المبادرة السعودية: هل هي “فرصة أخيرة” لحل أزمة اليمن أم مجرد “مناورة”؟
[ad_1]
- قسم المتابعة الإعلامية
- بي بي سي
علقت صحف عربية على المبادرة السعودية الأخيرة لوقف إطلاق النار وإنهاء الأزمة في اليمن. فقد وصفت صحف سعودية المبادرة بأنها “شجاعة” وأنها “نقلت كرة السلام في اليمن لملعب الحوثي”، وتساءلت عن موقف الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي رفع اسم جماعة الحوثي من قائمة الإرهاب وهم يرفضون المبادرة.
وفي الجانب الآخر، يرى كُتاب في صحف يمنية خاضعة للحوثيين بأن المبادرة ما هي إلا “مناورة” وأن السعودية “تحاول عبثا الظهور بعباءة الباحث عن الحل السياسي لتحسين صورة إدارة بايدن”.
“فرصة أخيرة”
تقول صحيفة الرياض في افتتاحيتها: “نقلت المملكة كرة السلام في اليمن لملعب الحوثي والمجتمع الدولي، عبر مبادرتها الشجاعة لإنهاء الأزمة اليمنية والتوصل لحل سياسي شامل”.
وترى الصحيفة أن المبادرة قد تكون “بمثابة فرصة أخيرة لميليشيا الحوثي لمراجعة حالة التبعية واختطاف القرار من قبل النظام الإيراني، وفض الارتباط المدمر مع مشروع الملالي لاختراق المنطقة، وزرع الفتن والقلاقل بين مكوناتها”.
وتضيف: “على الحوثيين وهم يجرون حساباتهم هذه المرة إدراك حقائق التاريخ، ووقائع الميدان الحالية بهذا الصدد، فمن الواضح لأي مستبصر أنهم لن يحققوا شيئا من طموحاتهم الفائضة عن قدراتهم مهما تلقوا دعما من إيران، ومن أذرعها في المنطقة”.
وتؤكد الصحيفة أن المملكة “وضعت كل أجزاء القضية في مكانها الصحيح، وأنهت حالة الخلط وقلب الحقائق التي أحاطت بحرب الضرورة ودعم الشرعية الجارية في اليمن، وفي الوقت ذاته وضعت جميع الأطراف المعنية بالأزمة إقليميا ودوليا أمام مسؤولياتها، فطريق الحل واضح عبر الحوار الوطني المفتوح”.
ويقول حمود أبو طالب في عكاظ السعودية إن السعودية قدمت “مبادرتها الجديدة لحلحلة الوضع المتأزم عبر حزمة من البنود تمهد لتفاهمات سياسية تؤدي للوصول إلى نهاية تنقذ اليمن من أوضاعه المتردية”.
ويضيف: “ما فائدة الترحيب الدولي وخصوصا الأمريكي بالمبادرة عندما ترفضها المليشيا الحوثية. بل لا بد من سؤال الرئيس بايدن تحديدا ألم تكن تريد حلا سلميا للمشكلة اليمنية، وتتحدث بالغمز واللمز عن دور أو مسؤولية المملكة عن ذلك، رغم ما في هذا من تجاهل كبير للحقائق المرتبطة بأسباب المشكلة والطرف الذي يتحمل المسؤولية الرئيسية. ها هي المملكة تقدم مبادرتها من منطلق الحرص المتواصل والأكيد على سلامة اليمن وشعبه ومستقبله، واستمرارها في تقديم كل ما هو ممكن للوصول إلى هذه الغاية، لكن الحوثيين رفضوا المبادرة منذ لحظة إعلانها، فما هو موقفكم…؟”.
“مناورة لا مبادرة”
وتحت عنوان “مناورة لا مبادرة”، يرى يحيى المحطوري في جريدة الثورة اليمنية أن المبادرة “فقاعة سياسية ومناورة غبية بإعلان ورقة حل تم الرد عليها مسبقا وملتها طاولة المفاوضات، وهي غير منطقية وتم رفضها مسبقا”.
ويقول: “دون أي جديد يذكر، يغامر النظام السعودي في طرح اشتراطاته المجحفة علنا، بعد أن ظل يحاول إخفاءها خلال المراحل السابقة. الجديد أن السعودي أثبت من جديد أنه الطرف الأساسي في العدوان”.
ويصف الطرف السعودي بأنه “يحاول عبثا الظهور بعباءة الباحث عن الحل السياسي لتحسين صورة إدارة بايدن التي تشدقت بالدعوة إلى إيقاف الحرب على اليمن طوال حملتها الانتخابية، وحين وصل القرار الفعلي لها ذهبت إلى تمثيل مسرحيات هزلية تمثل فيها دور الضحية لتبرير استمرارها في دعم هذه الحرب العبثية أمام الرأي العام الأمريكي والدولي”.
“محور المقاومة”
ويرى عبد الباري عطوان، رئيس تحرير رأي اليوم الإلكترونية اللندنية، أن المبادرة “تضمنت بعض التنازلات على درجة كبيرة من الأهمية مثل إعادة فتح مطار صنعاء جزئيا، وكذلك رفع حصار ‘مشروط’ على ميناء الحديدة، ووضع العوائد من الرسوم في حساب مصرفي مشترك في المدينة، لكن هذه المبادرة السعودية المشروطة التي تركز على الجانب الإنساني للأزمة وفصله عن الجوانب السياسية والسيادية إلى مفاوضات قد تمتد لسنوات، جاءت في التوقيت الخطأ، ومحاولة لتقليص الخسائر، واعتراف مهم بفشل الحرب وعدم إعطائها النتائج المأمولة”.
وعدّد عطوان أسبابا وراء هذه المبادرة، منها أن “حركة أنصار الله الحوثية… لا يمكن أن تنخرط في أي مفاوضات أو وقف لإطلاق النار” إلا بعد السيطرة على مدينة مأرب “الغنية جدا باحتِياطات النفط والغاز”، وأن ثقتهم في الطرف السعودي “شبه معدومة إن لم تكن معدومة بالكامل”، وأن “الضمانات الدولية ليست لها قيمة”، وأن ربط الملف الإنساني بالملف العسكري “لم يكن موضع قبول من الطرف الحوثي”، وأن الحوثيين يتبنون “سياسة الصبر الاستراتيجي طويل النفس”، ويطالبون الجانب السعودي “بتعويضات مالية عن خسائر الحرب”.
ويرى الكاتب أن “الألم السعودي من الحرب بات الأضخم بعد القصف بالصواريخ الباليستية والمسيرات الملغمة من قبل القيادة العسكرية للجيش واللجان الشعبية اليمنية للأهداف والبنى التحتية الاقتصادية السعودية”.
ويؤكد عطوان أن ما لا تدركه القيادة السعودية “أن اليمن اليوم غير اليمن الذي شنت ‘عاصفة الحزم’ ضده قبل ست سنوات، وأن حركة ‘أنصار الله’ الحوثية وحلفاءها باتت جزءا من تحالف قوي إن لم يكن الأقوى في المنطقة، اسمه محور المقاومة، أي أنها لا تقف لوحدها، والفضل في ذلك يعود إلى سوء تقدير الموقف قبل إطلاق الطّائرة الحربية الأولى وصاروخها الأول باتجاه صعدة وصنعاء”.
[ad_2]
Source link