ورود ملونة قضايا مكررة! | جريدة الأنباء
[ad_1]
- قصة مكشوفة بوتيرة واحدة من دون إثارة تشد المتابع
- الكاتبة فجر السعيد لها السبق في طرح مثل تلك القضايا
مفرح الشمري
من المسلسلات الدرامية التي عرضت خارج السباق الرمضاني مسلسل «ورود ملونة»، المأخوذ من رواية الكاتبة علياء الكاظمي، التي صدرت في 2009، وتصدى لإخراج العمل منير الزعبي، وشارك فيه نخبة من الفنانين، منهم: إبراهيم الحربي وانتصار الشراح ولمياء طارق وسلمى سالم وملاك والراحل مشاري البلام وريم ارحمه وعبدالمحسن القفاص ونواف العلي وآخرون، وهو من المسلسلات التي توقف تصويرها بسبب انتشار جائحة «كورونا» وبعد انفراج الحياة قليلا تم استكماله وعرض في سبتمبر 2020.
أحداث «ورود ملونة» مطابقة للرواية دون تغيير في شخصياتها، وتدور قصته في إطار اجتماعي، ربما تكون واقعية نقلت تفاصيلها الكاتبة علياء الكاظمي لأسرة تعاني العديد من المشاكل الاجتماعية، والمتابع للمسلسل يشعر بتكرارها في الأعمال الدرامية الخليجية المليئة بقصص الطلاق وظلم النساء وتسلط الرجال في كل مجالات الحياة.
الأب
تتمحور قصة العمل حول عبدالوهاب (إبراهيم الحربي) الأب لأربع بنات الذي يتمنى أن تنجب زوجته خالدة (سلمى سالم) ولداً، ورغبته بذلك تدفعه إلى الزواج بأخرى وهي سكرتيرته فداء (هيما إسماعيل) التي تنجب له بنتا فيبتعد عنها وعن ابنته الخامسة خاصة بعدما أنجبت زوجته الأولى خالدة الولد فيستسلم لتلبية طلباتها والتي كان أولها الابتعاد عن زوجته الثانية وابنتها، فيعيش معها ومع أبنائها ويهمل ابنته من الزوجة الثانية التي هي من جنسية عربية.
مشاكل نفسية
أبناء عبدالوهاب (إبراهيم الحربي) الذين أنجبتهم زوجته الأولى خالدة (سلمى سالم) كلهم بحرف «الهاء»، هتاف (ريم ارحمه)، هبة (لمياء طارق)، هند (ملاك)، هالة (خلود محمد)، هيثم (عبدالله البلوشي)، بينما ابنته من زوجته الثانية هي جنات (ايمان الحسيني)، ومع مرور الأيام يكبر الأبناء وتكبر معهم مشاكلهم الاجتماعية والنفسية، فالابنة الكبرى «هتاف» تعاني من تسلط حماتها أم نبيل (انتصار الشراح) واتهامها الدائم لها بأنها المتسببة في الحادث المروري الذي أدخل ابنها نبيل (علي المذن) في غيبوبة على الرغم من حرص «هتاف» على زيارته يوميا في المستشفى، لأن اتهام حماتها يشعرها بالذنب، خصوصا أن نظرة المجتمع «ما ترحم» للوضع الذي تعيشه سواء في البيت أو عملها، وقررت التعايش مع وضعها حتى لا تكون صيدا سهلا للنفوس المريضة، فثابرت ولم تتزوج بعد إعلان وفاة زوجها لتبقى وفية له فنذرت نفسها لتربية ابنها، ومع مرور الأيام فتحت شركة لأعمال الخير بمشاركة صديقتها شادن (هدى حمدان).
أما هبة فتكتشف بعد ارتباطها بزميلها طارق (نواف العلي)، أنه سيقف عائقا بينها وبين عملها الذي تحبه كمسؤولة تسويق في أحد البنوك، وذلك لغيرة خطيبها الشديدة الذي يراقبها دائما، وعلى الرغم من تردد هبة في إتمام الزواج إلا أنها تزوجته بعدما وعدته بعدم الاستمرار في استكمال حلمها في التسويق، لكن مع مرور الوقت يكتشف طارق أن زوجته هبة غير صادقة في وعدها، فخيّرها بينه وبين عملها لتختار عملها ويطلقها، ومع مرور الأحداث تتزوج صهيب (عبدالمحسن القفاص) الذي كان زوج أختها غير الشقيقة لتعيش معه حياة سعيدة بعد أن عرفت كيف تسيطر عليه.
أما هالة الحالمة بالزواج من عماد (الراحل مشاري البلام) الذي تساعده في التوفيق بين العمل بشهادته كمهندس وحبه للكتابة والتأليف، فيتحقق حلمها وتتزوجه ليصبح كاتبا مشهورا بفضلها لأنها تحملت الكثير من الصراعات من أجله خصوصا مع أمها.
ملح المسلسل
الابنة هند «ملح» المسلسل وكانت المتنفس الوحيد للمشاهد للضحك على طريقتها في نقل أخبار زميلاتها، حيث كانت مشغولة بالنميمة أكثر من انشغالها بالتفكير في تكوين أسرة، وهذا الأمر كان يثير شفقة أمها عليها بسبب تأخر ارتباطها، وبعد فترة تزوجت من رجل متزوج لكن زوجته «نسره»، ووافق والد هند على الزواج بشرط ان يكون محدودا بين الأهل، ولكن بعد أن علمت الزوجة الأولى بخبر الزواج ذهبت إلى شقة هند وأعطتها درسا لا ينسى أدخلها المستشفى، فطلقت وبعد ذلك بفترة تزوجت من رجل أرمل لتحقق السعادة التي تريدها.
أما الابن هيثم فيعشق الرسم لدرجة الجنون، ويبقى في مرسمه لساعات طويلة، وهذا الأمر كان يزعج والده لأنه لا يريد أن تكون شخصيته انطوائية، لأن حلم حياته أن يكون لديه ولد يسانده لكن تصرفات هيثم خيبت آماله، ومع الأيام تغيرت شخصية هيثم بعد أن تم تعيينه في أحد المعاهد الخاصة للرسم، خصوصا بعدما دخلت حياته سارة (روان العلي) التي تعلقت به وطلبت منه الارتباط حتى يكونا معا دائما.
تكسر الخاطر
بينما جنات، التي تؤدي دورها الفنانة إيمان الحسيني، هي التي «تكسر خاطر» المشاهدين لأنها وقعت ضحية تسوية معاملات والدها المشبوهة مع ابن أخيه وشريكه في العمل صهيب (عبدالمحسن القفاص) المغرور، والذي يعاني من اضطرابات نفسية شديدة.
ومعاناة جنات تبدأ عندما وافق أبوها على أن يزوجها بصهيب الذي كان يهدده بما يمتلكه من شيكات ضده، ولأن والد جنات صاحب شخصية ضعيفة وانتهازية ضحى بابنته من أجل أن يحمي نفسه، فتزوجت جنات صهيب الذي لم يرِها يوما سعيدا في حياتها لأنه شخصية غريبة الأطوار، وفي كل مرة يذكرها بفقرها وانه «ليس كمثله أحد»، ومع مرور الوقت ورغم محاولات جنات لإصلاحه، إلا أنها فشلت في ذلك وزاد من تعذيبها وضربها ليتم الطلاق بينهما بعد أن تدخل أخوها هيثم في الموضوع، ثم تزوجت جنات رجلا كريما يحبها وتحبه وعاشت سعيدة.
ضحايا
في إطار ما سبق نجد أن جميع الشخصيات النسائية في العمل «ضحايا» وان الشخصيات الرجالية «ظالمة لأبعد الحدود»، وهذا الأمر يعرفه المشاهد من الحلقات الأولى لهذا المسلسل من خلال المشاهد التي جمعت عبدالوهاب (إبراهيم الحربي) بزوجته خالدة (سلمى سالم) عندما يبين لها رغبته في إنجابها ولداً «يشيل اسمه» بعدما أنجبت له أربع بنات، ثم زواجه من سكرتيرته ورجوعه لزوجته الأولى والتوسل إليها بأن ترضى عنه بعد أن أنجبت ولدا له وزوجته الثانية بنتا.
مشكلة العمل أن قصته المكشوفة من البداية ونهايته أيضا وغياب الإثارة التي تشد المتابع، فهو يسير على وتيرة واحدة في الفرح مع «المط والتطويل»، وكان من الممكن اختصار حلقاته بعد استكمال تصويره خلال تفشي جائحة كورونا، فهناك مشاهد «لا تودي ولا تجيب» خصوصا مشاهد صهيب «اللي أربع وعشرين ساعة منفس» والذي لا أعلم لماذا يضرب زوجته جنات بهذه القسوة مع انه ليس مغصوبا على الزواج منها!
الحب والطلاق والخيانات تجتمع في مسلسل واحد، لكن لا بد أن يكون هناك مبرر للحب والطلاق والخيانة أيضا، للأسف أحداث المسلسل لم تظهر هذه المبررات للمشاهد حتى يعيش اللحظة مع أبطاله، فجاءت قضاياه مكررة ومألوفة جدا، وتذكرنا بمسلسلات الكاتبة القديرة فجر السعيد التي كان لها السبق في عرض تلك القضايا بشكل مركز وليس بشكل سطحي كما في مسلسل «ورود ملونة» الذي يظهر أغلب الرجال بأنهم سبب تعاسة النساء من خلال أحداثه، مع العلم أن هذا الأمر أيضا ينطبق على بعض النساء اللواتي يتسببن في تعاسة الرجال، وللأسف هذه الجزئية لم يظهرها العمل حتى يكون هناك عدل في الطرح، وعلى الرغم من دقة المخرج منير الزعبي في ملاحقة الانفعالات، إلا أنه لم يقدم مستواه المعهود في أعمال سابقة، وكان هناك شيء ناقص في توصيل الرسالة التي يتحدث عنها العمل الذي واجه تنفيذه ظروفا صعبة تؤخذ بالاعتبار.
[ad_2]
Source link