لماذا تباينت التفسيرات لخطوات تركيا بالتقارب مع مصر؟
[ad_1]
لم تهدأ وسائل الإعلام، ووسائل التواصل الاجتماعي ،على مدى الأيام الماضية في مصر والمنطقة العربية، في سعيها لتفسير مساعي التقارب، بين أنقرة والقاهرة، وذهب كثيرون في معرض تفسير ذلك مذاهب شتى، وصلت إلى حد القول بأن النظام التركي، بات يعاني الهزيمة في عدة ملفات، ومن ثم فهو يسعى للهرولة نحو القاهرة ،بعد توتر طويل في علاقات الجانبين،على خلفية عدة ملفات إقليمية، أهمها الملف الليبي.
وقد بدا أن التفسيرات المتباينة، من قبل مؤيدي المعسكرين، متأثرة إلى حد كبير، بالانتماء السياسي لكل منهما، فعلى الجانب ذهبت وسائل الإعلام بعيدا، في تفسيراتها، لحد إظهار أن أنقرة تعاني هزيمة منكرة، وأنها تتوسل لمصر، من أجل عودة علاقات طبيعية بين البلدين.
أما في الجانب التركي، ومن يدعمه من إعلام عربي، سواء داخل تركيا أو خارجها، فقد كان هنك إصرار على أن الموقف التركي، لا يتهافت على عودة العلاقات مع القاهرة، وأن ما جرى يأتي، ضمن سعي تركي لمصلحة كلا الشعبين المصري والتركي، في الحفاظ على ثروات البلدين البحرية، ضمن الصراع القائم على ثروات البحر المتوسط، وترسيم الحدود عبره.
إشارات تركية متتالية
وكانت الإشارات القادمة من أنقرة، قد بدأت في التوالي على مصر، منذ عدة أسابيع، وكان آخرها ما جاء على لسان عمر جليك، المتحدث باسم “حزب العدالة والتنمية” التركي، والذي قال الثلاثاء التاسع من آذار/ مارس، إنه وبدون الشراكة مع مصر لايمكن كتابة تاريخ المنطقة.
وقبل عمر جليك، تحدث وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، في السادس من آذار/مارس الماضي، قائلا إن مصر أبدت احتراما للجرف القاري لبلاده، خلال أنشطة التنقيب شرق البحر المتوسط، ووصف ذلك بأنه “تطور مهم للغاية”، في العلاقات بين البلدين وأضاف: “لدينا قيم تاريخية وثقافية مشتركة مع مصر، وبتفعيل هذه القيم نرى إمكانية حدوث تطورات مختلفة في الأيام المقبلة”.
أما أكثر إشارات التقارب، التي أثارت تفسيرات متباينة، وجدلا كبيرا، فقد كانت تلك التقارير، التي أكدها صحفيون وإعلاميون معارضون في تركيا، والتي أفادت بأن السلطات التركية، أخطرت إدارات القنوات المصرية المعارضة على أراضيها ، بـ “إيقاف البرامج السياسية التي تنتقد الحكومة المصرية”..
رد رسمي متوازن
وبينما كان الرد المصري الرسمي، متوازنا مع الخطوات التركية المتتالية، ذهب الإعلاميون في مصر، وأنصار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، على وسائل التواصل الاجتماعي،بعيدا في تفسير تلك الخطوة الأخيرة، حتى القول بأن تركيا ركعت أمام مصر.
وكان وزير الخارجية المصري سامح شكري، قد أكد الأحد 14 آذار/مارس الجاري، وجود اتصالات دبلوماسية مع تركيا، بيد أنه استدرك وأضاف أن “الأقوال وحدها لا تكفي” لاستعادة كامل العلاقات بين البلدين.
ونقلت صحيفة “أخبار اليوم” الرسمية المصرية عن شكري قوله: “لو وجدنا أن هناك تغيراً في السياسة، والمنهج والأهداف التركية، لتتوافق مع السياسات المصرية، ومع ما يعيد العلاقات الطبيعية لمصلحة المنطقة، من الممكن أن تكون هذه أرضية لاستعادة الأوضاع الطبيعية”.
من جانبه سارع وزير الإعلام المصري أسامة هيكل، بالرد على الخطوة التركية، المتعلقة بمطالبة وسائل الإعلام المصرية المعارضة في تركيا ، بوقف الانتقادات الحكومة المصرية، ورحب هيكل في رده بالخطوة، معتبرا إياها بادرة حسن نية تجاه القاهرة، ومتوقعا أن تتبنى وسائل الإعلام المصرية، نبرة هادئة حيال تركيا بالمثل.
تفسيرات ذهبت بعيدا
وقد بدا أن الوسائل الإعلامية المعارضة، الموجودة في تركيا، تمثل مشكلة كبيرة للسلطة في مصر، إذ أن النقاش حول التحرك التركي بشأنها، شغل مساحة كبيرة من الجدل والاحتفاء أيضا، في وسائل الإعلام الداخلية بمصر، ومعظمها يدور في فلك السلطة القائمة، حتى أنها تحدثت عن قرب إغلاق تلك الوسائل الإعلامية، والقبض على العاملين فيها وتسليمهم لمصر.
وعلى وسائل التواصل الاجتماعي أيضا، روجت بعض الصفحات الإلكترونية، من مؤيدي الحكومة المصرية لما حدث، معتبرة أنه يمثل “انتصارا للسيسي على الإخوان” وقال الناشطون على تلك الصفحات،إن الخطوة جاءت، نتاجا لأحد اشتراطات القاهرة على أنقرة، من أجل أي تقارب، كما اعتبر آخرون، أن الخطوة التركية الأخيرة تعد “دليلا على استعدادها للتخلي عن الإخوان وإغلاق منابرهم الإعلامية نهائيا”.
على الجانب الآخر، سخر آخرون على مواقع التواصل الاجتماعي، من مبالغة الصفحات المقربة من الحكومة المصرية، في الترويج لطروحات خيالية، بشأن الخطوة التركية الأخيرة، فيما يتعلق بوسائل الإعلام المصرية، المعارضة في تركيا، ورأى هؤلاء أن ما قامت به تركيا، هو نوع من البراغماتية السياسية للحفاظ على مصالحها الاقتصادية.
الرد على من ذهبوا بعيدا
وقد توالى دحض هذه الأفكار، التي روج لها مؤيدو السلطة في مصر، على لسان مستشار الرئيس التركي، ياسين أقطاي،الذي نفى بشكل قاطع، ما تردد عن اعتزام أنقرة توقيف صحفيين، ومعارضين مصريين مقيمين بالبلاد، وتسليمهم للقاهرة، أو غلق القنوات التليفزيونية المعارضة، وهو نفس ماقاله رئيس مجلس إدارة قناة “الشرق” المعارضة في تركيا، أيمن نور.
وقد عاد مستشار الرئيس التركي ياسين أقطاي، ليوضح مغزى السعي التركي للتقارب مع مصر، وليؤكد على أن كثيرين من أنصار الحكومة في القاهرة، ربما أساءوا فهم الخطوات التركية وربما تعاملوا مع تلك الخطوات، وكأنها تأتي من دولة مهزومة، وخاطب أقطاي هؤلاء قائلا في مقال منشور” من الخطأ الاعتقاد بأن الرسائل الإيجابية الصادرة عن تركيا هي دليل على أنها خائفة أو مضطرة للانفتاح على مصر”.
وبعد حديثه عن أن أنقرة، اتخذت تلك الخطوات، من أجل المصالح الاقتصادية للشعبين التركي والمصري، في شرق المتوسط، يعرج أقطاي،على التفسيرات التي حفل بها الإعلام المصري للخطوات التركية، والحديث عن شروط من أجل عودة العلاقات بين مصر وأنقرة.
ويضيف أقطاي “تتضمن قائمة الشروط المفترضة ترحيل المعارضين المصريين من الأراضي التركية، والانسحاب من ليبيا وسوريا والعراق، والتوقف عن القيام بأي أنشطة ضد المملكة العربية السعودية والإمارات، إلى جانب التخلي عما وصف بأنه الطموحات العثمانية الجديدة، وتقديم أردوغان اعتذارا للسيسي” ثم يقول “بالطبع لا يمكن أخذ هذه الأوهام على محمل الجد”.
برأيكم لماذا كان تفسيرالخطوات التركية متباينا في أوساط مؤيدي تركيا ومصر؟
وهل ترون أن التقارب قد تراجع بعد هذه الضجة أم أنه سيزداد تطورا؟
هل يمكن أن يدفع الإعلاميون المصريون المعارضون في تركيا ثمن أي تقارب بين أنقرة والقاهرة؟
لماذا ذهب الإعلام في مصر وقطاع كبير من رواد التواصل الاجتماعي إلى القول بأن تركيا قد خضعت لمصر؟
وكيف ترون ماقاله ياسين أقطاي مستشار الرئيس التركي من أن تفسيرات البعض للخطوات التركية هي مجرد أوهام؟
وماهو تقييمكم لما يقوله الجانب التركي من أن خطوات التقارب تصب في مصلحة حقوق مصر في شرق المتوسط؟
سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الأربعاء 22 آذار/مارس .
خطوط الإتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442038752989.
إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على nuqtat.hewar@bbc.co.uk
يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message
كما يمكنكم المشاركة بالرأي على الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانهاhttps://www.facebook.com/hewarbbc
كما يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال الرابط الرابط على موقع يوتيوب
[ad_2]
Source link