أخبار عاجلة

الأبحاث تناقص الشعاب المرجانية | جريدة الأنباء

[ad_1]

  • عوامل كثيرة وراء ابيضاض الشعب أهمها تغير المناخ والتلوث والإجهاد بسبب السلوكيات البشرية والتآكل والترسبات وتغيّر مقدار الملوحة والعدوى البكتيرية
  • ظاهرة الابيضاض تؤدي إلى انخفاض البروتين والدهون والكربوهيدرات بالمرجان وتسببت في نفوق نحو 40% من الشعاب في «قاروه» خلال العام الماضي

 

دارين العلي

أظهرت الدراسات الحديثة التي أعدها معهد الكويت للأبحاث العلمية تناقص أعداد الشعاب المرجانية في الجزر الجنوبية بشكل كبير لأسباب مختلفة، في مقدمتها الأنشطة البشرية إضافة إلى ظاهرة ابيضاض المرجان.

وتشير هذه الدراسات إلى أن جزيرة قاروه خسرت العام الماضي 40% من شعابها المرجانية بسبب النفوق جراء ابيضاض المرجان، وفق ما أكده الباحث العلمي المشارك في مركز أبحاث البيئة والعلوم الحياتية في المعهد د. شاكر الهزيم، والذي أشار إلى أن ظاهرة الابيضاض تؤذي الشعاب بشكل كبير، حيث أدت إلى نفوق 40% من الشعاب في قاروه العام الماضي.

وأوضح د.الهزيم في تصريح خاص لـ «الأنباء»، أن ظاهرة ابيضاض الشعاب المرجانية يختلف حجمها من موقع إلى آخر، فالمواقع القريبة من الشواطئ تكثر فيها هذه الظاهرة بمعدل أكبر من الجزر المرجانية.

ولفت إلى أنه يتم رصد هذه الظاهرة في الكويت خلال موسمين، وتحصل بنسب متفاوتة ما بين المواسم شتاء وصيفا، ونسبة الابيضاض تعتمد على درجات الحرارة، فإذا كانت درجات الحرارة معتدلة تكون نسبة الابيضاض منخفضة، أما في حال ارتفاع درجات الحرارة يكون الابيضاض شاملا.

وذكر أن هذه الظاهرة عادة ما تصيب الجزر الجنوبية الثلاث بشكل متفاوت، لافتا إلى أن الابيضاض ظهر العام الماضي في أم المرادم أعلى من كبر وقاروه، إلا أن تأثير هذه الظاهرة مؤذ جدا للشعاب حيث تؤدي إلى نفوقها، وشدد على أن الشعاب المرجانية بالجزر في تناقص كبير يفوق الـ50% وذلك لعدة أسباب منها تحرك الأتربة والأنشطة البشرية بالإضافة إلى الابيضاض.

تعريف ظاهرة الابيضاض

أما عن ظاهرة ابيضاض المرجان وتأثيرها على الشعاب المرجانية وماهيتها وأسباب حدوثها، فقد وردت في دراسة علمية أعدها الباحثان المشاركان في المعهد عادل الصفار ومحمد علي، اللذان سلطا الضوء على هذه الظاهرة وخطورتها على الشعاب المرجانية وضرورة وضع الحلول لمعالجتها.

وفي تعريفهما للمرجانة جاء بأنها عبارة عن هيكل جيري صغير يميل إلى الاستدارة، يعيش بداخله حيوان رخوي يشبه شقائق النعمان، ويختلف شكل وحجم المرجانة بناء على نوع وحجم الحيوان الرخوي (أو حيوان المرجان- البوليب)، والذي يتراوح حجم قطره بين الملليمتر الواحد حتى عدة سنتيمترات، فعندما يبدأ حيوان المرجان، وهو صغير جدا، في الالتصاق بالصخور على قاع البحر يبدأ بتحويل مادة كربونات الكالسيوم المذابة في الماء إلى مادة جيرية يرسبها حول جسمه بطريقة فذة ليبني المرجانة الجيرية التي يعيش فيها، وتسمى بعملية «التكلس»، والشعاب المرجانية ما هي إلا ملايين من هذه المرجانيات المتلاصقة مع بعضها وبداخل كل واحدة منها حيوان المرجان.

متطلبات نمو المرجان

ويتطلب وجود ونمو الشعاب المرجانية مياها دافئة وضحلة وصافية تسمح بمرور أشعة الشمس ومياها ذات ملوحة معتدلة، لذا يتركز تواجدها الأعظم في سواحل بحار ومحيطات المناطق الاستوائية الضحلة، حيث تكون درجة الحرارة الماء بمعدل 25 درجة مئوية طوال فصول السنة.

وتستقي الشعاب المرجانية أهميتها لاعتبارات كثيرة جدا، فهي تستضيف أنواعا كثيرة من الأحياء البحرية كالأسماك والقشريات وأنواعا مختلفة من الحشائش والأعشاب البحرية، حيث إن الشعاب تحميها من الأمواج والتيارات البحرية القوية علاوة على كونها مراعي للعديد من الأسماك التي تتغذى على الأسماك الصغيرة التي تعيش في الشعاب، كما أنها مناطق جيدة لتكاثر العديد من الأسماك، لذا تعتبر الشعاب المرجانية من أكثر المناطق البحرية تشعبا وتعقيدا. كما تعتبر مناطق الشعاب المرجانية مهمة سياحيا، حيث تدر على الدول مبالغ كبيرة.

تهديد الشعاب

ويتعرض وجود الشعاب المرجانية في جميع أنحاء العالم للتهديد جراء العديد من التأثيرات البيئية، والتي قد تلحق أضرارا خطيرة بها وتدهورا كبيرا، ومن بين آثار التهديدات البيئية ظاهرة ابيضاض المرجان والتي تتمثل في فقدان أنسجة حيوان المرجان طحالب الزوزنثالي.

ولفتت الدراسة إلى أن الابيضاض يحدث بسبب العديد من العوامل (أو مزيج منها) مثل التلوث والإجهاد البشري المنشأ، والافتراس، والتآكل، والترسبات، وتغير مقدار الملوحة، والعدوى البكتيرية، والتعرض للهواء أوقات الجزر أو حدوث تيارات بحرية باردة تأتي من قاع المحيط خلال فترات متعددة، أو الإشعاع الشمسي أو ارتفاع درجة حرارة ماء البحر بسبب تغير المناخ العالمي وهو العامل الأكثر أهمية بين الجميع.

الابيضاض والنفوق

وقد لاحظ العلماء أن الابيضاض يمثل تهديدا رئيسيا لحيوان المرجان وبالتالي للشعاب المرجانية، وأن حدوثه يتزايد بسرعة منذ ثمانينيات القرن الماضي، فيمكن أن ينفق حيوان المرجان بسبب الابيضاض، ويمكن أيضا أن يتعافى ويبقى على قيد الحياة.

وبسبب الابيضاض يعاني حيوان المرجان من انخفاض في نسبة البروتين والدهون والكربوهيدرات، وعلاوة على ذلك يعاني حيوان المرجان أيضا من انخفاض في نمو الهيكل وفشل في التكاثر أو تأخر التفريخ لمدة عام واحد، كما أن اللافقاريات الكبيرة والأسماك التي تتعايش مع أو تستهلك مباشرة حيوان المرجان ستتضاءل بقدر تضاؤل الشعاب المرجانية.

ولفتت الدراسة الى أنه من الصعب التنبؤ بالنتائج الكلية لابيضاض المرجان بالنسبة لمعظم الكائنات الحية التي لا ترتبط ارتباطا مباشرا بحيوان المرجان.

ففي بعض الأحيان بعد الابيضاض يحدث تبدل للتجمعات السمكية المهيمنة في منطقة الشعاب المرجانية، في حين لا يوجد انخفاض في إجمالي تعداد الأسماك.

وفي بعض الحالات المبلغ عنها سيطرت الطحالب الكبيرة على حيوان المرجان في شمال غرب خليج أستراليا بعد الابيضاض، حيث حدث نفوق واسع النطاق.

حوادث الابيضاض

وقع العديد من أحداث الابيضاض على مر السنين ومازالت تحدث لكن حدث المدى العظيم من الابيضاض الشامل في جميع أنحاء المحيطات خلال الفترة من منتصف عام 1997 إلى الأشهر الأخيرة من عام 1998، حيث حدث الابيضاض في المحيط الأطلسي والبحر الكاريبي والمحيط الهندي وبحار الشرق الأوسط وشرق وغرب المحيط الهادي وبحار جنوب شرق وشرق آسيا، وتزامنت أحداث الابيضاض هذه مع حدث كبير هو ظاهرة إلنينيو، والتي تم اعتبارها أكبر حدث ابيضاض مسجل في التاريخ.

ولوحظ الضرر الأكبر للابيضاض في جميع أنحاء المحيط الهندي وغرب المحيط الهادي، فعلى سبيل المثال بلغ الابيضاض في بعض المناطق المحيطة بالبحرين (إحدى مناطق المياه الضحلة في الخليج العربي) 100% مع نفوق من 90 إلى 95% من المرجان، كما حدث ابيضاض للمرجان في مناطق عديدة من العالم بنسب مرتفعة جدا.

وبشكل عام يمكن تلخيص عمليات الابيضاض، من جهة تعلقها بارتفاع درجة الحرارة، بالابيضاض الفسيولوجي والابيضاض المتعلق بإجهاد طحالب الزوزنثالي والابيضاض المتعلق بإجهاد حيوان المرجان.

الاحتباس الحراري والابيضاض

توقعت الدراسة أن تصبح ظاهرة الابيضاض أكثر تواترا (سنويا أو نصف سنوي) وأكثر حدة في العقود القادمة، حيث يمكن أن يحدث تدهور كامل في جميع أنحاء نظم الشعاب المرجانية، لذلك يجب علينا كبشر أن نحاول الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري لأن الابيضاض يمكن أن يزيل الشعاب المرجانية في المياه الضحلة خلال عقود من الزمن، وكذلك الحد من التدخلات البشرية المنشأ في المحيطات حتى نتمكن من حماية حيوان المرجان وبالتالي حماية الشعاب المرجانية والكائنات الحية المرتبطة بها، خاصة الأسماك، فعندما يكون هناك مزيج من ابيضاض حيوان المرجان والعواصف وارتفاع في معدل الصيد والتلوث، فسيتم منع استعادة صحة الشعاب المرجانية بعد حدوث الاضطرابات، لذلك قد يتم تدمير مجتمعات الشعاب المرجانية في المراحل المبكرة من التعاقب، مما يؤدي إلى بقاء ثراء الأنواع منخفضا.



[ad_2]

Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى