الخسائر تلحق بـ نسل الأغراب والسقا | جريدة الأنباء

القاهرة ـ محمد صلاح

لم يكن اكثر المتشائمين يعتقد ان مسلسل نسل الاغراب الذي تكلف ما يقرب من 130 مليون جنيه وتم جذب كل عناصر النجاح الساحق له ان يتحول الى مقبرة للعديد من الفنانين والمسؤولين عنه وبدلا من ان يزيد رصيدهم الفني ويضاف لكل منهم رصيد كبير.. خرج الجميع من المسلسل محملين بخسائر كبيرة وهزيمة نكراء سواء جماهيريا او فنيا.. «الأنباء» تكشف كيف تسبب «نسل الاغراب» في الحاق الضرر بكل من عمل به سواء ابطال العمال من الفنانين او المخرج المؤلف او باقي اطراف المنظومة.

مع اقتراب المسلسل من الوصول لمحطته الاخيرة في العرض نال كما من الانتقادات لم يلقها مسلسل من قبل بسبب كم العنف اللامعقول الذي شهدته الاحداث والقتل السهل المريح لمعظم شخصيات المسلسل ولم يتبق سوى زوجة المخرج المؤلف.. وغيرها من الانتقادات التي تحولت الى سيل من السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي.. ومحاولة المخرج استنساخ مشهد النهاية من الفيلم العظيم «شيء من الخوف» حين قادت القديرة شادية القرية للثورة ضد ظلم عتريس.. ولكن في نسل الاغراب استغاثت مي بأهل القرية الذين لم يتواجدوا طوال المسلسل وانقادوا بسذاجة ليحملوا نفس مشاعل شيء من الخوف.

وبعد يوم واحد من انتهاء عرض مسلسل «نسل الأغراب» للنجمين أحمد السقا وأمير كرارة أعلنت الشركة المنتجة للعمل الذي أثار ضجة في شهر رمضان 2021 بسبب الدور الكبير لزوجة المخرج الممثلة المصرية مي عمر على حساب النجوم المشاركين عن وقف التعامل مع المخرج وكاتب السيناريو المصري محمد سامي.

علمت «الأنباء» من مصادر مقربة من المتحدة للخدمات الإعلامية الشركة المنتجة ان اهم اسباب صدور القرار بوقف التعاون مع سامي عدم التزامه بالسيناريو المتفق عليه مع الشركة المنتجة وعدم تسليم الحلقات المتبقية في موعدها.. وكذلك قيامه بمنح زوجته مي عمر مساحة تمثيلية أكبر من الدور المتفق عليه وإضافة مشاهد دون مبرر درامي على حساب العمل.. ودخوله في العديد من الأزمات والمشاكل مع أبطال العمل أثناء التصوير لرفض ما جرى داخل كواليس العمل.. وربما يكون اهم اسباب قرار عدم التعامل مع سامي هو أن ميزانية العمل تجاوزت وبشكل مبالغ فيه عن المتفق عليه.

الغريب ان مي التي اصبحت قاسم مشترك في معظم اعمال زوجها تحولت لصاحبة اسلوب شرس تنتقد وتهاجم زميلاتها بشراسة مما جعلها تخسر كثيرا من زميلاتها دون مبرر كاف وهو نفس اسلوب سامي الذي كثيرا ما يفتح النار على بعض الفنانات، وحدث ذلك مع غادة عبدالرازق وياسمين صبري ونسرين امين، واخيرا صنع ازمة مع الفنانة انغام بعد ان اتفق معها ان تغني تتر المسلسل ورباعيات داخل العمل ولكنه عاد وأكد انها لا تصلح لغناء اللون الصعيدي الذي يريده.

وعن اداء وشخصيات الفنانين ابطال العمل حدث ولا حرج.. ملابس واكسسوارات ومكياج وأداء مبالغ فيه بشكل مستفز.. ورغم ان المخرج والمؤلف وشركة الانتاج غامروا بتوفير اهم عناصر لجذب اعلى نسب من المشاهدة بتواجد ثنائي الاكشن واصحاب الرصيد الوفير من الجماهير حب الناس (احمد السقا وامير كرارة) ولكن ظهر السقا برأسه (الصلعاء) تماما وجزء من أسنانه مغطى بالفضة.. وجلبابه الواسع والخواتم واكسسوارات لافتة للنظر.. ومعه كرارة بينما أطلق شعر لحيته الكثيف وجلباب شبه ثابت والعصا التي ترهب الجميع.. وبدلا من المبارزة والمنافسة بينهما في الاداء والتعبير والابداع.. فوجئ المشاهد بمباراة في الصراخ بأصوات عالية جدا ونظرات عيون كلها شر حتى في ابسط مشاهد الحب..

ورغم ان المؤلف المخرج وفر كل عناصر انفراد زوجته مي عمر بالعمل وزاد من مشاهدها ولكنه لم يهتم بملاحظة انها زوجة صعيدية وليست عارضة ازياء وسيدة اعمال، فملابسها ومكياجها واظافرها الملونة وتسريحة شعرها المستمرة حتى وهي مستيقظة من النوم لا تتناسب مع امرأة صعيدية.. وعن ابنيها (احمد داش واحمد مالك) حدث ولا حرج عن الكوميديا وليس الاكشن، فلا الملامح ولا الاداء ولا الصوت غير المفهوم والعصبية بدلا من الشجن والحزن تجعلهما مقنعين ويصدقهما المشاهد.. وكانت فرصة سانحة لرواد السوشيال ميديا لعمل كوميكسات ساخرة مما قدماه بالعمل.

اما الفنانة نجلاء بدر فقد احتكرت شخصية الراقصة الغجرية في العديد من الاعمال الدرامية رغم عدم اجادتها للرقص ولا تجد حوارها مصحوبا بتعبير يؤكده او حتى لحظات التعبير بالوجه والعين فالملامح صلبة.. اما ادوار فلم يقدم جديدا فهو الشخصية الضعيفة السلبية التي تتواجد في الاحداث دون تأثير ايجابي او حتى سلبي واداؤه الفني اصبح ثابتا لا يتغير من عمل لآخر.. وتفوق المطرب دياب في اداء شخصية الضابط علي صاحب المشاعر المتناقضة.

المسلسل حمل ابهار الصورة والديكور والانتاج السخي والمجاميع الكبيرة جدا واماكن تصوير فخمة جدا.