تعرف على تطور بدلة الرجال على مر الزمن
[ad_1]
عادة ما تحظى ملابس النساء بالاهتمام كله، لكن هذا لا يعني أننا ينبغى أن ننسى ملابس الرجال بشكل كامل.
في الواقع، البدلة الرجالي المتواضعة وتعد من أصعب الملابس صنعا في عالم الموضة، شهدت تغيرات لا حصر لها على مر السنين.
اختراع البدلة في وقتنا الحاضر غالبا ما يعود الفضل فيها إلى بو بروميل، وكان رجلا ثريا متأنقا عاش في بدايات القرن التاسع عشر.
وشجع المجتمع الراقي على التخلص من المعاطف السوداء المنسدلة والشعر المستعار، لصالح خياطة ملابس أكثر انسيابية وبساطة، على غرار الأسلوب الذي نعرفه اليوم، بالرغم من وجود معاطف رجالية، وأحذية ركوب الخيل، وربطات العنق.
ومنذ ذلك الوقت، أصبحت البدلة الرجالية عالما قائما بذاته. إن الظهور بمظهر تم تصميمه حسب الطلب بشكل كامل قد لا يكون حدثا يُمارس يوميا عند الكثيرين منا.
فلقد تخلى معظم الرجال عن ارتداء السترات الطويلة بحلول أوائل القرن العشرين، وهكذا طرأت تغيرات كثيرة على شكل البدلات مع مرور الوقت.
بيكي بلايندرز
وقد تكون مطلعا على البدلات الثقيلة التي كانت تشهد رواجا في أوائل القرن العشرين من المسلسل التلفزيوني البريطاني الذي يحظى بالشعبية “بيكي بلايندرز” (مسلسل بريطاني بوليسي). لقد شارك تومي شيلبي وإخوانه في هذا المسلسل بملابس نموذجية كانت سائدة آنذاك: بدلات من ثلاث قطع، مصنوعة من مواد ثقيلة شبيهة بملابس العمال.
وكانت ثمة ملابس مصممة لتكون نفعية إلى حد ما، مع سترات ضيقة ذات ألوان غير براقة، مثل اللون الأسود أو اللون الأزرق الداكن، أو اللون البني الداكن.
العشرينيات الصاخبة
وفي الوقت الذي تمسكت فيه الطبقات العمالية ببدلات شبيهة بالبدلات التي ظهرت في مسلسل بيكي بلايندرز خلال عشرينيات القرن العشرين، كان الوضع مختلفا بالنسبة إلى الأشخاص الذين يملكون المال.
لقد اتسم هذا الزمن بالإفراط في كل شيء، لهذا فإن البدلات ذات الألوان الباهتة لن تفي بالغرض المطلوب. إذ يلبس الرجال بشكل متزايد بدلات السهرات مع صدريات بيضاء خلال الحفلات، أو البدلات المصممة حسب المقاس المصنوعة من مواد أكثر نعومة وتكلفة خلال اليوم. وفي الفترة الزمنية بعد الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية، كانت الموضة وسيلة للتباهي بمقدار المال الذي يملكه الشخص.
البساطة خلال الأربعينيات
وكان لا بد من حدوث تغيير عندما قامت الحرب العالمية الثانية. كان الصوف غير متوفر بشكل كاف، ولهذا فإن القائمين على صناعة البدلات بدأوا في اختبار تقنية المزج بين الأقمشة. ولقد اتجهت الأساليب المتبعة إلى تقليص تكلفة الإنتاج، وكانت الألوان تميل إلى السواد، أو كانت الأنماط الدقيقة ذات طرز متعرجة.
وبالرغم من أن البدلات كانت تُصنع على المقاس، فإن السروايل لم تكن شبيهة بتلك الضيقة التي اعتدنا عليها اليوم. لقد كانت فضفاضة نسبيا، مع وجود تجعيدة مكوية وحادة في أسفل السروال.
بدلات زوت
صيحات الموضى نادرا ما تكون مرتبة ترتيبا زمنيا بشكل دقيق. وبينما شهدت الأربعينيات من القرن العشرين مزيدا من البساطة في خياطة الملابس، فإنها شهدت أيضا إقبالا متزايدا على بدلات زوت.
كل شيء يتعلق بهذه الموضة كان مبالغا فيه: أرجل السروال كانت منتفخة ومثبتة في الأسفل، وطيات صدر السترة واسعة والكتفان مبطنان باتجاه الأعلى، ويكتمل المشهد بقبعة كبيرة وحذاء لامع.
لقد بدأ المشوار في حي هارلم خلال الثلاثينيات من القرن العشرين، إذ كانت صيحات الموضة تحظى بشعبية عند الأمريكيين من أصول إفريقية والمجتمعات المحلية من أصول لاتينية، وتحولت إلى قضية ساخنة ومثيرة للجدل في الأربعينيات من القرن العشرين. وبالنظر إلى أن بدلات زوت تتطلب مواد كثيرة لصنعها، فإن تيارا رئيسيا أدان هذا السلوك باعتباره غير وطني بسبب النقص الذي حصل خلال الحرب.
لقد أصبح هذا الأسلوب غير قانوني في بعض المناطق من الولايات المتحدة، وحدثت أعمال شغب في عام 1943، عندما استُهدِف الجنود والبحارة الأمريكيون من أصل مكسيكي في مدينة لوس أنجليس وهم يرتدون بدلات زوت.
لقد أصبحوا رمزا للاحتجاجات أو التمرد. وقالت المؤرخة كاثي بيس: “بالنسبة إلى أولئك الذين لا يمتلكون أشكالا أخرى من الرأسمال الثقافي، يمكن لصيحات الموضة أن تصبح وسيلة للحصول على فضاء خاص بك”.
رجال مجانين
بعد موجة البساطة التي سادت خلال الأربعينيات من القرن العشرين، شهدت الخمسينيات والستينيات ظهور بعض الأشكال الجديدة من البدلات. لقد كان ذلك زمن “دون جرابر” و”ماد مان” إذ كان يتعين على رجال كثيرين ارتداء بدلة عند الذهاب إلى العمل.
وكانت أساليب الموضة تراعي حسن المظهر والمقاس المناسب، إلى جانب ربطات عنق قصيرة وصدرية من حين لآخر. وكان هناك مزيد من الفرص للتلاعب بالأنماط والألوان، من الألوان الفاتحة إلى نسيج براق.
ملهى ليلي في السبعينيات
تغيرت الأمور مرة أخرى خلال السبعينيات عندما كانت الحيوية هي السر. وكانت الألوان زاهية ومتوحشة، وطيات صدر السترة ضخمة، وكانت الخصور مرتفعة. وهذا يحيلنا إلى الدور الذي لعبه الممثل الأمريكي جون ترافولتا في فيلم “Saturday Night Fever”.
شهدت البدلات اختبارات أكثر من أي وقت مضى، مع سيطرة للأنماط، والألوان.
كبيرة الحجم
بعد موجات الإفراط التي سادت في السبعينيات، شهد ارتداء البدلات بعض التراجع. وما عدا ارتداء البدلة ذات اللون الفاتح من حين لآخر، والتي كانت تقتضي طي الأكمام في الثمانينيات، شهد هذا العقد والعقد الذي تلاه (التسعينيات من القرن العشرين) مزيدا من الأنماط العادية: إذ أصبحت الألوان قليلة وباهتة، ولم يعد ثمة إقبال على الخياطة.
وخلال هذا الوقت، كانت البدلات في الغالب كبيرة الحجم كما أنها بدت مشوهة. لم يكن هذا بالضبط هو الوقت الأنسب لموضات الرجال، وخصوصا أن المظاهر كانت مقترنة بربطات عنق عريضة لتكون غير تقليدية.
البدلة اليوم
لحسن الحظ، أصبح الرجال على دراية بدور الخياطة التي يتعاملون معها، ومن غير المرجح أن تقع عينك على بدلة فضفاضة وغير مناسبة على البساط الأحمر. ومن عام 2000 إلى عام 2009، أصبحت البدلات أكثر بساطة، وأكثر أناقة، وأكثر انسيابية.
وفي السنوات الأخيرة، بدأ الرجال في إضفاء خصوصياتهم على أعمال الخياطة . ويكفي أن نذكر مايكل جوردان وهو يرتدي حزاما على البساط الأحمر صنعته شركة الموضة الفرنسية لويس فييتون ، وتيموثي شالاميت في سترة رياضية وقميص ضيق، وشادويك بوسيمان في بدلة وردية تميل إلى الشحوب أو أندرو سكوت وهو يرتدي بدلة حمراء جديدة.
وخصوصا أن صيحة الموضة أصبحت أكثر انسيابية من حيث الجندر، يبدو أن خيار ظهور أشكال جديدة من البدلات أصبح متاحا أكثر من ذي قبل.
وقد تشعر دور الخياطة بأنها لا تزال بعيدة عن تخفيف الإجراءات المتعلقة بالوباء والتي اعتدنا عليها، لكن من يدري بمآلات الأمور؟ ربما يميل المؤشر إلى الجهة الأخرى ونحن نعود إلى الوضع الطبيعي، وآنذاك ستعود البدلات إلى سالف عهدها لكن بروح انتقامية.
[ad_2]
Source link