ثلاثة مؤشرات تعني أنك تعاني من “الاحتراق النفسي” في ظل تفشي الوباء
[ad_1]
- كيت مورغان
- بي بي سي
دفع تفشي وباء كورونا الكثيرين منّا إلى حافة الانهيار. لكن على الرغم من أننا بالفعل منهكون، وأن كواهلنا مثقلة بالأعباء، فإن بعض الخبراء يقولون إننا لسنا مُستنزفين بدنيا وذهنيا، بالقدر الذي قد نتصوره.
في الكثير من المرات، قلت لنفسي ولأصدقائي وزملائي، إنني أعاني من الإرهاق والإنهاك الشديديْن. فلكي تكسب قوتك عبر العمل كصحفي مستقل مثلي، ينبغي عليك أن تعمل في غالبية الأحيان، لساعات أطول، وأن تؤدي أنشطة ومهام مختلفة في وقت واحد. وفي كل عام، ينتابني شعور في بعض الأحيان – وإن كانت قليلة – بأن ينبوع الأفكار الجديدة والمبتكرة لديّ قد جف، وأنني بحاجة لقدر من الراحة والتقاط الأنفاس.
وظللت لفترة طويلة اعتبر الشعور بهذه الحالة، بمثابة معاناة من النضوب الكامل لطاقتي الذهنية والبدنية بعد فترة من العمل الشاق، وهو ما يُطلق عليه علميا اسم “الاحتراق النفسي”. لكن تبين لي أنني كنت مخطئة في هذا التوصيف.
على كل حال، ننزع جميعا إلى اعتبار أن المرور بهذه الحالة من الإعياء الشديد بدنيا وذهنيا، أمر غير ملموس، ليس بمقدورنا تحديده أو تعريفه، وأننا لا نعرفه إلا عندما نحس به. وفي الوقت الحاضر، يزيد عدد من يَخْبرون هذا الإحساس، أكثر من أي وقت مضى. ففي هذه المرحلة من مراحل وباء كورونا، وبعد أكثر من عام كامل أمضيناه ونحن نحاول جاهدين التعامل مع التحديات المترتبة عليه، بات الشعور العام السائد بيننا، يتمثل في أننا جميعا فقدنا طاقاتنا البدنية والذهنية بشكل مفاجئ.
غير أن ذلك لا ينفي أن لـ “الاحتراق النفسي” تعريفا علميا، ومعايير يمكننا قياسه على أساسها. وبناء على هذا المعايير، سيتضح للكثيرين، ممن يعتقدون أنهم يعانون من هذه الحالة – وأنا من بينهم – أن الأمر ليس كذلك على الإطلاق. لكن ذلك لا يعني أننا لسنا عرضة لخطر المعاناة من هذه المشكلة، وهو ما يشير إلى أن فهمنا لكيفية قياس “الاحتراق النفسي” بدقة، يمكن أن يساعد الأشخاص والمؤسسات، على تعديل المسار، قبل أن يفوت الأوان.
مظاهر “الاحتراق النفسي”
في عام 1981، بلورت كريستينا ماسلاش، أستاذة علم النفس في جامعة كاليفورنيا في بركلي، مقياسا أُطلق عليه اسمها، لتحديد المظاهر التي تشير إلى وجود حالة الإنهاك هذه، وقياس حجمها كذلك. وتقول ماسلاش في هذا الشأن، إن التحدي الذي يواجه الخبراء فيما يتعلق بالحديث عن “الاحتراق النفسي”، هو أنهم يستخدمون هذا المصطلح، للإشارة في حقيقة الأمر إلى “أشياء مختلفة. فهو مصطلح جذاب، لذا يطبقه الناس وهم يتحدثون عن مختلف الأمور. ومن هنا يتعين علينا التساؤل عما إذا كنا نستخدم اللغة (العلمية) نفسها على هذا الصعيد أم لا”.
ويستهدف الأسلوب العلمي الذي ابتكرته هذه الباحثة، والمعروف بـ “مقياس ماسلاش للاحتراق النفسي” تبديد الغموض الذي يكتنف هذا الموضوع، عبر تقييم الإحساس بتلك الحالة، من خلال التحقق من وجود ثلاث سمات لدى من يشكون منها. أولاها، هل يعاني المرء من الإنهاك، أم من الفقدان الكامل للطاقة. وهل تراوده مشاعر ساخرة حيال عمله، أم مجرد أحاسيس سلبية إزاءه. وما إذا كان يواجه تراجعا في كفاءته على الصعيد المهني، أم أن الأمر يتعلق بتقلص قدرته على تحقيق النجاح فيه. وبحسب ماسلاش؛ يتطلب الجزم بأن شخصا ما يعاني من هذا الاستنزاف الشديد البدني والذهني، أن يُقيّم سلبيا على صعيد هذه السمات الثلاث مجتمعة.
وتشير ماسلاش إلى أن هناك نزعة لتصور أن التحقق من وجود سمة واحدة فقط من هذه السمات لدى شخص ما، يعني أنه يواجه هذه المشكلة بالفعل، وهو ما يشكل استخداما خاطئا للمقياس الذي وضعته في هذا الشأن.
في الوقت نفسه، يقول مايكل ليتر عالم النفس التنظيمي، الذي يعمل في مقاطعة نوفا سكوشيا الكندية، إن سوء الفهم الأكبر المرتبط بـ “الاحتراق النفسي”، يكمن في تصور أنه لا فارق بينه وبين الشعور بالإرهاق.
ويضيف ليتر، الذي شارك ماسلاش تأليف كتاب يحمل عنوان “الحقيقة بشأن الاحتراق النفسي”، أن الناس يعتبرون أن المعاناة من “الاحتراق النفسي” ترادف الإحساس بالتعب، ويتجاهلون وجود اختلافات واسعة النطاق بشدة بين الأمرين. ويضرب الرجل مثالا في هذا الصدد، بأطباء التوليد. فهؤلاء الأطباء تتسم نوبات عملهم غالبا بطابع فوضوي، ويساعدون الأمهات الحوامل على الولادة، على مدار ساعات الليل والنهار، “ويشعرون بالإرهاق الشديد، لكنهم يجلبون في الوقت نفسه حياة جديدة إلى هذا العالم، ويجعلون حياة الناس أفضل. ويعني ذلك أن عملهم منهك ويمتد لأوقات أطول من اللازم، لكنه لا يصل بهم إلى درجة `الاحتراق النفسي`”.
ولا تقتصر قائمة من يُشتبه في كونهم من بين ضحايا “الاحتراق النفسي”، على هذه الفئة من الأطباء وحدهم. فبحسب ليتر، هناك آخرون ممن قد نجد أن أحد المعايير الثلاثة للمعاناة من هذه الحالة، تنطبق عليهم. المجموعة الأولى من بين هؤلاء، تتمثل في “من يشعرون بالإرهاق (الشديد) لا أكثر، يليهم من يشعرون، بأن ثمة انفصالا ما بينهم وبين وظائفهم وأعمالهم. فهم يذهبون إلى العمل، لكنهم لا يشعرون بالحماسة لذلك. فالأمر بالنسبة لهم يقتصر على (كون العمل وسيلة) لدفع الفواتير. بجانب ذلك، هناك مجموعة ثالثة، يتبنى المنتمون إليها وجهة نظر ساخرة حيال عملهم. فهم لا يكترثون به، ولا بعملائهم”.
لكن عدد من يستطيعون القول إن معايير “الاحتراق النفسي” تنطبق عليهم كاملة، أقل من ذلك بكثير. بالنسبة لي، لا أستطيع اعتبار أنني من بين هؤلاء. فبرغم شعوري بالإرهاق، ومعاناتي أحيانا من الإحساس بأن ثمة انفصالا ما بيني وبين عملي، فإنني لا أزال أحب ما أعمل، ولا أنظر إليه بشكل متشائم أو ساخر. وهو ما يعيدنا لتأكيد ضرورة توافر السمات أو المعايير الثلاثة في شخص ما، لكي نؤكد – علميا – أنه يمر بـ “الاحتراق النفسي”، وهي شعوره بالإرهاق الشديد، وتعامله مع عمله بشكل ساخر أو متشائم، وافتقاره كذلك للفاعلية والكفاءة. ويعني ذلك، أن الجانب الأكبر منّا لا يعانون من هذه المشكلة، في واقع الأمر.
ويُعقّب ليتر على ذلك بالقول: “الأمر هنا يتمثل في الإفراط في تشخيص الكثير من الأعراض، على أنها تشكل حالة `الاحتراق النفسي`”. غير أن الإقرار بهذه الحقيقة لا ينفي وجود مشكلة، ولا يعني ألا مبرر لما نشهده اليوم من تزايدٍ للحديث، عن تلك الحالة من الاستنزاف البدني والذهني. إذ يعترف ليتر بـ “أن الخصائص الخاصة بالمعاناة من `الاحتراق النفسي` في ارتفاع. فهناك عدد متزايد من الناس، يمضون في هذا الاتجاه الآن بالقطع”.
“الاحتراق النفسي” ليس أبيضَ وأسودَ فحسب
يمكن القول إن “الاحتراق النفسي” يمثل طيفاً ذا ألوان وظلال مختلفة، أو بعبارة أخرى، حالة ذات درجات متعددة، يقع غالبيتنا على هذه الدرجة منها أو تلك. وفي وقت سابق من العام الجاري، أجرى موقع “إنديد” الإلكتروني للباحثين عن وظائف، دراسة شملت 1500 من العاملين الأمريكيين في صناعات مختلفة ومن فئات عمرية متنوعة. وكشفت الدراسة النقاب عن أن أكثر من 50 في المئة من هؤلاء، قالوا إنهم يعانون من “الاحتراق النفسي”. وأشار ما يزيد على ثلثيْ عينة البحث، إلى أن ظروف وباء كورونا، أدت إلى تفاقم تلك المشكلة.
ونظرا لأن القائمين على هذه الدراسة، لم يستخدموا المقياس الذي ابتكرته كريستينا ماسلاش لتحديد هوية من يعانون من “الاحتراق النفسي” بشكل دقيق، فمن المحتمل أن يكون غالبية المشمولين بالبحث، قد استخدموا التعريف الشائع لهذه الحالة، لا التعريف العلمي لها.
وقد أجرت ماسلاش وليتر دراسة جديدة، حددا من خلالها ثلاثة أشكال أخرى للشعور بالإنهاك والإرهاق الشديديْن، تقع في منتصف الطريق بين المعاناة من “الاحتراق النفسي”، وعدم مواجهة هذه المشكلة على الإطلاق. وتتمثل هذه الأشكال الثلاثة في الشعور بـ “الإجهاد المفرط”، والمعاناة من “انعدام الفاعلية”، وإحساس المرء بـ “عدم التفاعل مع ما يقوم به بشكل كامل”.
وتشير الأدلة العلمية، إلى أن أكثر من نصف العاملين، يعانون من أحد هذه الأشكال، ويتصفون كذلك في الوقت نفسه، بواحدة من السمات الثلاث التي حددتها ماسلاش لمن يواجهون مشكلة “الاحتراق النفسي”، وهي الإنهاك الشديد أو انعدام الكفاءة أو تبني نظرة ساخرة ومتشائمة حيال العمل. ورغم أن الاتصاف بسمة واحدة من هذه السمات، لا يجعل شروط معاناة أولئك العاملين من “الاحتراق النفسي” مستوفاة، فإنه يشير إلى أنهم في الطريق لمواجهتها.
ويقول ليتر إن تفشي وباء كورونا، أدى إلى أن تصبح الأمور أكثر سوءا، بالنسبة للعاملين في الكثير من المهن. وتزايدت بشدة الشكاوى من وجود مشكلات متعلقة بقلة الكفاءة بشكل خاص، في الأوساط المهنية.
ويوضح الرجل بالقول: “معلمو المدارس مثلا يعانون الأمريْن لكي يواصلوا أداء مهنتهم (في ظروف الوباء)، دون أن يشعروا بأنهم أنجزوا ما يطمحون إليه. لقد عَلِموا بأنهم الآن كمعلمين، لم يعودوا على الشاكلة التي كانوا عليها من قبل، وهذا أمر محبط. الشيء نفسه، حدث للأطباء مثلا. ورغم أن الأمر تحسن بعد ذلك بالنسبة لهم، فإنهم (لا ينسون أنهم) في مرحلة مبكرة من مراحل تفشي الوباء، لم تكن لديهم بروتوكولات للتعامل مع الفيروس، وكان كل ما يفعلونه (في مواجهة الوباء) خطأ”.
وقد أدت أمور مثل هذه، إلى أن تطرأ تغيرات وتحولات على البيانات التي ترصد حجم المعاناة من “الاحتراق النفسي” في العالم. فقد أظهرت دراسة أُجريت بين شهريْ مارس/آذار ويونيو/حزيران 2020، وشملت أكثر من 3500 من العاملين في مجال تقديم الرعاية الطبية في المملكة المتحدة وبولندا وسنغافورة، أن أقل قليلا من 67 في المئة منهم، يعانون من تلك الحالة. وقد شملت هذه الدراسة إجراء سلسلة من التجارب، وتفعيل مقياس مماثل، لذاك الذي ابتكرته ماسلاش.
وتبدو هذه النسبة الكبيرة مفاجئة. فعلى مر التاريخ، كانت نسبة من يعانون فعلا من “الاحتراق النفسي” بين العاملين في مختلف الوظائف، تحوم عادة حول ما يزيد قليلا على 10 في المئة، وهو ما يدفع ماسلاش للقول، إن ثمة مؤشرات واضحة تفيد بأن عدد من يواجهون هذه المشكلة، قد ارتفع في ظل تفشي الوباء. وتشير إلى أن نسبة هؤلاء ربما تقارب الآن 20 في المئة من إجمالي العاملين.
ويمثل ذلك مشكلة هائلة، لأن الإصابة بـ “الاحتراق النفسي”، تشكل حالة لا يمكن علاجها، بمجرد منح من يعاني منها عطلة، أو إتاحة الفرصة له للاستشفاء في أحد المنتجعات.
ويقول ليتر في هذا الصدد: “عندما يصل الناس إلى أقصى ما يمكنهم الوصول إليه (من إجهاد على الصعيد المهني، وهو ما يصيبهم بـ `الاحتراق النفسي`) لا يتمكن غالبيتهم من العودة للعمل لدى رب العمل نفسه أو في المهنة ذاتها، وهو ما يعني أنه سيتعين عليهم تغيير مهنتهم، نظرا لأن تلك الحالة من الإنهاك تتغلغل في النفس بشكل شديد، لتجعل مجرد إحساسك بأنك ستدخل ذلك المبنى الذي اعتدت العمل فيه أو حتى رؤيتك لمبنى مُشيّد على طرازه، سببا في عودة الإحساس بهذا `الاحتراق النفسي` إليك. لذا يؤدي ذلك في أغلب الأحوال، إلى تغييرك لمجالك المهني”.
لماذا تتسم مسألة قياس “الاحتراق النفسي” بالأهمية؟
وفي كل الأحوال، يشكل تحاشي الإصابة بحالة الاستنزاف البدني والذهني هذه، أمرا حيويا، خاصة لأنها قد تؤدي إلى حرمان الأشخاص المؤهلين ممن يعملون في مهن مختلفة، من مهاراتهم المهنية. ويؤدي ذلك إلى جعل المقياس الذي ابتكرته ماسلاش، وغيره من الوسائل العلمية المماثلة، أدوات لا تُقدر بثمن.
فبالنسبة لي مثلا، كان من المفيد أن أعلم بأنني لا أعاني من “الاحتراق النفسي” بمعناه العلمي الكامل، وهو ما أتاح لي الفرصة، للتعرف على طبيعة ما أشعر به بالفعل، والذي تبين لي أنه يتمثل في أنني أُحَمِّل نفسي ما يفوق طاقتي في العمل. وترتب على ذلك بالتبعية، أنني بِتُ قادرة على البدء في التفكير في أسباب حدوث ذلك، والتغييرات التي يمكنني القيام بها في هذا الصدد.
ولعل هذا ما يُكسب الأسلوب العلمي، الذي ابتكرته كريستينا ماسلاش أهميته. فوظيفته لا تتمثل في تحديد ما إذا كان هذا الشعور الذي نحس به من قبيل “الاحتراق النفسي” من عدمه فحسب، بل إنه يُشكِّل – وفقا لما تقوله ماسلاش – “أداة بحثية، لا وسيلة للتشخيص، كما يسيء الناس فهمه”.
وعلى الرغم من أن هذا الأسلوب يُطبق على الأفراد، فإنه صُمِمَ للتعرف – في حقيقة الأمر – على تفاصيل البيئة المحيطة بهم. وتقول ماسلاش في هذا السياق، إنه إذا تبين عبر تطبيق ذلك الأسلوب، أن شخصا ما يعاني بالفعل من “الاحتراق النفسي”، فإن ذلك لا يعني أن المشكلة تتعلق بهذا الشخص نفسه، وإنما يشير إلى أنها ترتبط بما يستجيب له من عوامل تحيط به. ويشير ذلك إلى أن استخدام مقياس ماسلاش، لا يرمي لـ “تحديد هوية من يواجه الاحتراق النفسي، وإنما يستهدف السعى لمعرفة أسباب حدوث تلك الحالة”.
فضلا عن ذلك، لا يستخدم الباحث “هذا الأسلوب والمعلومات المستقاة منه وحدها، بل يضعها جنبا إلى جنب مع بيانات أخرى، وذلك لكي يتعرف في نهاية المطاف، على العوامل التي تقود لظهور هذا النمط من البيانات السلبية (التي تشير إلى المعاناة من الاحتراق النفسي). ويتعين هنا النظر إلى ذلك النوع من البيانات، باعتباره من قبيل المؤشرات المُنذرة”.
وتقول ماسلاش إنه ينبغي على الشركة، التي تجد أن موظفيها يقبعون على أقصى الجانب السلبي من طيف حالة الاحتراق النفسي التحرك بسرعة، وهو ما لا يعني مثلا اكتفاءها بتوفير جلسات “يوغا”، أو “تأمل واعٍ” لموظفيها.
فالعمل في الشركات المختلفة “بات أكثر صعوبة ومشقة، ويستغرق مزيدا من الوقت كذلك. إذ أن الناس يعملون الآن لساعات أطول، لأنهم يخشون من أن يفقدوا وظائفهم، أو ألا ينالوا هذه الترقية أو تلك. ويشكل القيام بمزيد من العمل بموارد أقل، جوهر الثقافة السائدة في الشركات، وهذه ليست بالتأكيد الأجواء، التي يقوم في إطارها الناس بعملهم على الوجه الأكمل”.
وتضيف ماسلاش بالقول: “هناك مجال مهني ضخم الآن، يركز على كيفية التكيف مع الضغوط الناجمة عن ظروف مثل هذه. لكن الحيلولة دون حدوث الاحتراق النفسي أو تقليص مقداره أو القضاء عليه، يتطلب التركيز على المشكلات المتعلقة ببيئة العمل في المهن المختلفة، لا أن نركز على من يعملون فيها”.
وتستطرد الأستاذة الجامعية موضحة بالقول إن الأمر هنا لا يتعلق بمعرفة عدد العاملين، الذين يعانون من تلك المشكلة أو من هم على وشك المعاناة منها، وإنما بتحديد أماكن العمل التي تُلقى فيها أعباء لا يمكن تحملها على كاهل العاملين فيها، والاستفادة من المعلومات التي يجري الحصول عليها في هذا الإطار، لجعل هؤلاء الأشخاص أكثر قدرة على أداء عملهم على نحو أفضل، دون أن يسقطوا فريسة للاستنزاف البدني والذهني.
وتختتم ماسلاش حديثها بالقول: “هناك قول مأثور مفاده `لتغادر المطبخ إذا لم تستطع تحمل شدة الحرارة`.. لكن حجتنا هنا تتمثل في أسئلة من قبيل `لماذا لا يغير أحد درجة الحرارة؟ أو لِمَ لا يتم تغيير تصميم المطبخ من الأصل؟”.
[ad_2]