ما السر وراء رغبتنا الجامحة في مطالعة الأخبار السلبية؟
[ad_1]
- جيسيكا كلاين
- بي بي سي
لماذا يبدو البحث المستمر عن الأخبار السيئة ممتعا للغاية على نحو غريب؟ وهل يمكننا التخلص من هذه العادة؟.
منذ أن بدأ وباء كورونا اجتياح العالم العام الماضي، لم تتوقف الكاتبة المتخصصة في تأليف الأعمال الكوميدية إميلي برنستاين، عن تصفح الأخبار والموضوعات على شبكة الإنترنت.
فلأغراض العمل، كانت برنستاين، البالغة من العمر 29 عاما، بحاجة للتعرف على ما يُنشر على المواقع الإلكترونية الإخبارية ومنصات التواصل الاجتماعي. لكن العمل لم يكن السبب الوحيد الذي حدا بها للقيام بذلك، بل إن الأمر يعود أيضا، إلى الرغبة الجامحة في “مطالعة الأخبار السلبية على الإنترنت بكثافة”.
ولذا تعكف برنستاين، المقيمة في لوس أنجليس، على تصفح محتويات المواقع الإلكترونية ومنصات التواصل الاجتماعي دون توقف، مهما كانت الأخبار التي تتضمنها سيئة، ومهما بلغ عدد ما تطالعه في غمار ذلك، من تعليقات كتبها من يُعرفون بالمتصيدين على الشبكة العنكبوتية.
وتعلق برنستاين على ذلك بالقول: “وجدت نفسي أتصفح المواقع الإخبارية وأنا في فراشي ليلا، عالمةً أن ذلك سيضر بصحتي. فما الذي يحدو بي للقيام بذلك؟”.
السؤال نفسه يطرحه الكثيرون ممن يقومون بذلك بدورهم. الإجابة تتمثل في وجود عوامل متنوعة، تفسر السبب في قوة الرغبة التي تساورهم لقراءة الأخبار السلبية على الإنترنت، من بينها شعور الأمان الذي تبعثه المعرفة في النفوس، خاصة في الأوقات العصيبة، بجانب تصميمات منصات التواصل الاجتماعي بما يجعلها تُحدَّث نفسها باستمرار.
علاوة بالطبع على الغريزة البشرية، التي تدفع الإنسان إلى الاهتمام الشديد بما يحيط به، حتى لو كان سيئا. فالأمر يشبه – كما تقول برنستاين – عجزك عن أن “تشيح بناظريك بعيدا، عندما ترى حادث سيارة” على سبيل المثال.
وقد أكدت الدراسات التي أُجريت منذ بدء تفشي كورونا، ما قد يستنتجه المرء بشكل حدسي، من أن للمواظبة على مثل هذه العادة، آثارا نفسية سلبية. إذ ربطت هذه الدراسات بين مطالعة الأخبار التي تنشرها وسائل الإعلام عن فيروس كورونا والشعور بالقلق والاكتئاب وتزايد الفترة التي تُخصص لاستخدام الهواتف الذكية أيضا.
لذا فما الذي يدعونا لمواصلة القيام بذلك؟ وما سبب إمكانية أن يكون لهذه العادة تأثير مُسكن ومهدئ على نحو يثير الاستغراب أيضا؟ وهل من الممكن أن تكون هناك إيجابيات مفاجئة تنجم، بالفعل، عن التحديق طوال الوقت في سيل الأخبار والموضوعات المنشورة على الشبكة العنكبوتية؟.
“متعة” مطالعة الأخبار السلبية
في العام الماضي، خصص أغلبنا وقتا ما لمطالعة الأخبار والموضوعات السلبية على شبكة الإنترنت، بالتزامن مع بدء تطبيق إجراءات الإغلاق العام المرتبطة بتفشي فيروس كورونا، لكن ذلك لا يعني أن هذا السلوك جديد من نوعه. فطالما تبنى الناس عقلية “العجز عن توجيه النظر بعيدا عن حادث السيارة” التي ذكرتها برنستاين، عندما يتعلق الأمر بمطالعة الأخبار.
ولعل بوسعنا هنا الاستشهاد برأي دين مكاي، أستاذ علم النفس بجامعة فوردهام الأمريكية والباحث المتخصص في دراسة السلوك القهري واضطرابات القلق. فهذا الرجل يعتبر أن إقدام الناس على مشاهدة نشرة أخبار الساعة الحادية عشرة مساء، والتي كانت ذات تأثير مرعب في ضوء ما تتضمنه من أخبار عن كوارث وحروب، شكَّل نذيرا بإمكانية إقبالهم على تصفح الإنترنت، لمطالعة أخبار من النوع نفسه.
إذ أن مشاهدة هذه الأخبار المفزعة من موقعك الآمن كـ “مشاهد يجلس مستريحا على أريكته” ينطوي على تأثير مُهدئ. فالمرء يشعر في هذه الحالة، حسبما يقول مكاي؛ إنه يجلس آمنا مرتاحا، رغم أن “الأمور مروعة للغاية، وهو ما يعني أنه سيكون بوسعي أن أنعم بنوم هادئ الليلة، عالما (أن بمقدوري الشعور بالارتياح حيال) وضعي في هذه الحياة”.
ويشير مكاي إلى أن “مطالعة الأخبار السيئة على الإنترنت”، ربما يكون “معادلا عصريا” لمشاهدة تلك النشرة الإخبارية التي تحدث عنها سابقا. لكن الفارق يتمثل في أن الأمر هنا، لا يقتصر على مجرد نشرة تُبث في موعد بعينه وتستمر لمدة ساعة مثلا، بل أنه يتمثل في تصفح متواصل دون توقف.
وهكذا، فلم يكن مستغربا أن يعكف أُناس مثل برنستاين وغيرها، على مطالعة الأخبار على الإنترنت حتى في ساعات الليل، خلال تلك الأوقات الاستثنائية التي شهدناها في 2020، واتسمت بأنها مروعة وحافلة بالشكوك. فقد كان الناس بحاجة للمعلومات في تلك الآونة؛ فهي كانت شحيحة فيما يخص الفيروس الذي يهددهم أولا، ولأنهم باتوا عالقين بعد ذلك، في دوامة لا تنتهي من الأخبار الخاصة بهذا الوباء.
وتقول باميلا روتليدج، مديرة مركز أبحاث علم النفس الإعلامي في ولاية كاليفورنيا، إن السلوك الخاص بـ “الانهماك في مطالعة الأخبار السيئة على الإنترنت”، يعبر “بحق عن حاجة ملحة وقاهرة، يشعر بها المرء وهو خائف، وتدفعه لمحاولة الحصول على إجابات” للأسئلة التي تشغله.
إذ أنه يتعين علينا دائما في هذه الأحوال – وقبل كل شيء – تقييم ما إذا كانت المعلومات المتاحة حول ذاك الوضع الجديد الذي نمر به، تشكل تهديدا لنا أم لا. وتقول روتليدج في هذا الشأن: “إننا كبشر مدفوعون بحكم تركيبتنا البيولوجية، للتركيز على أمور مثل هذه، وهو ما تستغله الصحافة بدرجة ما، للأسف الشديد”.
العناوين والموضوعات المثيرة تجتذب القراء لأنها تبعث في نفوسهم الشعور بالخوف، وتُشعرهم بأن هناك ضرورات ما، تفرض نفسها عليهم. وتقول برنستاين إن هناك من يتصورون أن معرفة أحدث التطورات ستجعلهم قادرين على حماية أنفسهم وأُسَرِهم بشكل أفضل.
ورغم أن هذا الشعور منطقي، فإن غالبية الناس يتجاوزون في مطالعتهم للأخبار والموضوعات، القدر الذي يمكن أن يشكل مصدرا لمعلومات قيمة ومهمة بالنسبة لهم.
فبرنستاين، مثلا، بدأت ممارسة هذا العادة بقراءة الأخبار وحدها، لكن المطاف بات ينتهي بها بانتظام، إلى تجاوز ذلك، لتقرأ القسم الخاص بتعليقات القراء، على الموضوعات الإخبارية.
وتقول في هذا الصدد: “أعلم أن ذلك لن يعدو (قراءة تعليقات) أشخاص مضطربي العقل، وهم يهينون آخرين يعانون من الاضطرابات نفسها. لا أعرف حقا لماذا أفعل ذلك”.
ويعتبر مكاي أنه قد يكون هناك “تفسير تطوري ما” لهذا الأمر. فكل الحالات العاطفية التي يمر بها البشر، ظهرت نتيجة تأقلمهم بشكل أو بآخر، مع الأوضاع التي يمرون بها. لذا قد تكون الرغبة في أن نحس – عبر مطالعة الأخبار والتعليقات – بمشاعر بعينها تنتاب آخرين، مثل الغضب واليأس، مجرد أسلوب نتبعه لـ “ممارسة آليات تكيف متطورة”، قمنا ببلورتها للتعامل مع الأحداث السلبية التي تواجهنا في الحياة.
فالشعور بالخوف مثلا يضعنا في أقصى حالات التأهب، وهو أمر مفيد في المواقف الخطرة. وفي هذا الإطار، يمكن أن يشكل “الانهماك في مطالعة الأخبار السيئة على الإنترنت” – كما يقول مكاي – نهجا لـ “جمع المعلومات وتجميع الاستراتيجيات المختلفة”.
وقد فاقم اجتياح الوباء للعالم، من هذا الاحتياج المفترض للمعلومات، وللمشاعر التي تثيرها الأخبار والموضوعات الإخبارية كذلك. كما أن العجز عن التواصل سواء مع المجتمع المحيط أو مع زملاء العمل نتيجة للبقاء في المنازل، بسبب القيود التي فُرِضَت جراء الوباء، أدى إلى أن يصبح لدى الناس وقت أكبر للتصفح.
وقد أظهرت دراسة استقصائية أُجريت في ألمانيا أواخر مارس/ آذار وأوائل إبريل/ نيسان 2020 وجود صلة بين “تكرار التعرض لوسائل الإعلام ومدته وتنوعه” وزيادة أعراض الاكتئاب ومشاعر القلق سواء كانت ناجمة عن الوباء أم لا.
كما وجد باحثون من كلية دارتموث الأمريكية، أن هناك صلة بين تزايد استخدام طلاب الكلية لهواتفهم، والنزوع بشكل أكبر لممارسة سلوكيات ترتبط بالقلق والاكتئاب والركون للسكون وإيثار عدم الحركة، وذلك بالتزامن مع تفاقم المخاوف المرتبطة بفيروس كورونا في مارس/ آذار من العام الماضي.
عندما تتدفق الأخبار في رأسك
دعونا الآن نستعرض تجربة شابة أمريكية تُدعى ريبيكا لينتون (28 عاما)، مع عادة مطالعة الأخبار السيئة بكثافة على الإنترنت. إذ تقول هذه الفتاة، التي تعمل وتعيش في مدينة دنفر بولاية كولورادو، إنها تعتبر أن اللجوء إلى تلك العادة خلال فترة الوباء، مثلَّ محاولة “لاكتشاف ما الذي يمكن أن يحدث تالياً”.
فبعدما تلاشى الإحساس الذي ساور لينتون في الفترة الأولى من تطبيق إجراءات الإغلاق، بـ ” اضطرارها للبقاء بداخل المنزل، وبأنه بات بمقدورها ممارسة الأعمال اليدوية التي تهواها طيلة الوقت”، وجدت هذه الفتاة نفسها تستخدم كل المصادر المتاحة للأخبار المتعلقة بفيروس كورونا والحجر الصحي وغير ذلك من الأمور.
وفي كثير من الأحوال، وجدت نفسها غارقة حتى الآذان في ممارسة عادة مطالعة كل الأخبار المتعلقة بالفيروس، لأنها كانت تحاول العثور على إجابة لسؤال بعينه، بخصوص تطورات تفشي الوباء. لكن هذا لم يكن يقودها، إلا إلى قراءة زوايا أخرى مختلفة عن الموضوع نفسه.
المفارقة أن ذلك كان يفضي إلى إثارة أسئلة جديدة تماما، تشعر لينتون بالتبعية، أنها تحتاج إلى العثور على إجابات لها، وهو ما يطيل أمد انهماكها في “التصفح السلبي للإنترنت”، ويخلق تدفقا ذاتيا مستمرا، لذلك النوع من الأخبار.
وتقول عالمة النفس جَيد وو إن ممارسة هذا السلوك، الذي يجعل المرء بشكل ما فريسة لسيل لا يتوقف من تلك الأخبار السلبية، يمكن أن يبدو شبيها بشكل كبير، لما يُعرف بـ “اضطراب القلق العام”. فإصابتك بهذا “الاضطراب”، يجعل رأسك يتحول إلى ما هو أشبه بالصفحة الرئيسية لحسابك على تويتر، لكنه يضم قائمة بالمخاوف وبواعث القلق التي تساورك، بدلا من التغريدات المعتادة.
وتشير وو إلى أن الإصابة بهذا النوع من الاضطرابات النفسية، ترتبط بالمعاناة من مشكلات مثل التوتر العضلي والإرهاق والاكتئاب، وهو ما يجعلها تتوقع أن تحدث تأثيرات مماثلة، لمن اعتادوا الانغماس في مطالعة الأخبار السلبية عبر الإنترنت.
وتقول وو إن ممارسة هذه العادة، أشبه بأن تتدرب على أن يصبح لديك “اضطراب القلق العام”. وتوضح رؤيتها في هذا الشأن قائلة: “إذا كنت تمارس العدو يوميا، فسيؤثر ذلك على عضلاتك. وكذلك إذا كنت تنغمس في مطالعة الأخبار السلبية كل يوم على الإنترنت، فسيُخلّف ذلك تأثيرا على عقلك وحالتك النفسية”.
من جهة أخرى، يشبه الانغماس في سلوك مثل هذا، السلوكيات الخاصة بالمقامرة. فأنت لا تتصفح المواقع الإخبارية للاطلاع على الأخبار السيئة وحدها، وإنما للبحث عن أي شيء مبهج أو ملهم أو يدعو للتفاؤل أيضا. وتقول وو في هذا السياق إننا “ندمن فكرة أن ثمة إمكانية لوجود أخبار جيدة في الأفق”، أو حتى فرصة لمصادفة مقطع مصور، يُظهر مثلا جروا لطيفا، لكي يبعث ذلك في قلوبنا، قدرا من الراحة المؤقتة.
“العالم الواقعي بعيدا عن الإنترنت لا يعج بالمتصيدين وحدهم”
إذا، كيف نتوقف عن ممارسة عادة الانغماس في مطالعة الأخبار السلبية على مواقع الإنترنت، إذا كانت تشكل إدمانا مماثلا لإدمان اللعب على ماكينات القمار، وفي ضوء كونها مضرة، على الأرجح، بالصحة العقلية لكل منّا؟
تؤكد روتليدج هنا أن الوعي بطبيعة هذه العادة، يشكل الطريق الأمثل للإقلاع عنها. فمن شأن تعرفك على مقدار الوقت الذي تكرسه لها، تمكينك من تحديد مدى نزوعك لمثل هذا التوجه السلبي، والخطوات التي يتعين عليك اتخاذها لتغيير هذا الوضع.
وتنصح هذه السيدة، باستخدام جهاز مُؤقِت للتعرف على مقدار الوقت الذي تستخدم خلاله هاتفك، وأن تحدد لنفسك وقتا خلال الليل تكف فيه عن استخدام الهاتف، أو أن تطلب من شريك/شريكة حياتك تذكيرك بضرورة إيقاف تشغيله.
وتقول لينتون إن الاقتراح الأخير مفيد بالنسبة لها، فلأن شريك حياتها ينغمس هو الآخر منذ العام الماضي، في مطالعة الأخبار السلبية على الإنترنت، فإنهما ينخرطان في تشجيع بعضهما بعضا، على دعم الجهود التي يبذلها كل منهما، للتوقف عن ذلك.
أما برنستاين فتقول إنها وجدت أن الحل الأمثل بالنسبة لها، هو الابتعاد عن شبكة الإنترنت بشكل كامل، وأن تنخرط في أنشطة أخرى مثل المشي مثلا، وإدراك أن “العالم الواقعي البعيد عن الشبكة، لا يعج بالمتصيدين وحدهم”.
هل نشهد مستقبلا حافلا بمطالعة الإنترنت بحثا عن الأخبار الجيدة؟
ويقول الأستاذ الجامعي في علم النفس دين مكاي إنه طالع قبل وقت ليس بالبعيد تقريرا يشير إلى أننا بصدد بدء “أحلك فترات الوباء”. لكن هذا التقرير كان منشورا – كما يوضح مكاي – بجانب أخبار من قبيل “إليك عدد اللقاحات التي تم طرحها”. ويعني ذلك – حسبما يقول – أنك تجد لديك فجأة “ما يجعل الصورة أقل قتامة”.
ومن هذا المنطلق، يبدو تشبيه تصفح الشبكة العنكبوتية باللعب على ماكينات القمار مقبولا. فربما كان من يمارسون عادة مطالعة الأخبار السيئة على الإنترنت، لا يقصدون في الأساس، البحث عن المزيد مما يجلب الاكتئاب والعذاب، بل يسعون إلى تصفح الشبكة للعثور على أخبار جيدة تبعث في نفوسهم الأمل.
لكن يوما من ممارسة هذا “التصفح الإيجابي” للإنترنت لن يستطيع بالضرورة أن يمحو أو يبطل أثر، ما أحدثته شهور من “التصفح السلبي” للشبكة، وما خلّفه ذلك من أضرار، على صحتنا العقلية.
ومع هذا، لا يجب أن نقلل من أهمية إدراكنا لفكرة أن تصفح الإنترنت بحثا عن أخبار جيدة، يجلب لنا السعادة، إذ أن ذلك قد يساعدنا، على أن نكون أكثر وعيا بالكيفية التي تتأثر بها حالتنا العاطفية، بسلوكياتنا على الشبكة العنكبوتية، وهو ما تعتبر روتليدج، أنه يشكل مفتاح تغيير هذه السلوكيات.
وحظرت لينتون الأشخاص الذين أدركت أن منشوراتهم، التي تظهر على حساباتها على منصات التواصل الاجتماعي، لا تضيف معلومات ذات قيمة لها. كما أنها تحاول انتقاء ما يظهر على حسابها على موقع “إنستغرام”، ليقتصر على ما يرد من الحسابات التي تنشر محتويات ذات طابع إيجابي أكبر؛ من ذاك النوع الذي يجعلها تشعر بأحاسيس إيجابية، وهي تتصفحه.
وفي نهاية المطاف تقول برنستاين: “أعتقد أنه من غير الواقعي القول إن الوباء سينتهي، وأنني لن أمارس (التصفح السلبي للإنترنت) ثانية أبدا. فأنا أحسب أن هذه الأمور ستتقلص. لكن ذلك سيمثل شيئا – كما أدركت – يتعين عليّ، أن أبذل جهدا لتحقيقه”.
[ad_2]
Source link