الأوقاف لأهل الكويت التفوا حول | جريدة الأنباء
[ad_1]
أسامة أبو السعود
عممت وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية خطبة الجمعة على جميع مساجد البلاد بعنوان «الكويت أمانة في أعناقنا» أكدت فيها أن من أسس ديننا الإسلامي العظيمة، ومن أصول عقيدتنا الإسلامية القويمة: الاعتصام بدين الله تعالى، والتعاون على الخير والمعروف، والتمسك بالوحدة والائتلاف، وتجنب ما يفضي إلى التنازع والشقاق والاختلاف.
ودعت الخطبة التي اعدتها لجنة إعداد الخطبة النموذجية لصلاة الجمعة بقطاع المساجد بوزارة الاوقاف الى أن نلتف حول قيادتنا الحكيمة ففي الاجتماع البركة، وفي التفرق الضعف والخذلان، ويد الله مع الجماعة، ومن شذ: شذ في النار.
وشددت على ضرورة حفظ النعمة خشية زوالها، «ولنحافظ على المال العام صيانة للأمة وأجيالها، ولنحذر الفتنة العمياء، وكل مصايدها وحبالها، فإن الأيام بين الناس دول، وليصدق القول منا العمل، في صدق الإيمان وافتداء الأوطان».
وأكدت خطبة الجمعة ان تبادل الإساءات والاتهامات بكل أشكالها وعبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، هي أمور يرفضها ديننا الحنيف الذي يأمر بالعدل والإحسان في القول والعمل.
واضافت: «ومن أعظم ما يحدث الفرقة والشقاق ما نراه من تراشق في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي وتبادل الإساءات والاتهامات، وهي خنجر مسموم يطعن جسد البلد ليمزق لحمته، ويفت في عضده ويثير الفوضى والاضطراب، ويحدث الشقاق والخصام، ويفتح الباب ليلج منه اللئام».
ودعت الخطبة إلى ضرورة ان «ننتبه إلى مصلحة وطننا العزيز وصيانة أمنه واستقراره، ولنقف صفا واحدا في وجه من يحاول العبث بأمنه وشق وحدته الوطنية».
وفيما يلي نص خطبة الجمعة:
أيها المؤمنون:
إن من أسس ديننا الإسلامي العظيمة، ومن أصول عقيدتنا الإسلامية القويمة: الاعتصام بدين الله تعالى، والتعاون على الخير والمعروف، والتمسك بالوحدة والائتلاف، وتجنب ما يفضي إلى التنازع والشقاق والاختلاف، وهي أصول نبيلة، وأسس أصيلة لا يجوز التفريط فيها بحال من الأحوال، بل الواجب الشرعي يحتم علينا جميعا أن نسعى للحفاظ عليها والتمسك بها، قال الله تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) آل عمران: 103.
وإن من أعظم ما يجلبه التمسك بالوحدة والاعتصام: حفظ النعم ودوامها، وزيادتها ونماءها، ألا وإن من أجل النعم نعمة الأمن والأمان والرخاء والإيمان، وقد حبانا الله في هذا البلد الطيب تلك النعم التي تفتقدها كثير من الأمم، فوجب على العقلاء شكرها لتدوم ومراعاتها لتبقى، (وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد) إبراهيم: 7.
فلنحفظ النعمة خشية زوالها، ولنحافظ على المال العام صيانة للأمة وأجيالها، ولنحذر الفتنة العمياء، وكل مصايدها وحبالها، فإن الأيام بين الناس دول، وليصدق القول منا العمل، في صدق الإيمان وافتداء الأوطان.
معشر المؤمنين: إن العاقل تظهر حكمته عند الفتن، وتبين حنكته في وقت المحن، فيكون داعيا إلى الحكمة والتروي، وتجنب ما يثير الخلاف ويورث الشقاق بين الناس، من تبادل الإساءات والاتهامات بكل أشكالها وعبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، وهي أمور يرفضها ديننا الحنيف الذي يأمر بالعدل والإحسان في القول والعمل، وتأباها أصول الإسلام التي تحث على كل خلق كريم، وتنهى عن كل خلق ذميم، كما في قوله تعالى: (خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين) الأعراف: 199. كما أن هذه الإساءات تمجها عادات أهل الكويت الأصيلة، وترفضها أخلاقهم وتقاليدهم النبيلة. ولا ينبغي أن تكون حرية الرأي والتعبير طريقا لتهديد أمن البلاد واستقرارها، والدخول في متاهة الفوضى والعبث المدمر.
أيها المسلمون:
ومن أعظم ما يحدث الفرقة والشقاق ما نراه من تراشق في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي وتبادل الإساءات والاتهامات، وهي خنجر مسموم يطعن جسد البلد ليمزق لحمته، ويفت في عضده ويثير الفوضى والاضطراب، ويحدث الشقاق والخصام، ويفتح الباب ليلج منه اللئام، ولن نجد سبيلا يقطع على المتربصين مكرهم، وعلى العابثين كيدهم وتدبيرهم، أنجع ولا أفضل من التزام ما أمرنا به ديننا العظيم من أحكام وأخلاق وقيم ومبادئ، فقد أمرنا أن نحكم بالعدل ونحسن في القول، وأن لا نأخذ الناس بالتهم والظنون والأوهام والشكوك، فإن المتهم بريء حتى تثبت إدانته، قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم) الحجرات: 12، فليحذر العاقل الوقيعة في المسلمين وأعراضهم، والإساءة إلى سمعة الناس وكرامتهم، وليحفظ لسانه من اتهام الناس في ذممهم، ولنترك الأمر لذويه من أهل الاطلاع والاختصاص، حتى يقولوا كلمة الفصل ويحكموا بالعدل.
هذا هو الواجب علينا ـ يا عباد الله ـ أن نحفظ ألسنتنا ونصون أسماعنا عن الخوض فيما لا يعنينا، وأن نترك الأمر لأهله، وللقضاء وفصله.
أعاننا الله وإياكم على حمل الأمانة، وجنبنا سبل التفريط والخيانة، وسلم لنا ديننا وأمننا ووطننا. أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين، فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو خير الغافرين.
الخطبة الثانية..
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة لعباده المتقين، ولا عدوان إلا على القوم الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الملك الحق المبين، وأشهد أن نبينا محمدا عبد الله ورسوله سيد الخلق أجمعين، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين.
أما بعد: فاتقوا الله الذي خلقكم، واستعينوا على طاعته بما رزقكم، واشكروه على نعمه كما أمركم، يزدكم من فضله كما وعدكم.
أيها المسلمون:
اعلموا أن وحدة الوطن أمانة في أعناقنا، ونحن مسؤولون عنها أمام الله: أحفظنا أم ضيعنا؟ فعلينا أن نعمل بجد وصدق، وإخلاص ومثابرة، لنعيش الإيمان الذي لا يعرف التردد، والوحدة التي لا تعرف التفرق، والشورى التي لا يخالطها استبداد، والتضامن الذي لا تلامسه أثرة، لنتعاون على البر والتقوى، ونتناه عن الإثم والمنكر والعدوان، ولنكن يدا على من سوانا: ديننا الإسلام، ومنهجنا القرآن، وقدوتنا رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم، ولتكن آمالنا مشتركة، وآلامنا مقتسمة.
ولننتبه إلى مصلحة وطننا العزيز وصيانة أمنه واستقراره، ولنقف صفا واحدا في وجه من يحاول العبث بأمنه وشق وحدته الوطنية. ويجب العمل من أجل صفاء القلوب، وتوحيد المشاعر، وسيادة مبدأ الحب والتفاهم والائتلاف، على الكراهية والتناحر والاختلاف، ولكي تبقى ظلال الوحدة وارفة، فعلينا أن نترفع عن النزاعات والخصومات، ونتعالى على الخلافات، فمصلحتنا العليا فوق كل مصلحة دنيوية أو منفعة شخصية.
كيف لا؟ وقد حذرنا ربنا سبحانه وتعالى من الخلاف، لأنه يوهن عزم الأمة ولا يأتي بخير، قال سبحانه وتعالى: (وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين) الأنفال: 46.
وعلينا أن نلتف حول قيادتنا الحكيمة ففي الاجتماع البركة، وفي التفرق الضعف والخذلان، ويد الله مع الجماعة، ومن شذ.. شذ في النار.
واحرصوا ـ رحمكم الله تعالى ـ على الأخذ بالنصائح والتوصيات الصحية، والتزام الإجراءات الاحترازية، كلبس الكمامات، وتعقيم الأيدي عند الدخول إلى المسجد والخروج منه، وعدم مصافحة الآخرين، وكذا التباعد بين المصلين في الصفوف.
[ad_2]
Source link