (الأخ الأكبر)، ويحظى كلاهما بشهرة غير مسبوقة”.
لكن نافارا يرى أن هذا التطبيق يبدو براقا إلى حد ما، ويقول: “أتساءل إن كان بريقه الأخاذ سيخبو سريعا. لكن إذا كان اختيار ملابس شخص غريب سيثير اهتمام الشباب من أبناء الجيل زد (ما بعد جيل الألفية)، فربما يلقى هذا التطبيق رواجا واسعا”.
ووضعت سميث، المديرة التنفيذية لتطبيق “نيونيو” والتي شاركت في تأسيسه، أهدافا طموحة للتطبيق، ويدعمها نخبة من كبار المستثمرين، مثل بيتر ثييل، الملياردير الذي شارك في تأسيس منصة “بايبال”، وأول مستثمر خارجي في موقع “فيسبوك”. ويملك آخرون حصصا في المشروع، منهم “أندريسن هورويتز”، أحد أكبر صناديق الاستثمار في قطاع التكنولوجيا، والممثل الأمريكي ويل سميث (لا يمت لكورتن سميث بصلة قرابة). وتقدم له شركة “سنابشات” الدعم التقني.
وتقول سميث: “إن تطبيق نيونيو يوفر ميزتين للمستخدم. ففي مقابل خمسة دولارات فقط ستحصل على متعة ومكافأة. فعلى سبيل المثال، عندما تعرف أن صوتك أثر على فنانك المفضل، وجعله يختار اللونين الأزرق والوردي في لوحته، ستشعر بسعادة بالغة. ومن ناحية أخرى، سيساعد التطبيق المبدع في بناء روابط وثيقة مع مجموعة من الناس ينسجمون معه ويتفقون مع قراراته، وسيصبحون من أشد المعجبين بك والمتحمسين لفنك”.
وتضيف: “عندما تشرع في بيع ذلك الكتاب أو العمل الفني، سيساعدك هؤلاء المتابعون في الترويج له، لأنهم فعليا قد ساعدوا في إنجازه بطريقتهم الخاصة”.
وبينما يتساءل الكثيرون عن جدوى تصويت متابعين على جوانب الحياة اليومية لأحد المبدعين، فإن سميث تقول إن التطبيق سيوطد الروابط بين المبدع والمعجبين. وتقول: “كلما كانت الأمور التي يستفسر عنها المبدع أكثر بساطة واعتيادية، زاد اهتمام المتابعين، لأنهم يشعرون بأنهم يمرون بنفس التجارب في حياتهم اليومية”.
وتعكف سميث على تطوير تطبيق “نيونيو” منذ عامين. واستلهمت فكرته من تطبيق طورته سابقا يسمى “سبرايز”، كان يطلب من الجمهور التصويت على الجوائز التي يقدمها التطبيق للمتنافسين في ألعاب الفيديو.
وقبل أن تخوض غمار ريادة الأعمال، عملت سميث لدى المغني الكندي دريك لأكثر من عشر سنوات، إذ كانت مساعدته الخاصة في البداية، ثم أصبحت ضمن فريق مديري أعماله. وكانت سميث صديقة شخصية لدريك، وتقول إنه يتابع أخبار تطبيق “نيونيو” أولا بأول.
ويقول ستيوارت داف، أخصائي نفسي في مجال التجارة والأعمال وأحد المشاركين في مؤسسة “بيم كاندولا” بالمملكة المتحدة، إن تطبيق نيونيو يبدو مبهجا وقد يساعد في إقامة روابط خاصة بين المبدعين ومتابعيهم. لكنه يضيف أن هذه الروابط قد تصبح في حالات نادرة، غير صحية.
ويقول داف: “سرعان ما سيحاول المبدع بشتى السبل طرح أسئلة لافتة لحث متابعيه على التصويت، وقد يجبره ذلك على ممارسة سلوكيات مدمرة للذات أو مهينة”.
لكن المتحدثة باسم “نيونيو” تقول إن الشركة “لها الحق في حظر أي شخص أو حذفه تماما وحذف محتواه إذا كان يخالف المبادئ التوجيهية للتطبيق”.
وتضيف: “المحافظة على سلامة جميع الناس في المنصة في قمة أولوياتنا. وتراجع الشركة المحتوى الذي ينشره المشاركون داخليا، ومن خلال الذكاء الاصطناعي، بحثا عن أي محتوى غير لائق”.
ويتابع أندريه باتريك، البالغ من العمر 34 عاما ويقيم في تورنتو، بعض المبدعين على تطبيق “نيونيو”، ويقول إنه انضم إلى التطبيق في البداية ليتواصل مع صانع محتوى شهير عبر الإنترنت كان يحب مشاهدته.
ويقول باتريك: “إن تطبيق نيونيو يوفر طرقا مبتكرة وجديدة تجعلك تشعر أنك أكثر قربا من شخص ما، ويكشف عن جانب مختلف للشخصيات لا يراه الناس عادة”.
إذا، هل من الممكن أن يحدث تطبيق “نيونيو” ضجة في أوساط التواصل الاجتماعي؟ وهل سيصوت الآلاف أو الملايين منا على الطعام الذي سيتناوله الروائي أو الموسيقار الذي نفضله على العشاء؟
سيكون القرار لك في النهاية.
[ad_2]
Source link