كيف تروج لنفسك وتبرز مهاراتك في العمل؟
[ad_1]
- كاتي بيرن
- بي بي سي
ربما يكون تفخيم الذات مكروها من قبل كثيرين، لكن من المهم أن نعرف أفضل السبل لإبراز مهاراتنا، وخاصة الآن.
كثير من الناس ينفرون من مجرد فكرة الترويج للذات. كما أن التباهي بالنفس أمر لا يجيده الجميع، وهذا ليس مفاجئا، نظرا لأننا تعلمنا منذ الطفولة أن “التفاخر” ليس بالصفة الجذابة.
وتقول ستيفاني سوورد ويليامز، مؤلفة كتاب “اللعنة على التواضع: لماذا الترويج الذاتي ليس بالكلمة القبيحة”: “لطالما اعتبرنا الترويج للذات أحد أشكال الغطرسة، لكن ما لم تكن شخصا متغطرسا بالأساس، فلن تبدو كذلك”.
في الواقع، يجب أن يعتبر الاعتزاز بإنجازاتك المهنية جانبا طبيعيا في الحياة، وليس من المحرمات، كما يقول الخبراء. فإبراز مهاراتك بشكل جيد يمكن أن يصب لصالح نجاحك في العمل، وسواء كنت تنتقل إلى وظيفة جديدة، أو تسعى إلى الارتقاء على السلم الوظيفي، أو ترغب في إطلاع رئيسك في العمل على ما حققته من انجازات، فامتلاك مهارة الترويج للذات بشكل فعال هو ميزة مهمة.
وفي أيامنا هذه، يمكن القول إن الحاجة إلى “التسويق الذاتي” لم تكن يوما أكبر مما عليه الآن، ففي ظل تفشي فيروس كورونا، تحتاج الشركات إلى أن تزن ما تحتاجه بدقة – وما لا تحتاجه – لتتمكن من المضي قدما. وهذا صحيح بشكل خاص بالنسبة لبعض المجموعات، فالنساء مثلا، واللواتي يكافحن تقليديا للترويج لأنفسهن، عانين بشكل خاص من الركود الذي تسبب به تفشي الفيروس.
وحدث هذا أيضا مع الذين اضطروا للعمل من منازلهم، إذ أظهرت أبحاث أنهم يعانون من الافتقار إلى إمكانية اللقاء مع المديرين وجها لوجه، الأمر الذي يؤثر سلبا على فرصهم في الارتقاء الوظيفي.
وتقول سوورد ويليامز: “إذا لم نستثمر الوقت في التعريف بقيمتنا، فإننا نخاطر بأن يُنظر إلينا على أننا أشخاص لا حاجة لهم. المضمون الذي تقدمه عن نفسك يشكل ما ستُعرف به. لذلك من الضروري أن تتحكم جيدا بهذه المعلومات”.
وفي مرحلة ما بعد الوباء، يمكن للطريقة التي نروج بها لأنفسنا أن تساهم في تحديد ما إذا كنا سننجح ونبرز في العمل، أو نتراجع، ونصبح مهملين أو على الهامش. وهذا يعني أنه يتعين علينا التغلب على الحساسية، وتعلم كيفية التعريف بكافة مهاراتنا بشكل صحيح. ولحسن الحظ، هذا الأمر قابل للاكتساب ويمكننا جميعا إتقانه.
الفجوة بين الجنسين في الترويج الذاتي
يعتبر الترويج للذات في أبسط أشكاله، عملية لفت الانتباه إلى عملك وإنجازاتك. سواء كان ذلك بواسطة منشور على “لينكدين”، أو رسالة عبر البريد الإلكتروني لإعلام رئيسك أنك باشرت العمل، أو محادثة مع جهة مهمة ضمن شبكة العلاقات. فالترويج للذات يسلط الضوء على نجاحاتك بهدف تطوير ما يمكن أن يصبح “علامة تجارية شخصية”، أو المضي قدما في مسيرتك المهنية، أو تأكيد حضورك في المجال الذي تعمل به. إنها مهارة مهمة، سواء بالنسبة لشخص يحاول صعود السلم الوظيفي، أو بالنسبة لمدير تنفيذي.
وربما من غير المستغرب، أن تُظهر الأدلة أن ممارسة الترويج للذات لدى الرجال أعلى مما هي عليه لدى النساء. وكشفت دراسة أجراها أكاديميان مقيمان في الولايات المتحدة عام 2019 وجود “فجوة كبيرة بين الجنسين” في هذا المجال.
فقد طلب الباحثان من المشاركين في الدراسة إجراء اختبار في الرياضيات والعلوم، ثم تقييم أدائهم بأنفسهم. وقيل للمشاركين إن هذا التقييم سيعطى لرب عمل، وهو سيستخدم هذه المعلومات حصريا ليختار على ضوئها الشخص الذي سيوظفه والراتب الذي سيدفعه له. ورغم أن أداء الرجال والنساء كان متساويا بشكل واضح، فقد أعطى الرجال أنفسهم تقييما يصل في المتوسط إلى 61 من 100، بينما قيمت النساء أداءهن بمعدل 46 من 100.
وتقول أنابيل ويليامز، مؤلفة كتاب “لماذا النساء أفقر من الرجال (وما الذي يمكننا فعله حيال ذلك)”: “تظهر كثير من الدراسات المنفصلة أن الرجال يميلون إلى التفاخر بإنجازاتهم عند سؤالهم عنها، بينما تميل النساء إلى التقليل من شأن إنجازاتهن وقدراتهن”.
وتضيف: “تُعاقب الفتيات اجتماعيا إذا تبجحن أو تصرفن بشكل حازم. وهناك كلمات مثل استعراضية ومشاكسة ومتسلطة، تُستخدم فقط لوصف الإناث، بينما يُنظر إلى نفس السلوك من قبل الرجال على أنه دليل على الثقة بالنفس والتمتع بقدرات قيادية”.
ووفقا لسوورد ويليامز، فإن جزءا من المشكلة يكمن في أننا نفتقر إلى قدوة نسائية في المناصب العليا، لنتعلم منها أن الاحتفال بنجاحاتنا أمر مقبول.
وتقول: “نتيجة لذلك، تشعر المرأة أن عليها أن تكون على درجة عالية من الكفاءة في أمر ما قبل أن تتمكن من التباهي به وإعلانه على الملأ. كما تعاني النساء أيضا من الحاجة الدائمة لكسب رضا الآخرين، لذا، بدلا من المغالاة في تقدير الإمكانات مقابل الضعف في الأداء، يفضلن التواضع في تقدير مهاراتهن”.
بالطبع، بعض النساء يروجن لإنجازاتهن بشكل طبيعي، بينما يعاني بعض الرجال في هذا المجال. كما أظهر استطلاع حديث أن النساء الأصغر سنا أكثر ارتياحا لذلك من نظيراتهن الأكبر سنا.
ويمكن أن يكون للترويج الذاتي جانب سلبي أيضا، كأن يمارس بأسلوب خاطئ، ويمكن أيضا أن يعتبر تفاخرا مزعجا، الأمر الذي يقضي على الفوائد المرجوة منه. كما أنه قد لا ينجح في إثارة إعجاب صاحب العمل، وذلك تبعا لطبيعة شخصيته.
“اجعلها عادة”
لكن بما أن الترويج للذات المتسم بالاتزان يمكن أن يؤتي ثماره، فلا بأس بالتدرب على ممارسته، خاصة الآن بعد أن أصبح كثيرون منا يعيشون في عزلة نسبية بسبب ظروف العمل من المنزل. وقد يبدو التواصل مع عميل مهم، أو مفاتحة رئيسك بشأن الترقية أمرا غريبا حين تستعد للقيام بذلك من خلف شاشة الكمبيوتر وليس بشكل شخصي، لكن الافتقار إلى المبادرة وعدم القيام بأي شيء مما سبق ينطوي على مخاطر حقيقية.
وتقول هارييت مينتر، مؤلفة كتاب “العمل من المنزل: كيف تؤسس مهنة تحبها حين لا تكون في المكتب”: “علينا تخصيص بعض الوقت للترويج للذات ضمن جدول عملنا، وما لم نفعل ذلك، فإننا نجازف بأن نصبح بعيدين عن الأنظار وبعيدين عن الذهن. ولتسهل عليك الأمر، فكّر به على أنه مجرد إطلاع الناس على مستجدات ما تفعله. فإذا كنت مسؤولا عن إدارة شخص، فسترغب بمعرفة ما يفعله، أليس كذلك؟”.
وتوافق سوورد ويليامز على ذلك، وتضيف: “تحدث مع رؤسائك عن الكيفية التي يرغبون بأن تطلعهم عبرها على آخر مستجداتك. فالتصرف بشكل استباقي وتقديم هذه المعلومات يوفر وقتا بالنسبة لهم، كما يمنحك سجلا يمكنك الرجوع إليه بخصوص أمور مثل تقييم أدائك. أسوأ تصرف هو أن لا تفعل شيئا على أمل أن يلاحظوا الجهد الشاق الذي تبذله في العمل. لذا، في وقت لا يمكنهم فيه رؤية ذلك بشكل مادي، فالأمر متروك لك لتذكيرهم”.
ومثل أي مهارة جديدة، فإنك تحتاج إلى تعلم وتطوير وتمرين مهاراتك في الترويج للذات، لكي تشعر براحة عند استخدامها. تقول مينتر: “تعود التحدث إلى رئيسك في العمل حول تطلعاتك المهنية طويلة المدى”.
وتضيف: “لا تترك لفكرة ‘الوقت غير مناسب الآن’ أن تجعلك تؤجل ذلك أو تعدل عنه. بل فكر بما أضفته بعملك إلى إنجازات الشركة، واكتب طلبك انطلاقا من هذه المعطيات”.
وتقترح مينتر استخدام رسائل البريد الإلكتروني التي ترى أنها الوسيلة المناسبة لمشاركة نجاحاتك مع أرباب العمل. وتشير إلى أن هذا “يتيح لك الوقت الكافي لصياغة أفكارك بأفضل طريقة ممكنة، والتأكد من تضمين رسالتك كافة التفاصيل التي ترغب بها. وحاول إن أمكنك أن تجعل من ضمن عاداتك إرسال رسالة واحدة على الأقل في الأسبوع، فكلما كتبت رسائل أكثر، يصبح الأمر أسهل”.
إذا كنت تفضل طريقة غير مباشرة وتبدو أبعد عن التفاخر، ففكر في تقديم نفسك كموجه، سواء للزملاء الأصغر سنا أو للنظراء في العمل. فمشاركة خبراتك وتقديم النصح للذين بدأوا العمل لتوهم هو طريقة رائعة لإظهار ما راكمته من مهارات وخبرات. ومن المفيد أيضا تدوين إنجازاتك، فهذا لن يذكرك بمهاراتك فحسب، بل سيعطيك أيضا نقاطا مرجعية سريعة في حال أتيحت الفرصة لمناقشتها في العمل.
كما أن الحرص على أن تعكس حساباتك الرقمية كافة مهاراتك وأحدث خبراتك، أمر لا بد منه، وفي نفس الوقت يمكن لمراقبة “إعلانات الإنجازات” الخاصة بأشخاص آخرين على “لينكدن” و”تويتر” أن تساعدك في التأكد من أسلوب “المشاركة” المناسب لك، وما يعجبك، أو لا يعجبك بهذا الخصوص.
وإذا كانت فكرة الترويج للذات لا تزال غير مقبولة بالنسبة لك، وتثير لديك رد فعل معاكس وتجعلك راغبا في الانكفاء على نفسك، فإن إعادة صياغتها في عقلك من شأنها مساعدتك على تجاوز هذا التردد الأولي.
وتقول سوورد ويليامز: “وضحت لكثير من الناس أن الترويج للذات مجرد شكل من أشكال سرد الأخبار، عليك فقط أن تقرر كيف تريد أن تحكي سيرتك وأخبارك. عندما نقدم شرحا عن كيفية تحقيقنا أمرا ما، فذلك يسمح للآخرين إما بأن يشعروا بأنهم جزء من العملية – أو أنهم قادرون بدورهم على تحقيق نجاح مشابه”.
[ad_2]
Source link