أخبار عربية

كيف يستخدم نزلاء السجون البريطانية “السمك المعلب” لجلب المخدرات؟

[ad_1]

أين تُستخدم عملة "السمك المعلب"؟

مصدر الصورة
Getty Images

تسود منظومة غريبة من العلاقات بين نزلاء السجون، بما يشمل مقايضة السلع المنزلية بعضها بعضا، وإبرام صفقات للحصول على المخدرات.

السطور التالية عبارة عن مقتطفات من كتاب “السجن: دليل للنجاة” بقلم كارل كاترمول.

ليس من الصعب على المرء أن يعرف السبب وراء وجود مصدر ثانوي للدخل بالنسبة للقابعين خلف قضبان سجون صاحبة الجلالة؛ وهو الاسم الذي يحمله نظام السجون في المملكة المتحدة. فعندما تنعدم فرص العمل في إطار الاقتصاد القانوني المشروع، ينخرط الجميع في العمل في السوق السوداء. هكذا تمضي الأمور على أي حال.

في الماضي، كانت لفافات التبغ تمثل وحدات العملة، التي يجري التعامل بها وراء القضبان، إلى أن حُظِرَ ذلك مؤخرا. لذلك دعني أصارحك بكل أسى بأن الأيام التي كان يجلس فيها “بارونات” السجن وبحوزتهم أكداس من علب السجائر كما لو كانت سبائك ذهبية، قد ولّت. والآن بوسعك رؤية “البارونات الجدد”، ومعهم أكوام من عبوات السمك المُعلب ومستلزمات النظافة وأدواتها، وقد وضعوا كل ذلك في مستوى مرتفع للغاية – بعيدا عن الأعين – خارج نوافذ زنازينهم.

يشبه الأمر الحياة في القرية التي كانت تعيش فيها شخصيتا الرسوم المتحركة أستريكس وأوبليكس، فلكل فرد هنا مشروعه الصغير. فالعاملون في المطبخ سيُهرّبون لك بعض الأعشاب والفلفل الأسود، مقابل علبة أو اثنتين من التونة، بينما سيضمن لك من يعملون في التنظيف، أن تُنظف ملابسك جيدا، مقابل منحهم أحد مشروبات الطاقة.

في الوقت نفسه، سيتأكد الفتى المسؤول عن تغيير محتويات الزنازين من أن تحصل على أغطية فراش نظيفة ولو قليلا، إذا منحته بعض الشعيرية سريعة التحضير.

أما الحلاقون فيجنون من جانبهم دخلا كبيرا (من علب التونة وعبوات جل الاستحمام) بفعل رغبة كل النزلاء في قص شعرهم للظهور في أفضل هيئة ممكنة، استعدادا لزيارة أحبائهم أو أقاربهم. ربما أنصح بأن يشتري المرء آلة لقص الشعر، وأن يصبح حلاق العنبر. لكن عليه أن يحذر من أنه قد يصبح في هذه الحالة جزءا من الصراعات الضارية الرامية للحصول على أكبر عدد من علب التونة، ولا مزاح في ذلك بالمناسبة.

مصدر الصورة
Urszula Soltys

Image caption

كارل كاترمول هو سجين شاب سابق وأحد نشطاء إحدى الحملات التي تهدف للإصلاح القانوني، وقد سُجِنَ في زنزانة واحدة مع رجال عصابات ومدمني مخدرات ومرضي نفسيين ومرتكبي جرائم ذات طبيعة جنسية

بجانب ذلك، هناك خدمات متوسطة التكلفة يمكن للسجين الحصول عليها وراء القضبان. فالسجناء الذين يجيدون الرسم سيصممون له بطاقات تهنئة بأعياد الميلاد، أو رسائل غرامية أو بطاقات يتمنى فيها الشفاء العاجل لمن أَلَمَ به مكروه. أما النزلاء البارعون في الحرف اليدوية، فسيصنعون له مجموعة أدراج باستخدام أعواد الثقاب والغراء. وإذا كان يريد مشروبا مُسكِرا فسيدفع مقابله نحو 10 جنيهات إسترلينية للتر (ما يوازي قرابة 12 دولارا ونصف الدولار)، ويتفاوت السعر بالطبع حسب الجودة.

وهناك أشياء أخرى أكثر تكلفة بطبيعة الحال. فالخمسون غراما من المخدرات والتبغ تكلف الآن نحو 500 جنيه إسترليني. أما شراء نظام صوتي مجسم “ستريو” فيتطلب خطوات أكثر تعقيدا، تشمل الاستعانة بأشخاص من خارج الأسوار لدفع الثمن نيابة عمن هم خلفها. وتبدأ العملية عبر سداد صديقٍ للمشتري – يوجد في الخارج – الثمن لصديقٍ للبائع موجود في خارج السجن كذلك، وبمجرد إتمام تسليم النقود، يُسلم النظام الصوتي لمن أراد شراءه خلف القضبان.

وفي واقع الأمر، يدخل البعض السجن لكسب أموال أو سداد ديون مستحقة عليه. إذ يبتلع هؤلاء أقصى ما يمكنهم من المخدرات، ويَعْمَدون إلى أن تعتقلهم الشرطة، حتى يتسنى لهم بيع هذه العقاقير المخدرة داخل السجن. ويبدو نمط حياة مثل هذا أكثر غرابة كلما أمعنت التفكير فيه. وعلى أي حال، لا يوجد من يمارسه، إلا إذا كان يحتاج إليه بحق، أو أجبر على المضي على دربه.

الديون

وبينما يمكن لمن هم خارج السجن الحصول على قروض من جهات مختلفة، مثل المصارف أو مانحي القروض قصيرة الأجل، يُتاح ذلك وراء القضبان أيضا. لكن المُقرضين في هذه الحالة يتمثلون في “البارونات” الذين يُقرضون الأموال، وفقا لخطة تحمل اسم “الفقاعة المزدوجة”، وهي اسم على مسمى، فأنت تقترض في هذه الحالة شيئا ما (قد يكون عبارة عن مخدرات أو نيكوتين أو عقاقير مُسكنة للألم أو طعام أو أدوات للنظافة) ثم تدفع ضعف ثمنها في الأسبوع التالي. وإذا عجزت عن السداد، ربما تدخل في دوامة من الديون، وتُجبر على أن ترد دينك أضعافا مضاعفة.

ويشكل عنبر المُستجدين (الذي يُودع فيه السجناء الجدد كما هو بادٍ من اسمه) أكثر العنابر التي تشهد حدوث مثل هذه الوقائع، لأنه المكان الذي يكون فيه النزلاء في أضعف حالاتهم، وخاضعين لضغط هو الأشد على الإطلاق، وليس لديهم سوى القليل للغاية من احتياجاتهم.

وهناك الكثيرون ممن يقترضون وينجحون في سداد ديونهم. لكن إذا فشل المرء في ذلك، فسينتهي به الحال إلى وضع غير ملائم له على الإطلاق. فربما يُعتدى عليه بالضرب، أو تُضرب أصابعه في باب الزنزانة، أو يتم تحميله أكبر الأعباء وأثقل المهام.

وفي الحالات القصوى يحاول المقترضون الانتقال إلى سجن آخر، لكن “البارونات” ليسوا بلهاء، إذ يطلبون ممن يقترض أموالا منهم، إعطاءهم البيانات الخاصة بعائلاتهم. ولهذا يتم استهداف أفراد هذه العائلات، إذا ما أصبح أقاربهم المُقترِضون بعيدين عن المتناول.

وفي الوقت الذي تستخدم فيه الشركات التي تقدم الخدمات المالية، وتقع مقارها في الشوارع التجارية الرئيسية، وكلاء يعملون بشكل قانوني ويرتدون أزياء رسمية ولكنهم بلطجية في نهاية المطاف؛ يقوم “البارونات” وراء القضبان بالمثل، مُستعينين بصبية في رداء السجن. وفي حقيقة الأمر؛ ليس من فارق كبير بين الاثنين.

يمكنك قراءة الموضوع الأصلي على موقع BBC Capital

[ad_2]

Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى