لماذا تنتشر حالات الانتحار بين الأطفال السوريين في إدلب؟
[ad_1]
قالت منظمة “أنقذوا الأطفال” الخيرية البريطانية إن ظاهرة انتحار أو محاولة انتحار الأطفال السوريين في شمال غرب سوريا بلغت مستويات تبعث على القلق بعدما بلغ معدلها 20% بين أطفال المنطقة دون سن الثامنة عشرة.
وأوردت المنظمة ضمن تقييمها لهذه الظاهرة أن 42 طفلا سوريا دون سن 15 عاما و18% من المراهقين والشباب بين 16 و20 عاما حاولوا الانتحار.
وأفادت المنظمة في التقرير الذي نشرته نهاية أبريل نيسان الماضي، أن العدد الإجمالي لحالات الانتحار في منطقة إدلب ارتفع بشكل مطرد منذ أبريل 2019، غير أنه قفز بنسبة 90% خلال الربع الأخير من عام 2020 مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق. وسجلت 246 حالة انتحار و1748 محاولة انتحار خلال تلك الفترة.
وعزت منظمة “أنقذوا الأطفال” هذه الزيادة الحادة في محاولات الانتحار للوضع المعيشي المأساوي الذي يعانيه الأطفال السوريون وأسرهم عبر مناطق القتال عموما وفي منطقة إدلب على نحو خاص منذ عشر سنوات، حيث ينتشر الفقر وتنعدم فرص العمل ومصادر الدخل وينقطع الأطفال عن الدراسة ويتفشى العنف المنزلي وتكثر حالات الطلاق وزواج القاصرات.
وتقول منظمة “أنقذوا الأطفال” إن هذا الوضع يثير قلقا بالغا بسبب العدد الكبير لأطفال افتقدوا لطعم الاستقرار نزحوا مع عائلاتهم عدة مرات بحثا عن أمان مفقود في خيام مهلهلة ومبان شبه مدمرة في مواجهة ضراوة الطقس.
ففي فصل الشتاء تهطل فوق رؤوسهم أمطار غزيرة وثلوج كثيفة. وفي فصل الصيف يواجهون حرا حارقا أحيانا. هذا عدا عن البراميل والقنابل الحارقة، صيفا وشتاء، التي تطلقها طائرات النظام والتي لا تفرق بين المدنيين العزل والمقاتلين المسلحين.
وطبقا لمجد (الذي فضل عدم ذكر اسمه كاملا حفاظا على سلامته الجسدية) وهو أحد المختصين في الصحة العقلية ويعمل مع منظمة “هوراس نيتورك” التابعة لمنظمة “أنقذوا الأطفال” في شمال إدلب، فإن الأفكار الانتحارية تراود حوالي 15% من المرضى البالغين. مضيفا أن أطفالهم يكابدون صراعات عاطفية يعبرون عنها بسلوكات تتميز بالعدوانية والانعزال وحتى الانتقام.
وروى مجد قصة طفلة سورية تبلغ من العمر 15 عاما تزوجت قبل عام. ومع مرور الأيام بدأت علاقتها بزوجها تإن تحت الضغوط. وأضاف: “في يوم إقدامها على الانتحار تعرضت لتعنيف على يد زوجها بعد جدال بينهما. غادر الزوج البيت ولما عاد وجدها جثة هامدة…”.
وحكى مجد أيضا قصة طفل آخر اسمه ماهر ولم يتجاوز عمره 11 ربيعا. يقول مجد: “كان ماهر يعاني من قلق نفسي حاد… شاهد طلاق والديه من بعضهما وعايش محاولة والدته الانتحار… وجرب في هذه السن الصغيرة ضغوط الفقر وضنك العيش… فبدأت أفكار الانتحار تتسلل الى نفسيته.”
إلا أن مجد والمنظمة التي يعمل لديها تدخلا في الوقت المناسب لإنقاذ الأم وتوفير الدعم النفسي لها وايجاد مقعد لماهر بإحدى المدارس المحلية.
وترسم سونيا كوش، وهي مديرة الاستجابة في منظمة “إنقاذ الأطفال” في سوريا، بدورها صورة قاتمة لوضع الأطفال في سوريا وتقول: “إن الوضع مقلق للغاية. فبعد عشر سنوات من الصراع، نرى أطفالًا يلجأون للانتحار… إنه أمر محزن للغاية أن يبلغ يأس الأطفال درجة لا يرون فيها مخرجا من حياة لا توفر لهم تعليما ولا غذاء كافيا ولا مأوى مناسبا”.
وتناشد منظمة “أنقذوا الأطفال” قادة العالم وأثرياءه تقديم الدعم على نحو طارئ لإنقاذ جيل من أطفال سوريا تكالبت عليه الحروب والأمراض ولم يعد يرى من طريقة للخلاص من مآسيه سوى وضع حد لحياة قدر لها أن تكون قصيرة.
- لماذا تنتشر حالات الانتحار بين الأطفال السوريين في إدلب؟
- ماذا يعكس إقدام طفل على محاولة الانتحار؟
- من الذي يتحمل مسؤولية لجوء الأطفال السوريين في إدلب الى الانتحار؟
- كيف يمكن منع حالات الانتحار بين الأطفال السوريين في أدلب؟
سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الأربعاء 5 أيار/ مايو.
خطوط الإتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442038752989.
إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على nuqtat.hewar@bbc.co.uk
يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message
كما يمكنكم المشاركة بالرأي على الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها:https://www.facebook.com/hewarbbc
أو عبر تويتر على الوسمnuqtqt_hewar@
[ad_2]
Source link