مون لافيرتي: مغنية بوب تشيلية تقف في مواجهة القمع والظلم
[ad_1]
- تشاريس مكغوان
- سانتياغو – تشيلي
تشتهر مغنية البوب التشيلية الأشهر، مون لافيرتي، بتلقائيتها وجرأتها في التعبير عن نفسها وأفكارها.
والألبوم الغنائي الذي أصدرته مؤخراً باسم “سييس” هو أكثر أعمالها جرأة وخصوصية على الإطلاق، إذ تتناول موضوعات معقدة مثل القمع واحتقار المرأة والعدالة، وكلها مستوحاة من تجاربها في الحياة.
ويتزامن إطلاق هذا الألبوم مع تحول لافيرتي إلى رمز للاستقطاب في أمريكا اللاتينية، أكثر من أي وقت مضى خلال مشوارها المهني.
ولا تخشى لافيرتي – الحاصلة على ثلاث جوائز غرامي أمريكا اللاتينية – من خسارة جمهورها من أصحاب التوجهات المحافظة إثر دفاعها عن حقوق المرأة وتنديدها بالعنف المؤسسي.
وفي حفل جوائز غرامي أمريكا اللاتينية عام 2019، كتبت على صدرها العاري عبارة “في تشيلي، يعذبون ويغتصبون ويقتلون”، في صرخة ضد انتهاكات حقوق الإنسان بالتزامن مع الاحتجاجات التي خرجت في البلاد ضد عدم المساواة وتردي الخدمات الصحية والتعليمية.
وقوبلت هذه الاحتجاجات بالقمع الشديد، وأصيب الآلاف من المدنيين، بجانب فقدان المئات لحاسة البصر بسبب أسلحة الشرطة ومقتل العشرات.
وانحازت لافيرتي لمطالب الحراك، وانضمت للاحتجاجات وقالت: “نشأت في حي فقير في تشيلي. والفرص هناك محدودة”.
وفي الوقت ذاته، اتخذت الشرطة إجراءً قانونياً ضد لافيرتي، بعد أن قالت في حوار صحفي إن القوات المسلحة تواطأت في عمليات النهب والتخريب أثناء فترة عدم الاستقرار.
وردت لافيرتي على الاتهامات أثناء حفل متلفز، قالت فيه: “إذا أرادوا اعتقالي لأنني أعبّر عن رأيي، فليفعلوا”. وأُسقطت الاتهامات عنها لاحقا.
وتصدرت حفلتها عناوين الأخبار بسبب موقفها السياسي وأظهارها خلالها تضامنها مع ضحايا عنف الشرطة، أذ نددت بمحاولات النظام لإسكاتها. وهلل الحضور وتعالت أصواتهم بالهتافات المشهورة في الاحتجاجات.
وإذا اعتبرنا أن هذه المواقف بمثابة نزال بين لافيرتي والحكومة، فيمكن القول إنها خرجت منها مرفوعة الرأس.
لكن بعد أقل من شهر، أُجبرت على السكوت بسبب كورونا، وليس بسبب السلطات.
وكُتب الألبوم الأخير أثناء فترة عزلتها بسبب المرض. وأمضت هذه الفترة في منزلها بقرية تيبوزتلان الجبلية في المكسيك، يصحبها صوت المغنية المكسيكية المعروفة تشافيلا فارغاس، وتتناول شراب التكيلا والعزف على الغيتار.
وقالت لافيرتي، التي تعيش في المكسيك منذ 14 عاما: “أعتقد أن الجائحة جعلت الكثير من الناس يبقون في منازلهم ويستمعون للموسيقى، ويأخذون وقتهم للاستمتاع بها أكثر”.
وألبوم “سييس” هو أول إصدارات لافيرتي منذ اندلاع الاحتجاجات في تشيلي، وتشير إلى فارغاس كمصدر إلهامها الأساسي “ودائما ما شعرت بوجود رابط بيننا”.
وتوفيت فارغاس عام 2012 عن 93 عاما، وكانت في أوج شهرتها في خمسينيات القرن الماضي.
واشتُهرت باعتمادها أسلوب “رانشيرا” الغنائي المكسيكي التقليدي، وغنت بأسلوب عاطفي مذهل، لتقدم مزيجا بين التفكر في محيطها والانفعالات الدرامية.
وخاطبت أغانيها، عن الحب وأسى الهجران، النساء على وجه الخصوص، وأعلنت في سن 81 أنها مثلية.
وتقول عنها لافيرت: “أقدر كثيرا تفردها، وأقدر الصمت في أغانيها، بوصفه ’لحظات تأمل’”.
وأضافت أن ألبوم سييس يقدم إعادة تصور للموسيقى التقليدية المكسيكية، كنوع من الواقعية الحديثة “عن المكسيك التي أعرفها والأكثر حرية”، لتكشف عن السياق المتفرد للألبوم.
وتناقش أغنية “لنجعل حبنا معروفا” فكرة الحرية في الحب غير المشروط وغير المعتاد. وتفضل لافيرتي تجنب تحديد ميولها الجنسية، وتؤكد أنه “بإمكانها أن تحب وترغب في أي شخص”.
وترى أنه ما زال هناك ضغط كبير للحب بالطريقة التقليدية “خاصة في هذا الجزء من العالم”، في إشارة لأمريكا اللاتينية حيث تسود المعتقدات الكاثوليكية وتؤثر كثيرا في المجتمع.
وتظهر رغبة لافيرتي في مواجهة الأعراف الاجتماعية بشكل متكرر في الألبوم الجديد.
مثلا، تحتفي كلمات أغنية “المرأة” بالنساء كما هن، “وليس كما يتوقع المجتمع أن يكنّ”.
وفي الفيديو الذي أُنتج للأغنية، وتظهر فيه المغنية المكسيكية غلوريا تريفي، يظهر رائد فضاء يحاول أن يضع علما بشكل عشوائي بجانب لافيرت. وتقول لافيرت إن “هذا فضاء لا يعود إليه (أي للرجل)”.
ويضم الألبوم أغاني أخرى كتبتها لافيرتي أثناء الاحتجاجات في تشيلي، عندما عطلت جدول أعمالها لقضاء بعض الوقت في بلدها الأم مقدمة عروضا مجانية في أنحاء البلاد.
وكتبت أغنية “الحياة تنقسم” بعد غنائها في سجن للنساء في مدينة فالباريزو الساحلية قرب محل نشأتها.
وتقول عن هذا الوقت: “بعد أن خرجت، كنت ممتلئة بالغضب. هم يسجنون الفقر… الأفراد المستبعدين من المجتمع، وليس هناك أدنى تعاطف”.
وتبدو الأغنية مشحونة باليأس والحزن، وتسلط الضوء على الحياة التي حرمت منها “فتيات وجدّات” وهن حبيسات في زنازين “تبكي فيها حتى الجدارن الأسمنتية نفسها من الظلم”.
ومع الدقيقة الثالثة، ينخدع المستمع بأن الأغنية قد قاربت على الانتهاء، إذ تهدأ الأصوات، لكن فجأة تصدح من جديد أصوات من الآلات النحاسية لأوركسترا مكونة من مجموعة من النساء المكسيكيات، ليقدمن نهاية قوية للأغنية.
وأحد إنجازات هذا الألبوم تكمن في ما حققته فارغاس قبل لافيرتي، باستكشاف عمق الموسيقى اللاتينية التقليدية، وإضفاء صبغة عليها من تجارب شخصية شديدة الخصوصية، لتعكس بذلك الحقائق المختلفة.
وتقول لافيرت إنها فرصة عظيمة أن يتمكن الناس من سماع الموسيقى التقليدية وهي تعبر عن موضوعات حديثة عن طريق الكلمات، “وأحب دائما أن أكون من يبدأ النقاش”.
[ad_2]
Source link