فيروس كورونا: هل كانت التجمعات الانتخابية سبباً في ارتفاع حالات الإصابة بكوفيد-19 في الهند؟
[ad_1]
- شروتي مينون وجاك غودمان
- فريق تقصي الحقائق
تعاني الهند من ارتفاع غير مسبوق في عدد حالات الإصابة بكوفيد-19، وسط معاناة النظام الصحي في البلاد في محاولة التعامل مع هذا الوضع.
ويُلقي البعض باللائمة على الأحزاب السياسية في البلاد لمضيها قدماً في حملة المسيرات والتجمعات الانتخابية المزدحمة استعدادا لانتخابات الولايات.
وقال حزب “بهاراتيا جاناتا” الحاكم إنه لا علاقة لهذه التجمعات بتفشي الفيروس.
وقال فيجاي تشوثايويل، من حزب “بهاراتيا جاناتا” لبي بي سي: “لا علاقة لحالات الإصابة المرتفعة بالتجمعات الدينية أو السياسية”.
كيف ارتفعت أعداد الإصابات؟
بدأت أعداد الإصابات اليومية في البلاد بالارتفاع منذ نهاية فبراير/شباط، بعد أن كانت انخفضت بشكل مطرد في منتصف سبتمبر /أيلول 2020.
وقفزت الأرقام بشكل حاد في مارس/آذار، ووصلت إلى أعلى مستوياتها هذا الشهر، مجتازة معدل النمو الذي شوهد في الموجة الأولى التي ضربت الهند في العام الماضي.
وفي الوقت نفسه، كانت الأحزاب السياسية الهندية تنظم حملات انتخابية في سلسلة من انتخابات الولايات في ولايات: البنغال الغربية وآسام وكيرالا وتاميل نادو.
وقد انطلقت تلك الحملات الانتخابية منذ أوائل مارس /آذار، وبدأ التصويت في نهاية الشهر نفسه واستمر خلال الشهر الحالي أبريل/نيسان.
هل وقع الارتفاع في حالات الإصابة جراء التجمعاتالانتخابية؟
غالباً ما اشتملت الحملات على العديد من التجمعات الضخمة، التي تشارك فيها حشود كبيرة. ولم تكن تلتزم إلا بمستوى ضئيل من قواعد التباعد الاجتماعي، مع ارتداء عدد قليل جداً من المشاركين للكمامات.
كما شُوهد أيضا نشطاء ومرشحون سياسيون لا يتبعون قواعد السلامة الصحية المتعلقة بكوفيد.
وأصدرت لجنة الانتخابات الهندية تحذيرات بشأن مثل هذه التجمعات في ولاية البنغال الغربية التي تعد إحدى ساحات التنافس الرئيسية في الانتخابات الهندية. وحظرت في نهاية المطاف التجمعات هناك في 22 أبريل/نيسان بعد ملاحظة أن العديد من السياسيين لم يلتزموا بقواعد السلامة الصحية.
في ولاية البنغال الغربية، هناك اتجاه متصاعد في زيادة حالات الإصابة بفيروس كورونا بكل وضوح يومياً، بدءاً من النصف الثاني من شهر مارس/آذار، ثم وصعد بعد ذلك بشكل حاد.
وفي الولايات الأخرى التي شهدت انتخابات، أمثال آسام وكيرالا وتاميل نادو، كان هناك ارتفاع كبير مماثل في عدد الحالات في أواخر مارس/آذار وأوائل أبريل/نيسان.
لكن ليست لدينا بيانات محلية عن معدلات الإصابات بين الأشخاص الذين يعيشون في الأماكن التي أقيمت فيها التجمعات (والذين من المرجح أنهم شاركوا فيها). كما أن هذا الإطار الزمني للصعود المفاجئ في عدد الحالات ليس شيئاً نادراً بأي حال من الأحوال بالنسبة لهذه الولايات الأربع، فقد وجد أيضا في أجزاء أخرى من الهند.
على سبيل المثال، ثمة أرقام عالية في ولاية “ماهاراشترا” و”أوتار براديش” و”كارناتاكا”.
وعلى الرغم من أن هذه الولايات لم تشهد عمليات اقتراع ضمن الانتخابات الولائية، إلا أنها شهدت ارتفاعاً كبيراً في حالات الإصابة خلال فترات زمنية قصيرة أيضاً.
لذلك لا يوجد حتى الآن دليل قاطع في البيانات يؤسس لوحود علاقة مباشرة بين أحداث الحملات الانتخابية وتزايد حالات الإصابة.
ما هي المخاطر الناجمة عن المناسبات التي تقام في الهواء الطلق؟
يقول الخبراء إن خطر انتقال الفيروس في التجمعات التي تجري في الهواء الطلق يظل منخفضا جدا مقارنة بتلك التي تجري في الأماكن المغلقة.
ويقول البروفيسور لورانس يونغ، من كلية طب واريك، متحدثا عن فوائد الهواء الطلق: “ليس أقلها: حقيقة أن الفيروس المُطلق (من شخص مصاب) يتبعثر ويخف تركيزه في جو الهواء الطلق بسرعة”.
ولكن، ثمة عوامل يمكن أن تزيد من فرص انتقال العدوى في مناسبات مثل تلك التجمعات السياسية. فإذا ظل الناس في أماكن مزدحمة، على مقربة من بعضهم البعض لفترات طويلة من الزمن، دون الالتزام بقواعد التباعد الاجتماعي أو وجود تهوية جيدة، فانتقال العدوى أمر وارد.
ويقول البروفيسور يونغ: “لا بد أن تكون هناك مجموعات من الأشخاص في أماكن محددة في الخارج يكونون على مقربة شديدة من أشخاص يفرزون الفيروس. هنا يكون احتمال جلي في يؤدي ذلك إلى إصابات”.
ويقول البروفيسور جوناثان ريد، من جامعة بريستول، على الرغم من العوامل التي تقلل من خطر انتقال العدوى في الخارج بشكل ملحوظ، إلا أن الوقوف على مقربة من الآخرين سيظل يؤدي إلى خطر كبير، ولا سيما عند الوقوف في اتجاه الريح ضمن مسافة متر واحد وجهاً لوجه مع شخص ما.
“وستزداد خطورة ذلك بشكل خاص إذا كان الشخص يطلق عدداً أكبر من القطرات والرذاذ أثناء هتافه بصوت عالٍ”.
هل يمكن أن تكون سلالة فيروس جديدة وراء موجة ارتفاع الإصابات هذه؟
يُحقق العلماء في مسألة ما إذا كانت السلالة الجديدة من فيروس كورونا التي ظهرت في الهند لأول مرة العام الماضي، هي المسؤولة عن الموجة الثانية في البلاد أم لا.
ويقول الخبراء إن ذلك ممكن، لكن لا توجد أدلة كافية حتى الآن لتحديد أي علاقة سببية.
ونظراً لنقص البيانات، لم تدرج هيئة الصحة العامة البريطانية، السلالة الهندية الحالية على أنها “سلالة مثيرة للقلق”- وهو مصطلح يستخدم لوصف السلالات التي ظهرت في المملكة المتحدة والبرازيل وجنوب أفريقيا.
وتجدر الإشارة إلى أنه كان ثمة مهرجان ديني كبير في شمالي الهند انظلق منذ أوائل شهر مارس/آذار.
ويجذب مهرجان “كومبا ميلا” الملايين من المصلين من جميع أنحاء البلاد، ولم تكن هناك سوى إشارات قليلة عن اعتماد إجراءات السلامة الصحية فيه.
وقد شُخص وجود أكثر من 1600 حالة إصابة إيجابية بين من حضروا هذه المناسبة في الفترة بين 10 و 14 أبريل/نيسان.
[ad_2]
Source link