اليوم العالمي للتمريض: كيف نجا طاقم الرعاية الصحية من الوباء؟
[ad_1]
- صوفيا بِتتيزا
- بي بي سي – الخدمة العالمية
كان لمهنة التمريض دور أساسي في مكافحة وباء كوفيد 19 في جميع أنحاء العالم، لكن العاملين في هذه المهنة، كانوا في الوقت نفسه، الأكثر تضررا في أزمة الوباء على المستويين الجسدي والنفسي.
وبمناسبة اليوم العالمي للتمريض، تحدثت بي بي سي مع عدد من العاملين في مجال الرعاية الصحية في إيطاليا الذين تعاملوا مع الوباء منذ بداية تفشيه في العام الماضي، عن كيفية تمكنهم من إيجاد حلول ساعدتهم على التأقلم مع ضغط الوباء وآثار الصدمة التي عاشوها خلال أزمة تفشيه.
“نحمل في ذاكرتنا وأعماقنا كل ما رأيناه”
يقول باولو ميراندا، وهو ممرض في قسم العناية الفائقة في كريمونا قرر في العام الماضي توثيق الوضع المأساوي داخل وحدته من خلال التقاط الصور: “لم أتصور قط أنني سأستعيد حياتي مجدداً”.
وأظهرت الصور التي التقطها الممرض، كيفية تعامل زملائه مع الموجة الأولى من تفشي الفيروس في البلاد- حيث أصبح الوباء أشبه بـ”وضع طبيعي جديد” تعود الناس عليه وتوقفوا عن تمجيدهم كأبطال.
وقال لبي بي سي وقتها: “لا أريد أن أنسى ما حدث لنا، وسيذكره التاريخ قريباً”.
وأضاف: “على الرغم من انخفاض مستوى حالة الطوارئ تدريجيا، إلا أننا نشعر بأننا محاطون بعتمة قاتمة…يبدو الأمر كما لو أننا مفعمون بالجراح؛ نحمل كل ما رأيناه في أعماقنا”.
وأكبر تغيير حدث لباولو منذ ذلك الحين هو أنه أصبح أباً.
“لقد أطلقنا على ابنتنا اسم فيتوريا، ويعني النصر، لقد منحَنا جلب روح جديدة إلى هذه الحياة في ظل وضع كارثي كهذا، الكثير من الأمل”.
ويضيف باولو، الذي يعاني من اضطراب ما بعد الصدمة من أحداث العام الماضي، إن العديد من زملائه أيضاً قرروا إنجاب أطفال في تحدٍ لكل المعاناة وحالات الوفاة التي كان عليهم تحملها.
“ابنتي تساعدني كثيراً في تحمل الإرهاق، عندما أعود إلى البيت وأنظر إليها فترد عليّ بابتسامة”.
“لقد كان انتصارا بالنسبة لي”
في فبراير/شباط 2020 ، أصبحت إيطاليا بؤرة الوباء على مستوى العالم ومثالاً لما يحدث عندما ينهار نظام الرعاية الصحية في واحد من أغنى أجزاء العالم.
في ذلك الوقت، قالت مارتينا بينيديتي، وهي ممرضة في قسم العناية الفائقة في توسكانا، لبي بي سي إنها لم تعد متأكدة من رغبتها في أن تبقى ممرضة بعد الآن.
لقد غيرت موقفها منذ ذلك الحين، وهي تصف وظيفتها بأنها “رائعة”، لكنها تحذر من أنها قد لا تناسب الجميع. “أشعر وكأنني كنت بعمر 10 سنوات. حيث اعتدت أن أكون خالية البال و لا أبالية. لكن هذه الشخصية اختفت الآن”.
لقد ساعدتها الكتابة على التأقلم مع الوضع. كانت بعد مناوبتها الطويلة في المستشفى، عند عودتها إلى المنزل وقبل أن تخلد إلى النوم، تُدون مشاعرها، وتأمل الآن أن تحول ما دونته إلى كتاب الكتروني.
تقول مارتينا إنه كان من الصعب بشكل خاص التعامل مع المرضى الذين ينكرون وجود مرض كوفيد-وقد انتهى الأمر ببعضهم في وحدة العناية الفائقة التي كانت تعمل فيها.
“كان علي أن أعالج الأشخاص الذين كانوا يحرضون الآخرين عبر وسائل التواصل الاجتماعي على عدم ارتداء الكمامات ويطلقون صفة الكاذبات على الممرضات”.
بيد أن مارتينا تقول إنها استطاعت تغيير رأيهم في بعض الأحيان.
وتضيف: “بعد أن خرج أحد المُنكرين لوجود مرض كوفيد من المستشفى، كتب في صفحته على فيسبوك رايا معاكسا لما كان يعتقده بالضبط. لقد كان ذلك بالنسبة لي انتصاراً”.
“اكتشفت قوة لم أكن أعرف أنني أمتلكها”
وجدت دراسة أجراها مركز أبحاث ” EngageMinds HUB “على الممرضين/الممرضات في إيطاليا، أن أولئك الذين تفاعلوا مع مرضاهم أظهروا مستويات أقل من اضطراب ما بعد الصدمة والإرهاق.
وتقول الدكتورة سيرينا بوريلو، المشاركة في كتابة الدراسة: “غالباً ما يُنظر إلى المرضى وأقاربهم على أنهم عبء يؤدي إلى إبطاء الاستجابة لحالات الطوارئ. لكن تخصيص بعض الوقت لشرح الأشياء لهم ومشاركتهم المسؤوليات بأفراحها وأتراحها، يعني إضافة مورد بشري آخر إلى فريقك، وهذا من شأنه أن يسهل المهمة في نهاية المطاف”.
ووجدت الدراسة أيضاً أن 90 في المئة من المشاركين في الدراسة لم يفكروا قط في ترك وظائفهم أو طلب نقلهم خلال تفشي الوباء، بل راودهم إحساس كبير بالفخر، وهو شعور رددت صداه طبيبة دار الرعاية إليسا نانينو.
تقول نانينو: “لقد أثبت لي الوباء أنني في الوظيفة المناسبة، اكتشفت قوة بداخلي لم أكن أعرف أنني أمتلكها. رأيت الناس وهم يموتون وبكيت عليهم، لكنني أنقذت حياة آخرين أيضاً، إنه شيء لا يقدر بثمن”.
تقول إليسا إنها عندما كانت تعود إلى المنزل من العمل ولا تستطع الاسترخاء، كان الطهي يساعدها في تجاوز ذلك، كانت تعد كميات من حلوى التيراميسو وتأخذها معها لمشاركتها مع زملائها في المستشفى.
وأكبر نصيحة تقدمها للعاملين في مجال الرعاية الصحية هي عدم الشعور بالذنب تجاه أولئك الذين لم يتمكنوا من إنقاذ حياتهم.
“ببساطة، من المستحيل إنقاذ جميع المرضى الذين يأتون إلينا أثناء الجائحة. كل ما بوسعك فعله هو بذل قصارى جهدك، ولكن لا تعد إلى منزلك وأنت تتألم بسبب ذلك”.
بالنسبة لمارتينا، كان من الصعب التحدث إلى الأصدقاء والعائلة لأنهم لم يفهموا ما كانت تمر به بالضبط. وقالت إن زملاءها هم من ساعدوها على الاستمرار.
وتقول: “أفضل نصيحة أقدمها للممرضات/ للمرضين الذين يتعاملون مع أزمة حرجة هي العمل معاً كفريق”.
وتضيف: “عندما تنهار، فإن محاولة إخفاء ذلك تكون مجرد مضيعة للوقت. لن تصل إلى أي جدوى بمفردك؛ تحدث إلى زملائك، فربما يمرون بنفس الظرف أيضاً”.
“راحة البال”
وينتاب الطبيبة باريلو شعوراً بالقلق من أن يعاني الأطباء والممرضون من اضطراب ما بعد الصدمة نتيجة الوباء، والذي قد تظهر آثاره على شخص ما بعد أشهر أو حتى بعد سنوات.
“في نهاية المطاف، عندما يتسنى لك الوقت للتفكير في ما حدث، ويمضي المجتمع في طريقه قدماً للخروج من الأزمة، قد ينهار كل شيء وتشعر بمزيد من الإرهاق والاضطراب العاطفي (في أعراض اضطراب ما بعد الصدمة)”.
وتقول يجب أن تبادر المستشفيات وتقدم للموظفين الدعم النفسي الذي يحتاجونه ودفعهم للاعتناء بأنفسهم بما في ذلك تشجيعهم على العودة إلى حياتهم الخاصة التي اختفت تماماً على مدار العام ونصف العام الماضيين.
ويُمكن أن يشمل ذلك استئناف ممارسة الهوايات التي هجروها خلال الأزمة، وقضاء وقت مع العائلة وممارسة الرياضة وخاصة في الهواء الطلق.
ومارتينا، تنوي فعل ذلك بالضبط، إذ تقول: “أخطط لرحلة في الجبال مع زوجي في مكان ما منعزل في وسط الطبيعة، حيث يمكنني أخيراً أن أحظى براحة البال مجدداً”.
[ad_2]
Source link